الجمعة، 30 نوفمبر 2012

شباب الثورة على عتبات حوار"البنادق والعُكف "


محمد سعيد الشرعبي:
بالتوازي مع سباق محموم بين اطراف وأفراد على ابتلاع حصتهم في مؤتمر الحوار الوطني وكأن ثورة 11 فبراير لم تعم البلد وتواصل اقتلاع اركان النظام ومخالبه من جسد الدولة،اثارت انباء تحديد نسبة شباب الثورة بـ 40 عضوا من قوام الاعضاء المقرر مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني،جدلا ونقاشات ساخنة بين شباب الثورة عن شرعية الجهة المخولة في اختيار ممثليهم،رغم قناعتهم بتوزيع حصة الشباب على اطراف الحوار.

وفي ظل تلك القناعات الشبابية من الحوار،يناقش شباب الثورة بدون استثناء جدوى مشاركتهم في مؤتمر الحوار من عدمه في ظل بقاء البلد  رهينة لماضي المخلوع ومخططاته  في وأد الحلم اليمني بروح انتقامية من الثورة السلمية بهدف عرقلة انطلاق البلد الى المستقبل ،والمؤسف حدوث ذلك على مرأى ودراية رعاة مبادرة الانتقال السلس لـ"طائر الخراب" من مهزلة "الرئيس " العابث الى فوضى "الزعيم" البغيض .

كما يسرد شباب الثورة مخاوفهم  من التورط في الحوار كديكور يشرعن قبح كثير من الاطراف المشاركة في مؤتمر حوار"البنادق والعُكف "،معتبرين سلبية التهيئة والتحضير للحوار بذات الادوات والكيفية السياسية القديمة موشرات مسبقة عن فشل الحوار في الوصول الى الآمال التي يتطلع اليها جميع الاطراف ،منها تقديم حلول جذرية لأبرز القضايا التي تعصف بحاضر البلد،وتهدد الوحدة الوطنية.

كما يعتقد الشباب عدم نجاح اطراف الحوار في تحديد ملامح دولة المستقبل بفعل تغييب  مطالب شباب  الثورة في مسودة  قضايا مؤتمر الحوار،معتبرين توالي تبعات استمرار انقسام مؤسستي الجيش والأمن دليل على صحة اعتقادهم بفشل الحوار بفعل مخططات قوى النظام السابق بدفع البلد الى هاوية الاحتراب والتشردم .

ويتفق شباب الثورة السلمية على مخاطر تأجيل قرارات اقالة ابناء المخلوع من مناصبهم العسكرية والأمنية دليل على مهزلة الحوار تحت رحمة مدافع جيش منقسم ،كما يجمع الشباب ـ في نقاشتهم ـ على رفضهم لتعمد عدم ادراج مطالبهم المشروعة الى مسودة القضايا المدرجة في جدول اعمال مؤتمر الحوار الوشيك تدشين اعماله في الايام المقبلة.

لهذا،يشدد شباب الثورة على حقهم بفرض قضاياهم ومطالبهم قبل الدخول في مؤتمر الحوار،كما يطالبون بنسبة تمثيل عادلة تمكنهم من مشاركتهم الفاعلة في صياغة ملامح الدولة المدنية المنشودة في مؤتمر الحوار،كونهم القوة الضاربة التي اطاحت بنظام علي صالح المعنية بالمستقبل اكثر من اي قوى اخرى،وتجاوزها يفقد مؤتمر الحوار الفاعل الوطني الأبرز والقادرة على قلب طاولة الحوار على الجميع .

في نهاية القول،لا يستطيع حزب او طرف داخلي او خارجي انكار دور شباب ثورة 11 فبراير وتضحيات قوى الثورة السلمية في خلق فرصة سياسية غير مسبوقة لوضع حل ناجع يوقف نزيف الوطن من مشاركة كافة القوى في صناعة التحول التأريخي في البلد.

ليست هناك تعليقات: