السبت، 3 نوفمبر 2012

تعز .. ضنك "الحرس القديم"


محمد سعيد الشرعبي
" اللهم لا تجعلني ( ريموت ) كنترول لأي حزب سياسي ، ولا تجعلني من عبيد ومرتزقة بلاط شوقي هائل ايضا " ، بتعبير الزميل محمد البذيجي في منشوره على صفحته بالموقع الإجتماعي facebook ،استهل مقالي هذا عن مدينتنا التي تنهشها مخالب الماضي والحاضر على مرأى محافظها عجز عن مغادرة  مخاوفه كتاجر لكسر عظمة الواقع المعيق لإنقاذ تعز كشخص جدير بإدارة المحافظة ...
قبل نصف عام ،اتفقت اراء أكثرنا على شخص المحافظ الجديد ،فأتثبت  لنا الايام لن أقول عكس ذلك ،لكن تراخيه على مسئولياته في حسم أكثر ملف ومشكلة  تنتظر إرادته ،ابرزها انفلات أمني ،وتردي خدمي وتنموي يعم الريف والمدينة ،تجعلني منتقدا مزعجا للمحافظة و مطبليه ،ورغم ذلك ،سأدلي برأي  بتجرد ودوافع حريصة على انقاذ المحافظة بعيدا عن الخوض في معارك الدفاع والهجوم المشتعلة في المشهد التعزي ..
تعيش تعز واقعا مأساويا لا يحتمل أي تبعات اضافية لأي صراع عبثي و معارك هامشية لها علاقة بالماضي،وليس بيد أحد سلطة لإنقاذها سوى المحافظة وسلطة محلية جديدة تعمل على انقاذ المحافظة من الانفلات الامني وتحسين الخدمات وإحداث انعاش تنموي ،يسهم في ابعاد تعز عن مشاريع  العنف السياسي والمذهبي الوافد على المحافظة عبر ابنائها الذين يتوالى سقوطهم الى جحيم مشاريع المركز "المدنس " ...
نشدد دائما على تذكير من يهمهم أمر تعز وفي مقدمتهم شوقي هائل بخطر ترك تعز وشأنها في لحظة يدفع بها الى معارك  تأكل نارها كل تطلع للخلاص من غول الماضي المستفيد من اشتداد اشتعال المحافظة في اتون حرائق لا تنتهي ،والأخطر في الأمر مؤشرات سيئة تشير الى قرب تحول المحافظ  كطرف في معركة خاسرة  يستفيدون من يدفعون به كواجهة لهم في معارك عبثية تستفيد منها مخالب الماضي المحيطين بالمحافظ من كل اتجاه ،وكلنا يعرف بأنهم منظومة بربرية زرعها رأس الحكم السابق لتدمير تعز ومشروعها المدني عبر أداة محلية فاعلة في تنفيذ احقاده بحق تعز وأهلها ..
بعيدا عن كل ذلك ،كان حريا بالمحافظ استيعاب استمرار وتفاقم السخط الشعبي  المتفاقم نتيجة بقاء كثير من المفسدين والقتلة في مناصبهم ،واعتقد لو اسعفته خبرته في تفهم سخط الناس لما تأخر يوما واحد عن التنسيق مع الرئيس ورئيس الحكومة لإقالة من اينعت رؤوسهم في مؤسسات الدولة ،حينها فقط ،بمقدوره تدشين مرحلة العمل لإنجاز الأولويات الامنية والتنموية والتعليمة والصحية وغيرها  بدلاً من البحث عن اعداء وشماعات لتبرير نصف عام من الفشل ..
اقول ذلك واشعر بخيبة امل كبيرة  من دوران عجلة الايام على تعز بهذا الإنحدار بقيادة شوقي هائل ،ومع مرور الوقت سيدرك المحافظ وشرفاء المحافظة وطأة ترديد وعود بعيدة عن واقع رث ،سيفشل المحافظ من انجازها،،نظراً لاعتماده على ادارة فاسدة ،معظمهم متورطين بقضايا فساد واستغلال وظائفهم منذ سنوات ،وحديث المحافظ عن معايير لنيل الوظيفة في ظل بقاء هذا اللوبي مجرد استخفاف بعقول الناس ..
ابقاء تعز  تحت قبضة سياط و شفرات الماضي مغامرة فادحة يتحمل مسؤولياتها المحافظ الجديد،وبالمناسبة ،نصف عام من  تهويش شوقي هائل على هموم تعز ومشاكلها ،يزيد من خيبة ظن  مؤيدي شوقي قبل خصومه قدرته على طمأنة الناس  بإمكانية خروج  المحافظة من رحم  الفوضى والتردي  في عهد شوقي بفترة قياسية على جهل تام من قبل المتوهمين لخوارق الرجل ..
ليست مُشكك  بقدرات محافظ  صاعد من ادارة التخطيط في محلي تعز  _ ومنحدر من عائلة تجارية عريقة وتمتلك رصيد مشرف في العمل الوطني _  ، لكن مؤشرات نصف عام مخيبة لأي اعتقاد بإمكانية تحقيقه للحد الأدنى من وعوده _ وبعيدا عن  معاييرنا كصحفيين في الحكم على نجاح او فشل المحافظ _ ،فحالة الانفلات الأمني في المحافظة  _رغم تعيين مدير جديد للأمن _ ،ومؤشرات تردي الخدمات الطبية والتعليمية _ رغم تمسك المحافظ بهم  _ ،تأكيد على بدايات فشل ذريع للمحافظ _ ولو كنت شخصيا _ لا اتمنى له فشله ،رغم اطلاعي على سيطرة الحرس القديم سيكون سبب فشله الذريع  .. !!
المؤلم لأي انسان حريص على منازلة تعقيدات واقعنا الملوث لأي بادرة لإنقاذ المحافظة بجهود ابنائها ومحافظها ( المُكتف بمخاوفه) ،يواصل وباء حمى الضنك في حصد ارواح سكان مدينة تعز ومديريات الريف وليس آخرها وفاة والدة زميلنا العزيز فيصل الذبحاني متأثرة بحمى الضنك ومن قبلها عمار الكناني وأشرف السروري وغيرهم عشرات من سكان مدينتا _ يرحمهم الله _ ، يغادرون المستشفيات الى مثواهم الأخير دون معرفة وسائل الإعلام عن اسباب وفاته شيئا ..  ألا تستحق  المأساة  اقالة مدير مكتب الصحة والسكان عبدالناصر الكباب ؟

 الجانب اللافت  خلال نصف عام على تولي شوقي هائل منصب المحافظ ،قدرته وطاقته على جذب الانظار فقط  من خلال ابتكار فرقعات اعلامية آنية تحتال على الوعي العام ولا تحدث اثر على الأرض  _وللأسف _ تذكرنا فرقعات شوقي هائل بفرقعات وألاعيب سابقيه من المحافظين ،فكيف يستعيد الناس ثقتهم بمحافظ شوقي يعتمد على  ادارة فاسدة وغير مرغوب بقائها تستحق الرحيل في ادارة محافظة لن يقوم لها قائمة  بوجودهم معه في المرحلة الانتقالية ..
مهما كانت نوايا المحافظ في اخراج تعز من واقعها المخيف عليه الاقتناع بأنه ما  تحسن خدمي و تقدم تنموي او تحسن خدمي او استقرار امني سيأتي في بقيت زمام الفعل الإداري تحت سيطرة المفسدين واللصوص،،باعتبار مأساة المحافظة منذ عقود مرتبطة  بدرجة رئيسة بمنظومة ادارة فاسدة وإجرامية  واجتماعية مسيطرة على مؤسسات ومكاتب الدولة حد اليوم ،لهذا وغيره ،لن يجدي مع هولاء سوى الإقالة .. فهل يستطيع شوقي هائل فعل ذلك ؟؟
اعتقد بأن المحافظ المُكتف بمخاوفه ،سيظل رهن سيطرة منظومة الفساد والإجرام ،وسينتهي به الأمر الى الفشل ،لذا من الواجب عليه سرعة مدراء مكاتب الصحة العامة السكان والتربية والتعليم ،ومن يرى ضرورة لتغييره ،وعودة الى وقعنا المعاش بالمحافظة بحاجة تعز لمدير امن قوي يستطيع ايقاف حالة الإنفلات الأمني ،ويردع كل متورط او متسبب في الانفلات الأمني ،واعتقد بأن اي توجه من هذا القبيل سيحظى بمساندة وتأييد ابناء المحافظة ،ولن يتجرأ احد على التصدي لأداره الدولة المعبرة عن ارادة  وتطلعات الناس .
نصف عام مر على شوقي هائل بمنصبه ولم يأتي بجديد سوى ملاحقة اصحاب العربيات ،وفوق ذلك حزمة وعود حالمة في نظر من يقرأون واقع تعز كما هو بتعقيداتها المعيقة لأي توجه جاد للمحافظ أن وجد ،و ما من حل لإنقاذ تعز سوى بشجاعة شوقي هائل على قلب الطاولة على المنظومة السرطانية المسيطرة على تعز ،وفي ذات الوقت التفرغ لإعادة الاعتبار لمحافظة مصابة بمنظومة سرطانية محلية _ اسلفنا ذكر مكامنها _  تستدعي  الاستئصال قبل تسرطنه وتحوله الى عاهة   كمن سبقوه عاهات اصيبت بها تعز  من قبله  .. 

ليست هناك تعليقات: