الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

شيوخ المشترك في عمق التحدي


 محمد سعيد الشرعبي
رغم تحفظاتهم ومراوغاتهم ، ظهر شيوخ ابرز احزاب اللقاء المشترك في حلقة حوارية في عمق واقعنا السياسي المعقد والمضطرب ،وبعيدا عن الشطط،لقد كانوا اقرب من الصدق في تشخيص المرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها بلدنا،وما تشهده من تحديات مختلفة في مرحلة انتقالية حساسة ولدت نتيجة للتسوية السياسية التي اختارها المشترك كمخرج سياسي لإبعاد البلد من مخططات الرئيس المخلوع كما يقولون ويبررون ذهابهم الى المبادرة كطرف رئيس بأسم الثورة .

وبلا شك،تظل الثورة السلمية كخيار استراتيجي لقوى الثورة ومنها المشترك رغم التزاماته السياسية في واقع الأمر،وهذا ما يؤكد استمرار الثورة كونها المشروع الحضاري الوحيد ،ورغم ما يعترض طريقا ،لقد ساعدت الثورة السلمية على انفتاح الافاق السياسية على مختلف القوى ،و هيأت البلد والسلطة الراهنة للدخول في حوار جاد حول المطالبات المشروعة وغيرها لوضع حد للمخاطر التي تهدد حاضر ومستقبل البلد ،وبفعل استمرار شباب الثورة بفعلهم الثوري حتى النصر المنشود للثورة السلمية .

والاهم في حوارهم في برنامج " في العمق " وحدة مواقفهم من عديد من القضايا العاصفة بحاضر البلد وسط محيط مضطرب يمنع اطراف الوفاق من الوصول بالحلم اليمني الى واقع افضل قبل الدخول في مؤتمر الحوار نتيجة لإستمرار تأثير المخلوع وأبنائهم ورموز نظامه في عرقلة كل توجه سياسي او ثوري لإنقاذ البلد مستندين على الحصانة الممنوحة لهم مقابل خروجهم من المشهد السياسي وفقا لما نصت مبادرة انتقال السلطة.

الملفت والمثير للاستفهام،حديث قادة المشترك بثقة عن شباب الثورة دون استثناء _ للشباب غير المنتمين حزبيا للمشترك او لأي طرف _ في مواقفهم الضبابية من حق شباب الثورة في العمل السياسي والشراكة مع بقية قوى ومكونات العمل السياسي ،كون غياب الشباب عن الواقع السياسي في ظل استمرار تأثيرهم بالتفاعل الثوري الراهن نتيجة شعورهم بأهمية وضرورة تحقيق اهداف الثورة التي لم تنتصر بعد !

قد يكون لدى قادة المشترك حق في استعلاء نظرتهم للشباب كقوة جديدة ستنتزع وجودهم غصبا عن الجميع بفعله ثوري سلمي رغم غياب مكون واحد يجمع شباب الثورة ،وهذا ما يتعلل به الساسة ورعاة المبادرة الخليجية عندما يستعصي عليهم منح الشباب حقهم المشروع بالمشاركة السياسية والسلطة ،وكطرف رئيس في صناعة المستقبل .

وبقراءة عاجلة لمضامين حديث شيوخ المشترك ،يمكن لأحدنا الخروج بعناوين واضحة وعريضة عن مستقبل المشترك ،وعلاقته بشباب الثورة كقوة انتزعت مشروعية وجودها بقوة الفعل الثوري السلمي،كما يستشف من حديثهم عمق التحديات وكثرة التي تعترض قطار التغيير الانتقالي في ظل تمسكهم بالفعل السياسي كمخرج وحيد لإنجاح الثورة في ظل تأكيدهم أهمية استمرار الفعل الثوري الذي يريدون ان يعزز من دورهم كأطراف سياسية معنية بالانتقال السلمي للسلطة وفقا للمبادرة الخليجية .

ليست هناك تعليقات: