محمد سعيد الشرعبي
تحل ذكرى خروج مئات من شباب الثورة 11 فبراير بمسيرة
سلمية راجلة من ساحة الحرية في تعز في تصعيد ثوري غير مسبوق دفع بالالآف من شباب الثورة
على امتداد خط السير من تعز الى صنعاء للمشاركة في رحلة الحياة مشيا على الاقدام نحو
رافعين شعرات الحياة وهتافات النصر لحلم الثورة المغدور في " خزيمة " يقال
لها عاصمة .
ما ان وصلت الحياة الى مشارف العاصمة،هب ملايين اليمنيين
لإستقبال رسل الحياة القادمين على صهوات اقدامهم
الطاهرة من اولى ساحات الثورة "ساحة الحرية "ومن معهم من المنظمين
الى طوفان المسيرة التأريخية الذين استجابوا
لنداء الحياة منذ انطلاق مسيرتها الراجلة من قلب الثورة في الـ 20 ديسمبر 2011،ولن
تتوقف مسيرة الحياة في اذهاننا والثورة مستمرة
الى أن يُعلن يعلن شباب الثورة : انتصار الثورة
.
حتما ،تنتصر ايستجيب القدر حين يريد الشعب الحياة،وبفشل
قوات القتل وبلاطجة الاجرام من قتل احلام مسيرة الحياة في البوابة الجنوبية للعاصمة
صنعاء،انتصرت ارادة الشعب في مسيرة حياة راجلة غير مسبوقة بعدد المشاركين فيها ومعانيها
الحضارية،مبطلة آخر محاولات اختبار القوه في مواجهة الشعب وسلمية شباب الثورة الذين
اصابتهم مسيرة الحياة بمقتل برصاصة الصدى الحضاري والإنساني للمسيرة ثورية ،ستتوج بإلقاء
زعيم عصابة الحكم وكافة اركان حكمة الى مزبلة
التاريخ طال الزمان او قصر ..
يعد شباب الثورة لإحياء الذكرى الأولى لمسيرة الحياة
التاريخية التي قدم من خلالها شباب الثورة في هذه الايام الف رسالة اصرار و تحدٍ سلمي
لأعداء الحياة،خلافا لتوقعات الكثيرين يومها،استطاع الثوار من ادهاش الداخل والخارج
بمسيرة راجلة كسرت حواجز الخوف واليأس والكسل في نفوس الناس،والأعظم
من ذلك،اثبات المشاركين بمسيرة الحياة ارادة الشعب خارج كواليس السياسية ،وتأكيد سلمي
غير مسبوق على وجود شباب الثورة كقوة رئيسة
لا يمكن تجاوزها في واقع اليمن الحديث .
نعم ،لم يخرج رسل مسيرة الحياة ومن لحق بهم من ابناء
اليمن الى النزهة او لتخفيف الوزن بالمشي على الاقدام ،لكنها كانت مسيرة غير مسبوقة
في العالم العربي ،خرج بها شباب ثورة 11 فبراير لإستعادة الثورة السلمية من تابوت التسوية
لسياسية،وقبل ذلك انقاذ الثورة من اعداء الدولة المدنية وتحرير البلد من مغتصبي الحكم
والحلم،ومُعسكري الحياة في إرجائها ومدمري
الأمن والاستقرار في ريفها والحضر .
ولأن مسيرة الحياة كانت ولازالت الرسالة الثورية
الكبرى لإرادة شعب بالحياة ،والتأكيد السلمي الارقى والأنقى على صلابة وعظمة ارادة
شباب الثورة السلمية،يجدد شباب الثورة في ذكراها الاولى للشهداء ولدعاة الحياة في اليمن والعالم على مواصلة
امتحانات الثورة عبر تكثيف جهودنا السلمية من اجل تحقيق اهداف ثورتنا السلمية التي
بدأنها بإزاحة رأس الأفعى من الكراسي،كبداية يتبعها مراحل من العمل الثوري حتى تحقيق
كامل اهداف الثورة السلمية .
من خلال احياء الذكرى الاولى لمسيرة الحياة عبر مشاركتنا
الفاعلة بمختلف الفعاليات والمسيرات السلمية التي يتم الاعداد لها من قبل قوى الثورة
السلمية احتفاء بمناسبة ذكرى ميلاد الحياة في البلد،ليفهم وتدرك قوى الداخل والخارج
على جور تسويتهم بحقنا واحلام شعبنا الذي ستتحق بفعل استمرار الفعل الثوري السلمي لشبابه
حتى تحقيق اهداف ثورتنا السلمية رغم كثرة التحديات التي تواجه استمرار الفعل الثوري
،ونثق بأنها ذكرى هامة لتجسيد وحدة الجسد الثوري لدحض اباطيل وحملات الثورة المضادة
التي تبث سموم التفكك بيننا .
ومن المصادفات الجميلة،تأتي تتزامن ذكرى مسيرة الحياة
على بعد ايام من تدشين مؤتمر الحوار الوطني في مرحلة انتقالية ثانية بالغة الحساسية
والتعقيدات نتاجا للتسوية المشوهة،لهذا باستطاعة شباب الثورة ايصال رسالة الحياة الى
"ماتم الحوار " بطريقة حضارية ،وبذلك
يجدد شباب الثورة العهد للشهداء والوفاء لأحلامهم من خلال العمل على استعادة البلد
و ثروات ومؤسسات الدولة من يد اللصوص والقتلة بشكل نهائي،وفي مقدمتها مؤسستي الامن
والجيش المغتصبة من عصابة الحكم " السنحاني" الذي ثار الشعب ضد بربريتهم
وجور تسلطهم بالشعب و هول فضائح نهب مقدرات وثروات البلد وفضاعات جرائمهم قتلهم لأحلام
الناس بالحياة والحرية والكرامة طيلة ثلاثة عقود من الزمن الجمهوري .









