الأربعاء، 8 يناير 2014

حربهم ليست الاخيرة

محمد سعيد الشرعبي :

يسعد كل يمني _ مهما كانت مواقفه من اطراف الحرب _ ايقاف الحروب الآخذة في الانتشار شمال اليمن على حساب وحدة النسيج الوطني، وجهود اعادة بناء الدولة اليمنية الجديدة، وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

لن أتحدث هنا عن طرف مُعرقل، كما لن اتهم طرف آخر يتعمد تأجيج الحرب وابقاءها مفتوحة على كل الاحتمالات، فهذا من اختصاص اللجنة الرئاسية، واعتقد بأن لرئيسها الاستاذ يحيى أبو اصبع تصريحات واضحة وجلية بهذا المنحى .

وقريبا من معالجات يجترحها أطفائي «المركز المقدس» بين حين وآخر، ينشغل بعظهم بتزويق اتفاقات يقال بأنها ستُنهي الحرب، وهذا ما يُكذبه واقع هش مفخخ بالبنادق والمدافع.

وبالعودة الى تأريخ الاتفاقات المماثلة _مذ بدأت المأساة عام 2004 _، تؤكد الوقائع اليومية غير المطمئنة بأنها مجرد استراحات آنية تُساعد على اذكاء الحروب ذاتها، وتطيل من فصول المأساة .

على هامش وليمة تراشق التهم، يتم اغفال الجانب الانساني المترتب عن حروب الجحيم، وهنا يكمن الاختبار الاصعب للجميع، وهذا ما لم تتنبه له اتفاقات تتعاطى مع ذلك الجحيم ولكأنها حروب «بلاستيشن » !

هذا التجاهل لجذور الكارثة يعيد الى الاذهان الوضع الانساني لأكثر من 250 الف مواطن نزحوا عن ديارهم في صعدة وغيرها بحثا عن ملاذ آمن لا تصله حروب الجحيم وسطوة «الملكيون الجدد» !

ومن نوافل التأكيد هنا على أن كل اتفاق لم يعالج المأساة الانسانية أو يكفل للناس حق العودة الى ديارهم للعيش بسلام، ليست سوى استراحات تُلبي رغبة جماعة مُسلحة تتغلغل بهوس في ارض الاعداء "الجمهورية اليمنية" في مغامرات غير محسوبة العواقب، كما يعتقد الوسطاء

كما لم يُدرك مُفتعلي الحرب او لم يضعوا في حساباتهم بأن تمددهم نحو صنعاء يُعطي "دور وطني" لمسلحي القبائل، ومهزلة التأريخ تكرر نفسها هنا، كما يظل استمرار الدعم الخبيث للمتقاتلين يُنذر بأنها حربهم ليست الأخيرة .


وما من حل جذري لوقف غرغرينا «الملكيون الجدد» من إلتهام مزيدا اراضي الجمهورية اليمنية، سوى اقتناع عُكف القتل بضرورة وقف نزيف الدم ومغادرة متاريس الموت الى افاق العمل السياسي والنظال السلمي لإنتزاع حقوقهم إذا كان لهم قضايا ومظالم عادلة .

ليست هناك تعليقات: