مرة اخرى، يخرج أحدهم _ لا اعرف من هو _ بشائعة سوداء عن " وفاة
الفنان أيوب طارش "، تناقلها البعض دون تدقيق بمصداقية الخبر، ولكن الكذبة
انطلت على الكثير، كما تنطلي عليهم اخبار تُشاع وتُروج بين حين وآخر من قبل اطراف
او افراد غايتهم صرف الناس عن مشكلة ما .
تحت تأثير البحث عن السبق الصحفي، اتصل بي مراسل مجلة السياسيات
الخارجية الامريكية " فورين بوليسي" بصنعاء، الصحفي الامريكي ادم بارون ليتأكد
من صدق الخبر، ورسالته اخرى وصلتني من الزميل الصحفي محمد البذيجي، وفور ذلك،
اتصلت برجل الاعمال الحاج عبدالقوي الشيباني بصفته أبرز اصدقاء الفنان.
نفى الشيباني الخبر جملة وتفصيلا، بعدها ادركت بأنها مجرد كذبة، و بادرت
للإتصال بالفنان أيوب طارش، فأجاب على
اتصالي بلا تأخير ، فأبلغته بشائعة وفاته، فرد عليها بسخرية " الحمد لله أنا بخير وعافية واعزف العود الآن" ،
بعدها طمأنت صديقي الامريكي أدم، والزميل البذيجي، ونشرت خبر في صفحتي على الفيسبوك.
ليست اول مرة ينشر فيها خبر من
هذا النوع، ففي يوم الخميس الموافق 27 يونيو 2013 تداولت بعض
المواقع الاخبارية نبأ وفاته، وانطلى الخبر على كثيرين في الفيسبوك، منهم امين عام
الحزب الاشتراكي د. ياسين سعيد نعمان، والناشطة الحقوقية توكل كرمان اللذان نشرنا
تعازيهم بوفاة الفنان ، وتراجعوا لاحقا بحذف ما كتبوا بصفحاتهم .
يومها وقعت تحت تأثير الصدمة، ومع ذلك اتصلت بالفنان أيوب طارش، وعبر عن
استغرابه من استعجال الدكتور ياسين والناشطة توكل في نشر الخبر وتقديم تعازيهما بناء
خبر كاذب دون عناء التأكد من صحة الخبر، او الاتصال فيه مباشرة.
يومها أخذت تصريح من الفنان أيوب لموقع "المصدر اونلاين "، نفي
فيه نباء وفاته بنبرة تهكمية: «قلهم يا شرعبي
أيوب طارش مات زمان» في تعبير اشارة منه إلى الإهمال الحكومي لوضعه الصحي منذ اعتزاله الفن، مؤكدا في ذات
الوقت على أنه يعيش مع أولاده واحفاده واحبابه في تعز «الى أن يأتي قدر الله» حسب تعبيره.
صحيح أن الوضع الصحي للفنان أيوب طارش يرشح سرعة تداول اخبار كاذبة عن
وفاته، لكن ذلك لا يعني سرعة انجرار مواقع اخبارية الى نشر الخبر بناء على معلومات
غير موثوقة، في المقابل، ليس جديدا على بعض الناشطين تلقف الاخبار المزعجة والمطبوخة
على عجل ونشرها في الفيسبوك بسرعة انتشار
النار في الهشيم .
فالمهم من في هذا كله، نؤكد للمرة الالف بأن فنان اليمن أيوب طارش
عبسي حيا يرزق وصحته جيدة، وفي هذه
اللحظات يدوزن اوتار عوده، ويغني " مهلنيش بين الهناء والافراح " كما
أكد لي بذاته الليلة ... فقولوا لمن نشر
الخبر : ايوب لم يموت ... !
وبالفعل أيوب لم يموت ولن يموت فينا أيوب مدى الحياة، او كما قال
رفيقي يحيى القباطي" الأوطان لا تموت,
دامك بخير عزيزي أيوب" في تعليق مختزل على خبر نشرته بصفحتي على الفيسبوك .
وبعد ذلك، دون الزميل الناشط المعروف فارع المسلمي في
صفحته على الفيسبوك منشورا عن محادثتي الهاتفية مع صديقنا المشترك الصحفي أدم
بارون ، اضحكني وصفه لأدم بـ "
المصروع " ، واعيد هنا نشر ما كتبه فارع هنا:
الساعة 11 و 59 منتصف الليل ، والامريكي
"المصروع" ادم بارون صامت بجواري يهاتف محمد الشرعبي فجأة ، ويبدأ الحديث:
ادم: ايوب طارش مات سحيح؟
محمد سعيد: لا ، لا ، ابداً. من قال لك؟
ادم. شفت اخبار في الفيسبوك. متأكد ما مات؟
الشرعبي نعم.
نهاية المحادثة الاولى.
فجأة يرن هاتف ادم فجييب: ايوا محمد ، تأكدت؟
محمد: ايوا نعم ما مات.
ادم: ما مات ، يعني ما توفي؟
محمد: ايوا ايوا. لسه عايش.
ادم: اوك. الحمدلله ، لازم التقيه قريبا.
محمد. اوك باي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق