الأحد، 12 فبراير 2017

11 فبراير.. ثورة حياة وكرامة


11 فبراير.. ثورة حياة وكرامة

محمد سعيد الشرعبي
 


من شاركو في إشعال ثورة 11 فبراير، وعاشو تفاصيل ميلادها يعجزون عن أختزال الفعل الثوري الأكبر في مقال، و بلا شك، يعد الطلاب جزءاً أصيلاً من الثورة السلمية.

 

لكل ثورة بدايات نقية، ومسارات وعرة، وتسير بخطى واثقة في دروب شائكة، ولأجل انتصارها قدم الشعب تضحيات عظيمة، وخلافاً للتوقعات، تواصل ثورة 11 فبراير زلزلت قلاع الظلم الحصينة، وهوت بمنظومة الطغيان العميقة.

 

بعد ست سنوات على الثورة التي أشعلها طلاب اليسار في جامعة صنعاء وألتحق شباب تعز، وبعدهم شباب اليمن، نقف أمام عظمة ثورة أعادت الإعتبار لذات  الإنسان اليمني، وعززت حرصه على إنتزاع حقوقه في الحياة بحرية وكرامة.

 

بدأت 11 فبراير بثورة طلابية، ومطالب مشروعة، وألتف حولها الشعب، وحقق الثائرون بعض أهداف ثورتهم، وتعرضت لضربات مؤلمة من قبل الثورة المضادة، و أكبرها، إيصال البلد إلى وحل الحرب.

 

في ربيع 2011 عجزت أجهزة النظام عن قمع الثورة، وصمد شباب وطلاب اليمن في مواجهة بنادق وآلات الموت، وتمكنوا من إزاحة صالح من الرئاسة، وظلت أجهزته تحكم البلد حتى اللحظة.

 

وما يميز ثورة 11 فبراير بقائها جمرة مشتعلة في روح شعب عظيم لم ينكسر حتى الآن بعد عامين الحرب، وهذا يدل صلابة ثوابت الثورة المجسدة لنضالات وتضحيات اليمنيين خلال نصف قرن.

 

ومثلما فشلت أجهزة القمع والبطش عن وأد ثورة 11 فبراير، ستعجز مكائن الموت الآن عن إيقاف عجلة التاريخ، وحتماً، سيصل الثائرون إلى الهدف الأكبر، في بناء دولة المواطنة المتساوية. 

 

ومهما تعددت مشاريع الموت، وتجبرت آلة الخراب، وشارك الخارج في صياغة بعض أولويات الداخل، سيعود الشعب يوماً، ويحقق حمله سلمياً بعد فشل الثورة المضادة بإعادة الزمن إلى قبل 11 فبراير 2011.

 

وعلى الرغم من تعدد الانكسارات والخسائر تتلألأ  ثورة 11 فبراير في ذكراها السادسة كونها مشروع حياة صاغه جيل جديد معتد بذاته ومسنوداً بإرادة شعب جبار.
 

ليست هناك تعليقات: