الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

تعز ....ﻓﻮﺿﻰ " ﺇﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ " ﻭﻣﻜﺎﺋﺪ " ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ "

ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﺒﻲ :

ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ ﻣﻦ (ﺷﺮﻋﺐ )، ﺑﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺎﺕ، ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺁﺧﺮﻯ، ﻭﺍﺟﻤﺎﻻ ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﺟﺠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻛﻠﻨﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻭ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﻢ ﺑﻨﺎﻓﺬﻳﻦ ) ﺑﻼﻃﺠﺔ ( ﻣﺪﻋﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ) ﻋﻔﺎﺵ ( ﻭﺍﺭﻛﺎﻥ ﻋﺼﺎﺑﺔ 7/7 ...

ﺛﻤﺔ ﺣﻘﺎﺋﻖ، ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺗﻌﺰ، ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺃﻣﻨﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ، ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻛﻤﺎ ﻳُﻤﺜﻞ ﺗﻤﺎﻫﻴﻬﻢ ﻣﻊ ﻭﻻﺋﻢ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ، ﺗﺆﻛﺪ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻹﻧﻔﻼﺕ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﻜﻴﺪ ﺍﻟﺮﺧﻴﺺ  ﺩﻭﻥ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﺄﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ .

ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺴﻠﻄﺘﻴﻦ ( ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ )ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻂ ﺍﻏﺮﺍﻕ ﺗﻌﺰ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ، ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﻳﻼﺗﻪ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺪ " ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ " ﻭﻟﻺﺳﺎﺀﺓ ﻟﻌﻈﻤﺔ ﺛﻮﺭﺓ 11 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺗﻌﺰ

ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ، ﺑﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ، ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ، ﻳﺨﺪﻡ ﺍﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ، ﻭﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻀﺮﺏ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺒﺮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﺗﻀﺨﻴﻢ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﻳﺘﻮﺭﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺎﻓﺬﻳﻦ ﻣﺤﺴﻮﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ _ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻠﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﻃﺠﺔ _ ، ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻣﻦ .

ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ _ ﻳﻌﺪ ﺍﻷﺧﻄﺮ _ ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺗﻌﺰ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ " ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ " ﻭﻣﻜﺎﺋﺪ " ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ " ، ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻸﻧﺘﻘﺎﻡ ﺑﻀﺮﺏ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﺒﺮ ﺻﺐ ﺯﻳﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻨﺎﻃﻘﻲ، ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ﻟﻪ .

ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ : ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ (ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ)،ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ (ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ)،ﺗﻤﻜﻴﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﻓﺮﺽ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻤﻨﻰ ﻧﺸﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ

الاثنين، 14 أكتوبر 2013

وادعاً دكتور فيصل سعيد

محمد سعيد الشرعبي :
"في تعز رائحة القتل تطارد الناس في كل مكان، مسلحون يتجولون ليل ونهار على سيارات حديثة وبعضهم على موتورات، و الطفارى على أقدامهم" ، هذا ما دونه الشهيد فيصل سعيد المخلافي في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك) ... 


 دون تلك الكلمات قبل أيام  من اغتياله صباح امس الأحد بجوار جامع السعيد شمال مدينة تعز، بهدف تفجير الوضع الأمني في تعز، لهذا تنبهت آسرة الشهيد وأبناء مديرية شرعب السلام الحذر من خطورة الإنجرار وراء مخطط إغراق المحافظة في مستنقع دم جديد، واعلنوا مواقف مسؤولة .

بعيدا عن ردود الافعال المتوترة او الانتقامية التي تضخمها وسائل اعلام بقايا النظام السابق، يفترض بالدولة أن تُبادر للقيام بمسؤوليتها والقبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة، وايضا تقوم بذات الإجراءات لكافة الضحايا الذين لم يجدوا من  ينتصر لهم ممن سفك دمهم، وتعمل على ايقاف التدهور الامني في محافظة تعز .

أقول ذلك، حرصا على إبعاد مدينتنا من الفوضى والقتل والثأر رغم قناعي بغياب او تغييب  الدولة عن القيام بواجبها في مدينة تعز التي تحولت الى ساحة آمنة للإجرام، بدليل تصدرها للإحصائيات امنية خلال العام الجاري والماضي .

بصراحة من يعرف الشهيد فيصل، سيدرك حجم الخسارة التي تكبدتها البلاد بفعل إغتيال أنضج  شبابها، وابرز من يعملون من اجل استعادة تعز ريادتها الثقافية والعلمية، ولطالما ناقشته عن السبل الكفيلة لإخراج البلد إبتداءً من تعز  من حالة التردي العلمي والثقافي الذي تعاني منه مدينتنا  منذ سنوات.


لقد كان الشهيد أكاديميا مستوعب تعقيدات الواقع، ويتميز بقربه من هموم الناس بقدر ابتعاده عن الاضواء، ولم يكن يوما على عداوة مع احد، وبصدق المثقف ،كان يرفض استخدام أي وسيلة لحمايته، معتقدا بأن تعز التي يحبها  حد الثمالة لن تظلمه يوما، ولن تجبره على أن يعيش فيها خائفا في ارجائها .

كان بعض الناس يضع الشهيد في إطار شقيقه حمود سعيد المخلافي، ويحاكموه  بتلك الصلة، ومع ذلك كان يسخر من قصور وعيهم، ويبتسم، مؤمنا بأن كل اناس مستقل بذاته وقراراته وتوجهاته، بدليل أنه من اكثر من انتقدوا ما يحدث في تعز، واكثر حديثه عن مدينته الحالمة التي لم يستوعب أن تعيش تحت وطأة الموت .

يعمل الشهيد فيصل رئيسا لقسم العلوم الادارية في جامعة السعيد ، ونائبا لرئيس جامعة 11 فبراير للعلوم السياسية _ تحت التأسيس _، وله اسهامات ورؤى جديرة بالإحترام، حيث كان _ رحمه الله _ يعمل على المشاركة في بناء وطنه بدون ضجيج، وينتقل في الشوارع وحيدا بدون مرافقين كأي إنسان بلا مرافقين ولم تستغل قرابته من الشيخ حمود المخلافي من أجل تعيينه بمنصب  .

أتذكر إيمانه العميق بضرورة ترسيخ مفاهيم الدولة  المدنية من خلال المنظومة التعليمية ، بإعتبار صناعة الوعي عملية اساسية  لإحداث التغيير المنشود في أي مجتمع، وكان ممن يعولوا على المجتمع المدني في  انضاج  طرق التغيير، لهذا كانت رسالته للدكتورة حول " المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الجمهورية اليمنية " ، ونال شهادة الدكتور بتقدير " ممتاز" عام 2010 من جامعة القاهرة


وداعاً دكتور فيصل ... وداعاً  صاحب القلب الأبيض

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

حصان طروادة في تعز

محمد سعيد الشرعبي
أحياناً لا أجد تفسير لصمت أبناء تعز وإستمرار مغالطات نخبها  ازاء حقيقة استهداف ممنهج  تتعرض له المحافظة فاقم من تناسل عصابات الموت  بالمدينة بالتزامن مع "تموضع عناصر من تنظيم القاعدة في المدينة "، حد تعبير تعميم أمني .
يجاهر قادة الأمن والجيش بإعلان عجزهم عن مواجهة التدهور الأمني، ومؤخرا تراجع دورهم حد الإكتفاء بحماية قيادتي ( إدارة الامن، المحور) من"تهديدات إرهابية" بإقتحامهما بدلا من حماية محافظة يقطنها ملايين من البشر !

لم يعد الواقع عصيا على الفهم لمن يريد البحث عن تفاصيل التدهور وخلفيات الأحداث، فهناك حقائق مُغيبة عن مخطط  تخريبي تُنفذه عصابات مُموَلة من عصابة الحكم، وحتما سيكتشف خطر ارتباط السلطة المحلية ومنظومة نافذيها ( مُخربين، مُفسدين)  بما يحدث  .. أين المحافظ شوقي هائل  الآن ؟

اعلن تعز " مدينة منكوبة مائيا" وعقب جولته في وادي الضباب سمعنا نبأ سفره الى عاصمة الضباب لندن على خلفية تعيين مدير تربية "إصلاحي" بقرار جمهوري .. _ كما يُنقل عنه  _  ولن يستفسرونه عن مبررات الرئيس في اصدار هكذا قرار  !
ثمة منحازين للمحافظ سيبادرون لإتهام من يصفوهم بـ" احزاب وقوى تقليدية  بعرقلته عن القيام بعمله " دون اتهام يُذكر لحزب المخلوع رغم تورطه في الجزء الأكبر من التدهور.
كما لن يعترف أحدهم بفشل الرجل في ادارة محافظة بحجم تعز  بفعل إدارتها بـ "شلة  نادي الصقر "  ....  !

ندرك بأن المحافظة  تمر بمرحلة مفصيلة عقب ثورة وتسوية سياسية لكن  شوقي لم يُدرك خطر سلطتها المحلية " العفاشية" حد اللحظة.

لهذا فقد ثقة الرئيس،وبالذات بعدما تعمد التهرب من مهمات و صلاحيات رئاسية منحت له لم يحصل عليها محافظ من قبل...

 من تلك المسؤوليات الإشراف على اداء الاجهزة الامنية والاستعانة بالجيش، والتنسيق مع  المكونات السياسية والمجتمعية  بغية مساعدته في تسيير شؤون المحافظة ... فماذا فعل ؟

لا أحد يكترث بمخاطر ذهاب تعز الى الجحيم عدا اصوات قليلة تختفي وسط ضجيج مختلقي المبرارات لمحافظ خيب آمل الجميع، حد دفع بالرئيس لوصفه بـ " حصان طروادة" على خلفية ترك المحافظة لمنظومة المخلوع !

لقد أهدر شوقي ثقة الناس وتعمد احراق الزمن دون عمله ابجديات تجاوز ترتيبات ومخطط قوى الماضي وقلة تقديره لتبعات مساعيها بتحويل تعز الى ساحة صراع مع حلفاء هادي !.

يؤسفني ما يحدث ..يؤسفني متابعة يوميات الاحداث وتتبع تفاصيل عدم محاولة المحافظ النأي بتعز من مخطط المخلوع بتحويلها الى ساحة صراع دامٍ مع قوى (سياسية ،قبلية ،عسكرية ) ..

بإمكان الرئيس إنقاذ تعز عبر إقناع المحافظ بعظمة دوره في هذه المرحلة لعل الآخير يُعيد النظر بمواقفه الخرقاء، والتنسيق بين سلطاته المحلية والمركزية بعدما بلغ خلافه "الصيباني" مع رئيس الوزراء ..

بإمكان شوقي التفكير بوصف الرئيس له بـ "حصان طروادة" ليدرك انعكاسات اداءه المتعالي عن الواقع، وعدم العمل بوعي رجل دولة.


بعدها يمكنه ترجمة ذلك بقرارات تضع حدا لتدهور الاوضاع بسرعة  قرارات رحلاته الاستجمام بعيدا عن مسئوليات رئاسته لمحلي تعز ولجنتها الأمنية .