الخميس، 30 مايو 2013

صحافة في زمن الخراب

محمد سعيد الشرعبي : 
يعيش الصحفي في زمن الخراب وانعدام دولة القانون،محاصرا بين اداء واجبه كممثل عن سلطة رابعة دون قيود وبين الصمت تجاة واقع مفخخ بمخاوف لا آخر لها،اهونها أن يجد احدنا نفسه متهما او ضحية .

وبين صحافة موجهة تابعة لمراكز الخراب وقوى سياسية،وصحافة رسمية بلا افق حر، تنعدم متاحات صحافة مستقلة قادرة على اداء رسالتها السامية،والاستمرار والوفاء بالتزاماتها تجاة منتسبيها من المحررين والكتاب والفنيين والادرايين.

ليس هناك صحافة مستقلة ،وتنعدم مؤسسات اعلامية ذات بناء مؤسسي كأستثمارات لصحفيين و رجال اعمال،والموجود صحافة ذات وجهين،صحافة اهلية وحزبية تعمل كما شاء وارد مموليها،وصحافة رسمية لا تخرج عن روتينها الخبري ورتابة تناولاتها، لذا لن يجد باحث لدورها اثر في زمن الفضائيات و اقبال الناس على الاعلام الجديد .

كان هناك تجارب صحفية مهنية يراهن عليها في تقديم صحافة حرة و مغايرة للصحافة الموجهة والرسمية،ولكن تلك التجارب العصامية تعثرت ولم يستطيع ناشريها تحمل اعباء الاستمرار في بلد انعدمت الثقة بين القراء و الصحافة نتيجة ما تعرضت له مصداقية العمل الصحفي من تجريف امني وسياسي و الامني وممارسات الدخلاء على المهنة في العقود الماضية .

ولأن واقع صحفي كهذا،لا يمكن لأحدنا التأكيد على تعافي الصحافة من انحرافات منافية لأخلاق المهنة نتيجة السلوك السياسي الذي يستخدم قوته لتكرسيها كأداة تخدم مصالح واجندات معينة دون اكتراث بواجب الصحافة تجاة جمهورها ولو كانت صحافة ممولة او رسمية .

وعلى الرغم من استمرار الساسة والاحزاب ومراكز القوى في تأثيراتهم على الصحافة وافساد الصحفيين بصورة مهينة،ومحاربة أي تجربة خارجة عن تبعيتهم ،يصب رجالات الدولة و الاحزاب و مراكز القوى جام سخطهم على الصحافة والصحفيين كضحايا دون احساس بمسؤلياتهم كجناة جراء ما يقترفون من جرائم بحق الصحافة وانتهاكات ضد الصحفيين .

ولأن الصحافة اضحت مهنة بلا جلالة في نظر منتسبيها والعامة بفعل ممارسات الدخلاء على المهنة وتأثيرات الدولة و مموليها على رسالة الصحف،من الصعب على أي صحفي ايصال رسالته عبر وسائل الاعلام التقليدية واولها الصحف الورقية .

لم يعد هناك صحافة مهابة رغم تحول عدد من الصحف من اسبوعيات الى يوميات، وبفعل تأثير ثورات الربيع العربي اصيب سوق الصحافة بالكساد،واتجه الناس الى وسائل الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي لإستقاء الاخبار والتعبير عن آراءهم .

في الشبكة العنكبوتية بدائل ومصادر متعددة لإستقاء الخبر والمعلومة وكل جديد، بالاضافة الى البعد التفاعلي المُلبي لرغبات جمهور واسع،اضحى جزء في عملية صناعة الخبر ونشر المعلومة،لهذا يتراجع جمهور الصحافة التقليدية يوما اثر آخر.


وربما يكون التأثير السياسي والامني اكبر وانعدام الانضباط المهني في غالبية مواقع الاعلام الالكتروني،لكن تعدد المصادر وحرية نقل الاخبار والمعلومات والاراء افضل حالا من الاعلام التقليدي

ليست هناك تعليقات: