الخميس، 30 مايو 2013

الذكرى الـ " 2 " لمحرقة ساحة الحرية

_ استشهد فيها 13 شابا و 200 جريح بالرصاص الحي  و 1000 مصاب بالغازات
_ بعد 106يوما من الاعتصام السلمي لشباب الثورة فيها، نفذت ( 6 ) اجهزة امنية وعسكرية تابعة للمخلوع جريمة " اقتحام واحراق " ساحة الحرية بمدينة تعز خلال 15 ساعة، بدأت في تمام الساعة الخامسة عصرا الأحد 29 مايو 2011 حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي الاثنين 30 مايو 2011

اعداد / محمد سعيد الشرعبي :
-------------------------------
يحيى شباب الثورة السلمية ي تعز هذه الايام الذكرى الثانية  لمحرقة ساحة الحرية كأفضع وابشع جريمة تعرض لها شباب الثورة السلمية المعتصمين في ساحة الحرية بتعز مساء 29 مايو 2011 وصباح 30 مايو 2011 من قبل قوات وبلاطجة قبل النظام السابق برئاسة السفاح علي صالح من عبر مجرميه التنفيذيين مدير الامن السابق عبدالله قيران و قائد فرع الحرس الجمهوري بالمحافظة السابق مراد العوبلي،وتواطؤ المحافظ السابق حمود الصوفي والامين العام للمجلس المحلي محمد أحمد الحاج،وضابط امن وقادة عسكرين لم يصل يعاقب احدا منهم حد الآن.
-------------------------- 
عمر الميحا 
عاد جريح الثورة عمر عبدالعزيز المحيا من القاهرة الى تعز بعد رحلة علاجية ،ومازال يعيش مضاعفات اصابته ليلة اقتحام واحراق ساحة الحرية في 29 مايو 2011 برصاصة دخلت من خلف الأذن اليمنى ،وخرجت من الجفن العلوي للعين اليمنى مما أدى إلى تأثر العصب السمعي والعصب البصري وفقدانه حاستي السمع والبصر في الأذن اليمنى والعين اليمنى وتهشم عظام الجبهه فوق العين اليمنى ..
اجريت لجريح الثورة عمر المحيا عمليات جراحية في مستشفى خاص بالعاصمة المصرية القاهرة (عملية تجميل للجفن والعين اليمنى واستبدالها بعين صناعي،عملية تركيب سماعه للأدن اليمنى) ،خففت من اصابته ،ولكنها لم تعيد له السمع والبصر الذي فقدهما جراء تلك الاصابة .
التقت كانت "المصدر" قد التقت بالجريح عمر المحيا في العاصمة المصرية القاهرة عقب اجراء العمليات،وكان متفائلا ،وموقفه الثوري لم يتغير رغم شعوره بعد اكتمال الثورة في الوصول الى تحقيق كافة اهدافها،وبروحه الثورية النقية ،ويؤكد بأن اصابته ليلة محرقة

ساحة الحرية لم تنسيه فضاعة عملية الاقتحام للساحة الاولى للثورة .
عمر المحيا وعشرات الجرحى من شباب الثورة يعتبرون شهداء احياء وادلة دامغة تؤكد فضاعة قوات الامن والجيش ليلة اقتحام ساحة الحرية  التي خلفت مآسي للجرحى وأسرهم ولآسر الشهداء الذين سقطوا برصاص ونار المجرمين في تلك الليلة المروعة في تأريخ الثورة السلمية .
=============
مؤشرات الاقتحام واحراق الساحة
=============
يتفق عشرات من الشباب الذين شهدوا تفاصيل المحرقة بأن محرقة الحقد الاسود بدأت من إعتصام أمام إدارة أمن مديرية القاهرة في المدخل الشرقي لساحة الحرية،للمطالبة بإطلاق سراح عن مجموعة من شباب الثورة اعتقلهم جنود إدارة أمن القاهرة،وبدون تردد اتخذ مطبخ قمع الثورة من الاعتصام،فرصة لتنفيذ مخططهم بإقتحام اولى ساحات الثورة،معتقدين بأن اخماد شعلة الثورة السلمية تبدأ من اقتحام واحراق ساحة الحرية،لكن ما حدث هو العكس،وبفعل فضاعة المحرقة تحولت مدينة تعز الى ساحة حرية .
قبل حلول الليل،وتحديدا الخامسة من مساء الاحد الموافق 29 مايو 2011 ،تداعت قوات امنية وعسكرية ومجاميع بلطجية لتنفيذ مخطط وأد الثورة في اولى ساحتها من كافة الاتجاهات ،وبعد ساعة من إطلاق النار وقنابل الغاز لتفريق المعتصمين أمام إدارة أمن مديرية القاهرة بقيادة مديرها " أحمد عبده سيف " ،يومها وثقه الشباب وهو يطلق النار عليهم من سطح مبنى ادراة امن القاهرة،بدأت محرقة "الحقد الاسود ".
كانت ارادة الشباب اكبر في مواجهة الرصاصعن ادارة امن القاهرة،لكن مخطط اقتحام الساحة كان معد سلفا _ هناك ادلة وشواهد تؤكد تلك النوايا الدفينة _ ،وفي تمام السادسة مساء ،باشرت قوات امنية بمعداتها والآليتها عملية اقتحام الساحة تحت غطاء ناري من كافة الاتجاهات ومداخل الساحة  .
وسط مشهد مهيب بهتافات الثورة واغاني وطنية تصدح من منصة الساحة،واجه شباب الثورة المعتصمين بالساحة آلة الموت بإصرار عجيب وتضحية مشهودة لأكثر من خمس ساعات،وكانت امطار الرصاص تنهمر من كل اتجاه وادخنة الغازات تخنق الشباب العُزل وبالذات المدخل الشرقي للساحة .
=========
بداية المحرقة المروعة ...
=============

بعد أن حال الصمود الاسطوري للمعتصمين لأكثر من خمس ساعات بين المجرمين وغايتهم في اقتحام الساحة ،هدأت اصوات الرصاص،فيما صوت وهتافات الثوار لم تهدأ وسط ظلام يلف ارجاء مدينة تعز،وبين لحظات انشغال بعض من الشباب اسعاف الجرحى بالرصاص والمصابين بالغازات ،ونقل صور وفيديوهات بداية الاقتحام ،تراجع المهاجمين لإيهام المعتصمين بإنتهاء مهمتهم القذرة ،لكنهم تراجعوا لترتيب ادواتهم وقواتهم لأقتحام واسع .
قبل ذلك ،وبحيلة غير متوقعة ،ارسلت تلك القوات عدد من جنودها الى الساحة بعد تظليل الجميع بأنهم قرروا الانظمام للثورة وبين التهليل لإنضمامهم المزعوم وتوجس كثيرا من الشباب ،اثبتت اللحظات التالية بأنهم فريق استطلاع لرصد حالة الساحة،وعدم وجود مسلحين سيدافعون عن الساحة والحارات الغربية والشمالية للساحة .
يذكر،اصابة جندي برصاص زملائه المقتحمين بجوار بنك التسليف الزراعي،لم يتركه شباب الثورة مرميا في الارض ،ودفعهم حسهم الانساني لإسعافه إلى مستشفى الصفوة ولم يمانع أحد من زملائه من اسعافهم، أو يقترح إسعافه إلى مستشفى آخر بعيدا عن الساحة،لكنهم اتخذوا من اسعاف الجندي عزت ذريعة اخرى لإقتحام الساحة بعد أن اكد شباب للجنود بأنهم سيسلموه الى النيابة .
توقف المُقتحمين من اطلاق النار والغاز قرابة ساعتين في ليل موحش بالخوف والارتباك الحاصل بين الشباب نتيجة مخاوفهم الصائبة من وصول تعزيزات عسكرية وامنية بالتزامن مع دخول سرية جنود الى الساحة بذريعة "الانظمام للثورة"،لتبدأ عاصفة الاقتحام الوحشي لساحة الحرية بعد توافد التعزيزات من الحرس الجمهوري سابقا وقوات الامن المركزي والشرطة العسكرية بالإضافة الى مجاميع بلطجية .
بمختلف الاسلحة وقنابل الغاز والادوات الحارقة بدأت تلك القوات من الاجتياح الاخير جدران الصدور نحو الساحة في الحادية عشر مساء ،وبتوحش غير مسبوق ،تمكنت تلك القوات من الوصول الى الساحة بعدما سقوط عشرات بين قتيل وجريح ،بالاضافة الى مئات من المصابين بالغازات .
 بعد اربع ساعات صمود تراجع الشباب بفعل كثافة ما تتعرض له الساحة من الرصاص والغازات ،وشددت تلك القوات ضرباتها على المعتصمين بعد ازالة الحواجز الخرسانية على مداخل الساحة وبالذات المدخل الشرقي ،بعدها تغلغلت تلك القوات في قلب الساحة ،وضرب فندق المجيدي الذي يتخد منه شباب الثورة مركزا اعلاميا وتدمير المنصه .. بدأت المحرقة . 
انقسم المقتحمين الى نصفين نصف يلاحق شباب الثورة بالرصاص ويبعدهم عن الساحة ،فيما النصف الآخر منهم يقومون بأقتحام المستشفى الميداني _ مستشفى الصفوة بداخل الساحة _ ونهب محتوياته  وطرد 200 خريح ومصاب كانوا فيه ،بدأت في الرابعة فجرا اهوال محرقة ساحة الحرية _يصفها شباب الثورة بمحرقة الاخدود_ كأول واكبر جريمة مروعة _ هُندست بعانية في مطابخ القتلة بصنعاء وتعز .
لم يصدق المقتحمين بقيادة رباعي المحرقة " عبدالله قيران ،مراد العوبلي،حمود الصوفي،محمد أحمد الحاج" ،اقتحامهم للساحة الأولى للثورة  بعد 106 يوما من الاعتصام السلمي لشباب الثورة في ساحة الحرية منذ 11 فبراير 2011 .
لا تزال اثار المحرقة عالقة في اذهان سكان مدينة تعز ،رغم محاولات مضنية لمرتكبيها من فضاعة جريمتهم والتخفيف من اهوال المحرقة التي راح ضحيتها 13 شهيدا من شباب الثورة وما يزيد عن 200 جريح بالرصاص واكثر من 1000 مصابا بالغازات .
=============
محرقة مخطط لها
===============
يؤكد شباب الثورة والمراكز الحقوقية التابعة للثورة ،ومنظمات المجتمع المدني بأن اقتحام واحراق ساحة الحرية جريمة مخطط لها بعناية ،ولم تكن وليدة لحظتها ،وتشير معلومات متطابقة بأن مجزرة جمعة الكرامة ومحرقة ساحة الحرية ،خطط لها من قبل الرئيس المخلوع وابنائه ،ونفذتها قواته وبلاطجته .
ومن الادلة عن مخطط ساحة الحرية،نشر شباب الثورة في تعزعديد من الادلة منها ،استئجار مدير امن تعز السابق العميد عبد الله قيران فيلا مطلة على ساحة الحرية لمراقبة الساحة قبل الهجوم،ولإدارة عملية الاقتحام والإشراف عليها ،بعد اجتماعات في الايام السابقة جمعته بقيادة امنية وعسكريه وبحضور المحافظ السابق حمود الصوفي واالامين العام لمحلي تعز محمد أحمد الحاج .
بالاضافة الى أن الدليل الاكبر ما كشفه الشيخ حمود سعيد المخلافي ،عن تلقيه مطلع مايو 2011 قبل احراق ساحة الحرية عرضا من الرئيس المخلوع علي صالح مبلغا قدره 2 مليار ريال كهبة له وأصحابه مقابل التخلي عن انضمامهم للثورة عبر رئيس جهاز الامن السياسي غالب القمش .
وكان المخلافي قد كشف هذا العرض مطلع العام الجاري ،مؤكدا دقة معلومات عن مخطط الاقتحام ،كما اشار الى أن تقديم المخلوع لهذا العرض كان في منزل خال المخلوع  ،ويقول المخلافي بأن جوابه كان على القمش والقاضي بعد رفضه الحديث الهاتفي مع المخلوع : قامت الثورة من أجل إنقاذ اليمن ومحال التراجع عنها" ..
=============
محرقة ساحة الحرية بالارقام :
فندق المجيدي وسط ساحة الحرية
(13 شهيدا ) سقطوا برصاص قوات النظام السابق ليلة المحرقة
( 200 جريحا )  جرحى بالرصاص وشظايا القنابل
( 1000 مصاب ) اصيبوا بقنابل الغاز
 (501 خيمة ) تم احراقها في  ساحة الحرية
(6 سيارات ) أحرقت داخل الساحة.
 (20 منزلا ومنشأة ) تعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة أثناء المحرقة
(32 حماما ) تم هدمها في الساحة  
 ( 1 فندق ) تدمير فندق المجيدي كان يستخدمه الشباب كمركز اعلامي
( 1 مستشفى ) قصف ونهب محتويات مستشفى الصفوه
 (6) أجهزة أمنية وعسكرية شاركت في المحرقة "الأمن العام، والأمن المركزي، وشرطة النجدة، والحرس الجمهوري، ومعسكر خالد بن الوليد، بالإضافة إلى البلاطجة"
=================
اسماء الشهداء :
1 - وضاح عبد الكريم قاسم 22 سنة
2 -  نزية عبد المعين قاسم المقطرى 30 سنة
صور شهداء المحرقة 
3 - مرتضى مطهر إسماعيل غالب
4 - محمد عبد الرقيب عبد الرزاق على 20 سنة
5 - محمد احمد عوض البيضانى 56 سنة
6 - فؤاد عبدة غانم 36 سنة
7 - فاروق محمد سعيد أحمد 24 سنة
8 - عمران قاسم أحمد الادريسي 27 سنة
9 - أنور حمود فرحان الهبوب 22 سنة
10 – صلاح الدين احمد عبده 6 سنوات
11 _ باسم علي طالب العبسي
12- د. عصام احمد نعمان 48 سنه
13 – رضوان علي مهيوب الزبيري 28 سنه



صحافة في زمن الخراب

محمد سعيد الشرعبي : 
يعيش الصحفي في زمن الخراب وانعدام دولة القانون،محاصرا بين اداء واجبه كممثل عن سلطة رابعة دون قيود وبين الصمت تجاة واقع مفخخ بمخاوف لا آخر لها،اهونها أن يجد احدنا نفسه متهما او ضحية .

وبين صحافة موجهة تابعة لمراكز الخراب وقوى سياسية،وصحافة رسمية بلا افق حر، تنعدم متاحات صحافة مستقلة قادرة على اداء رسالتها السامية،والاستمرار والوفاء بالتزاماتها تجاة منتسبيها من المحررين والكتاب والفنيين والادرايين.

ليس هناك صحافة مستقلة ،وتنعدم مؤسسات اعلامية ذات بناء مؤسسي كأستثمارات لصحفيين و رجال اعمال،والموجود صحافة ذات وجهين،صحافة اهلية وحزبية تعمل كما شاء وارد مموليها،وصحافة رسمية لا تخرج عن روتينها الخبري ورتابة تناولاتها، لذا لن يجد باحث لدورها اثر في زمن الفضائيات و اقبال الناس على الاعلام الجديد .

كان هناك تجارب صحفية مهنية يراهن عليها في تقديم صحافة حرة و مغايرة للصحافة الموجهة والرسمية،ولكن تلك التجارب العصامية تعثرت ولم يستطيع ناشريها تحمل اعباء الاستمرار في بلد انعدمت الثقة بين القراء و الصحافة نتيجة ما تعرضت له مصداقية العمل الصحفي من تجريف امني وسياسي و الامني وممارسات الدخلاء على المهنة في العقود الماضية .

ولأن واقع صحفي كهذا،لا يمكن لأحدنا التأكيد على تعافي الصحافة من انحرافات منافية لأخلاق المهنة نتيجة السلوك السياسي الذي يستخدم قوته لتكرسيها كأداة تخدم مصالح واجندات معينة دون اكتراث بواجب الصحافة تجاة جمهورها ولو كانت صحافة ممولة او رسمية .

وعلى الرغم من استمرار الساسة والاحزاب ومراكز القوى في تأثيراتهم على الصحافة وافساد الصحفيين بصورة مهينة،ومحاربة أي تجربة خارجة عن تبعيتهم ،يصب رجالات الدولة و الاحزاب و مراكز القوى جام سخطهم على الصحافة والصحفيين كضحايا دون احساس بمسؤلياتهم كجناة جراء ما يقترفون من جرائم بحق الصحافة وانتهاكات ضد الصحفيين .

ولأن الصحافة اضحت مهنة بلا جلالة في نظر منتسبيها والعامة بفعل ممارسات الدخلاء على المهنة وتأثيرات الدولة و مموليها على رسالة الصحف،من الصعب على أي صحفي ايصال رسالته عبر وسائل الاعلام التقليدية واولها الصحف الورقية .

لم يعد هناك صحافة مهابة رغم تحول عدد من الصحف من اسبوعيات الى يوميات، وبفعل تأثير ثورات الربيع العربي اصيب سوق الصحافة بالكساد،واتجه الناس الى وسائل الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي لإستقاء الاخبار والتعبير عن آراءهم .

في الشبكة العنكبوتية بدائل ومصادر متعددة لإستقاء الخبر والمعلومة وكل جديد، بالاضافة الى البعد التفاعلي المُلبي لرغبات جمهور واسع،اضحى جزء في عملية صناعة الخبر ونشر المعلومة،لهذا يتراجع جمهور الصحافة التقليدية يوما اثر آخر.


وربما يكون التأثير السياسي والامني اكبر وانعدام الانضباط المهني في غالبية مواقع الاعلام الالكتروني،لكن تعدد المصادر وحرية نقل الاخبار والمعلومات والاراء افضل حالا من الاعلام التقليدي

الثلاثاء، 28 مايو 2013

ﻋﺎﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ "هولوكست " ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ

ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻋﺒﻲ :
عامان على " هولوكست " ساحة الحرية التي ارتبكها النظام السابق برئاسة المخلوع علي صالح بحق المعتصمين سلميا في ساحة الحرية بمدينة تعز بعد 106 يوما من الاعتصام فيها كأولى ساحات الثورة التي اسسها شباب تعز ليلة 11 فبراير 2011 .
تأتي هذه الاليمة في ذاكرة ابنا المحافظة ، ليظهر ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﻠﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ فعاليات الوفاء للشهداء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ السلمية ، ﻭاخرها احياء ﻣﺤﺮﻗﺔ ﺍﺧﺪﻭﺩ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ اليوم بمدينة تعز .
وبذات الوتيرة الثورية،تظل روح شباب تعز التي سطروا فيها ملاحم فداء وتضحية في مواجهة آلة الحرب في عامي 2011 و 2012 ،حاضرة حتى اليوم ،وﺗﻤﺜﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ ﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤُﻤﻜﻨﺔ ،رغم ﺷﻌﻮﺭ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ في تعز ﺑﺎﻻﺣﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﻣﺂﻻﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.

ﺗﻘﻮﻝ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﺤﺮﻗﺔ 29 ﻣﺎﻳﻮ 2011 ﺑﺄﻥ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﺟﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻭﻗﻤﻊ ﺿﺪ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺪﻡ ﺍﻓﻼﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻭ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،ﺑﺄﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﻴﺎﺀ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﺎﻡ 2011 ،ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻤﺤﺮﻗﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ،ﺗﺠﺴﻴﺪﺍ ﺑﺴﻴﻂ ﻷﺭﺍﺩﺓ ﺷﻌﺐ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ السلمية .

كما يتمسك ثوار اليمن ﺑﻤﻄﻠﺐ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺼﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻗﺖ .

ﺗﻌﺪ ﻣﺤﺮﻗﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ ﺑﻌﺪ ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺟﻤﻌﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺘﻞ ،ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﻬﺪ ﻗﻤﻊ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺻﻤﻮﺩ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،ﻛﻤﻨﻄﻠﻖ ﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺘﻮﺣﺶ ﻭﺍﻻﻃﺎﺣﺔ ﺑﺮﻣﻮﺯﻩ،ﻭﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺑﺄﻣﻜﺎﻥ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﺆﻳﺪﻱ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .

ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻋﺒﺎﺀ ﺿﺮﺭ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻳﻈﻞ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺈﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺴﻊ ﻣﻴﺎﺩﻧﻬﺎ ﻭﺗﺘﻌﺪﺩ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﺁﺛﺮ ﺁﺧﺮ ،ﻹﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻌﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻭاجهت ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ،ﺍﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻓﻼﺕ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .

ﻭﻟﻌﻞ ﺷﻌﻮﺭ ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻌﺰ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﻟﺮﻓﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﺰﻟﺔ " ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ " ،ﻟﻬﺬﺍ ﻳﺮﻓﻊ ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻌﺰ ﺷﻌﺎﺭ : ﻟﻦ ﻳﺤﻜﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺮﻗﻨﺎ ! ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻦ ﻳﺤﻜﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺮﻗﻨﺎ ﻭ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻓﺴﺪ ﺑﻼﺩ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺗﻨﺎ ،ﻭﺗﺒﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻌﺰ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻦ ،ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺭﻓﺾ ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻌﺰ ﺍﻳﻘﺎﻑ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻳﺆﻛﺪ ﺷﺒﺎﺏ ﺗﻌﺰ ﺑﺄﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪﺭﺑﻪ ﻫﺎﺩﻱ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻠﺴﻔﺎﺡ ﺻﺎﻟﺢ ،ﺍﻭ ﺩﺧﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻃﺮﺍﻑ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺣﻮﺍﺭ .

ﺗﻜﻤﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮﻫ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻣﻤﻨﻬﺠﺔ ﻭﺧﺬﻻﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﺗﺠﺎﻩ ،ﻭﻟﻌﻞ ﺍﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺗﺤﺪﻱ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺶ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺈﺯﺍﺣﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻻﻓﻌﻰ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺍﺭﻛﺎﻥ ﻧﻈﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ،ﺑﻞ ﺑﺘﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ ﻭﻗﻨﺎﺑﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻢ ﺍﻏﻠﺐ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪ .

ﻟﻬﺬﺍ ﻭﻏﻴﺮﻩ ،ﺗﻈﻞ ﺗﻌﺰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﻜﻞ ﺷﺮﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ،ﻭﻷﻧﻬﺎ في اليمنيين ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﺘﺮﻗﻲ ﻭﻃﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﺐ ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ،ﻳﺆﻛﺪ ﻣﻬﺘﻤﻴﻦ ﻭﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺄنها ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .


تلك هي تعز كما عُرفت رائدة لفعل ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ،ﻭﻫﺬﻩ مكانة وطنية متفق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺪﻯ احراراليمت،وبكل تأكيد ستحتفظ تعز بريادتها بقدر التزام شبابها ﻭﻧﺨﺒﻬﺎ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻧﺨﺐ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻨﻈﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ .

الاثنين، 6 مايو 2013

الثورة من الساحة إلى المؤسسات


محمد سعيد الشرعبي :
من الضروري تحديد أولوية الثورة السلمية في هذه المرحلة، مرحلة تستدعي من شباب الثورة العمل على تحويل أفكارهم إلى مؤسسات ثورية مدنية ذات طابع مدني وبحثي وعلمي تعمل على إنجاز أهداف الثورة دون استثناء، بطرائق وخيارات مغايرة للمسارات التي تمر بها الثورة الآن.

عندما توجد مؤسسات ثورية نزيهة، تمتلك رؤية وطنية شاملة لمختلف القضايا، ويعمل عليها شباب الثورة بالاستفادة من خبراء وأكاديميين بإخلاص وطني بهدف مواصلة فعل النضال السلمي، وبناء الوعي الجمعي، سنجد شعباً يعمل على تحويلها إلى واقع في شتّى الميادين، وستكون هذه المؤسسات الرافد الحقيقي لبناء مؤسسات الدولة المدنية مهما كان شكل النظام السياسي في البلد.

لدى كثير من مكوِّنات الثورة تصورات كثيرة لمختلف القضايا، دواعي الحالة الوطنية تستوجب الوصول إلى رؤية مؤسسية واحدة تستوعب اختلافات وتباينات تلك المكوِّنات، وتعبّر عن الحلم الوطني الجامع.

تعليلات ومخاوف ثوريين قادرين على المبادرة لبناء مؤسسات مدنية متعددة الاهتمامات، ليست سوى نوعٍ من الهروب المقنع عن واجبهم تجاه الثورة التي يتشدقون بها، ستصبح الثورة السلمية - رغم عظمتها في وعي الناس الآن - أقلّ من ربيع حلم حل ورحل دون أثر دال على ثورة، وفعل يعبذر عن إرادة شعب تجلت لحظة قلب الدنيا على الواقع الرث.

ما لم تتحول الأفكار إلى مؤسسات، سيظل الماضي بسواطيره وكلاب الحراسة سنين قادمة نتيجة لغياب مؤسسات ضامنة لاستمرار الثورة في إحداث التحول التاريخي بالبلد، وصون تضحيات الشعب ودماء الشهداء والجرحى التي سالت على أرصفة مُدن الثورة خلال ٢٠١١ و٢٠١٢.

لا يخفى على أحد تشظيات الواقع الثوري بفعل الانتهازيين وانتماء الكثير للثورة لغايات سياسية مرحلية بدليل تغليبهم للانتماء السياسي على الانتماء الثوري في منعطفات وتحدّيات مفصلية مرت بها الثورة، ورغم ذلك هناك شباب وقيادات حزبية تنتمي لمستقبل الناس أكثر من انتمائهم الحزبي.

هناك من ينتمي للثورة بصدق وحس وطني لا يهتز، وهؤلاء من يراهن عليهم لأنهم يمثلون ثورة بعظمة ثورتنا السلمية التي عجز المدججون بالايديولوجيا عن فهم معانيها واستيعاب أبجدياتها حتى اللحظة، وبين الاتجاهين يبقى الأمل بالوصول إلى الحلم موجوداً.

بالأمس، كان وطني سجناً وعليه شاويش ومليون كلب حراسة، واليوم صار منفًى تحرسه الأشباح، فمن يتقصى ظلمات المرحلة، وينقّب عن وطنه وسط الركام، سيدرك بألاّ شيء تغيّر بشكل جذري حتى الآن، بدليل بقاء ملفات وقضايا، وتحديات تحول دون حسم قضيتنا الوطني، وهذا ما يستدعي من شباب الثورة تحديد أولوياتهم في هذه المرحلة، للدفع بعملية التغيير نحو تطلعات الناس.

هناك من يظن أن رحيل الماضي مسألة وقت، مهما تحايل العابثون بأقدارنا ومقدراتنا، لكن معطيات عديدة تكذّب تلك الظنون، وكأن ما حدث مجرد إزاحات آنية للسواطير، وتموضعات تكتيكية لوجوه موسمية، سيقومون بدورهم كما شاء لهم من يشكلون عُمق المأساة الوطنية.

للثورة السلمية قيم وأهداف يجب تعزيزها، وإيصالها إلى مكامن الوعي الجمعي بهدف حشد طاقات وجهود الجماهير، والنخب المخلصة لحلم الدولة المدنية، بدلاً من الأنين العاجز عن تقديم حلول وبدائل تدفع نحو تحقيق الحلم الوطني المتجسّد في معجزة الثورة السلمية في بلد مفخخ بجماعات العنف والموت ولصوص المال العام.