محمد سعيد الشرعبي
يبدو أن بقاء جواز مراسل الجزيرة احمد الشلفي قيد مصادرة جهاز الأمن القومي الذي يترأسه عمار صالح بإشراف أستاذ عيال القصر على االآنسي ،يدل على غياب فعل مغيب لدولة القانون التي يفترض بأن يأتي بها الرئيس عبدربه هادي وحكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوة كواقع بديل لسيطرة صالح وأبنائه على مفاصل سلطة محتضرة عبر أجهزة أمنية وجيش مدجج بدعم وتمويل غربي يسخرها صالح وأبنائه لتنفيذ مشاريعهم الجهنمية والإنتقامية ممن يعتبروه خصوما سياسيين من المعارضين والثوار السلميين والحقوقيين والصحفيين وشيوخ القبائل ،وما أقدموا عليه خلال العام الماضي من حرب وقمع خير دليل ،يستدعي من تلك الدولة الغربية مراجعة حساباتها في صالح وأبنائه إذا كانت حريصة على نجاح عملية انتقال السلطة ...
واهم ،من يعتقد بأن تنعم البلد ستنعم بالأمن والإستقرار في ظل بقاء الرئيس المخلوع في رئاسة المؤتمر وابنائبه في مناصبهم العسكرية والأمنية ،لأنهم ببساطة وبفعل تلاشي عصا النفوذ ومسامير السلطة خارج دار الرئاسة وما كانوا ينعمون به من السلطة والثورة ستدفعهم للإنتقام ممن كانوا سببا في إخراجهم أباهم من العرش ويهدد مستقبل بقائهم المستحيل في مناصبهم العسكرية من أحزاب مناؤة لهم وسياسيين يرفضون بقائهم ،وكما نعرف بأن مدى حقدهم وتحريضهم على الإعلاميين والصحفيين الذي ينحازون للحقيقة ويناصرون الشعب في مطلبه المقدس بالحرية والتغيير ..
ما تعيش البلاد الآن من انفلات امني ومعارك دامية مع القاعدة وأخواتها ،وما ينسب من أعمال عنف للحراك الجنوبي ،وما تعيشه تعز وعدن وغيرهما من انفلات امني وصولاً إلى صنعاء العاصمة التي ستتبع أخواتها إلى مستنقع الإنفلات الأمني بفعل صالح وأبنائه وبقايا نظامه الأمني القذر الذي يجعلنا على قناعة تامة بضرورة إقالة أبناء صالح مناصبهم الأمنية والعسكرية ،ويفترض بالدول الراعية للمبادرة الخليجية أن تمارس ضغوطها على صالح وأبنائه وإجبارهم على إخراجهم من المشهد _بصفتهما اليد الخفية التي تغذي الإنفلات الأمني في البلاد _،تنفيذا لوعودهم التي أكدوا ممارستها على صالح ونظامه قبل إقرار قانون الحصانة من الملاحقات ..
صحيح أن هناك رئيس جديد ومنتخب لكنه محاصرً هو الآخر بصالح وأبنائه وأركان نظامه البغيض ،واذا كان هادي يتمتع الآن بهامش للحركة وإمكانية التغيير فـ"الزعيم" منكب على ترتيب حزبه المؤتمر بما يخدم أجندته لفرض نفسه من جديد كنظام ظل لرئيس في مهب نزوات صالح ،فيما أبنائه يواصلون ألاعيبهم الأمنية والعسكرية هربا من قدرهم المحتوم من إعادة "هيكلة الجيش" ،وهذا ما يجعل من فرص عودة الحياة إلى طبيعتها مجرد احتمال وضربة حظ رئيس جديد محاصر بمخالب نظامه القديم ...
وعودة إلى تعنت جهاز الأمن القومي في إطلاق سراح جواز مراسل الجزيرة احمد الشلفي على الرغم من صدور توجيهات من رئيس الحكومة ووزير الداخلية للأمن القومي برئاسة عمار صالح بهدف إطلاقه من قبضة الأمن "القمعي" بعد مرور عام من مصادرته إثناء ذهاب الشلفي لتجديده في مصلحة الهجرة والجوازات بطريقة غير قانونية بناء على توجيهات عمار صالح ووزير الداخلية السابق مطهر رشاد المصري في قرار امني أهوج على خلفية مواكبة قناة الجزيرة بتغطيتها المكثفة للثورة السلمية منذ انطلاقتها بداية العام الفائت ...
ونظراً لإستمرار هذا التعسف الأمني من قبل جهاز الأمن القومي التابع للرئاسة والذي يسيطر عليه أبناء صالح،يفترض بنقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني ودعاة الحقوق الحريات ،إطلاق حملة لوقف ممارسات الأجهزة الأمنية القامعة للحقوق والحريات وفي مقدمتها جهاز الأمن القومي الذي يفترض بالرئيس هادي إقالة عمار صالح وتحديد مهام كجهاز امني يتكفل بحماية البلد بدلاً من عمله الآن كجهاز مختص بقمع الصحفيين وناشطي المجتمع المدني فقط ....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق