الثلاثاء، 6 مارس 2012

ورابعهـم الصوفي !!?


 موجة غضب تعم محافظة تعز تطالب بـ"إقالة القتلة والمفسدين" تمهيداً  للتغيير الشامل والجذري بعد إقالة " قيران" من إدارة الأمن ، و رحيل "العوبلي" من  المحافظة قبل إقالته من قيادة الحرس ،و قرار وشيك صدوره بإقالة "ضبعان" من اللواء 33 مدرع
محمد سعيد الشرعبي
للأسبوع الثاني على التوالي،تشهد مدينة تعز وعدد مديريات المحافظة مسيرات جماهيرية حاشدة في موجة احتجاجية مطلبيه جديدة يؤكد فيها شباب الثورة وبمشاركة واسعة من أبناء المحافظة  على مطالبهم بالحرية التغيير في المحافظة التي تعيش أوضاعا أمنية وحياتية مزرية متفاقمة ،ومن ابرز مطالبه إقالة "المفسدين والقتلة محاكمة القتلة " وفي رأس القائمة محافظ المحافظة ورئيس المجلس المحلي حمود الصوفي وقائد اللواء 33 مدرع عبدالله ضبعان وقيادات عسكرية نافذة ومدراء مديريات ومدراء امن تورطوا بشكل مباشر وغير مباشر في جرائم ضد الثوار السلميين والمدنيين العزل  ..
ساعد في عودة أبناء تعز في موجتهم الإحتجاجية المستمرة شعوراً شعبياً ساخطاً مما يعتبروه إشاحة حكومة الوفاق برئاسة باسندوة والرئيس الجديد عبدربه هادي عن مطالب  أبناء المحافظة التي يرددوها في مسيراتهم الثورية وفعاليتهم السياسية قبل وبعد انتخابات الـ 21 فبراير ،وفي ظل جهود سياسية لطمأنة المحتجين على استجابة نظام التوافق للمطالب العاجلة المطروحة على طاولة التوافق  ..
كما  تسببت أنباء تناقلتها عدد من وسائل الإعلام تشير إلى بقاء المحافظ حمود الصوفي بمنصبة  إلى اجل غير معلوم  ،وإلى جانبه عدد من مدراء فروع مكاتب ومؤسسات الدولة بالمحافظة ،في اتساع رقعة الاحتجاجات التي تعم المحافظة بشكل غير مسبوق بعد استراحة قصيرة قضاها المحتجين على هامش الانتخابات المبكرة ،وبعودة الزخم  الإحتجاجي الرافض لبقاء بقايا نظام صالح في مناصبهم،يحسب لأبناء تعز ،تدشين موجة الغضب الشعبي في عهد هادي ،ويتوقع عدد من المهتمين بهذه الموجة الإحتجاجية ،تصاعد مطالبها بنفس متسارع  وربما يتجاوز تقديرات النظام التوافقي الذي يمشي بسرعة لا تتماشى مع  تطلعات الشارع الثائر في تعز وغيرها من محافظات الجمهورية  الطامح  لتنفيذ  مطالبه على عجل ...
ميدانيا ، تتصاعد موجة الغضب السلمية في تعز  بعد أسبوع من الاحتجاجات المتفرقة  التي خرج بها شباب الثورة ،وتكللت الجهود الشبابية بخرج الآف من أبناء تعز في مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية إلى أمام ديوان عام المحافظة عقب صلاة "جمعة هيكلة الجيش"  يتقدمها رئيس المجلس الثوري في تعز الدكتور عبدالله الذيفاني وقائد أنصار الثورة  بالمحافظة الشيخ حمود سعيد المخلافي ،طالب فيها المتظاهرون  الرئيس الجديد عبدربه هادي بسرعة إقالة المحافظ حمود الصوفي ،وتعيين محافظ جديدا للمحافظة مشترطين بأن يكون من ذوي الكفاءة والنزاهة،كما طالب المتظاهرون الذين وصلوا إلى ديوان عام المحافظة  بسرعة إقالة أبناء صالح من مناصبهم تمهيداً لإعادة هيكلة الجيش ..
وفي كملته للمتظاهرين في المسيرة التي انطلقت عقب صلاة " جمعة هيكلة الجيش" إلى أمام مبنى المحافظة ،أكد الدكتور عبد الله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي في تعز "أن كل الإدارات الحكومية هي ملك للشعب وعلى الجميع المحافظة عليها " داعياً إلى " إقالة قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وكل القيادات الفاسدة فيها وفي أجهزة الدولة المختلفة" في المحافظة التي تعيش أوضاعا معيشية مزرية في ظل انفلاتا امنيا مريعاً تشهده المحافظة ، كما حذر رئيس المجلس الأهلي في تعز حكومة الوفاق من "تقاسم المناصب والمحاصصة مع القتلة والمجرمين وناهبي المال العام على حساب دماء الشهداء والجرحى" ....
يذكر بأن  تصعيد  شباب الثورة وموظفي المؤسسات والمكاتب الحكومية بعد تواتر أنباء عن إبقاء الصوفي في منصبه محافظا للمحافظة ،وعلى الرغم من تأكيدات سياسية مختلفة نافية لبقاء الصوفي ،ذكرت مصادر بقرب موعد إقالة محافظ تعز من منصبه كضرورة لنزع فتيل التوتر ووضع حداً للإنفلات الأمني الذي يعد احد المسئولين، يتوعد أبناء تعز  بمزيد من التصعيد السلمي اليومي من خلال مسيرات  ووقفات احتجاجية مستمرة لن تتوقف قبل إقالة حمود الصوفي وعدد من مدراء فروع  المؤسسات وفروع الوزارات من مناصبهم،مبديين رفضهم لأي تسوية سياسية لا تستجب لمطالبهم  ...
وعلى ذات الصعيد، وجه قائد اللواء 33 مدرع عبدالله ضبعان بإخراج قوات وآليات عسكرية من اللواء إلى المنافذ الشمالية والغربية لمدينة تعز،فارضا تشديداً عسكري على حركة الدخول والخروج في منافذ المدينة ،وهذا ما تسبب في عودة السخط الشعبي من ممارسات جنود اللواء بحق المسافرين ، وتعزو مصادر عسكرية  أن هدف ضبعان هذه الخطوة هو تفجير الوضع  عسكريا مع أنصار الثورة في الريف الشمالي للمحافظة في محاولة يائسة للتهرب من قرار جمهوري بإقالته من قيادة اللواء 33 مدرع ..
قوبلت تحركات واستفزازات قيادة اللواء 33 مدرع،بتصعيد سلمي مطالب بإقالته ومحاكمته مع مدير الأمن السابق عبدالله قيران  الذي سافر للدراسة في مصر وقائد الحرس مراد العوبلي الذي غادر المحافظة الأسبوع الفائت ،تركا منصبه في قيادة الحرس شاغرا قبل قرار إقالته او تعيين قائد عسكري خلفا له..
إلى ذلك ،يصنف شباب الثورة في مسيراتهم وفعاليتهم السياسية والثورية ،محافظ تعز إلى قائمة المتورطين في جرائم قتل المعتصمين وقتل المدنيين وتدمير المدينة في الحرب  الشعواء التي شنها نظام صالح على المحافظة في العام الفائت على خلفية تأييدها المطلق للثورة السلمية التي تمكنت من إسقاط رأس النظام وعدد من كبار معاونيه  بفعل ثوري سلمي مستمر لن ينتهي حتى انجاز بقية أهداف الثورة ...
من جهة أخرى ،وفي توجه واضح لمدير الأمن الجديد للمحافظة  العميد علي السعيدي المهموم بوضع حداً للإنفلات الأمني المريع بالمحافظة وبالذات في مدينة تعز التي ترتفع فيها مستويات الجريمة بفعل انتشار العصابات المسلحة التي مولها ورعاها نظام صالح في العام الماضي لترويع الآمنين واستهداف الثوار ومعارضي صالح وقيادات السلطة المحلية التي تتكفل الآن برعاية وحماية هذه العصابات الخارجة عن القانون، يسعى مدير الأمن السعيدي وبمساندة شعبية لإعادة الأمن والإسقرار الى حالة افضل مما كان قبل الثورة ،بحسب تأكيد السعيدي في كلنته للمواطنيين عقب صلاة الجمة الفائتة في جامع العيسائي وسط مدينة تعز   ...
وتنفيذا لهذا التوجه الأمني الجديد، قد أصدر مدير امن المحافظة علي السعيدي  الثلاثاء الماضي قرارات بتعيين كل من الدكتور عبدالحكيم المغبشي مديراً للبحث الجنائي ،و محمد الكواتي مديراً لإدارة المرور،وعلي العزي مديراً للأحوال المدنية والإصدار الآلي،وهذا إقرارات قوبلت بإعتراض محافظ المحافظة  _الذي يعد واحدا من المتورطين في انهيار الوضع الأمني بالمحافظة _ بمبرر عدم رجوع مدير الأمن اليه قبل اصدار قرارته ،وهذا ما يدحض ادعاءات سابقة للمحافظ _المتهم بكافة الجرائم وتورطه في حرب صالح على أبناء محافظته في العام الماضي _ الذي لطالما نفى عدم تدخله في الملف الأمني ،كما أتثبت الصوفي في اعتراضه كذبته في نفيه المتكرر عن عدم امتلاكه لصلاحيات في قرارات  التعيين في المناصب الأمنية بصفته محافظاً للمحافظة ورئيسا للمجلس المحلي ورئيساً للجنة الأمنية في تعز  ...
وفي رده على اعتراض المحافظ ، أكد مدير أمن تعز العميد السعيدي بألا مانع  يلزمه قانوناً بالتشاور مع المحافظ بخصوص التعيينات الجديدة كونها إجراء قانوني لا يتعارض مع روح القانون ولو كان المحافظ رئيسا لأمنية تعز في ظرف امني مخيف تعيشه المحافظة  في ظل غياب المحافظ وكبار مسئولي الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة هربا من تبعات التغيير التي دشنها الرئيس الجديد عبدربه هادي ...
في سياق متصل بالسخط الشعبي من الإنفلات الأمني ، خرج مهمشي تعز  في مسيرة حاشدة بمشاركة عدد من شباب الثورة والحقوقيين والصحفيين جابت عدد من شوارع المدينة وصولا إلى أمام ديوان محافظة تعز _مقر المحافظ_  وإدارة الأمن وسط هتافات رافضة للمارسات التي تشر المهمشين بـ"التميز العنصري" ،في تعبير احتجاجي غير مسبوق عقب  مقتل شخصا منهم ،يدعى " ماهر غالب رباش" في شمال المدينة على يد مسلح تابع لنافذ محلي ،طالبت المسيرة   بتسليمه  للسلطات الأمنية للدولة التي يطالبها المهمشون بإعدامه "تنفيذا لحكم الله" كما تقول أفراد أسرته ...
كما تشهد مدينة تعز من مطلع الأسبوع الجاري اعتصامات مستمرة في عدد من المؤسسات الحكومية الى جانب تظاهرات متصاعدة لمنتسبي النقابات المهنية العمالية ،تطالب بإقالة لوبي الفساد ونهب المال العام بالمحافظة وفي مقدمتهم المحافظ الصوفي وعدد من قيادات محلي تعز ،بحسب اتهامات المعتصمين في مؤسساتهم والمشاركين بالمسيرات الرافضة لبقاء ما يصفوه بـ(لوبي الفساد المحلي بالمحلي المرتبط برأس النظام السابق  ) ...
وفي مظاهرات  مشتركة لشباب الثورة والعسكريين المنظمين للثورة المطالبة بهيكلة الجيش وإقالة محافظ المحافظة،وبقية القيادات العسكرية والأمنية التي شاركت في قمع شباب الثورة وقتل المدنيين في العام الفائت ،تنفيذا لرغبة الرئيس المخلوع وأبنائه في الانتقام من المحافظة وأبنائها،كما تؤكد اسر الشهداء والمتضررين من جرائم وحروب صالح في تعز ،ومن شعارات المسيرة المشتركة للثوار والعسكر المؤيدين للثورة  "صوفي برع صوفي برع ... بعد اليوم مالك مهرب " و "يا صوفي يا غدار.. سلم نفسك للثوّار".
كما يطالب منتسبي المؤسستين  العسكرية  والأمنية المؤيدين للثورة في مسيراتهم الأخيرة  بإعادة هيكلة الجيش " إقالة ومحاكمة جميع القتلة وعلى رأسهم صالح  والصوفي والعوبلي وقيران وضبعان" ، ومعالجة قضايا الموقوفين وإطلاق مستحقاتهم المالية أسوة  ببقية زملاؤهم المنضمين للثورة في مختلف المحافظات..
بدورها  طالبت نقابة المحاميين بتعز في وقفتها  الاحتجاجية أمام النيابة العامه بسرعة التحقيق في الاعتداء الذي طال احد المحامي " رياض المروني " من قبل رئيس محكمة شرق تعز الذي رفض تثبيت حضور المحامي في محضر الجلسة قضية فساد بمليارات الريالات التي يريد تمريرها عبر المحكمة "بشكل سري" ،حد قول مصدر مطلع ...
وفي تصعيد مستمر النقابات الطبية بالمحافظة ،سيرت النقابات الطبية  مسيرة لمئات من منتسبيها وبمشاركة عدد من مناصريهم من الثوار إلى نيابة الأموال العام للمطالبة بإقالة ومحاسبة مدراء المستشفيات الحكومية المتهمين بقضايا فساد كبيرة زادت من تردي الوضع الصحي بالمحافظة ...
وأهابت النقابات الطبية بالمحافظة في بيان لها بنيابة الأموال العامة ضرورة القيام بواجبها في ملاحقة الفاسدين ومن يصفهم البيان بـ " هباري المال العام وهم كثر ومعروفين للنيابة بأسمائهم" ..
يأتي  تصعيد النقابات الطبية بعد  قيام أطقم عسكرية من إدارة أمن المحافظة باعتقال ثلاثة من زملائهم في المستشفى اليمني السويدي الأربعاء الماضي، على ذمة مطالبهم المتمثلة بإقالة المدير بتهم تتعلق بالفساد المالي والإداري،ما استدعى إطلاقهم تدخل مدير الأمن ...
من جهة أخرى ،تواصل الحركة الطلابية في تعز احتجاجاتها الطلابية المطالبة بإقالة عدد من مدراء المدارس منها مطالبتهم بسرعة إقالة إدارة  مدرستي أسماء ونعمة رسام للبنات على خلفية استمرار تعرض الطالبات للمضايقات "البلطجية" على يد رجال خارجين عن القانون يتم جلبهم إلى المدرسة لقمع احتجاجات الطالبات المطالبات بإقالة مديرتا تلك المدرستين اللاتي يحضين بدعم مدير  مكتب التربية الذي يطالب تظاهرات طلاب وموظفي التربية بضرورة إقالته من قبل وزير التربية الذي وعد الطلاب والموظفين بإقالته إثناء زيارته للمحافظة ...
وفي سياق آخر ،يواصل طلاب عدد من كليات جامعة تعز احتجاجات متفرقة مطالبة بإقالة عدد من مدراء الكليات والإدارة في الجامعة المتهمين بقضايا فساد مالي واختلاسات مستمرة  للطلاب ،كما يطالب طلاب جامعة تعز في احتجاجهم الذي اندلع العام الماضي بإصلاح الوضع التعليمي المنهار في الجامعة .
واجمالاً،فالموجة الإحتجاجية الأخيرة التي اشتدت وتيرتها وتشمل  كل مكان ومرفق ومؤسسة للمطالبة بإقالة "القتلة والمفسدين" المعروفين  بالمحافظة عقب الإنتخابات الرئاسية المبكرة ،تتوقع مصادر إقالة محافظ تعز بعد أنباء  مؤكدة عن اعتزام رئيس الجمهورية عبدربه هادي إصدار قرار جمهوري بإقالة قائد اللواء 33 مدرع عبدالله ضبعان في الأيام القادمة ...

ليست هناك تعليقات: