الخميس، 22 مارس 2012

ذكرى إلتحام الجيش بالثورة السلمية !


محمد سعيد الشرعبي:
ليلة الذكرى الأولى لإعلان قادة وضباط المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع تأييدهم السلمي للثورة في 21 مارس 2011م ،مصدر عسكري ،يؤكد سقوط قذيفة على معسكر الفرقة الأولى مدرع شمال ساحة التغيير بصنعاء،وكأنها هدية من الطراز المخيف التي تضمر في طياتها دلالات مفزعة تحمل بصمات "صالح" ،ما يعزز من اعتقاد الجميع بأن خريف الانتقام من الجيش المؤيد للثورة  لم ينتهِ وبأن نوايا صالح هادفة الى جر البلاد الى حرب وشيكة هربا من استحقاقات مرحلة الوفاق الوطني التي تقض مضاجعه بضرورة تنفيذ بند هيكلة الجيش ..
فالمخلوع بإرادة شعب الثورة نصب نفسه زعيما على حزبه المؤتمر بعد رحيله من السلطة ،يسعى جاهداً لفرض نفسه على الواقع الجديد ولو استدعى منه تفجير البلد بنسف قطار الوفاق الوطني ،وهذا ما يستفز اطراف الوفاق وبالذات احزاب المشترك التي عبرت مرارا وتكرار عن ضرورة اخراج صالح من المشهد لدواعي امنية وعسكرية وسياسية تمس سلامة حالة الوفاق التي تحيق بها المخاطر من اتجاه،وهذا الرأي يحضى بتأييد قطاع عريض داخل حزب المؤتمر ،وفي طبيعتها مخاوف مشتركة لن يبددها سوى العصى الدولية الراعية لحالة الوفاق ...
يبدو أن تبعات المرحلة الجديدة الحالة النفسية التي يعيشها صالح خارج السلطة  تستفحل اكثر في قراءة للمشهد الذي يتصدره الى جانب شباب الثورة  من يعدهم بالخصوم التقليدين في حزبه المؤتمر ومعارضيه القدامى المشترك ووجهاء القبائل وفي مقدمتهم آل الآحمر ،واعتقد بأن حالة نوبة اغماء تصيبه عندما يجد اعتى رجال نظامه اللواء علي محسن قائدا للجيش المؤيد للثورة ولو الى اجل ينتهي بإعادة هيكلة الجيش ،لكنها حالة مستعصية اصابت صالح بفعل تسبب محسن في تفكيك نظامه على مختلف الأصعدة ...
قبل هذا التداعي لدى  " الزعيم " العجيب ، لم يخطر في بال الرئيس المخلوع علي صالح بأن ترتد "جمعة الكرامة " وبالاً عليه نتيجة ما اقترف بحق المعتصمين السلميين بساحة التغيير من مذبحة ،كما لم يتوقع صالح أن تأتيه الصفعة المدوية  التي هزت بنيان نظامه من الرجل الثاني والأكثر حضوراً في نظامه اللواء علي محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ،الذي اعلن دعمهم و تأييدهم السلمي لثورة الشباب السلمية في بيان تلفزيوني مسجل نهار  الـ 21 مارس 2011 م ..
وبعد أن قصم اللواء محسن ظهر صالح ونظامه البغيض في بيان تأييد الثورة في ذلك اليوم الإستثنائي في تأريخ الثورة الشبابية الشعبية ،هطلت انباء الإستقالات وبيانات تأييد الثورة  بغزارة من عديد من قادة المناطق والألوية العسكرية وكبار رجالات النظام وموظفي الدولة في الداخل والخارج وأعضاء الحكومة ووقادة برلمانيين من حزب المؤتمر الحاكم _ حينها_  ،ليخرج بعدها بأيام علي  صالح مخضولاً ومرعوبا  كما ظهر في خطاب له امام بقايا انصاره في ميدان السبعين ...
حينها ادرك صالح وأبنائه بأن التأريخ لن يعود الى الوراء وبأن قطار الثورة السلمية قد في طريقه اليهم وما من مهرب آمن لهم من طوفان ثورة مطالبة برحيلهم من السلطة ،توالت الأيام ووتيرة الاستقالات وبيانات تأييد الثورة في ازياد من قبل موظفي الدولة "مدنيين،عسكريين "بالإضافة الى وجهاء البلاد بمختلف توجهاته السياسية ،ما افقد صالح توازنه السياسي وبإنحياز اغلب المناطق العسكرية وعدد من الوية الجيش المنتشرة في اغلب مناطق البلاد لخيار الشعب ،سقطت شرعيته الصورية تماما وما بقى تحت سيطرته  من قوات عسكرية وأمنية بقيادة ابنائه صار جيشاً عائليا لا اكثر،ورغم ذلك وصلت الثورة الى صفوف تلك القوات وأعلن جزء منها تأييدهم للثورة وانضمامهم الى ساحات الحرية و التغيير ...
طيلة عام وعلي صالح وأبنائه يتربصون باللواء علي محسن الذي تعامل بذكاء مع الثورة الشبابية السلمية،واقتنص الفرصة لإعلان تأييده للثورة ودعمه السلمي  لخيارات شباب الثورة  ،منقذاً نفسه وقواته من المخططات الجهنمية لصالح الذي كان يتعمد ادخال محسن في حروبه لغايات عسكرية وسياسية متعددة ،ومنها تدمير قوات الجيش الوطني المتمثل بالمناطق العسكرية التي يقود محسن وحلفائه العسكريين جزء كبيرا منها ،وإحراق شخصية الرجل المهدد للتوريث في حروب صعده ومن قبلها حرب صيف 1994م ،معتقداً بقطع الطريق على محسن في خلافته في رئاسة البلاد ،وعلى عكس اوهام صالح ومخططاته ،كانت الثورة مجرد طوق نجاة لهذا القائد العسكري الأبرز في النظام السابق  لإنهاء مشواره في السلطة بالإنحياز للشعب في مفاصلته مع  الحاكم الفرد ،وهذا ما يؤكده محسن في احاديثه وخطابته والبيانات الصادرة عن الجيش المؤيد للثورة ،ولأكثر من مرة اكد نيته بالإستقالة المشروطة بعزل ابناء صالح من قيادة النصف الآخر من قوات الجيش والأمن ،ويتوقع من الرئيس حسم هذه القضية في الأشهر القادمة ...
وعودة الى اعلان اللواء علي محسن وعدد من القيادات العسكرية ومن تلاهم من موظفي الدولة و مشائخ القبائل  تأييدهم للثورة  في توقيت مفصلي من عمر الثورة ،تعُد الضربة القاضية التي حشرت صالح في السبعين وأودت بالمعبد على رأسه وعائلته الحاكمة على الرغم من تشبث الأخير بالكرسي بحروب رفض الرحيل الطوعي نزولاً رغبة الشعب الثائر مالك السلطة وصاحب الكلمة الفصل في اختيار من يرأس البلاد ويدير مؤسسات الدولة وهذا ما تجسد في انتخاب عبدربه هادي رئيسا للبلاد ومن قبله محمد سالم باسندوة رئيسا للحكومة ...
قبل انحياز الجيش والأمن لخيار الشعب كان من الصعب اسقاط صالح بالسهولة التي يتحدث عنها  بعض شباب الثورة او ما يروج لها بقايا النظام للكيد بين مكونات الثورة الشبابية الشعبية والجيش المؤيد للثورة الذين سطروا موقفا بطوليا في انحيازهم للشعب مهما كانت الملاحظات والمخاوف لدى المروجين لوهم عسكره الثورة  دون وعي بمالآت هذا الطرح على الثورة نفسها وتماسك قواها ومكوناتها بمن فيهم الجيش في مواجهة صالح وبقايا نظامه الذي يأبى الرحيل عن المشهد على الرغم من مغادرة الكرسي ...
وعن مطالب البعض بمحاكمة قادة عسكريين مؤيدين للجيش على ذمة مشاركته لصالح في حروبه خلال سنوات حكمه،يبدو أن تمسك الثوار بخيارات الثورة وأهدافها التي ستتكفل بإنجاز كافة المطالب ،وإعلان علي محسن استعداده للمثول امام اي محاكمة كقائد عسكري ضمن منظومة الحكم السابقة وأولهم صالح وأبنائه ،وهذا موقف شجاع وصادق من قبل قائد عسكري مهما اتفقنا او اختلفنا معه ،وبصفتي من اوائل شباب الثورة الذين خرجوا بالثورة ،اقول بصراحة وعن قناعة بأننا  لن ننسى المواقف المشرفة والبطولية للجيش المؤيد للثورة بقيادة اللواء علي محسن لو كنا منصفين في قول الحق في لحطة التزييف ...
 وبعيدا عن حملات التراشق الاعلامي والتخوين التي تطال جيش لثورة وقادته و احزاب المشترك وقيادته تأثراً بموجات الكيد التي تذكيها قوى صاعدة تحترف التاجرة بالشعارات الرنانة الجوفاء على حساب الثورة واستمرارها مهما كانت التحديات الضاغطة والمعيقة للتغيير الجدري الذي يسير الآن وبأقل الخسائر وبرعاية اممية ...

ومحاولة اشعال الصراع بين مكونات الثورة بذريعة رفض المبادرة ورفض الحصانة ،فالأمر واضح والموقف الأخير لتنظيمه الثورة كان جرئيا بتجديد رفضهم للحصانة او الدخول بأي حوار ما لم يتم عزل ابناء صالح من مناصبهم ولجم المخلوع صالح تأجيج الوضع بتصريحاته ومناكفاته غير المجدية  ..
واعتقد أن الوفاء لشهداء الثورة لا ينتهي بالإقتصاص من القتلة فقط ،فبناء الدولة المدينة الحديثة التي فداها شباب الثورة ومختلف فئات المجتمع بأروحهم اكبر من ذلك وابعد مما يختزل ،ولقد سبقنا وقال مفكر الثورة الدكتور / ياسين سعيد نعمان الرأي الصائب في هذه القضية في مقاله لتأريخي " إشكاليات من واقع ثورة الفرصة الأخيرة" الذي قال فيه : الشهداء الذين سقطوا على درب الحرية هم الذين صنعوا التغيير، ويجب أن نتذكر دائما أن الإخلاص لقضيتهم والوفاء لهم لن يقتصرا على مجرد المطالبة بمحاسبة الذين قتلوهم وعلى ذلك النحو الذي يخفي عظمة القضية التي استشهدوا من أجلها أو قيمة المنجز الذي حققه استشهادهم ..... ) 

الخميس، 15 مارس 2012

هوامش عن "جمعة الكرامة" في ذكراها الأولى


محمد سعيد الشرعبي
ايام تفصلنا عن الذكرى الأولى للمجزرة الرهيبة "مجزرة جمعة الكرامة " التي خططها صالح وأبنائه ونفذتها وحدات من قوات النخبة التابعة لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي في المدخل الجنوبي لساحة التغيير بعد دقائق معدودة من انتهائنا من صلاة الجمعة ،سقط في تلك الجمعة اكثر من خمسين شهيداً ومئات من الجرحى والمصابين من شباب ثورة الكرامة في مجزرة رهيبة تصعق روحي ذكراها وتكهرب حواسي كلما تذكرت اهوالها التي عشنا تفاصيلها الدامية ،في يوم عصيب هُزمت فيها وحشية القاتل المذعور على يد شباب الثورة الذين قدموا ملحة أسطورية في الصمود بصدور عارية تحطم على صخرة ارادتهم العزلاء مخطط السفاح وقتلته "المحترفين" .....
في جمعة الـ 18 من مارس 2011م ،كانت ساحة التغيير مسرحا مرعبا لمذبحة حية يستعصي نسيانها لدى من شهدوا ويلاتها لأكثر من عشر ساعات ،بدأ توقيتها قبل مغادرة المصلين لأماكنهم في الساحة التي اكتضت _يومها_ بشباب الثورة ومن شاركنا الصلاة في تلك الجمعة غير المسبوقة ،ففي لحظة تهتز الساحة بفعل دوي هتافاتنا "الشعب يريد اسقاط النظام " وسط عاصمة كانت تعيش لحضتها هدوء ما قبل العاصفة ، لعلعت اصوات الرشاشات والقناصات من الجهة الجنوبية وبغزارة تسببت في توقف هتافات الحشود الشعبية المهيبة لدقائق معدودة ،لتعود الحشود هتافتهم وبحماس منقطع النظير ...
كنت مع مصوري وسائل الإعلام المحلي والدولي  في اعلى البرج الحديدي في قلب الساحة ،وبلمح البصر ،استدرنا مع الحشود في صوب مصادر اطلاق الرصاص استدارة _وكأنها استدارة اخيرة لنا كوننا في مرمى بصر القناصة،وإذا  بسحاب دخانية سوداء لإطارات محترقة ، زادت من فضاعة المشهد الدامي الممتد من  ظهر الجمعة الى منتصف الليل  ...
انها القيامة اذاً ،هكذا قرأتها في نظرات وقسمات الحشود التي تفيض بها الساحة المحاصرة بالقتلة والبلاطجة ،فالكل كان هدفاً متوقعا للرصاص الممطور بدقة احترافية الى اهداف معينة في اجساد الشهداء والجرحى (الصدر،الرأس،العنق) من قناصة غير "بلاطجة" تمركزوا في متاريس على اسطح المنازل ومداخل الشوارع الفرعية خلف سحب الدخان المتصاعد من وراء الجدار الإسمنتي الذي بناها "بلاطجة صالح " في محيط الساحة لوقف تمدد خيام المعتصمين السلميين الى ما بعدها وبالذات الجهة الجنوبية والشرقية ..
عشر دقائق فقط،وبدأ الثوار بملحمة صمودهم الأسطوري في وجه القتلة  في "جمعة كرامة" بعدما ايقن الجميع بأنها المفاصلة المؤلمة والمتوقعة من نظام دموي مدجج بأدوات القتل رافض للرحيل الطوعي من السلطة في حق شعب خرج في ثورة سلمية ينشد الحرية والكرامة من فعل ثوري سلمي مستمر استعصى على القمع والقتل والحرب حتى اللحظة ...
يعجز الحرف عن وصف المؤلم والمشهود في لوحات الفداء التي سطرها شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء وفي مقدمتهم الشهداء الذين انطلقوا كالأسود بصدورهم العارية غير مكترثين بالرصاص وكأنهم ارواحهم  كانت على موعداً مسبقاً بالصعود الى الفردوس ..
بدورنا هبطنا من برج التصوير،واتجهنا مع موج بشري هادر الى المكان في اجواء ثورية ممهورة بالفداء وعلى اصوات وتكبيرات الشهادة وأغاني ايوب طارش وأصوات سيارات الإسعاف وحنين الدرجات التي كانت تقل الشهداء والجرحى الى المستشفى الميداني وبقية مستشفيات الثورة ،تصاعدت فعل الارادة السلمية في مواجهة التحدي الدامي للسفاح الذي توعدنا كثيراً بالمذابح على مقاصل وجدران الشرعية الدستورية التي استخدمها لسفك الدماء بهدف وأد الثورة وسحق شبابها ومن يشاركها فيها انجازها ،فأرتدت مذابحه و مجازره  وبالاً عليه وعلى نظامه ومنها جمعة الكرامة ..
جموع تموج ورصاص تهطل لأكثر من ساعة ،بعدها شرع  الثوار بهد الجدار البلطجي وآخرين يجلبون الماء من كل اتجاه لإطفاء عشرات من الإطارات التي جلبت الى المكان بهدف احراقها للتمويه على مصادر اطلاق الرصاص الحي ،وفي اقل من نصف ساعة ،سقط الجدار،واندفع طوفان من الثوار نحو القتلة المتمركزين على اسطح النازل المنتشرين في الشوارع والمداخل ومن خلفهم عربات ومصفحات وأطقم الأمن المركزي ..
كان  منزل محافظ المحويت السابق على احمد الأحول الوكر الإجرامي الذي سقط بيد الثوار بعد تمكن الشهيد الطفل "انور الماعطي" من التسلق على البوابة وفتح قبل ان تصيبه رصاصات قاتلة ،تلاها اندفاع  جماعي للثوار في ملحمة بطولية شارك مئات في اقتحامه وتطهيره ممن القتلة ذوي الوجوه المرعبة الذي تبين لنا بعدها بأنهم جنود يتبعون لوحدات متخصصه بالقنص والتصفيات ..
وفي اجواء ثورية لم اشهد لوقعها نظير ،واصل الثوار زحفهم السلمي الذي ادخل الذعر في نفوس القتلة المسوخ المنتشرين في شارع الدائري والمداخل والشوارع المؤدية اليه ،فلاذوا بالفرار كالفئران بمساعدة قوات الأمن المركزي التي ساعدتهم على الهرب ،قبل أن تتوقف في جولة "الضبيبي" ودخولها بشكل علني لإتمام النصف الثاني من الجريمة المرعبه ...
وبحماس ثوري سلمي تصدى شباب الثورة لقوات الأمن المركزي بقناصتهم وقنابلهم الغازية وعربات المياه التي عجزت عن وقف زحفنا وصولاً الى الجامعة القديمة في مواجهة غير متكافئة في مقاييس المواجهة بين قوات قتالية وشباب اعزل يحمل علب "البيبسي،الخل " و قشور "البصل" لزيادة مناعة العيون من فضاعة قنابل الغاز التي رشقنا بها حتى ساعات متأخرة من الليل،والأروع في المواجهة فرار القتلة بمختلف اشكالهم امام الشباب الذي تداولوا صدارة المواجهة في انضباطهم في تلك اللحظات المصيرية للمتصدرين والمفصلية للثورة المنصورة والمستمرة حتى اللحظة ...
لحظات لم تكن تخطر بال احد منا في اسوء الإحتمالات ،حيت تأكد للقتلة وزعيمهم  المخلوع ومن شاركهم الجريمة ذلك الصمود الثوري في وجه مخططهم  المرعب اعداداً وتجهيزاً والموحش تنفيذاً من قبل معتصمين سلميين خُيل لمخططي الجريمة سهولة ترويعهم واغتصاب ساحتهم ضمن مخطط مكشوف هدف منه صالح وأجهزته برئاسة ابنائه وأد الثورة باقتحام الساحات وتطهيرها من الشعب الثائر،فقوبل تعنته ذاك ، بصمود شعب وشباب مؤمن بحقه بالحرية والكرامة ،مُني صالح ،وتهاوى نظامه العجيب بعار ما اقترف قتلته يومها من مذبحة شنيعة ...
بعد يومين من الآن ،تحل علينا اولى الذكريات الأليمة لأحد ابشع الجرائم  المروعة التي هزت العاصمة صنعاء وكل محافظات الجمهورية ،والمؤلم في هذه الوليمة الدامية للسفاح وقواته وبلاطجته توقيها المفصلي من عمر الثورة ،وكيفية تنفيذ الجريمة من قبل فرق تم تدريبيها تدريبا عاليا لتنفيذ مهمتهم القذرة بوحشية المنفذ ونازية المخطط الذي هوى الى  جحيم الرحيل ،وها هو يتمرغ في  برك الدم التي هدد بإراقتها في اكثر من مكان وزمان ....
يا لها من مشاهد ولحظات تتذاكى  تفاصيلها المثيرة والمؤلمة في لحظة سردي لهوامش عريضة من تفاصيل غزيرة من لحظة هبوطنا بطريقة مرتبكة مع مصوري  القنوات والوكالات من اعلى البرج الحديدي و تدفقنا مع الثوار جنوبا في بحر من البشر هب لمشاركة المصلين والشباب في اقصى الجهة الجنوبية للساحة .
فمن شهد او شارك ثوار ساحة التغيير بصنعاء  محلمتهم في "جمعة الكرامة" لا يستطيع اختزال تلك المذبحة مهما اختزل ، ولو كان "النفري" كأخلد داعية للاختزال اللغوي عبر التأريخ ،ويكنني القول،بأن ما اسلفت سرده لا يعد سوى لمحات عن هوامش في ملحمة الفداء الثوري الشبابي الشعبي لجيل اراد الحياة ،ومستمر على عهده ومبدأه حتى تحقيق كافة اهداف ثورثه المستمرة والمتواصلة على الرغم من تكالب الظروف وطول الزمن في ثورة الكرامة للشعب والخلاص من السفاح الجاثم على صدر الوطن وان غادر الدار وترك الكرسي للرئيس هادي بفعل شعبي ثوري خالص ..
في نهاية الأمر تلك المذابح المروعة انتصر الشعب  في منازلاته المتعددة  مع  السفاح المخلوع ،الذي عاود الهجوم على الثورة والثوار  بخطابه مشين مطلع الأسبوع الجاري ،مؤججا  مشاعر المطالبين برحيله النهائي ومحاكمته بعدما منحته المبادرة الخليجية حصانة من الملاحقات مع  بقية مجرمي نظامه  الذين امتصوا دماء الأبرياء وبنو مجدهم من جثث الابرياء طيلة 33 عاما ..
وعلى الرغم من انتخاب عبدربه هادي خلفا له ودخول البلد في مرحلة وفاق ،تمهيدا لدخول البلد الى المرحلة الإنتقالية الثانية وفقا للآلية الأممية المزمنة لمبادرة الخليج الذي يبدوا أن صالح وبنيه يهدفون الى اعادة انتاج وجودهم من العدم على حساب الرئيس الجديد ،وهذا ما يهدد بفشل حالة الوفاق السائد ،سيما وان ممارسات صالح وأبنائه الهادفة للهروب من هيكلة الجيش يزيد من تأجيج الحماس الثوري لدى كثير من شباب الثورة  ومن بينهم شباب وقواعد احزاب اللقاء المشترك ،وهذا الاجماع الثوري تجسد في اعلان اللجنة التنظيمية للثورة لمرحلة تصعيد جديدة لن تنتهي قبل تحقيق بقية اهداف الثورة مهما كانت التحديات ....

الجمعة، 9 مارس 2012

عن جواز "الشلفي" وواقع حرية التعبير


محمد سعيد الشرعبي
يبدو أن بقاء جواز مراسل الجزيرة احمد الشلفي قيد مصادرة جهاز الأمن القومي الذي يترأسه عمار صالح بإشراف أستاذ عيال القصر على االآنسي ،يدل على غياب فعل مغيب لدولة القانون  التي يفترض بأن يأتي بها الرئيس عبدربه هادي وحكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوة كواقع بديل لسيطرة صالح وأبنائه على مفاصل سلطة محتضرة عبر أجهزة أمنية وجيش مدجج بدعم وتمويل غربي يسخرها صالح وأبنائه لتنفيذ مشاريعهم الجهنمية والإنتقامية ممن يعتبروه خصوما سياسيين من المعارضين والثوار السلميين والحقوقيين والصحفيين وشيوخ القبائل ،وما أقدموا عليه  خلال العام الماضي من حرب وقمع  خير دليل ،يستدعي من تلك الدولة الغربية مراجعة حساباتها في صالح وأبنائه إذا كانت حريصة على نجاح عملية انتقال السلطة ...
واهم ،من يعتقد بأن تنعم البلد ستنعم بالأمن والإستقرار في ظل بقاء الرئيس المخلوع في رئاسة المؤتمر وابنائبه في مناصبهم العسكرية والأمنية ،لأنهم ببساطة وبفعل تلاشي عصا النفوذ ومسامير السلطة خارج دار الرئاسة وما كانوا ينعمون به من السلطة والثورة ستدفعهم للإنتقام ممن كانوا سببا في إخراجهم أباهم من العرش ويهدد مستقبل بقائهم المستحيل في مناصبهم العسكرية من أحزاب مناؤة لهم وسياسيين يرفضون بقائهم ،وكما نعرف بأن مدى حقدهم وتحريضهم على  الإعلاميين والصحفيين  الذي ينحازون للحقيقة ويناصرون الشعب في مطلبه المقدس بالحرية والتغيير ..
ما تعيش البلاد الآن من انفلات امني ومعارك دامية مع القاعدة وأخواتها ،وما ينسب من أعمال عنف للحراك الجنوبي  ،وما تعيشه تعز وعدن وغيرهما من انفلات امني وصولاً إلى صنعاء العاصمة التي ستتبع أخواتها إلى مستنقع الإنفلات الأمني بفعل صالح وأبنائه وبقايا نظامه الأمني القذر الذي يجعلنا على قناعة تامة بضرورة  إقالة أبناء صالح مناصبهم الأمنية والعسكرية ،ويفترض بالدول الراعية للمبادرة الخليجية أن تمارس ضغوطها على صالح وأبنائه وإجبارهم على إخراجهم من المشهد _بصفتهما اليد الخفية التي تغذي الإنفلات الأمني في البلاد _،تنفيذا لوعودهم التي أكدوا ممارستها على صالح ونظامه   قبل إقرار قانون الحصانة  من الملاحقات ..
صحيح أن هناك رئيس جديد ومنتخب لكنه محاصرً هو الآخر بصالح وأبنائه وأركان نظامه البغيض ،واذا كان هادي يتمتع الآن بهامش للحركة وإمكانية التغيير فـ"الزعيم" منكب على ترتيب حزبه المؤتمر بما يخدم أجندته لفرض نفسه من جديد كنظام ظل لرئيس في مهب نزوات صالح ،فيما أبنائه يواصلون ألاعيبهم الأمنية والعسكرية هربا من قدرهم المحتوم من إعادة "هيكلة الجيش" ،وهذا ما يجعل من فرص عودة الحياة إلى طبيعتها مجرد احتمال وضربة حظ رئيس جديد محاصر بمخالب نظامه القديم ...
وعودة إلى تعنت جهاز الأمن القومي في إطلاق سراح جواز مراسل الجزيرة احمد الشلفي على الرغم من صدور توجيهات من رئيس الحكومة ووزير الداخلية للأمن القومي برئاسة عمار صالح بهدف إطلاقه من قبضة الأمن "القمعي"  بعد مرور عام من مصادرته إثناء ذهاب الشلفي لتجديده في مصلحة الهجرة والجوازات بطريقة غير قانونية بناء على توجيهات عمار صالح ووزير الداخلية السابق مطهر رشاد المصري في قرار امني أهوج على خلفية مواكبة قناة الجزيرة بتغطيتها المكثفة للثورة السلمية منذ انطلاقتها بداية العام الفائت ...
ونظراً لإستمرار هذا التعسف الأمني من قبل جهاز الأمن القومي التابع للرئاسة والذي يسيطر عليه أبناء صالح،يفترض بنقابة الصحفيين ومنظمات  المجتمع المدني ودعاة الحقوق الحريات ،إطلاق حملة لوقف ممارسات الأجهزة الأمنية القامعة للحقوق والحريات وفي مقدمتها جهاز الأمن القومي الذي يفترض بالرئيس هادي إقالة عمار صالح وتحديد مهام كجهاز امني يتكفل بحماية البلد بدلاً من عمله الآن كجهاز مختص بقمع الصحفيين وناشطي المجتمع المدني فقط ....

الثلاثاء، 6 مارس 2012

ورابعهـم الصوفي !!?


 موجة غضب تعم محافظة تعز تطالب بـ"إقالة القتلة والمفسدين" تمهيداً  للتغيير الشامل والجذري بعد إقالة " قيران" من إدارة الأمن ، و رحيل "العوبلي" من  المحافظة قبل إقالته من قيادة الحرس ،و قرار وشيك صدوره بإقالة "ضبعان" من اللواء 33 مدرع
محمد سعيد الشرعبي
للأسبوع الثاني على التوالي،تشهد مدينة تعز وعدد مديريات المحافظة مسيرات جماهيرية حاشدة في موجة احتجاجية مطلبيه جديدة يؤكد فيها شباب الثورة وبمشاركة واسعة من أبناء المحافظة  على مطالبهم بالحرية التغيير في المحافظة التي تعيش أوضاعا أمنية وحياتية مزرية متفاقمة ،ومن ابرز مطالبه إقالة "المفسدين والقتلة محاكمة القتلة " وفي رأس القائمة محافظ المحافظة ورئيس المجلس المحلي حمود الصوفي وقائد اللواء 33 مدرع عبدالله ضبعان وقيادات عسكرية نافذة ومدراء مديريات ومدراء امن تورطوا بشكل مباشر وغير مباشر في جرائم ضد الثوار السلميين والمدنيين العزل  ..
ساعد في عودة أبناء تعز في موجتهم الإحتجاجية المستمرة شعوراً شعبياً ساخطاً مما يعتبروه إشاحة حكومة الوفاق برئاسة باسندوة والرئيس الجديد عبدربه هادي عن مطالب  أبناء المحافظة التي يرددوها في مسيراتهم الثورية وفعاليتهم السياسية قبل وبعد انتخابات الـ 21 فبراير ،وفي ظل جهود سياسية لطمأنة المحتجين على استجابة نظام التوافق للمطالب العاجلة المطروحة على طاولة التوافق  ..
كما  تسببت أنباء تناقلتها عدد من وسائل الإعلام تشير إلى بقاء المحافظ حمود الصوفي بمنصبة  إلى اجل غير معلوم  ،وإلى جانبه عدد من مدراء فروع مكاتب ومؤسسات الدولة بالمحافظة ،في اتساع رقعة الاحتجاجات التي تعم المحافظة بشكل غير مسبوق بعد استراحة قصيرة قضاها المحتجين على هامش الانتخابات المبكرة ،وبعودة الزخم  الإحتجاجي الرافض لبقاء بقايا نظام صالح في مناصبهم،يحسب لأبناء تعز ،تدشين موجة الغضب الشعبي في عهد هادي ،ويتوقع عدد من المهتمين بهذه الموجة الإحتجاجية ،تصاعد مطالبها بنفس متسارع  وربما يتجاوز تقديرات النظام التوافقي الذي يمشي بسرعة لا تتماشى مع  تطلعات الشارع الثائر في تعز وغيرها من محافظات الجمهورية  الطامح  لتنفيذ  مطالبه على عجل ...
ميدانيا ، تتصاعد موجة الغضب السلمية في تعز  بعد أسبوع من الاحتجاجات المتفرقة  التي خرج بها شباب الثورة ،وتكللت الجهود الشبابية بخرج الآف من أبناء تعز في مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية إلى أمام ديوان عام المحافظة عقب صلاة "جمعة هيكلة الجيش"  يتقدمها رئيس المجلس الثوري في تعز الدكتور عبدالله الذيفاني وقائد أنصار الثورة  بالمحافظة الشيخ حمود سعيد المخلافي ،طالب فيها المتظاهرون  الرئيس الجديد عبدربه هادي بسرعة إقالة المحافظ حمود الصوفي ،وتعيين محافظ جديدا للمحافظة مشترطين بأن يكون من ذوي الكفاءة والنزاهة،كما طالب المتظاهرون الذين وصلوا إلى ديوان عام المحافظة  بسرعة إقالة أبناء صالح من مناصبهم تمهيداً لإعادة هيكلة الجيش ..
وفي كملته للمتظاهرين في المسيرة التي انطلقت عقب صلاة " جمعة هيكلة الجيش" إلى أمام مبنى المحافظة ،أكد الدكتور عبد الله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي في تعز "أن كل الإدارات الحكومية هي ملك للشعب وعلى الجميع المحافظة عليها " داعياً إلى " إقالة قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وكل القيادات الفاسدة فيها وفي أجهزة الدولة المختلفة" في المحافظة التي تعيش أوضاعا معيشية مزرية في ظل انفلاتا امنيا مريعاً تشهده المحافظة ، كما حذر رئيس المجلس الأهلي في تعز حكومة الوفاق من "تقاسم المناصب والمحاصصة مع القتلة والمجرمين وناهبي المال العام على حساب دماء الشهداء والجرحى" ....
يذكر بأن  تصعيد  شباب الثورة وموظفي المؤسسات والمكاتب الحكومية بعد تواتر أنباء عن إبقاء الصوفي في منصبه محافظا للمحافظة ،وعلى الرغم من تأكيدات سياسية مختلفة نافية لبقاء الصوفي ،ذكرت مصادر بقرب موعد إقالة محافظ تعز من منصبه كضرورة لنزع فتيل التوتر ووضع حداً للإنفلات الأمني الذي يعد احد المسئولين، يتوعد أبناء تعز  بمزيد من التصعيد السلمي اليومي من خلال مسيرات  ووقفات احتجاجية مستمرة لن تتوقف قبل إقالة حمود الصوفي وعدد من مدراء فروع  المؤسسات وفروع الوزارات من مناصبهم،مبديين رفضهم لأي تسوية سياسية لا تستجب لمطالبهم  ...
وعلى ذات الصعيد، وجه قائد اللواء 33 مدرع عبدالله ضبعان بإخراج قوات وآليات عسكرية من اللواء إلى المنافذ الشمالية والغربية لمدينة تعز،فارضا تشديداً عسكري على حركة الدخول والخروج في منافذ المدينة ،وهذا ما تسبب في عودة السخط الشعبي من ممارسات جنود اللواء بحق المسافرين ، وتعزو مصادر عسكرية  أن هدف ضبعان هذه الخطوة هو تفجير الوضع  عسكريا مع أنصار الثورة في الريف الشمالي للمحافظة في محاولة يائسة للتهرب من قرار جمهوري بإقالته من قيادة اللواء 33 مدرع ..
قوبلت تحركات واستفزازات قيادة اللواء 33 مدرع،بتصعيد سلمي مطالب بإقالته ومحاكمته مع مدير الأمن السابق عبدالله قيران  الذي سافر للدراسة في مصر وقائد الحرس مراد العوبلي الذي غادر المحافظة الأسبوع الفائت ،تركا منصبه في قيادة الحرس شاغرا قبل قرار إقالته او تعيين قائد عسكري خلفا له..
إلى ذلك ،يصنف شباب الثورة في مسيراتهم وفعاليتهم السياسية والثورية ،محافظ تعز إلى قائمة المتورطين في جرائم قتل المعتصمين وقتل المدنيين وتدمير المدينة في الحرب  الشعواء التي شنها نظام صالح على المحافظة في العام الفائت على خلفية تأييدها المطلق للثورة السلمية التي تمكنت من إسقاط رأس النظام وعدد من كبار معاونيه  بفعل ثوري سلمي مستمر لن ينتهي حتى انجاز بقية أهداف الثورة ...
من جهة أخرى ،وفي توجه واضح لمدير الأمن الجديد للمحافظة  العميد علي السعيدي المهموم بوضع حداً للإنفلات الأمني المريع بالمحافظة وبالذات في مدينة تعز التي ترتفع فيها مستويات الجريمة بفعل انتشار العصابات المسلحة التي مولها ورعاها نظام صالح في العام الماضي لترويع الآمنين واستهداف الثوار ومعارضي صالح وقيادات السلطة المحلية التي تتكفل الآن برعاية وحماية هذه العصابات الخارجة عن القانون، يسعى مدير الأمن السعيدي وبمساندة شعبية لإعادة الأمن والإسقرار الى حالة افضل مما كان قبل الثورة ،بحسب تأكيد السعيدي في كلنته للمواطنيين عقب صلاة الجمة الفائتة في جامع العيسائي وسط مدينة تعز   ...
وتنفيذا لهذا التوجه الأمني الجديد، قد أصدر مدير امن المحافظة علي السعيدي  الثلاثاء الماضي قرارات بتعيين كل من الدكتور عبدالحكيم المغبشي مديراً للبحث الجنائي ،و محمد الكواتي مديراً لإدارة المرور،وعلي العزي مديراً للأحوال المدنية والإصدار الآلي،وهذا إقرارات قوبلت بإعتراض محافظ المحافظة  _الذي يعد واحدا من المتورطين في انهيار الوضع الأمني بالمحافظة _ بمبرر عدم رجوع مدير الأمن اليه قبل اصدار قرارته ،وهذا ما يدحض ادعاءات سابقة للمحافظ _المتهم بكافة الجرائم وتورطه في حرب صالح على أبناء محافظته في العام الماضي _ الذي لطالما نفى عدم تدخله في الملف الأمني ،كما أتثبت الصوفي في اعتراضه كذبته في نفيه المتكرر عن عدم امتلاكه لصلاحيات في قرارات  التعيين في المناصب الأمنية بصفته محافظاً للمحافظة ورئيسا للمجلس المحلي ورئيساً للجنة الأمنية في تعز  ...
وفي رده على اعتراض المحافظ ، أكد مدير أمن تعز العميد السعيدي بألا مانع  يلزمه قانوناً بالتشاور مع المحافظ بخصوص التعيينات الجديدة كونها إجراء قانوني لا يتعارض مع روح القانون ولو كان المحافظ رئيسا لأمنية تعز في ظرف امني مخيف تعيشه المحافظة  في ظل غياب المحافظ وكبار مسئولي الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة هربا من تبعات التغيير التي دشنها الرئيس الجديد عبدربه هادي ...
في سياق متصل بالسخط الشعبي من الإنفلات الأمني ، خرج مهمشي تعز  في مسيرة حاشدة بمشاركة عدد من شباب الثورة والحقوقيين والصحفيين جابت عدد من شوارع المدينة وصولا إلى أمام ديوان محافظة تعز _مقر المحافظ_  وإدارة الأمن وسط هتافات رافضة للمارسات التي تشر المهمشين بـ"التميز العنصري" ،في تعبير احتجاجي غير مسبوق عقب  مقتل شخصا منهم ،يدعى " ماهر غالب رباش" في شمال المدينة على يد مسلح تابع لنافذ محلي ،طالبت المسيرة   بتسليمه  للسلطات الأمنية للدولة التي يطالبها المهمشون بإعدامه "تنفيذا لحكم الله" كما تقول أفراد أسرته ...
كما تشهد مدينة تعز من مطلع الأسبوع الجاري اعتصامات مستمرة في عدد من المؤسسات الحكومية الى جانب تظاهرات متصاعدة لمنتسبي النقابات المهنية العمالية ،تطالب بإقالة لوبي الفساد ونهب المال العام بالمحافظة وفي مقدمتهم المحافظ الصوفي وعدد من قيادات محلي تعز ،بحسب اتهامات المعتصمين في مؤسساتهم والمشاركين بالمسيرات الرافضة لبقاء ما يصفوه بـ(لوبي الفساد المحلي بالمحلي المرتبط برأس النظام السابق  ) ...
وفي مظاهرات  مشتركة لشباب الثورة والعسكريين المنظمين للثورة المطالبة بهيكلة الجيش وإقالة محافظ المحافظة،وبقية القيادات العسكرية والأمنية التي شاركت في قمع شباب الثورة وقتل المدنيين في العام الفائت ،تنفيذا لرغبة الرئيس المخلوع وأبنائه في الانتقام من المحافظة وأبنائها،كما تؤكد اسر الشهداء والمتضررين من جرائم وحروب صالح في تعز ،ومن شعارات المسيرة المشتركة للثوار والعسكر المؤيدين للثورة  "صوفي برع صوفي برع ... بعد اليوم مالك مهرب " و "يا صوفي يا غدار.. سلم نفسك للثوّار".
كما يطالب منتسبي المؤسستين  العسكرية  والأمنية المؤيدين للثورة في مسيراتهم الأخيرة  بإعادة هيكلة الجيش " إقالة ومحاكمة جميع القتلة وعلى رأسهم صالح  والصوفي والعوبلي وقيران وضبعان" ، ومعالجة قضايا الموقوفين وإطلاق مستحقاتهم المالية أسوة  ببقية زملاؤهم المنضمين للثورة في مختلف المحافظات..
بدورها  طالبت نقابة المحاميين بتعز في وقفتها  الاحتجاجية أمام النيابة العامه بسرعة التحقيق في الاعتداء الذي طال احد المحامي " رياض المروني " من قبل رئيس محكمة شرق تعز الذي رفض تثبيت حضور المحامي في محضر الجلسة قضية فساد بمليارات الريالات التي يريد تمريرها عبر المحكمة "بشكل سري" ،حد قول مصدر مطلع ...
وفي تصعيد مستمر النقابات الطبية بالمحافظة ،سيرت النقابات الطبية  مسيرة لمئات من منتسبيها وبمشاركة عدد من مناصريهم من الثوار إلى نيابة الأموال العام للمطالبة بإقالة ومحاسبة مدراء المستشفيات الحكومية المتهمين بقضايا فساد كبيرة زادت من تردي الوضع الصحي بالمحافظة ...
وأهابت النقابات الطبية بالمحافظة في بيان لها بنيابة الأموال العامة ضرورة القيام بواجبها في ملاحقة الفاسدين ومن يصفهم البيان بـ " هباري المال العام وهم كثر ومعروفين للنيابة بأسمائهم" ..
يأتي  تصعيد النقابات الطبية بعد  قيام أطقم عسكرية من إدارة أمن المحافظة باعتقال ثلاثة من زملائهم في المستشفى اليمني السويدي الأربعاء الماضي، على ذمة مطالبهم المتمثلة بإقالة المدير بتهم تتعلق بالفساد المالي والإداري،ما استدعى إطلاقهم تدخل مدير الأمن ...
من جهة أخرى ،تواصل الحركة الطلابية في تعز احتجاجاتها الطلابية المطالبة بإقالة عدد من مدراء المدارس منها مطالبتهم بسرعة إقالة إدارة  مدرستي أسماء ونعمة رسام للبنات على خلفية استمرار تعرض الطالبات للمضايقات "البلطجية" على يد رجال خارجين عن القانون يتم جلبهم إلى المدرسة لقمع احتجاجات الطالبات المطالبات بإقالة مديرتا تلك المدرستين اللاتي يحضين بدعم مدير  مكتب التربية الذي يطالب تظاهرات طلاب وموظفي التربية بضرورة إقالته من قبل وزير التربية الذي وعد الطلاب والموظفين بإقالته إثناء زيارته للمحافظة ...
وفي سياق آخر ،يواصل طلاب عدد من كليات جامعة تعز احتجاجات متفرقة مطالبة بإقالة عدد من مدراء الكليات والإدارة في الجامعة المتهمين بقضايا فساد مالي واختلاسات مستمرة  للطلاب ،كما يطالب طلاب جامعة تعز في احتجاجهم الذي اندلع العام الماضي بإصلاح الوضع التعليمي المنهار في الجامعة .
واجمالاً،فالموجة الإحتجاجية الأخيرة التي اشتدت وتيرتها وتشمل  كل مكان ومرفق ومؤسسة للمطالبة بإقالة "القتلة والمفسدين" المعروفين  بالمحافظة عقب الإنتخابات الرئاسية المبكرة ،تتوقع مصادر إقالة محافظ تعز بعد أنباء  مؤكدة عن اعتزام رئيس الجمهورية عبدربه هادي إصدار قرار جمهوري بإقالة قائد اللواء 33 مدرع عبدالله ضبعان في الأيام القادمة ...

الأحد، 4 مارس 2012

أولى جولات المنازلة مع صالح بدأت الآن


محمد سعيد الشرعبي
على أرصفة عاصمة متهالكة يسكنها مشهد متوتر أو بالأصح شبه مضطرب كأحد أعراض ما قبل التحول التأريخي بين واقعية الفعل السياسي بين رئيس جديد مسنود يدعما داخليا وخارجيا وردات الفعل للمخلوع الذي نصب نفسه "زعيما"  لحزبه المؤتمر ،معززاً بمقدرات مالية وتحالفات جهوية تعيق المؤتمر من الوفاء بإلتزاماته كطرفاً في المبادرة الخليجية،ومن مصلحة المؤتمر _لو كان حزبا _  وضع حداً لهذه التحركات المريبة كون "المرحلة الإنتقالية الثانية"  تستدعي إثبات قدرته كحزب سياسي  عبيداً عن وصاية صالح ووصاية أبنائه _بصفتهما عامل توتر سياسي وعسكري _  ،وهنا بات إبعادهم  عن المشهد بشكل كلي مطلب الجميع ،وأولهم المؤتمر ...
وحده الرئيس السابق علي صالح بأنه ونظامه العائلي لا يدركون بأنهم أصبحوا تأريخا ولن يغيروا في مجرى الأحداث السياسية المتوالية شيئاً يعيد الأمور إلى سابق عهده الإستبدادي ، مهما امتلك من قدرات قد تربك المشهد العام ،وتعرقل الدور المنتظر للرئيس عبدربه هادي وحكومة الوفاق الوطني التي يتهدد انسجامها تبعات تحركات صالح وإعلامه العائلي والمؤتمري _في اغلب الأحيان_  الذي شرع في تصوير صالح كنظام ظل يعتزم انتزاع دور موازي لـ"الزعيم" على حساب عبدربه هادي المطالب بإثبات قدرته وجدارته بمنصب رئيس الرئيس...
عملياً،دخلت البلد المرحلة الانتقالية الثانية  بإنتخاب عبدربه هادي رئيسا للجمهورية في الـ 21 فبراير الفائت ،في انتخابات رئاسية مبكرة ، أزاح فيها الشعب  صالح من السلطة بشكل نهائي بعد شهور من إسقاط شرعيته بفعل ثوري سلمي  مستمر حتى اللحظة، ومنح غالبية اليمنيين ثقتهم  لنائبة هادي كمرشح توافقي لقيادة البلد في  المرحلة القادمة ،تستدعي من جميع القوى الوطنية الفاعلة ،وأولهما  أحزاب المشترك وحزب المؤتمر _لو كان حزبا وطنيا وليس حزبا عائلياً_ دعم الرئيس الجديد في تحمل مسؤولياته الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقه ،ومواجهة التحديات التي تعترض طريقه ،كما يفترض  من جميع القوى الوطنية مساعدة هادي في تخليص نفسه وشعبة من شبح صالح وردم المستنقعات التي اغرق البلد في أوحالها طيلة 33 عاما من حكمه الإستبدادي القائم على الحروب والأزمات  ..
وقريباً من واقع الوفاق الذي تتهدده أجندة صالح وجناحه العائلي الكبير في حزب المؤتمر اللاشعبي ، يشتغل صالح وفريقه السياسي والإعلامي على إثارة الخلاف في حالة وفاق هشة هدفها عزل الرئيس عن أحزاب اللقاء المشترك وقوى الثورة ،وإيصاله إلى نقطة اللاعودة في علاقته الطبيعية بالقوى السياسية ومكونات الثورة ،وبما يسهل اختزالها في  قمم حزب المؤتمر اللاشعبي ،الذي يسعى صالح لترتيبه من جديد وفقا لأجندته الانتقامية من حالة الوفاق الوطني التي تمر بها البلاد،واجتماع صالح بجناح التوريث وممثليهم في الحكومة المقالة دليل على توجه غامض ومريب لصالح الذي لازال  يرأس حزب المؤتمر ،ويسعى من خلاله لإعادة إنتاج وجوده السياسي بعد مغادرة دار الرئاسة ،وهذا ما يثير مخاوف بقية الأطراف الوطنية المشاركة  في دعم وتأييد هادي  كمرشح للوفاق الوطني وليس رئيسا عن الحزب الحاكم ...
ومن القضايا المثارة في الأسبوع الفائت ، الذي شهد حدثا استثنائياً وغير مسبوق تمثل في تنصيب الرئيس الجديد عبدربه هادي في حفل أدى فيها اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى بحضور أممي ودولي وعربي نهار السبت الفائت، دشن صالح وفريقه المناوئ لهادى والمجلس لقوى ومكونات الثورة ،بإفتعال أزمة على خلفية رفض أحزاب المشترك ورئيس حكومة الوفاق حضور حفل توديع صالح الإثنين الفائت كون "بدعة سياسية" تعمد صالح وبقايا نظامه على تسويقها كحفل لتنصيب الرئيس الجديد ،ما تسبب في  افتعال كتلة المؤتمر لخلاف بين حكومة الوفاق برئاسة باسندوة و البرلمان في اليوم التالي لتنصيب هادي..
بدوره طالب مكتب رئيس الوزراء مجلس النواب" النأي بنفسه عن الميل أو التحيز إلى جهة دون أخرى باعتباره سلطة تشريعية مستقلة، وأن يظل بعيدا عن المماحكات والاجتهادات الإجرائية التي قد تحدث هنا أو هناك من وقت لآخر" في رداً على خبر ورد في وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن  طلب البرلمان من باسندوه بإعتذار عن حضوره حفل استقبال الرئيس هادي و توديع صالح الذي أقيم بدار الرئاسة الإثنين الماضي بالعاصمة صنعاء .
كما أكد مكتب باسندوه  حضور رئيس حكومة الوفاق حفل تنصيب الرئيس هادي في البرلمان الذي حضره باسندوة وقيادات في المشترك وكتلتهم البرلمانية  " ما تم في مجلس النواب يوم السبت الموافق 25 فبراير 2012م حيث أدى الأخ الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي اليمين الدستورية بحضور الجميع"،كما أوضح البيان موقف رئيس الحكومة من حفل دار الرئاسة : أن ما جرى في دار الرئاسة يوم  الاثنين الموافق 27 فبراير الجاري لا يعدو عن كونه حفل استقبال وتوديع لا يحتم حضور الجميع.
من جهة أخرى،تشهد العاصمة صنعاء تحركات دولية  ومحلية ،تتمحور تلك التحركات على قضيتين وهما ،تعيين محافظين ووكلاء ومدراء امن في المحافظات بشكل توافقي  وهيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية ،ويتوقع نجاح الرئيس الجديد وأطراف المبادرة الخليجية المؤتمر والمشترك في إقرار خطة التغيير في السلطة المحلية ،ويرتبط نجاح الخطة التوافقية  الطموحة بمدى جدية الأطراف في إنجاح  ر خطة التغييرات التوافقية،وبالذات في المحافظة الملتهبة التي تشهد توترات وانفلاتاً أمنياً مخيفا لأكثر من عام .
وفي الأيام المقبلة  ،يتوقع الرئيس الجديد وحكومة الوفاق إتخاذ جملة قرارات جرئية تمهد لإحداث التغيير الشامل وترتيب أولويات المرحلة الإنتقالية المقبلة التي تتواءم مع الخطة التنفيذية للمبادرة الخليجية ووفقا للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ،وبحسب تأكيدات الأطراف المحلية للمبادرة ورعاتها الإقليميين والدوليين ،تتجه الأنظار توحيد الجيش المنقسم بين جيش وطني مؤيد للثورة وجيش موازي يقوده أبناء صالح ممثلا بالحرس الجمهوري والأمن المركزي وجهاز الأمن القومي ،كما أن إعادة خطة توحيد الجيشان في جيش واحد وهيكلته على أسس علمية ووطنية  لن تتم قبل إقالة أبناء صالح من جهة في المقابل يتوقع أن يستقيل قائد الجيش المؤيد للثورة اللواء على محسن ،تمهيدا لتنفيذ خطة توحيد وهيكلة الجيش  على أسس وطنية وتأهيله وفقا للمعايير العلمية المتقدمة برعاية دولية يدفعها حرصها على امن وسلامة اليمن خوفا من تدهور الأوضاع من أي تصعيد عسكري في حال ظل الجيش على حالة الإنقسام الحاد بين القوتين الرئيسيتين في البلد ...
يتوقع كثير من المهتمين أن تطرق النظام الجديد برئاسة هادي  للملف الأخطر على عملية نقل السلطة وهو إعادة توحيد الجيش وهيكلته التي تبدأ بإقالة أبناء صالح من مناصبهم العسكرية والأمنية  ،سيفتح باب التصعيد بين الطرفين ما لم تمارس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي  ضغوط مكثفة تساعده نزع فتيل أي توترا عسكريا مفترضا في الأشهر القادمة  ...
من مصلحة أبناء صالح إشعال فتيله لغايات أنية وبعيدة المدى ،وفي مراجعة للمواقف الأخيرة المعلنة لمندوب الأمم المتحدة جمال بن عمر والمجتمع الدولي وفي مقدمتها أمريكا ودول الاتحاد الأوربي ،تؤكد بألا تراجع عن مواقفهم الداعية  توجهاتهم الداعمة لخطة إعادة هيكلة الجيش وبنائه على أسس عملية ووطنية يحدد ملامحها أبناء اليمن أنفسهم ،وبقدر ما تبعث المهاترات الإعلامية الدائرة على ذمة هيكلة ،يبدوا ألا مفر لأبناء صالح من تبعات التغيير الذي جاء بفعل الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي رتبت خطتها وفقا للآلية الأممية المزمنة للمبادرة الخليجية  ..
وبعد تمسك أحزاب اللقاء المشترك بموقفها الثابت من هيكلة الجيش بداية من إصدار الرئيس هادي قرار بإقالة أبناء صالح من مناصبهم تمهيد لهذه القضية يعد فشل المبادرة في حسمها تهديداً للسلم الأهلي وباعث لمخاوف الجميع ،و قد يترتب عليها من فوضى أمنية عارمة فواد حدوثها في البلاد في المستقبل القريب مادام وضع أبناء صالح لم تشمله قرار جريء من الرئيس الجديد والقائد الأعلى للقوات المسلحة عبدربه هادي ..
لم يزل الجزم في المواقف في هذه القضية الجوهرية التي ثار الشعب ضدها مجرد تكهنات ،لكن معطيات كثيرة تشير إلى أن إقالة أبناء صالح _ لو حدثت_ ستكون معجزة للرئيس الجديد وحكومة الوفاق لتجاوز مخاطر بقاء منظومة نظام صالح في مفاصل مؤسسات الدولة وبالذات العسكرية والأمنية ..
وفي موضوع متصل بالتحركات المحلية والدولية التي تشهدها صنعاء في الأيام الأخيرة  التي تؤسس لمرحلة ما بعد انتخاب هادي وتنصيبه رئيسا وقائد للقوات المسلحة ،يتوقع أن يعقد الرئيس هادي اجتماعاً حاسماً مع قيادة أحزاب المشترك وشركائه لمناقشة أولويات المرحلة القادمة التي يفترض أن يتم  بعدها الشروع في عملية هيكلة الجيش والأمن وتأتي بعدها قضية الإعداد للحوار الوطني الشامل ،وتتوقع مصادر بخروج الاجتماع بتشكيل لجنة التفسير لتكون مرجعية لطرفين لحل أي خلاف في تفسير المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية.
استبق هادي اجتماعه المتوقع بأحزاب المشترك ،بإصدر قرارات جمهورية مساء الخميس أبرزها إبعاد قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة من منصبه، في أول خطوة لإعادة هيكلة الجيش المنقسم،وإزاحة القائد الأبرز المتهم بنهب أراضي  واسعة في المحافظات الجنوبية ..
كما أصدر هادي قراراً جمهوريا قضى بتعيين اللواء سالم علي قطن قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية وقائداً للواء 31 مدرع، خلفاً لمهدي مقولة ،وأيضا أصدر هادي قراراً بتعيين المهندس وحيد علي أحمد رشيد محافظاً لمحافظة عدن، ليشغل المنصب الشاغر منذ نحو عام بعد أن استقال المحافظ السابق وانضم للثورة.
ومن قراراته المشجعة على وضع حداً للإنفلات الأمني في عدن ،أصدر الرئيس هادي أيضاً قراراً بتعيين العميد الركن صادق صالح حيد مديرا لأمن محافظة عدن، خلفاً للعميد غازي أحمد علي،يذكر بأن مدير امن عدن الجديد كان يعمل رئيس لعمليات وزارة الداخلية سابقاً.
وفي تأكيداً من قبل شباب الثورة على موقفهم الثاني المنسجم مع أهداف الثورة بعد إزاحتهم لصالح وانتخاب هادي رئيسا للجمهورية ،اشترط شباب الثورة الأسبوع الفائت على حكومة الوفاق إقالة أبناء صالح كشرط أساسي لا نقاش فيه للدخول في أي حوار مع الحكومة والدخول في الحوار الوطني التوقع تدشينه برعاية إقليمية ودولية منتصف العام الجاري ....
وفي شأن متصل بشأن الوضع الفراغ الدستوري الذي تمر به البلد كوضع طبيعي لمرور البلد في فترة انتقالية  بفعل سريان العمل في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية المنفذة للإنتقال  الآمن للسلطة في البلاد ،وافق رئيس مجلس النواب يحي الراعي على رفع جلسات المجلس لمدة أسبوعين,داعيا لإنتخاب هيئة جديدة لرئاسة المجلس مبرر دعوته غير المسبوقة لرئيس أطول فترة برلمانية بقوله : أدعوا لانتخاب هيئة رئاسة جديدة خلال أسبوعين " مبررا ذلك بأن كراسي الرئاسة قد ملت..
وسوء صدق بحديثه عن ملل أصابه بسبب تردي وضعه  الصحي أم بفعل ضغوط الواقع الجديد الذي زادت من قناعة الراعي والكتلة "البركانية" لحزبهم المؤتمر ،والتي صدرت إثر جدل حاد بين الراعي و النائب الإصلاحي منصور الزنداني الذي تقدم في جلسة الأربعاء الفائت بطلب رفع الجلسات حتى انتخاب هيئة جديدة للمجلس باعتبار الهيئة الحالية غير شرعية ...
وكعادته في مداخلتها ومشاركته في جلسات البرلمان ، وأعترض سلطان البركاني رئيس كتلة المؤتمر عن اعتذاره الراعي  عن مواصلة مهمته في رئاسة البرلمان_ أعيد انتخابه رئيسا للبرلمان في  فبراير 2010 _،كما دعا البركاني الراعي بالاستمرار في منصبه بالقول: الحديث عن إنتخابات هيئة الرئاسة ليس وقته الآن ، لأن هناك مدد ..تمديد .. له وفقاً لكل التزاماته ، وأرجو من هيئة الرئاسة الاستمرار وعلى يحي الراعي أن يستمر في الرئاسة .." وبلهجة غير معهودة، رد يحي الراعي على البركاني بقوله :  رئيس المجلس يريد الحرية ، ما نشتيش .. لا نريد .. الرئاسة "
يذكر إشكالية الوضع غير شرعي لهيئة رئاسة البرلمان  سيتم حسمها كونها أتت من خارج سياق الآلية التنفيذية المزمنة ،يشار إلى أن الهيئة الرئاسية للبرلمان تتكون من رئيس المجلس ونوابه الثلاثة، وتتولى هيئة رئاسة المجلس الإشراف على نشاط المجلس ولجانه، ومعاونة مختلف اللجان في شتى المجالات وهي الجهاز الدائم للمجلس، مسئولة أمامه عن جميع أعماله.
وفي الأخير ،يدو أن البلاد ستشهد إحداث وقرارات سياسية مصيرية في الأسابيع والأشهر  المقبلة ،كما تعد بداية امتحان حقيقي للرئيس الجديد وقدرته على انتزاع صلاحياته من المخلوع الذي صار نصب نفسه زعيما للعدم ،ويرتبط نجاح هادي بمدى دعمه من القوى المحلية والإقليمية والدولية المشاركة والراعية في عملية انتقال السلطة وخروج البلاد إلى نزهة في شاطى هادي بعيدا عن مستنقع صالح الذي سيردم لتمر البلاد إلى المستقبل المنشود من قبل الجميع