الجمعة، 10 فبراير 2012
في ذكرى 11 فبراير
السبت، 4 فبراير 2012
ثورة مضادة لإبقاء الصنم !!

الناخي نبض القضية وعقل الجنوب الحر

محمد سعيد الشرعبي
عبدالله الناخبي مناضل يمني جنوبي معروف بخطاب عقلاني صريح دال على امتلاء ونضوج الرجل من الداخل المعايش للقضية الجنوبية عن قرب ،لذا يُعد من ابرز الوجوه الجنوبية الذين تصدروا مشهد الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته في مسيرات شعبية مطالبة برحيل السفاح علي صالح وناهب الثروات والاراضي ومشعل الحروب في الجنوب والشمال ..
كما كان الناخبي ولازال واحداً القيادات الحراكية الذين حافظوا على سلمية الحراك المطلبي في المحافظات الجنوبية الذي يعد بداية منطقية للثورة السلمية ،كما كان اكثرهم احساسا بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه واقلهم حدة من شطحات فك الارتباط التي جلبت على احراك المصائب وافقدته قوة حجته ،والتأييد الشعبي الذي حضى به في ارجاء الوطن كل الوطن ...
وبلاشك يعرف ابناء اليمن بجنوبه وشماله على حد سوء ،ويدرك المهتمين بالشأن اليمني عمق للرؤية الاستراتيجية التي يقدمها الأمين العام للحراك الجنوبي عبدالله الناخبي لقضية الوطن الكبرى " لقضية الجنوبية" من اسبابها وتداعياتها وانتهاءً بمقترحاته لتسويتها تحت سقف الوحدة ،وهذه مواقف تحسب للناخبي وقيادات جنوبية كثيرة ،والتي يؤكدها دوما في تصريحاته وحواراته الصحفية والمتلفزة وليس آخرها حواره مع قناة اليمن الأولى قبل ايام ...
بصراحة ليس غريبا على الناخبي وهو المناضل الوطني اليمني المعروف أن يدهشنا كل يوم بخطاب جديد ومغاير عن القضية الجنوبية ومطالبها وحقوق ابناء المحافظات الجنوبية منذ اندلاع الحراك قبل اربع سنوات ،وبذات الخطاب المتعالي عن سفاسف الامور ونزعات الفرد على حساب نضال تراكمي لشعب وحدوي ،كان الامين الناخبي اقرب القادة من هموم جماهير الحراك ،بقدر بعده عن مشاريع التفتيت والتشطير التي تخدم نظام صالح وكثير من القوى الخارجية التي تعمل من عقود على ضرب اليمن جنوبه بشماله والعكس ،وبعودة واعية لتأريخ الصراع الشطري ،نكتشف بأننا مجرد ضحايا لقوى خفية تذكي هذا الصراع العدمي بين ابناء الوطن ...
كان الناخبي اول قادة الحراك الذين اعلنوا تأييدهم لثورتنا السلمية التي تعم مختلف ارجاء الوطن ،وبفعل متغيرات الثورة الشبابية السلمية وانجازاتها لمطالب المتفق عليها في الجنوب و الشمال من اسقاط صالح ونظامه العائلي ،استمر الناخبي وقادة جنوبيون في مواقفهم المؤيدة والمشاركة بالفعل السلمي لثورة اليمنيين ضد السفاح صالح ،الذي أكد الناخبي في حواره الاخير مع قناة اليمن "نحن أعلنا فك الارتباط عن نظام علي صالح وليس عن الشعب اليمني .."
وباعتبار رحيل صالح من السلطة بداية لتحقيق مطالب اليمنين في ظل دولة جديدة عادلة برئاسة جنوبية خالصة عبدربه هادي للرئاسة الجمهورية ومحمد سالم باسندوه لرئاسة الحكومة ،والذين نراهن عليهم في اخراج اليمن من مستنقع صالح وعصابته الآن تمهيداً لحل القضية الجنوبية التي يعتبرها الناخبي " قضية سياسية بامتياز و قد شملت عدد كبير من شرائح المجتمع الجنوبي" وهذا مع جعلها قضيتنا المركزية ...
نتمنى من بقية قيادات الحراك الجنوبي بالداخل و معارضي الخارج أن يكونوا بحجم اليمن ووحدته كما كانوا بالماضي وألا يكونوا معاولاً للفرقة وادوات للتشطير البغيض في الزمان الغلط ،وليكن المناضل عبدالله الناخبي _المشهود بدوره الخلاق في مجريات الحراك الجنوبي الخالص لوجه الوطن _ قدوتهم ولا عيب في ذلك ،فقط لأنه امتداد للخط الوطني الذي يمثله الرئيس الراحل فيصل بن شملان ،بدلاً من مواصلة اطلاق بعض الجنوبيين دعوات الانفصال وهي دعوات غير المنطقية يطلقها اصحابها دون وعي او شعورا بمسؤولية وطنية فيما يشطحون ،والتي يكثر منها الرئيس علي سالم البيض ..
يؤلمني جداً وانا اسمع واتابع حوارات ومواقف الرئيس البيض الذي يصدر مواقف سياسية تتنافى مع تأريخه النضالي ودوره الأكبر في تحقيق حلم شعب اليمن بإعلان الوحدة الوطنية في الـ 22 مايو 1990م ،كنا نعتقد بأن مغادرة صالح من البلاد ليل 22 يناير ،تمهيدا لرحيله النهائي من السلطة في 21 فبراير ،ستغير من مواقف البيض الذي يفترض به أن يكون هو رجل المرحلة والرئيس المفترض للجمهورية خلقاً لخصمه التأريخي علي صالح ،لكن تشدد في مواقفه اكثر ،وكأنه لا يعي خطورة ما يشطح به الآن ..
هناك قيادات جنوبية تتغير مواقفها تباعا بناء على تتابع الأحداث والتغيرات الطارئة التي تشهدها البلاد طيلة عام من الثورة ،وبعد رحيل صالح عاد اغلبهم الى خطاب العقل والحديث عن القضية بموضوعية كون المرحلة تستدعي مواقف وطنية حازمة من قبل الجميع لإيصال اليمن الى بر الأمان واعادة الإعتبار للوحدة الوطنية ،ونتمنى أن يشارك قادة الجنوب في الداخل والخارج في هذه المفاصلة التاريخية بين صالح وبقايا نظامه وما نفثه من سموم في الوعي الوطني و ارادة الشعب التي دشنها الرئيس المرحوم فيصل بن شملان في 2006 م التي تتبلور الآن الى واقع مختلف ويمن جديد يقود زمامها قيادة جنوبية خالصة ممثلة بالرئيس التوافقي عبدربه هادي ورئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه ، الذي نعتقد جدارتهما بقيادة قيادة الوطن الى دولة القانون والعدالة والمواطنة المتساوية ،ويفترض بنا " جنوبيين ،شماليين " مساعدتهم للوصول الى مستقبل يجسد حلم الثورة على ارض الواقع ارادة الشعب ..
ألاعيب صبيان القصر !!

محمد سعيد الشرعبي
رحل المخلوع علي صالح وترك عقدته العدوانية في نفوس ابنائه وابناء اخيه الذين يحاولون تفجير الوضع العسكري ويحاولون بشتى الحيل والذرائع اعادة البلاد الى مربع الحرب بهدف افشال انتخابات 21 فبراير من خلال تصعيد عسكري على اكثر من صعيد ،وبالذات بعد فشلهم في تسليم مدينة رداع لجماعة "انصار الشريعة" بقيادة طارق الذهب، وانكشاف نشرهم لقوات من الحرس بلباس مدني في مدينة تعز بأسم "انصار الشريعة " بهدف خلط الاوراق، كشر ابناء صالح انيابهم بعدة خروقات للهدنة التي تمخطت عن توقيعهم على مبادرة الخليج ..
فبالإضافة الى اعادة تمركزهم في مداخل معظم المدن بشكل ملفت بعد شهر من التهدئة الهشة، وقصف مقر الفرقة الألى مدرع بصنعاء بقذائف صاروخية من معسكرات للحرس غرب العاصمة ،عاودت مدافع قوات الحرس امس الأثنين قصفها لقرى بني جرموز شمال صنعاء بعد يوم من زيارة اللجنة العسكرية ،يوازيها اعادة انتشار لقوات الحرس شرق وشمال شرق مدينة تعز في توجه واضح لتفجير حرب جديدة على مرأى ومسمع اللجنة العسكرية التي تزور المحافظة التي تعيش وضعا امنيا عصيباً ..
يوماً آثر آخر ،يسعى ابناء صالح وبقاياهم تفجير الوضع بأي ذريعة في أكثر من منطقة ،وكلما تلاشت المسافة الزمنية بين اليمنين وصباح ترحيل صالح بالتصويت للمرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية اللواء عبدربه هادي وفقا للآلية المزمنة للمبادرة الخليجية ،تنكشف نوايا صالح وعائلته المتشبثين بالسلطة حتى آخر لحظة ،ومن خلال توجيهات مخالفة لتوجه حكومة الوفاق اللجنة العسكرية وبمعزل عن التزامات جميع الاطراف بوقف نهائي لأي تصعيد امني او عسكري يهدد المرحلة الانتقالي التي يعول اطراف العمل السياسي والمجتمع الدولي اخراج البلاد من حالة الحرب والفوضى الأمنية التي وصلت اليه بفعل محاولات صالح بقمع الشعب ووأد ثورته ..
وقبل اندلاع الاحتجاجات المستمرة لمنتسبي القوات الجوية بشكل واسع في صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية قبل اقل من نصف شهر ،كان صالح وابنائه قد اعدوا انفسهم لأكثر من سيناريو لتفجير الوضع والتنصل من التزاماتهم بالمبادرة ،ما استدعى عودة المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي نجحت جهوده المكثفة في اخراج صالح من البلاد والزام ابنائه بتنفيذ برنامج اللجنة العسكرية ووقف اي تصعيد ،لم تسلم التهدئة من خروقاتهم التي دشنوها بتوجيه وحدات من الأمن المركزي الحرس الجمهوري لقمع احتجاجات لمنتسبي القوات الجوية المطالبين بإقالة قادتهم واولهم شيق المخلوع علي صالح "محمد صالح الأحمر" في قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء وفي قاعدة طارق في تعز ..
واثر ردة فعل اللجنة العسكرية والمجتمع الدولي من هذا التصعيد لأبناء واشقاء صالح ،وتحاشيا لأي موقف حازم يترتب على توجهاتهم ،قامت قوات الحرس المتمركزة في شارع الخمسين غرب العاصمة صنعاء بقصف قيادة الفرقة الأولى مدرع بقذائف الهاون مساء السبت الفائت ،بهدف جر الجيش المؤيد للثورة الى ردة فعل ،وعلى عكس ما اراد صالح وابنائه قابل الجيش المؤيد للثورة قصف الفرقة بعدم الرد تفويتا منهم لتداعيات اي رد مماثل استشعارا منهم بخطر مخطط صالح بتفجير الهدنة والهروب من استحقاقات مرحلة التوافق الإنتقالي ..
واستمرار لذات لمخطط، قامت قوات الحرس المتمركزة في معسكري الصمع وبيت دهره بقصف قرى الغربي وبيت الحسام والهجرة ومناطق مجاورة لها في بني جرموز شمال العاصمة صنعاء بالمدفعية الثقيلة والدبابات يوم الأثنين الفائت بعد يوم من زيارة ميدانية اللجنة العسكرية للمناطق المتضررة من الحرب شمال صنعاء والتي يطالب سكانها بسرعة سحب قوات الحرس الجمهوري من مناطقهم وقراهم التي تشهد وضعاً انسانيا مأساوياً ..
وصباح الثلاثاء الفائت ،قصفت قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في معسكر الصمع على قريتي "شراع وسنة"، بمديرية أرحب ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بينهم امرأة من منطقة سنه بجروح خطيرة.
من جهة آخرى و في سياق متصل بمخطط تفجير الوضع العسكري من طرف صالح وأبنائه الذين لازالوا في مناصبهم حتى اللحظة ،تؤكد مصادر محلية بمدينة تعز معاودة وحدات من قوات الحرس الجمهوري انتشارها في عدد من الاحياء والشوارع من خلال استحداثات عسكرية ونقاط تفتيش مكثفة وتحديداً شرق وشمال شرق بالمدينة في محيط القصر الرئاسي والمدخل الشرقي للمدينة تعز وفي محيط مطار تعز "قاعدة طارق العسكرية" ،مثيرة قلق سكان مدينة تعز من خطورة اي تصعيد لقوات صالح ..
يذكر بأن مدينة تعز ،تعيش حالة من الفوضى الأمنية التي يقف ورائها بقايا وقوات صالح بالمحافظة بشكل مباشر وغير مباشر ،وهذا ما اعتبره وفداً من اللجنة العسكرية التي تزور مدينة تعز بخروقات تضاف الى خروقات صالح وقواته التي تهدد امن واستقرار البلاد في هذه المرحلة المفصلية التي تشهدها البلاد الذي يستعد كثيراً من ابنائه لطي صفحة صالح والى الأبد في الـ 21 فبراير القادم ...
