التزلج على
الأنقاض!
محمد سعيد الشرعبي
حان وقتك، وبات من الضرورة التنكر لماضيك ،خد مكانك بيننا، فأنت الأمل
الممشوق..والفارس المنتظر، سارع إلى المغارة، ولا تخشى ذئب ضميرك... لا تنتظر قدوم
جيفارا بدراجته النارية إليك ذات ثورة، فروما بعيدة جدا ،مثقلة بأرث القيصرة، وسمائها
متشحة بأدخنة حملة المباخر... بهكذا طرح يساقون الى مغارة الحزب الجنائزي المخيف..
يتكرر البله المزحلق للمتحذلقين، يتكاثر الضحايا حول موائد الوليمة
لقادمة، ويزداد الطنين بشكل مزعج للفوضى على حواف القدور المسمومة، تمر الأيام
بسرعة السلحفاة لدى غفير من المتزحلقين بإستثناء
قليل من المنتفعين من دوران طاحونة الهرس المنظم للبلهاء،المنتفخين بوهم الوجاهة،ولمعان
أحذية الصف الأول..
يأفل نجم هنا،وتنحرف شموس عن مسارها،فيما الدابة المقدسة مهمومة بإلتهام
آخر السنابل اليانعة في غفلة الجميع، وبين حين وآخر يمارس كبير المُزحلقين لعبة التزلج على كثبان ضحاياه،
وبمهارات بدائية يتلوى بنشوة،يغري لحى اليمين، ويسخر من شوارب اليسار ..وتستمر
الحكاية !
سنة حلوة للبراكين المتقدة سلطة وسلاطين وسلطانات،سنة حلوة للعدائين
وراكبي الدراجات، فالجنة مغرية لا يطأها مبتوري الركب، والوصول إليها مشقة بين(لا)
و(نعم)، وبينهما عداد مراحل تلف عقاربه على أعناق سداسية التمغنط المُقرف ..ولا
بوادر لنجاة الضريح المشترك من عملية نبش !
ومهما يكن فالمفاجآت غير المدهشة تتوالى،وسيكون لهذا العام بلاويه ، و
بواكيه المعتادة،ولن يهب الأخير في أي اتجاه،و لن نرى بالعين المجردة سوى تحركات
لكائنات الولائم، وسيثقب أسماعنا نائحات المآتم في ساتيرة وطنية جديدة،ستمر
كسابقاتها ،وبأقل تكلفة لجميع الأطراف المنتفعة من التأبيد المرتقب للواقع
البائس..
الكل مدعوون لحضور حفلة اقتلاع عداد العقود،وموارة ثرى مرحلة جمهورية تخللها
مواسم مواطنة منتقصة على ضفاف الجحيم،والدخول في
زمن الزوامل الأحادية يلوح في الأفق المضطرب ... سيلبي أطراف، ويعترض
البقية،لكن هذه البقية الباقية في النهاية ستبارك توجهات المأزومين بالمشاركة أو السكوت، فلا مجال لبقائهم فترة
أطول بعيدا عن بهرجة دور النقيض المتلهف لشوط إضافي ناعم التسويات ..
ومثلما يقادون الى مهرجانات الاستعراض الحزبي كل حين ،ستحضر جماهير الشعب والشغب لإلتقاط صورة
تذكارية لزوم البروفة النهائية لبرلمان غير مسبوق يؤسس لعهد جديد من التزلج المريح للنخبة الحاكمة ..
هنا لا تراهن على احد، فكل التجارب تثبت بألا وجود حقيقي للقيم في ضمائر
كائنات الغفلة، وتمسك بموقفك تجاه كل ما يلف حياتك من متناقضات،فموسم التزلج على الأنقاض
لم يزل في بداياته ...فأحذر ملامحهم وغمدك ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق