الثلاثاء، 25 يناير 2011

طلاب جامعة صنعاء.. مشهد مختلف


طلاب جامعة صنعاء.. مشهد مختلف

نظموا  8 مظاهرات متتالية رددوا فيها شعارات مطالبة بالتغيير وأهدوا الورود لأفراد الأمن
 


تقرير : محمد سعيد الشرعبي
 

ثمان مظاهرات طلابية حاشدة شهدتها جامعة صنعاء خلال الأيام الفائته..أرعبت النظام واستنفرت القوات الأمنية التي حضرت بأرقام تقارب عدد المتظاهرين.

 

في البدء خرجوا بالعشرات تحية لتونس وثورة البوعزيزي, وسرعان ما تبدلت المطالب والشعارات للتحرك الطلابي الذي كان يفي قلب العاصمة وأوردتها السكانية, وتوالت التظاهرات بجرأة المطالب, وصراخ الهتافات في وجه الحاكم وحزبه المرعوبين من ديمومة أحتاجية لشريحة مأمونة في أسوء توقعاتهم, لكن عوامل موضوعية مختلفة جعلت منها بداية أخرى لواقع جديد ربما يكون البداية لضغط شعبي يفضي الى انفراج الوضع.

 

وللغوص أكثر في تظاهرات مختلفة عما سبقها أو يواكبها من فعاليات مماثلة حيث عجزت قوى الأمن عن خنق تلك المظاهرات أو أطفاء جذوتها رغم محاولتها ذلك.

 

بدأ هذا التحرك في اليوم التالي لفرار الرئيس التونسي المخلوع, بخروج عشرات الطلاب من الجامعة انظم إليهم عدد من العاطلين عن العمل على طول الطريق المؤدي الى سفارة تونس في صنعاء. ....ورغم تواضع تلك المسيرة وبعد غايتها عن الشأن المحلي ,اعتقلت قوات الأمن أربعة من المشاركين دون مبرر, لتطلق سراحهم بعد ساعتين ....

 

في اليوم الثاني خرجت مسيرة ثانية, وسارت دون أستنفار أمني , لم يحاول الأمن المرافق للتظاهرة استفزاز أي مشارك .

 

يوما الأثنين والثلاثاء الماضيين عاودا الأمن منع وتفريق التظاهرات, وقمعها في أكثر من مرة وتخوفاً من اتساع رقعتها, قامت قوات الأمن بمحاصرت المتضاهرين بين الجولة وبوابة الجامعة ,ولما يحمله ميدان التحرير من دلالة حالت أطواق أمنية بينه وبين التظاهرات الطلابية, وبالذات بعد رفع شعارت وتردد هتافات ضد التوريث في بلد جمهوري .

 

كما دوت شعارات قوية وغير مألوفة في تشخيص من الأسرة الحاكمة, طالب المتظاهرون برحيلهم فوراً من مناصبهم, وهذا مالم يتجرأ للقاء المشترك على قوله قبل تدشين هبته الشعبيه الأخيرة الأسبوع الماضي في عدد من محافظات البلاد ... وبعد مهاترات وملاسنات كلامية بين الطلاب وقوات الأمن سمح للمتظاهرين يوم الأثنين المنصرم بالسير في شارع الدائري, ليتم تفريق التظاهرة إلى نصفين وتم أعتقال عدد غير محدد من الطلاب والمواطنين يومها ليعاود الطلاب التظاهر في اليوم التالي ....

 

الثلاثاء الماضي حوصرت التظاهرة, وزج بمن حضرها في الحرم الجامعي, ربما لإبعادها من أعين الناس.

 

وبإصرار عجيب على مواصلة الاحتجاج, يقابله تعزيزات أمنية يومية تزداد كل يوم وتكاد تناصف عدد المشاركين في التظاهرات , الأربعاء الماضي ,أقام الطلاب تظاهرة خامسة بمشاركة شعبية توافدت لمساندة الطلاب في حيز ضيق, بسببه تتوقف حركة الدخول والخروج من وإلى الحرم الجامعي, وتمتد أحياناً إلى الجولة, متسببة في شلل الحركة المرورية في أحد اهم شوارع العاصمة توقفت التظاهرات في عطلة الأسبوع الماضي, يومي الخميس والجمعة وأستأنف الطلاب حراكهم الاحتجاجي السلمي يوم السبت في تظاهرة سادسة أصطحبوا فيها الورود وقاموا بتوزيعها على الجنود ,في حين تم تعزيز الطوق الأمني بحاملات جنود, وخرطوم مياة لتفريق التظاهرة, مر الوقت وبين لحظة وأخرى يلتقط الأمن ما أمكن من الطلاب, الذي يجابه بالتدافع والالتحام في مواجهة الجند القابضين على الهراوات ,والمدججين بالأسلحة, وعشرات من المخبرين بلباس مدني, الذين يهبون لمناصرة زملاء الميري في أكثر من مداهفة يومية ...

 

تتمركز قوات الأمن في أماكنها باكراً بشكل شبه يومي, وبين حين وأخر تصلها تعزيزات كلما تكاثرت أعداد المتظاهرين, الأحد الماضي سيطر الجند على ساحة المهرجان بشكل كامل ومنعوا معظم الطلاب من المرور وقاموا باعتقال عشرات الطلاب.

 

في رأي الأمن كل طالب في مدخل جامعته متهم, ومجرد النظر في حاملة جند مكشوفة – مثلاً – قرينة, بل دليل أتهام يخسف بك إقرب قسم شرطة. كما صودرت كاميرات قناتي الجزيرة والعربية بعد أعتقال مصوريها, وكيمرا خاصة لمراسل المصدر أونلاين والتغير نت ... تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت الفائت, اعترضت ثلاثة أطقم عسكرية سيارة الناشطة الحقوقية توكل كرمان وهي في طريق عودتها لمنزلهما, وأقتادتها إلى السجن المركزي برفقة زوجها محمد النهمي .. وأطلق سراحها صباح الأثنين بعد تنفيذ شرطها بأطلاق عشرين معتقلاً أعتقلوا في تظاهرة تضامنية معها يوم الأحد الماضي...

 

ومثلت حادثة أعتقال توكل كرمان اتجاه إجباري لمسار التظاهرات الطلابية في جامعة صنعاء, وصار على رأس مطالبها إطلاق سراح توكل كرمان. والتضامن معها في محنتها, فيوم الأحد الأسود انضم لها مئات من الطلاب إلى مسيرات احتجاجية انطلقت يومي الأحد والأثنين إلى مقر النيابة العامة, والتي ساندت بحضور قيادات أحزاب اللقاء المشترك ...

 

بالإضافة إلى حضور لافت من قيادات وقواعد العمل النقابي والجماهيري في البلد. تحققت للطلاب غايتهم في تظاهرتهم الثامنة, بأطلاق سراح توكل كرمان من مركزي صنعاء, وقرار بالأفراج عن 19 معتقلاً من قسم 22 مايو, سبقهما إطلاق سبعة معتقلين من البحث الجنائي مساء الأحد الفائت بعد التحقق معهما قبل وصول تظاهرة أمس الأثنين إلى مقر النائب العام, كان سبعة جنود بلباس مدني, في انتظار رئيس الدائرة السياسية لحزب البعث العربي الاشتراكي نايف القانص, الذين قاموا بملاحقته أمام النيابة العامة بمنطقة مذبح, وقاموا بأختطافه الى مكان مجهول, لوحة (77271 ) وبحسب شهود عيان وجه أفراد المختطفون لكمات في وجه القانص لحظة اقتياده الى السيارة الجيب ...

 

وأشاروا إلى أن القانص قاوم معتقليه أثناء لجوئه ألى محل للبهارات وطلب منهم أمراً من النيابة العامة... وفي ذات السياق, أتهمت أحزب اللقاء المشترك السلطة بأختطاف عضو هيئتها التنفيذية نائف القانص في العاصمة صنعاء, مطالبة بإطلاق سراحه فوراً ووصفت الحادثة بالعمل الأجرامي .

 

بدوره ,أستنكر حزب البعث العربي الأشتراكي اختطاف عضو قيادته القطرية ورئيس مكتب العلاقات الوطنية بالحزب من قبل الأجهزة الأمنية, معبراً ذلك خرقاً للقانون والدستور واستهتاراً بالقيم والسلوك الوطني وحقوق الأنسان ومعتبراً استخدام العنف والقوة نوعاً من الهستيريا التي تعيشها السلطة والنظام ومؤشراً لضعفها وعدم قدرتها على مواجهة خصمها بالحوار, وحملت الحاكم وأجهزته الأمنية سلامة القانص من أي ضرر قد يحدث له . وتنشر المصدر أسماء المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم يومي الأحد والاثنين :

1- انور الجرادي

2- جميل الصبري

3- حمود أحمد الهادي

4- حمود هزاع

5- خالد الأنسي

6- صالح ناجي الضريبي

7- عبدالله الشيباني

8- عبدة مهيوب الجعشني

9- عدنان الكبسي

10- على الديليمي

11- عمر محمد النهمي

12- فؤاد الهمداني

13- ماجد على الكوري

14- محفوظ القاسمي

15- محمد سعيد الشرعبي

16- محمد قائد الصبري

17- محمد محمد أسماعيل

18- مروان أسماعيل

19- وسيم الطويل


كما قامت بأعتقال ستة طلاب يوم الأربعاء الماضي وأطلق سراحهم من سجن البحث الجنائي مساء قبل أمس الأحد


1- أشرف عبد الكريم عبده أحمد

2- جميل جمال فتيني أبو هادي

3- صدام منصور محمد القباطي

4- عادل محمد أحمد قائد الفقية

5- محمد صالح محمد الأسد

6- عبدالسلام محمد المثقال


ويشار إلى أن الأمن كان قد اعتقل في أول تظاهرة طلاب رئيس كتلة الأشتراكي

1- عيدروس نصر ناصر النقيب

2- رداد السلامي

3- محمد المقبلي


نشرت في صحيفة المصدر : الثلاثاء 25 يناير 2011
 

الخميس، 20 يناير 2011

سنة أولى أنتفاضة في جامعة صنعاء

طلاب جامعة صنعاء ... سنة أولى أنتفاضة

محمد سعيد الشرعبي
20  يناير 2011
صحيفة اليقين

 
توسعت احتجاجات طلاب جامعة صنعاء وآخرين من مدراس العاصمة في أول ثورة سلمية يمنية تطالب برحيل الرئيس علي عبدالله صالح من الحكم بعد 33 عاما من وصوله الى السلطة في محاكة للثورة التونسية.

 

خلال الأيام الماضية خرج مئات من طلاب جامعة صنعاء وطلاب المدارس في خمس مظاهرات متوالية تنديدا بالسياسات الجائرة لحكومة المؤتمر الشعبي الحاكم،وطالب المتظاهرين برحيل صالح وأسرته من الحكم قبل الفرار تحت ضغط الجماهير التي تتزايد أعدادها بشكل ملحوظ في ظل غياب شبه تام لإتحاد طلاب جامعة صنعاء وعمران ،و لنشطاء وجماهير المشترك ...

وبدأت الإنتفاضة السلمية بعشرات من طلاب كلية جامعة صنعاء قوبل الطلاب بالأطواق الأمنية والقمع والإعتقالات بشكل استفزازي يتناقض مع إدعاءات السلطة وأجهزتها الأمنية بعدم قمع التظاهرات الطلابية تنفيذا لما يقولون توجيهات عليا لمدراء أمن المحافظات بالتعامل الإيجابي مع أي مظاهرة ومسيرة.

 

وقامت القوات الأمنية بإطلاق  الرصاص الحي لتفريق المظاهرات، واعتقلت عشرات من الطلاب،ومنعت المتظاهرين من الوصول الى السفارة التونسية يوم الاثنين الماضي ،وفي اليوم التالي فرضت طوقا أمنيا بعشرات من أطقم الأمن والنجدة  منعا لذهاب المتظاهرين للتجمهر في ميدان التحرير، كما قامت بإعتقال عشرات من الطلاب الذي تم الإفراج عن بعضهم يومي السبت والأحد، في حين لازال مصير معتقلي تظاهرات الاثنين والثلاثاء والأربعاء مجهولا حتى اللحظة .

 

وبتوجيهات عليا، أقدمت قوات الأمن على  تكسير ومصادرة كاميرات وهواتف نقالة لصحفيين ومتظاهرين كانوا يقومون بتغطية التظاهرات على مدار الأسبوع،في محاولة بائسة للتعتيم الإعلامي على مجريات تظاهرات يومية غير مسبوقة في تاريخ النضال السلمي في اليمن .

 

ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات جرئية  أبرزها  " يا بو عزيزي يا مغوار إحنا معك على خط النار ضد الحكام الأشرار ،يا تاريخ سجل واكتب الحاكم لازم يهرب، جمهورية جمهورية ضد الأسرة والملكية ،أين الوحدة والثورة أصبحت ملك الأسرة،واجب علينا واجب إسقاط الفاسد واجب، ارحلوا قبل أن ترحلوا " وشعارات أخرى تدعوا السلطة لأخذ العبرة من نهاية الرئيس التونسي بن علي .

 

وانطلقت شرارة الثورة يوم السبت بخروج عدد من طلاب إعلام صنعاء لا يزيد عددهم على عشرين طالبا في مسيرة الى السفارة التونسية،و باشرت قوات الأمن منع وتفريق الطلاب  الذين هب لمساندتهم عشرات من الصحفيين و نشطاء المجتمع المدني ،وبمشاركة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الدكتور عيدروس النقيب الذي حاول منع اعتقال طالبين من كلية الإعلام .

 

تصاعد حماس طلاب جامعة صنعاء،وبجهود فردية لأعضاء في القطاع الطلابي للحزب الإشتراكي في جامعة صنعاء توافد الطلاب من مختلف كليات الجامعة في اليوم التالي الى بوابة  الجامعة الجديدة ،وشاركهم في تظاهرتهم مئات من طلاب المدارس وآخرين تداعوا الى المكان بمحض إرادتهم،وساروا في مظاهرة حاشدة الى الى مقر السفارة التونسية دون تدخل قوات الأمن لتفريقهم عملا بتوجيه وزير الداخلية الذي لم تتمالك أجهزتها القمعية أعصابها أقل من نصف يوم .

 

وظهر الاثنين الماضي كان بداية القمع للتظاهرات الرافضة للتوريث والمطالبة برحيل رئيس الجمهورية  من البلاد،فالطلاب _كالعادة_ يتجمعون في بوابة الجامعة الجديدة، وينطلقون كل يوم الى وجهة، ولأن هدفها تظاهرة الإثنين كانت نحو السفارة السعودية فرضت قوات الأمن للمتظاهرين سياجا أمنيا أمام الجامعة القديمة،وقامت بشق التظاهرة المنددة بفساد الحاكم وأسرته الى نصيف وأخلت المكان لتظاهرة هزيلة مكونة أقل من عشرين فردا تردد شعارها المقدس "بالروح بالدم نفديك يا علي " في تقليعة سلطوية جديدة لم تستمر لدقائق لتباشر قواها الأمنية بالاعتداء على وجد في المكان دون تمييز بين المتظاهرين وعابري السبيل بالهراوات وأعقاب البنادق ،واقتادت ثلاثة من المتظاهرين الى السجن .

 

وبعد ثلاثة أيام من القمع غير المبرر والتحريض والترهيب للطلاب داخل الكليات من بعض أعضاء هيئة التدريس وخارجها  من الحرس الجامعي وشرطة مكافحة الشغب،نظم  الطلاب  تظاهرة كبيرة (طلابية،شعبية) صباح الثلاثاء في بوابة الجامعة الجديدة لليوم الرابع على التوالي  غير مكترثين بعشرات من المركبات الأمنية التي تقل عدد كبير من القوات الأمنية التي حضرت باكرا بهدف محاصرة التظاهرة أمام بوابة أو حشرها الى داخل أسوار الجامعة بحسب عابر بين تناهى الى مسامع الطلاب قبل تنفيذ المخطط الأمني بنصف ساعة.

 

وتنفيذا لما تداعوا لأجله،حاصر الأمن المتظاهرين ومنعوهم من الذهاب الى ميدان التحرير،ونتيجة لتزايد الحضور الشعبي ،فتحوا بوابة الجامعة وزجوا بالمتظاهرين داخل الحرم الجامعي مستخدمين الهراوات،لم يستقر الطلاب خلف بوابة موصدة بالحديد والعسكر والبنادق المتأهبة للتصويب كما كان يعتقد الأمن،فغادر المكان ،ليجوبوا كليات التجارة والشريعة وصولا الى الهندسة،عائدين في سير معاكس للأمن الذي اقتحم الحرم الجامعي الى كليات التربية والأعلام واللغات ثم علوم الحاسوب، ليعود مجدد الى البوابة الموصدة وبحضور طلابي مشرف،ورغم محاولات لبعض الطلاب في أقناع الأمن بخروج المتظاهرين،قام الحرس الجامعي بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لإيقاف زحف المتدافعين الذين تمكنوا من فتح البوابة والخروج للتجمهر في الجولة ساعة كاملة..

 

وبعد توقف الحركة المرورية قبالة المدخل الشرقي لجامعة صنعاء تحرك  مئات المتظاهرين صوب الجامعة القديمة (كلية الآداب)  ترافقهم القوات الأمنية  التي عمدت لقطع تحركهم في جولة القادسية بسيارات شرطة النجدة ،وإجبار الطلاب على السير في شارع الرباط  بلا جدوى ،ليواصل المتظاهرين سيرهم نحو كلية الآداب بخطى واثقة،دفعت بالأمن لتجديد  عملية إطلاق الرصاص في الهواء  قبالة المستوصف الإيراني لفض التظاهرة المتزايدة ...لم تتمكن قوات الأمن من تحقيق مرادها  بشق أو تفريق تظاهرة اليوم الرابع لأكثر مره في ساعات  معدودة ... فحركة الطلاب كانت أكثر تماسكا من حواجز  وأطواق الأمن المنتفخ بأدوات القتل والقمع التي عجزت عن تحقيق هدفها يومها قياسا بالأيام السابقة.

 

وتحسبا لتظاهرة خامسة ينظمها نظمها طلاب جامعة صنعاء صباح أمس الأربعاء ، حذر مصدر مسؤول بوزارة الداخلية مساء الثلاثاء المنصرم الطلاب من "تنظيم أي مسيرات أو تظاهرات، أو المشاركة فيها، دون إتباع الإجراءات القانونية والحصول على الموافقات اللازمة لذلك" موضحاً بأن القانون يمنح قوى الأمن  فرض إجراءات مشددة مع من يسميهم بـ(دعاة الفتنة)،ونبه بأنهم سيتعاملون بحزم مع المتظاهرين،مهدد بعقوبات تصل الى الحبس والغرامة للداعين والمشاركين في التظاهرة..

 

طلاب جامعة صنعاء لم يأبهون بتحذيرات المصدر المسئول في وزارة الداخلية، وأقاموا تظاهرة يوم أمس الأربعاء وسط طوق أمني كبير من الحرس الجامعي وشرطة النجدة ومكافحة الشغب، التي حاولت تفريق التظاهرة بإلإعتداء على المتظاهرين،وقامت بإعتقال خمسه طلاب احدهم يدعى رأفت عبدالقادر مقبل واقتادتهم الى مكان مجهول .

 

وبعد ذلك صعد النائب البرلماني أحمد سيف حاشد فوق حاجز حديدي لتلطيف الجو بين المتظاهرين وقوات الأمن ،وأبدى استعداده بأن يكون مشروع شهيد في حال أستمر الطلاب في انتزاع تنازلات من الحزب الحاكم،ودنى موعد سقوط من وصفها بـ(السلطة الفاسدة) التي تستهتر بإرادة الشعب،وتقدم على قمع كل تحرك جماهيري سلمي .

 

وفي كلمته المقتضبة البرلماني المقرب من الحزب الإشتراكي احمد سيف حاشد جميع القوى السياسية الحية والمتجردة من الحسابات الضيقة لمؤزرة طلاب جامعة صنعاء في انتفاضتهم السلمية المستلهمة من الثورة التونسية،والمطالبة برحيل الرئيس وحزبه الحاكم للبلاد بالحديد والنار..كما دعا قوات الأمن والجيش لرفض توجيهات قادتهم بقمع المظاهرات،وطالبهم بالتكاتف مع الطلاب في ثورتهم المطلبية التي ستعود بالخير على الجميع بمن فيهم الأمن والجيش.

الأربعاء، 19 يناير 2011

اليمن بعد زين الهاربين !!!



اليمن بعد زين الهاربين !!!


محمد سعيد الشرعبي

ماذا تبقى للحاكم وحزبه وأذنابه وأزلامه..فليرحلوا من الحكم قبل ترحليهم ؟ ماذا تبقى لأحزاب اللقاء المشترك ...فليهبوا الى الشارع قبل خروجهم من المشهد كما خرجوا من الجنوب؟ مجرد تساؤلات شعبية متحمسة عما يفترض أن يحدث في هذا البلد العقيم من كل تغير بعد استباحة الحزب الحاكم لحرمة الدستور لصالح التأبيد للحاكم الفرد الذي لم يتعض من مصارع المستبدين عبر التاريخ..وفي المقابل أين اختفت المعارضة في هذه اللحظة الفاصلة القاصمة لطغاة العالم العربي الذي فر أولهم من تونس كالفأر..أم أن الوضع التونسي مختلف عن واقعنا المفخخ بالجهل والغوغاء ؟..وطموحات المندفعين للشارع فوران وزكام ثوري انتقل إلينا من ثورة محمد البوعزيزي في تونس التي أطاحت بحاكم قرطاج ..
لن يرحل الحاكم مطلقا من الحكم دون مجازر وانهار دم،فقراراته الأخيرة  تؤكد أنه عازم على التأبيد حتى أخر عيار ناري في مخازن الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع.. ويظهر للعيان أن رحيل علي اليمني سيكون افضع ،وأبشع من رحيل بن علي التونسي في حال صحى الشعب اليمني وخرج الى الشوارع للإطاحة بالحاكم والمعارضة الطاعنين في غواية الجائعين ومغالطة المسحوقين في هذا البلد الصامت من استبداد نظام 7/7  ... لكنه في النهاية سيرحل عن الكرسي ! ..أو سيسقط  من العرش! وربما سيفرون من الطوفان المضطرم في قلوب المقهورين ...والذي ستندلع نيرانه بشكل تلقائي يوما ما  كما حدث في تونس عندما استجاب القدر لإرادة التوانسة في الحياة بدون بن علي ...فهل سيستجيب القدر لأهات اليمنيين في الجنوب والشمال والوسط (الذليل) بدون علي .. ؟!
أعلن الكثير من اليمنيين مللهم من النضال السلمي ،ويقولون لن تخرج المعارضة الى الشارع،أو تكف عن دور المشرعن البائس للقهر والاستبداد .. لن تجازف في النزول الى الهواء الطلق  لتبنى آهات الشارع بعيدا عن ألاعيب الحوار ، ومهازل الانتخابات ... ليسوا مستعدين للتضحية بشي لإسقاط فخامته،فهم_للأسف_ لا يجيدون سوى الكلام والفرار !!!..هل نصدق بأنهم صمام أمان للسلطة وليسوا أهل لتفجير قنبلة التغيير القادم في وجه أعداء الشعب في أية لحظة؟ ....ورغم عجبي  وارتيابي من موقف المشترك في هذه اللحظة التاريخية أتوقع وفاء المشترك بهبته الشعبية ولو بعد حين !
الحاكم يعمل من اجل الشعب والمعارضة تتحدث بأسم الشعب ...فأين الشعب من أعداء الشعب اليمني ؟ الشعب التونسي أثبت شابيته وحقق إرادته في الحياة بدون معارضة.. كسروا القيود،خرجوا من بيوتهم (سجونهم)  من خوفهم ..خرج العمال والفلاحين والطلاب والمثقفين ..حاصرو حصارهم .... انطلقوا من سيدي بوزيد وسط جنوب البلاد،وواصلوا الزحف نحو تونس العاصمة ليقتصوا من الطاغية..لكن زين الهاربين تفهم جيدا هدف القادمين نحو قصر قرطاج بصدور عارية ،وبالفعل تفهم وضعه واستشرف نهايته ليفر من قدره المحتوم ...فهل سيستلهم اليمنيون من ثورة تونس البوعزيزي ثورتهم القادمة ؟... ويتفهم صالح مستقبل الجلوس في الكرسي مدى الحياة.
يحسب لطلاب كلية الأعلام بجامعة صنعاء تصدر بدايات متواضعة لصحوة شبابية وطلابية قادمة ضد الحكام وأسرته الذين صادروا ثروات البلاد مستقوين بأجهزة القمع،ومن شعاراتهم المدوية (ارحلوا قبل أن ترحلوا)،وإن حاول الأمن قمعهم فلن يجديه نفعا ،فقد جوبه بردة فعل،ومظاهرة ثانية لمئات من الطلاب في اليوم التالي لفرار بن علي من تونس بعد 23 عاما من القمع والقهر،فهل يتفهم علي عبدالله صالح  بعد ثلاثة عقود من القمع والحرب؟ متى يفهم ؟؟؟
مهما طغى الحاكم واستمر في قمع الناس بالنار والدمار،ستأتي يومه وسيدفع الثمن،وهذه نتيجة طبيعة لسياسة الإستلاب المنظم للحريات الطبيعية والفردية للشعب،ورد فعل طبيعي للإذلال والحرمان والعنصرية المفروض على البلاد منذ ثلاثة عقود،فحين يندفع طوفان الباحثين عن الخبز والماء (عندما تأتون في وضح الضحى ...تبلع الأنقاض كل المخبرين/إنكم آتون وفي أعينكم ...قدر غاف وتاريخ جنين) ! كما يقول شاعر اليمن العظيم عبدالله البردوني..
سيرحلون رغم أنوفهم عما قريب،سيبتلع الطوفان المرتزقة والقتلة وكتبة التقارير،سيرحلون وسـ(يموت من لا يستطيعون الركض في الطرقات ) يوم الخلاص،لهذا ندعوهم لحزم حقائبهم ومغادرة البلاد قبلما يحصحص الحق وتنفجر البراكين تحت أقدامهم...ومن باب إنساني نقل لهم فلترحلوا برا وبحرا وجوا ولن نعترض طريقكم مطلقا ..لا تكابروا لم يعد لكم مكان هنا ...فالوداع ...الوداع !

يقول ملهم الثورة التونسية أبو القاسم الشابي :


رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ       وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام   وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ       ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ

الاثنين، 17 يناير 2011

اليمن بعد زين الهاربين

اليمن بعد زين الهاربين


محمد سعيد الشرعبي

ماذا تبقى للحاكم وحزبه وأذنابه وأزلامه..فليرحلوا من الحكم قبل ترحليهم ؟ ماذا تبقى لأحزاب اللقاء المشترك ...فليهبوا الى الشارع قبل خروجهم من المشهد كما خرجوا من الجنوب؟ مجرد تساؤلات شعبية متحمسة عما يفترض أن يحدث في هذا البلد العقيم من كل تغير بعد استباحة الحزب الحاكم لحرمة الدستور لصالح التأبيد للحاكم الفرد الذي لم يتعض من مصارع المستبدين عبر التاريخ..وفي المقابل أين اختفت المعارضة في هذه اللحظة الفاصلة القاصمة لطغاة العالم العربي الذي فر أولهم من تونس كالفأر..أم أن الوضع التونسي مختلف عن واقعنا المفخخ بالجهل والغوغاء ؟..وطموحات المندفعين للشارع فوران وزكام ثوري انتقل إلينا من ثورة محمد البوعزيزي في تونس التي أطاحت بحاكم قرطاج ..

لن يرحل الحاكم مطلقا من الحكم دون مجازر وانهار دم،فقراراته الأخيرة  تؤكد أنه عازم على التأبيد حتى أخر عيار ناري في مخازن الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع.. ويظهر للعيان أن رحيل علي اليمني سيكون افضع ،وأبشع من رحيل بن علي التونسي في حال صحى الشعب اليمني وخرج الى الشوارع للإطاحة بالحاكم والمعارضة الطاعنين في غواية الجائعين ومغالطة المسحوقين في هذا البلد الصامت من استبداد نظام 7/7  ... لكنه في النهاية سيرحل عن الكرسي ! ..أو سيسقط  من العرش! وربما سيفرون من الطوفان المضطرم في قلوب المقهورين ...والذي ستندلع نيرانه بشكل تلقائي يوما ما  كما حدث في تونس عندما استجاب القدر لإرادة التوانسة في الحياة بدون بن علي ...فهل سيستجيب القدر لأهات اليمنيين في الجنوب والشمال والوسط (الذليل) بدون علي .. ؟!

أعلن الكثير من اليمنيين مللهم من النضال السلمي ،ويقولون لن تخرج المعارضة الى الشارع،أو تكف عن دور المشرعن البائس للقهر والاستبداد .. لن تجازف في النزول الى الهواء الطلق  لتبنى آهات الشارع بعيدا عن ألاعيب الحوار ، ومهازل الانتخابات ... ليسوا مستعدين للتضحية بشي لإسقاط فخامته،فهم_للأسف_ لا يجيدون سوى الكلام والفرار !!!..هل نصدق بأنهم صمام أمان للسلطة وليسوا أهل لتفجير قنبلة التغيير القادم في وجه أعداء الشعب في أية لحظة؟ ....ورغم عجبي  وارتيابي من موقف المشترك في هذه اللحظة التاريخية أتوقع وفاء المشترك بهبته الشعبية ولو بعد حين !

الحاكم يعمل من اجل الشعب والمعارضة تتحدث بأسم الشعب ...فأين الشعب من أعداء الشعب اليمني ؟ الشعب التونسي أثبت شابيته وحقق إرادته في الحياة بدون معارضة.. كسروا القيود،خرجوا من بيوتهم (سجونهم)  من خوفهم ..خرج العمال والفلاحين والطلاب والمثقفين ..حاصروا حصارهم .... انطلقوا من سيدي بوزيد وسط جنوب البلاد،وواصلوا الزحف نحو تونس العاصمة ليقتصوا من الطاغية..لكن زين الهاربين تفهم جيدا هدف القادمين نحو قصر قرطاج بصدور عارية ،وبالفعل تفهم وضعه واستشرف نهايته ليفر من قدره المحتوم ...فهل سيستلهم اليمنيون من ثورة تونس البوعزيزي ثورتهم القادمة ؟... ويتفهم صالح مستقبل الجلوس في الكرسي مدى الحياة.

يحسب لطلاب كلية الأعلام بجامعة صنعاء تصدر بدايات متواضعة لصحوة شبابية وطلابية قادمة ضد الحكام وأسرته الذين صادروا ثروات البلاد مستقوين بأجهزة القمع،ومن شعاراتهم المدوية (ارحلوا قبل أن ترحلوا)،وإن حاول الأمن قمعهم فلن يجديه نفعا ،فقد جوبه بردة فعل،ومظاهرة ثانية لمئات من الطلاب في اليوم التالي لفرار بن علي من تونس بعد 23 عاما من القمع والقهر،فهل يتفهم علي عبدالله صالح  بعد ثلاثة عقود من القمع والحرب؟ متى يفهم ؟؟؟

مهما طغى الحاكم واستمر في قمع الناس بالنار والدمار،ستأتي يومه وسيدفع الثمن،وهذه نتيجة طبيعة لسياسة الإستلاب المنظم للحريات الطبيعية والفردية للشعب،ورد فعل طبيعي للإذلال والحرمان والعنصرية المفروض على البلاد منذ ثلاثة عقود،فحين يندفع طوفان الباحثين عن الخبز والماء (عندما تأتون في وضح الضحى ...تبلع الأنقاض كل المخبرين/إنكم آتون وفي أعينكم ...قدر غاف وتاريخ جنين) ! كما يقول شاعر اليمن العظيم عبدالله البردوني..

سيرحلون رغم أنوفهم عما قريب،سيبتلع الطوفان المرتزقة والقتلة وكتبة التقارير،سيرحلون وسـ(يموت من لا يستطيعون الركض في الطرقات ) يوم الخلاص،لهذا ندعوهم لحزم حقائبهم ومغادرة البلاد قبلما يحصحص الحق وتنفجر البراكين تحت أقدامهم...ومن باب إنساني نقل لهم فلترحلوا برا وبحرا وجوا ولن نعترض طريقكم مطلقا ..لا تكابروا لم يعد لكم مكان هنا ...فالوداع ...الوداع !

 

يقول ملهم الثورة التونسية أبو القاسم الشابي :


 

رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ       وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ

ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام   وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ

حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ       ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ

 

الأربعاء، 5 يناير 2011

التزلج على الأنقاض!

التزلج على الأنقاض!

محمد سعيد الشرعبي

حان وقتك، وبات من الضرورة التنكر لماضيك ،خد مكانك بيننا، فأنت الأمل الممشوق..والفارس المنتظر، سارع إلى المغارة، ولا تخشى ذئب ضميرك... لا تنتظر قدوم جيفارا بدراجته النارية إليك ذات ثورة، فروما بعيدة جدا ،مثقلة بأرث القيصرة، وسمائها متشحة بأدخنة حملة المباخر... بهكذا طرح يساقون الى مغارة الحزب الجنائزي المخيف..

يتكرر البله المزحلق للمتحذلقين، يتكاثر الضحايا حول موائد الوليمة لقادمة، ويزداد الطنين بشكل مزعج للفوضى على حواف القدور المسمومة، تمر الأيام بسرعة السلحفاة  لدى غفير من المتزحلقين بإستثناء قليل من المنتفعين من دوران طاحونة الهرس المنظم للبلهاء،المنتفخين بوهم الوجاهة،ولمعان أحذية الصف الأول..

يأفل نجم هنا،وتنحرف شموس عن مسارها،فيما الدابة المقدسة مهمومة بإلتهام آخر السنابل اليانعة في غفلة الجميع، وبين حين وآخر يمارس  كبير المُزحلقين لعبة التزلج على كثبان ضحاياه، وبمهارات بدائية يتلوى بنشوة،يغري لحى اليمين، ويسخر من شوارب اليسار ..وتستمر الحكاية !

سنة حلوة للبراكين المتقدة سلطة وسلاطين وسلطانات،سنة حلوة للعدائين وراكبي الدراجات، فالجنة مغرية لا يطأها مبتوري الركب، والوصول إليها مشقة بين(لا) و(نعم)، وبينهما عداد مراحل تلف عقاربه على أعناق سداسية التمغنط المُقرف ..ولا بوادر لنجاة الضريح المشترك من عملية نبش !

ومهما يكن فالمفاجآت غير المدهشة تتوالى،وسيكون لهذا العام بلاويه ، و بواكيه المعتادة،ولن يهب الأخير في أي اتجاه،و لن نرى بالعين المجردة سوى تحركات لكائنات الولائم، وسيثقب أسماعنا نائحات المآتم في ساتيرة وطنية جديدة،ستمر كسابقاتها ،وبأقل تكلفة لجميع الأطراف المنتفعة من التأبيد المرتقب للواقع البائس..

الكل مدعوون لحضور حفلة اقتلاع عداد العقود،وموارة ثرى مرحلة جمهورية تخللها مواسم مواطنة منتقصة على ضفاف الجحيم،والدخول في  زمن الزوامل الأحادية يلوح في الأفق المضطرب ... سيلبي أطراف، ويعترض البقية،لكن هذه البقية الباقية في النهاية ستبارك  توجهات المأزومين  بالمشاركة أو السكوت، فلا مجال لبقائهم فترة أطول بعيدا عن بهرجة دور النقيض المتلهف لشوط إضافي ناعم التسويات ..

ومثلما يقادون الى مهرجانات الاستعراض الحزبي  كل حين ،ستحضر جماهير الشعب والشغب لإلتقاط صورة تذكارية لزوم البروفة النهائية لبرلمان غير مسبوق يؤسس لعهد جديد من  التزلج المريح للنخبة الحاكمة ..

هنا لا تراهن على احد، فكل التجارب تثبت بألا وجود حقيقي للقيم في ضمائر كائنات الغفلة، وتمسك بموقفك تجاه كل ما يلف حياتك من متناقضات،فموسم التزلج على الأنقاض لم يزل في بداياته ...فأحذر ملامحهم وغمدك ..!