جنة الشرعية وجهنم الإنقلاب
محمد سعيد الشرعبي
لا أحبذ المقارنة بين قوات الشرعية والإنقلاب
في تعز بحكم انحيازي الكامل للجمهورية ضد الإمامة، ولكن هناك ضرورة لتذكير من امتهنوا
القتل وادمنوا النهب بأحد تبعات كوارثهم.
تُسمي النخب التعزية الحوثيين "مليشيات
إنقلابية"، ومكونات المقاومة "قوات شرعية"، وللتاجر والمواطن العادي
رأي مختلف، ويسميها بحس الباحث عن الأمن، ولو عند الشيطان.
الحوثيون "الانقلابيون" يحاصرون
تعز ويقصفون الأحياء، والمنفلتون "الشرعيون" يستبيحون دماء الأبرياء وأملاكهم،
ولهذا لدى المواطن ظلم ذوي القربى أشد من "القذائف الحوثية"!
خلال ثلاثة أيام قتل وأصيب أكثر من عشرة
مدنيين، من بين القتلى، امرأتين وطفل، بنيران عصابات تابعة لقيادات "الشرعية"،
ولم تسجل جريمة في الحوبان الخاضعة لـ" المليشيات الإنقلابية".
بعد ثلاث أعوام من الحرب تغيرت القناعات
وتزايدت الهجرات الجماعية من "جنة الشرعية" نحو "جهنم الإنقلاب"
في الحوبان، هكذا يتحدث من يرى النزوح العكسي خلاصه الوحيد ممن يزعم حمايته.
بداية الحرب كان الناس ينزحون من مناطق
سيطرة الإنقلاب إلى مناطق نفوذ الشرعية، وفي تعز -حاليا-تتزايد موجات الهجرات العكسية،
وهذا نتاج طبيعي لكوارث الإنفلات الأمني.
يقول الناس العاديين والتجار، في
" جنة الشرعية" يغتالك هذا وينهبك ذاك، وليس هناك دولة تحميك أو تصون حقك،
وفي "جهنم الإنقلاب" لا أحد يجرؤ على اعتراضك إذا لم تكن معارضا لهم.
سيستقر الناس حيث وجد الأمن، وتخلى بعضهم
عن مواقفهم ضد الإنقلاب نتيجة ظلم المحسوبين على الشرعية، ولهذا يتسرب الآلآف للعيش
في الضفة الأخرى بلا خوف من الكهنوت.
لقد تسبب الإنفلات في انتقال آلاف السكان
وعشرات التجار مكرهين من كذبة فردوس المناطق "المحررة" باتجاه المدن"المحتلة"،
ولم يستشعر أحد سبب هذا المآلات الكارثية، ويعمل على إنقاذ الموقف.
يضحي أبناء تعز منذ ثلاثة أعوام بهدف إنهاء
وجود المليشيات الإنقلابية المحيطة بالمدينة، ومع ذلك، تستبيح دمائهم واملاكهم عصابات
قيادات الشرعية، وهذه جرائم كبرى وخيانة عظمى.
المطلوب من المحافظ الجديد أمين محمود تفعيل
دور مؤسسات الدولة، أولها، الشرطة، بهدف ضبط الأمن، وإنقاذ السكان من إجرام عصابات
الإنفلات الوجه الآخر لمليشيات الإنقلاب.
أدرك تحديات ومتطلبات تعزيز حضور الدولة
وضبط الأمن في مدينة منكوبة تحكم من قبل عصابات منذ ثلاثة أعوام، ولكن إذا وجدت إرادة
سيكون تشخيص العلل المستعصية ومعالجتها سهلا على المحافظ.
اقولها بصريح العبارة، لن يهزم الإنقلاب
إذا لم يوضع نهاية للإنفلات، ولا معنى لتحرير المحافظة في ظل تغييب حضور الدولة هدفا
الجماعات المؤدلجة، فالنصر ليس ضربة حظ، وضبط الأمن ضرورة هامة لإعادة ثقة الناس بالجمهورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق