الخميس، 6 يوليو 2017

تعز.. قضية الأرض والإنسان والهوية


تعز.. قضية الأرض والإنسان والهوية

محمد سعيد الشرعبي

تتزايد كتابات النخب اليمنية عن المظلوميات اليمنية باستثناء المظلومية التعزية التي لم تجد من يتحدث عنها، ولهذا أوجز المشكلة في النقاط التالية:

1- مظلومية تعز أقدم المظلوميات اليمنية، ويعد بعدها وطني، وبدأ فصلها الأخير عقب الإنقلاب، ويدفع ثمنها آلاف التعزيين شمالاً و جنوباً حتى اليوم.

2- البعد الوطني لمظلومية تعز حال دون الإنتصار لها، ولذاتها المحلية، وجعلها في مهب تسويات لاوطنية، ويطال المؤمنين أحقاد كائنات الموت والخراب.

3- كلما تحدثت نخب الشعب عن مظلومية تعز تقابل أقوالهم بالسخرية، وترشق مطابخ وأدوات الإستبداد المدافعين الصادقين عنها بالمناطقية منذ نصف قرن.

4- تدافع نخب تعز عن مختلف المظلوميات اليمنية الجهوية والمذهبية عدا التعزية معللين سلبية مواقفهم بزيف حرصهم على عدم الانتقاص من نضالاتها الوطنية.

5- العزوف النخبوي والسياسي عن واجب الانتصار للمظلومية التعزية يخرج تعز من أي تسوية سياسية، والتاريخ يؤكد هذه الحقيقة منذ قيام الجمهورية.

6- الإنتصار لمظلومية تعز الأرض والإنسان في كل آن يعد انتصاراً للقضية الوطنية، ولا يقلل من تضحيات المحافظة حسب اعتقادات النخب النفعية.

7-تعمل نخب الأحزاب ومراكز النفوذ على إبقاء تعز تابع لسلطة المذهب ومافيا الفساد، وهذا أبرز أسباب المأساة التعزية وتعثر المشروع الوطني منذ زمن.

8- التخندقات الحزبية تفسد عدالة القضايا، وتحولها مواضيع للصراعات، وتؤدي إلى تمييعها، وحرفها عن مسارها، والقضية التعزية خير شاهد تاريخي.

9- تسقط عدالة القضايا الوطنية والإنسانية حين تخنقها مصالح الأحزاب وتتعرض لانتقام السلطة ومافيا الفساد، وهذا ما تعرضت له القضية التعزية.

10- قدمت تعز تضحيات كبرى خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وقوبلت بالجحود، وجلب دور أبنائها في بناء مؤسسات الدولة الجمهورية وتحقيق الوحدة أحقاد الجنوب والشمال.

11- أشعلت تعز ثورة فبراير، وتمكنت الأحزاب من الإنقلاب على الثورة، والذهاب إلى تسوية شكلية، وحصدت خذلان رفاق الثورة ونقمة الثورة المضادة.

12- هبت تعز للدفاع عن الجمهورية ومقاومة إنقلاب الإمامة، وسيطرت المافيا على قرار المعركة فيها، ويكتوي سكانها حتى اليوم بنار الإنقلاب والإنفلات

13- تعيش تعز حتى اللحظة وسط سعير القصف والحصار الإمامي، ويتجرع أبنائها ويلات تغييب الإرادة التعزية لصالح مشاريع طارئة أيديولوجية ومتطرفة.

14- ما تعرضت له تعز خلال عامين ونيف من الحرب الكارثية، وتضحيات وخسائر المحافظة يجعلها أكبر مظلومية جمهورية تستوجب الدفاع عنها والانتصار لعدالتها.

15- لن تنتصر تعز قبل أن يكون لها إرادة قوية تغلب مصلحة الإنسان على مصالح لوبيات الأحزاب، ومافيا الفساد، وتنبذ المشاريع الأيديولوجية الكارثية.

16- الإنتصار للقضية التعزية مدخلاً لحسم الصراع الوجودي بين الشعب وعصابات السلطة ومافيا الفساد، و دونها، ستظل البلد بيد أعداء الحياة وبنادق التطرف.

17- الإنتصار المنشود للقضية التعزية واجباً وطنياً، وموقفاً إنسانياً، وانحيازاً جمهورياً لشعب اليمن ضد مشاريع أوباش الإمامة وقطيع الخلافة.

18- الإنتصار للقضية التعزية الآن يمثل إنقاذاً للذات اليمانية، وانتصاراً للجمهورية والمواطنة باعتبارها أساس قضية الأرض والإنسان والهوية العربية.

19- الإنتصار للقضية التعزية يبدأ بتفعيل المؤسسات، وإعادة بناء النظام الجمهوري على أسس وطنية بعيداً عن البناء الحزبي والمذهبي والقروي.

20- الإنتصار للقضية التعزية الخيار الوحيد للخروج من دوامة الحروب والصراعات المزمنة كونها تعيش في قلب كل المآسي اليمنية شمالاً و جنوباً.

ليست هناك تعليقات: