تعز..
قضية الأرض والإنسان والهوية
محمد سعيد الشرعبي

تتزايد
كتابات النخب اليمنية عن المظلوميات اليمنية باستثناء المظلومية التعزية التي لم تجد
من يتحدث عنها، ولهذا أوجز المشكلة في النقاط التالية:
1- مظلومية
تعز أقدم المظلوميات اليمنية، ويعد بعدها وطني، وبدأ فصلها الأخير عقب الإنقلاب، ويدفع
ثمنها آلاف التعزيين شمالاً و جنوباً حتى اليوم.
2- البعد
الوطني لمظلومية تعز حال دون الإنتصار لها، ولذاتها المحلية، وجعلها في مهب تسويات
لاوطنية، ويطال المؤمنين أحقاد كائنات الموت والخراب.
3- كلما
تحدثت نخب الشعب عن مظلومية تعز تقابل أقوالهم بالسخرية، وترشق مطابخ وأدوات الإستبداد
المدافعين الصادقين عنها بالمناطقية منذ نصف قرن.
4- تدافع
نخب تعز عن مختلف المظلوميات اليمنية الجهوية والمذهبية عدا التعزية معللين سلبية مواقفهم
بزيف حرصهم على عدم الانتقاص من نضالاتها الوطنية.
5- العزوف
النخبوي والسياسي عن واجب الانتصار للمظلومية التعزية يخرج تعز من أي تسوية سياسية،
والتاريخ يؤكد هذه الحقيقة منذ قيام الجمهورية.
6- الإنتصار
لمظلومية تعز الأرض والإنسان في كل آن يعد انتصاراً للقضية الوطنية، ولا يقلل من تضحيات
المحافظة حسب اعتقادات النخب النفعية.
7-تعمل
نخب الأحزاب ومراكز النفوذ على إبقاء تعز تابع لسلطة المذهب ومافيا الفساد، وهذا أبرز
أسباب المأساة التعزية وتعثر المشروع الوطني منذ زمن.
8- التخندقات
الحزبية تفسد عدالة القضايا، وتحولها مواضيع للصراعات، وتؤدي إلى تمييعها، وحرفها عن
مسارها، والقضية التعزية خير شاهد تاريخي.
9- تسقط
عدالة القضايا الوطنية والإنسانية حين تخنقها مصالح الأحزاب وتتعرض لانتقام السلطة
ومافيا الفساد، وهذا ما تعرضت له القضية التعزية.
10-
قدمت تعز تضحيات كبرى خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وقوبلت بالجحود، وجلب دور أبنائها
في بناء مؤسسات الدولة الجمهورية وتحقيق الوحدة أحقاد الجنوب والشمال.
11-
أشعلت تعز ثورة فبراير، وتمكنت الأحزاب من الإنقلاب على الثورة، والذهاب إلى تسوية
شكلية، وحصدت خذلان رفاق الثورة ونقمة الثورة المضادة.
12-
هبت تعز للدفاع عن الجمهورية ومقاومة إنقلاب الإمامة، وسيطرت المافيا على قرار المعركة
فيها، ويكتوي سكانها حتى اليوم بنار الإنقلاب والإنفلات
13-
تعيش تعز حتى اللحظة وسط سعير القصف والحصار الإمامي، ويتجرع أبنائها ويلات تغييب الإرادة
التعزية لصالح مشاريع طارئة أيديولوجية ومتطرفة.
14-
ما تعرضت له تعز خلال عامين ونيف من الحرب الكارثية، وتضحيات وخسائر المحافظة يجعلها
أكبر مظلومية جمهورية تستوجب الدفاع عنها والانتصار لعدالتها.
15-
لن تنتصر تعز قبل أن يكون لها إرادة قوية تغلب مصلحة الإنسان على مصالح لوبيات الأحزاب،
ومافيا الفساد، وتنبذ المشاريع الأيديولوجية الكارثية.
16-
الإنتصار للقضية التعزية مدخلاً لحسم الصراع الوجودي بين الشعب وعصابات السلطة ومافيا
الفساد، و دونها، ستظل البلد بيد أعداء الحياة وبنادق التطرف.
17-
الإنتصار المنشود للقضية التعزية واجباً وطنياً، وموقفاً إنسانياً، وانحيازاً جمهورياً
لشعب اليمن ضد مشاريع أوباش الإمامة وقطيع الخلافة.
18-
الإنتصار للقضية التعزية الآن يمثل إنقاذاً للذات اليمانية، وانتصاراً للجمهورية والمواطنة
باعتبارها أساس قضية الأرض والإنسان والهوية العربية.
19-
الإنتصار للقضية التعزية يبدأ بتفعيل المؤسسات، وإعادة بناء النظام الجمهوري على أسس
وطنية بعيداً عن البناء الحزبي والمذهبي والقروي.
20-
الإنتصار للقضية التعزية الخيار الوحيد للخروج من دوامة الحروب والصراعات المزمنة كونها
تعيش في قلب كل المآسي اليمنية شمالاً و جنوباً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق