
في الذكرى الـ 46
لدحر حصار السبعين، تؤكد حشود ثورة 11 فبراير يومنا هذا في صنعاء وتعز وعدن
وغيرهما، بأن التأريخ لن كما يشتهي البعض مهما تعاظمت اخطار الملكيون الجدد "جماعة الحوثي" شمال البلاد.
التأريخ لن يعيد نفسه، بل بإمكان اليمنيين تسطير ملاحم الدفاع عن وجودهم، ومثلما
دافع ثوار 26 سبتمبر و 14 اكتوبر الجمهورية في حصار
السبعين _من 28 نوفمبر 1967 إلى 7 فبراير 1968 _، سيخوض ثوار11 فبراير ذات المعركة الوطنية دون تردد.
وبذات الروح الوطنية المتعافية من علل الصراعات، سيهب اليمنيين للدفاع عن حاضرهم
ومستقبلهم _ حين يقتضي الأمر ذلك_ ، ولن يفرطوا
بتضحياته ثورات 26 سبتمبر و 14 اكتوبر و11
فبراير نكاية بطرف سياسي او قوى اجتماعية .
بإمكان اصحاب المواقف الرمادية والمصابين بالعقد الجغرافية، اعادة قراءة
التأريخ، وتحديدا تأريخ حصار السبيعين، وادوار ابطال ذلك الانتصار في نهاية
ستينيات القرن الماضي، فقد تعصم تلك القراءة اغلب من يتعاملوا مع الملكيون الجدد
كأمر طبيعي أو شأن شمالي_ شمالي .
بهذا الخصوص، اتذكر شهادة للتأريخ قالها المناضل علي عبدالله سعيد الضالعي في
حوار صحفي تحدث فيه عن مشاركة ابناء الجنوب في دحر القوى الملكية :" استقبل معبر الراهدة
أكثر من 64 ألفاً زحفوا إلى صنعاء للمشاركة في الدفاع عن الثورة وخاضوا معارك كبيرة
في حجة وصعدة ومارب ضد فلول الملكية وأعوانها ...)
حاليا، تلتزم اغلب القوى الصمت حيال تداعيات الحرب رغم قراءتهم لويلاتها في
سياق التشفي بهذا او تأييد غير معلن لذاك، وتلك حيال المتخاذلين او العاجزين عن فعل شيء او المباركين لتفاقم
الوضع الدامي لغايات مبهمة تزيد من تراجيدية الوضع الهش .
وعلى أية حال، يفترض بتلك القوى اعلان مواقف صريحة مما يحدث عوضا عن الانتظار
الى حين انتهاء الحرب بغية الخروج بمواقف تتماشى
مع رغبات المنتصر في حرب عبثية لن ينتصر فيها عدا اعداء البلد، كما ستصيب تبعاتها السلم
الاهلي والاستقرار السياسي الهش .
ليس هناك طرف يؤمن بالعمل السياسي، يلجأ الى تفجير حرب للهروب من التزاماته
السياسية التي تضمنتها وثيقة مؤتمر الحوار الوطني عدا جماعة موت تجيد اختلاق
مبررات إراقة الدماء في مرحلة تستدعي دخول البلد مرحلة شراكة وطنية وتعزيز سيادة
الدولة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق