محمد سعيد الشرعبي :
يفهم بعض المتحمسين للحوار اعتراضنا على الدخول في الحوار على أنه اعتراض
شخصي ،وهذه مغالطة ،ونظرة قاصرة واعتباطية لحالة رفض متفاقمة يجب أن تدرس ويعاد
النظر في مبرراتنا المنطقية،بدلا من اشعار الناس وقواه الحية المعنية بالمستقبل من مختلف الاطياف بشكلية
الحوار،وفشله في الوصول الى الحلم المنشود من الحوار كقيمة وليس كرنفال استعراضي
على جراح وطن مهدد بالمخاطر وشعب محبط من استمرار اعداءه في الماضي والحاضر على
هندسة مستقبله .
نحن مع حوار جدي وحقيقي تشارك فيه مختلف القوى لمناقشة كافة القضايا
المصيرية في البلد ،ولن يحدث ذلك دون حضور
خير من يمثلون قوى فاعلية وشرائح عريضة ،يمكن لأحدنا الوثوق بفعالية مشاركتهم
وجدوى حضورهم بوصفهم روافع صلبة لبناء دولة المستقبل بما لديهم رؤية ثاقبة وعميقة
للمشاكل المزمنة،ما يجعلهم قوى يمكننا المراهنة عليها وتحظى بثقة الناس
وإيمانهم بجدية الحوار بوجودهم وفعالية
حضورهم.
ليست المشاركة في الحوار من عدمهما مبررا للقبول او الرفض بالحوار،بقدر
رفضنا للنظام الداخلي للمؤتمر الذي يكرس فردانية القرار الاخير بيد رئيس الجمهورية
،وغياب قضايا هامة عن جدول الاعمال ،ومشاركة الملطخين بدماء شباب الثورة
والمتورطين بجرائم فساد في المؤتمر ،بالإضافة الى ذلك مهزلة القوام العائليي لأكثر المشاركين في قوائم الحوار ،وقبل ذلك ،لم
تستوعب فنية الحوار سابقا ورئاسته حاليا،رفضنا للمعايير الشللية في اختيار ممثلي
الشباب وتقاسم حصة الشباب بين الاقوياء ،وهذا ما حدث ،فكانت النتيجة حضور اقل من
رمزي لممثلين عن شباب الثورة في المؤتمر.
لا يستطيع المتحاورين تجاوز تضحيات الشباب في ساحات الحرية والتغيير
،بتسويق تبريرات غبية لم تنطلي على جيل شب على طوق الزيف والخرافات السياسية سيئة
الصيت ،ولو اعتبرنا حضور عتاولة الماضي و عوائلهم على حساب جيل الثورة ودعاة
الدولة المدنية ،كدليل تأخر عقيلة مهندسي
القرار السياسي عن مغيرات المرحلة،وتتبدد التطلعات بتغييب جيل يمني نقي ومعني بمشروع
الدولة اليمنية الحديثة ،ويلف لفهم نخبة
من الكفاءات الوطنية والمتخصصة القادرة على العطاء والخلق في مرحلة مغايرة لأداء
نخب ماضوية غير جديرة بالحاضر ولا صلة لها بالمستقبل .
ما لم يعاد النظر في واقع الحوار ونظامه الداخلي السلطوي،وفلترة قوائمه ذات
الصبغة العائلية ،فالصلف السياسي في التعاطي مع متغيرات الواقع الجديد برؤى
وتصورات الماضي البليد،سيكون لها اثرها السلبي في المستقبل،كون بدايات الحوار
تبشرنا بخيبة مخرجاته وآنيتها مهما تفانى قلة من المشاركين في وضع حلول لجراجات البلد ،والخروج بمشروع وطني
طموح يمثل تطلعات اليمنيين يجسد العمق الاستراتيجي لوطن في مهب المشاريع الوافدة
من خارج الحدود .
ما من يمني حريص وطنه ويسعى لحل ازماته السياسية والمعيشية والإستراتيجية
يرفض حوار وطني يفضى الى الدولة اليمنية المنشودة لمجرد الرفض،ومهما كانت مآخذنا على فشل ادارة
هادي على التمهيد الملموس لحوار وطني وليس لحوار عائلي ،سيظل اعداء المستقبل
ممسكين بتلابيب الازمات ولن يتوقف نزيف الوطن ،ما بقي المعرقلين والمشدودين لماضي
اللادولة ،بإمكان المتحاورين الوصول الى اتفاق جذري باعتماد مشروع الثورة السلمية
كمرجعية حقيقة لمؤتمرهم ،بوصفه مشروع يحضى بإجماع وطني شامل .
شخصيا ،في حال سارت مجريات الحوار على هذا المنوال المختل والنخب العقيم
،سيظل الفشل حليف الحوار ،ومع الايام ورتابة الاداء في جلسات الحوار غير
المطمئنة،سينتهي أمل الناس العاديين بحلول التحول التاريخي في البلد كواقع وليس
نصوص على الورق .
ولمن يعيبون عجز ثورة سلمية عمت ارجاء البلد من انتشال وطن من وحل
ازماته،لن تأتي مخرجات حواركم العائلي بنتيجة مشجعة على تجاوز الماضي بكل جراحاته
ومخاطره ،فكل المؤشرات تشير الى أن حواركم حوار نخبوي متعالي يحاكي اجندات القوى
والأحزاب القوية وأهواء قادتها ،ولم يرق الى مستوى المشروع الوطني ،وهموم وتضحيات
المهمومين لهذا المشروع المنشود .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق