السبت، 30 مارس 2013

وليد آل صلاح.. نهاية مأساوية لثائر مخترع


أصيب عشية ليل 18 مارس 2011 أثناء مشاركته في مظاهرة بمدينة الحديدة تندد بالمجزرة التي ارتكبها مسلحون مناصرون للرئيس السابق علي عبدالله صالح بحق شباب الثورة في صنعاء، وتطورت إصابته الى إعاقة فيما بعد،خرج وليد آل صلاح (26 عاماً) إلى ساحة التغيير في الحديدة يتشارك مع زملائه حلماً بدولة مؤسسات تهتم بالشباب وتدعم المبدعين لتتبنى اختراعه لسيارة تعمل بالماء ،لكن رحلته انتهت بالموت بعد رحلة طويلة من المعاناة والألم، حيث توفي صباح الخميس الماضي في المستشفى الجمهوري بصنعاء متأثرا بإصابته، وأضاف إليها أنه شرب كمية من البترول في محاولة للانتحار بعد أن خيمت عليه مشاعر اليأس

أمضى وليد عامين من المعاناة منذ إصابته لكنه قبل حوالي شهرين قرر الاعتصام مع عدد من زملائه جوار رئاسة الوزراء بالعاصمة صنعاء احتجاجا على عدم قيامها بواجبها في معالجتهم.
وليد من أبناء مديرية «مزهر» بمحافظة ريمة، أصيب بالشلل النصفي نتيجة تعرضه للضرب المبرح بأعقاب بنادق جنود يتبعون الأمن المركزي اعترضت طريقه بشارع الميناء وهو في طريق عودته الى المنزل مع رفاقه بعد مشاركته في مسيرة للتنديد بمجزرة «جمعة الكرامة».
تركز الضرب الذي تعرض له وليد خلف الرأس، ما تسبب بفقدانه للوعي لمدة اسبوع قضاها في السجن، قبل محاولة قوات الأمن التخلص منه بإلقائه قرب جامع السعيد بشارع الميناء، ليتبرع احد المواطنين بإسعافه الى أحد مستشفيات الحديدة
لأكثر من نصف شهر، ظل وليد بالمستشفى في حالة من اللاوعي، ما دفع بأسرته لنقله إلى مستشفى جامعة العلوم بصنعاء، كان المستشفى مفتوحا لعلاج جرحى الثورة السلمية، وظل وليد في قسم الرقود شهرا تلقى فيها عناية طبية واجري له تخطيط الأعصاب ليظهر ان لديه التهابات بالأعصاب وضعف بالعضلات نتيجة قرابة شهر من الإهمال في الحديدة.
كما أظهرت الكشافات أن وليد يعاني من ضعف حركي في الأطراف السفلية أعاقه عن الحركة، عجز الأطباء يومها عن علاجه، ولم يكن لأسرته من خيار آخر غير الرضاء بقدر الإعاقة قبل البحث عن فرصة للعلاج بالخارج، ومن يومها والمخترع وليد على مقعده المتحرك ينتظر تأشيرة للعلاج، لذا كان من أوائل من انضموا إلى اعتصام جرحى الثورة المعتصمين امام رئاسة الوزراء منذ 29 يناير 2013 للمطالبة بعلاجهم على نفقة الدولة.
لم تشمله تأشيرات العلاج مع دفع من جرحى اخرين كانوا معتصمين برئاسة الوزراء، بعد طول انتظار ويأس أقدم صلاح على محاولة الانتحار بشرب جرعة كبيرة من البترول، احتجاجا على مماطلة حكومة الوفاق تدبير تأشير علاجهم، وأنقذه زملاؤه المعتصمين ليتم اسعافه إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء، ونتيجة لمضاعفات أصابته لفظ أنفاسه الأخيرة.
وليد لم يكن محبطاً أو فاشلاً دراسياً، لكنه كان مبدعاً حيث سبق له أن حاول اختراع سيارة تعمل بالماء لكنه خرج الى الساحة للبحث عن دولة تحتضن هذا الابداع وتشجع أبناء جيله
وعلى الرغم من إعلان الحكومة تسفير عشرات الجرحى لكن بقاء آخرين يطالبون بتسفيرهم لأشهر يشكل إحدى علامات إخفاق واضحة للسلطات الحكومية في معالجة هذا الملف.
والجانب المؤلم في فقدان ثائر بعقلية وليد عبده احمد آل صلاح، هويته الإبداعية، فمنذ كان يعمل في محل والده لإصلاح الجولات، وللأجهزه الكهربائية إلى جانب اخوته يعملون لتوفير نفقات الحياة لأسرتهم، حالت تلك الظروف من دخوله الى الجامعة للدراسة في كلية الهندسة بعد الثانوية، لكن موهبته تفتقت بعدما وجد نفسه مقعدا عن الحركة بعدما انضم الى ساحة المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء، لم تمنعه اعاقته من الابتكار.
وكأنه يلقن قوات الامن درساً في التعامل الحضاري مع المعتقلين بعدما لقي الضرب والتعذيب في جمعة الكرامة بالحديدة. ابتكر وليد آل صلاح جهاز «الدوار الأمني» وظيفته حماية الشخصيات، بمساعدة اتحاد شباب ريمة المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء، وقدمه وطبق فكرته كأصغر جهاز أمني فريد من نوعه بحضور رئيس قسم الفيزياء ورئيس المعامل بجامعة صنعاء.
يقول عدد من رفاق وليد بأن «جهاز الدوار الأمني» واحد من ابتكارات وأفكاره الذي يجتهد لتحويل افكاره الى مشاريع لابتكارات يهتدى اليها بإمكانيات وتقنيات بسيطة، لكنها مشاريع لم تكتمل بس معاناته المستمرة من الإصابة، في ظل غياب المعامل والجهات التي كان يحلم بتبني مشاريعه واختراعاته».
من تلك المشاريع والابتكارات التي حالت ظروفه دون اكمالها وتنفيذها مولد كهربائي يعمل بالقرع الكهربائي وبمجرد أن يتم توصيل التيار الكهربائي لدقيقة واحدة باستطاعته أن يولد طاقة كهربائية تعتمد قوتها على كبر وحجم المولد، بالإضافة إلى ذلك، جهاز 10 سم في 5 سم يولد كهرباء تكفي منزل لمدة 24 ساعة ببطاريتين 3 فولت أو ببطارية شحن وتفريغ كما في الجوالات، توصل اليها بحكم عمله في صيانة الجولات.
كما يضيف رفاق دربه من شباب الثورة بساحة التغيير والمعتصمين برئاسة الوزراء بأنه كان لوليد وليد فكرة مشروع لسيارة تعمل بالماء بدلا من البترول راعى فيه قانون الكثافة، وتعمل هذه السيارة بعبوة 20 لتر من الماء لمدة شهرين بتحويل الماء الذي يحتوي ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين قادرة على تحويلها إلى بخار مولد للطاقة، وكأن قدر صاحب فكرة اختراع سيارة تعمل بالماء الانتحار بتناول كمية من البترول.

السبت، 23 مارس 2013

لهذا نرفض الحوار " العائلي " الشامل !


محمد سعيد الشرعبي :
يفهم بعض المتحمسين للحوار اعتراضنا على الدخول في الحوار على أنه اعتراض شخصي ،وهذه مغالطة ،ونظرة قاصرة واعتباطية لحالة رفض متفاقمة يجب أن تدرس ويعاد النظر في مبرراتنا المنطقية،بدلا من اشعار الناس وقواه الحية  المعنية بالمستقبل من مختلف الاطياف بشكلية الحوار،وفشله في الوصول الى الحلم المنشود من الحوار كقيمة وليس كرنفال استعراضي على جراح وطن مهدد بالمخاطر وشعب محبط من استمرار اعداءه في الماضي والحاضر على هندسة مستقبله .
نحن مع حوار جدي وحقيقي تشارك فيه مختلف القوى لمناقشة كافة القضايا المصيرية  في البلد ،ولن يحدث ذلك دون حضور خير من يمثلون قوى فاعلية وشرائح عريضة ،يمكن لأحدنا الوثوق بفعالية مشاركتهم وجدوى حضورهم بوصفهم روافع صلبة لبناء دولة المستقبل بما لديهم رؤية ثاقبة وعميقة للمشاكل المزمنة،ما يجعلهم قوى يمكننا المراهنة عليها وتحظى بثقة الناس وإيمانهم  بجدية الحوار بوجودهم وفعالية حضورهم.
ليست المشاركة في الحوار من عدمهما مبررا للقبول او الرفض بالحوار،بقدر رفضنا للنظام الداخلي للمؤتمر الذي يكرس فردانية القرار الاخير بيد رئيس الجمهورية ،وغياب قضايا هامة عن جدول الاعمال ،ومشاركة الملطخين بدماء شباب الثورة والمتورطين بجرائم فساد في المؤتمر ،بالإضافة الى ذلك  مهزلة القوام العائليي  لأكثر المشاركين في قوائم الحوار ،وقبل ذلك ،لم تستوعب فنية الحوار سابقا ورئاسته حاليا،رفضنا للمعايير الشللية في اختيار ممثلي الشباب وتقاسم حصة الشباب بين الاقوياء ،وهذا ما حدث ،فكانت النتيجة حضور اقل من رمزي لممثلين عن شباب الثورة في المؤتمر.
لا يستطيع المتحاورين تجاوز تضحيات الشباب في ساحات الحرية والتغيير ،بتسويق تبريرات غبية لم تنطلي على جيل شب على طوق الزيف والخرافات السياسية سيئة الصيت ،ولو اعتبرنا حضور عتاولة الماضي و عوائلهم على حساب جيل الثورة ودعاة الدولة المدنية ،كدليل  تأخر عقيلة مهندسي القرار السياسي عن مغيرات المرحلة،وتتبدد التطلعات بتغييب جيل يمني نقي ومعني بمشروع الدولة اليمنية الحديثة ،ويلف لفهم  نخبة من الكفاءات الوطنية والمتخصصة القادرة على العطاء والخلق في مرحلة مغايرة لأداء نخب ماضوية غير جديرة بالحاضر ولا صلة لها بالمستقبل .
ما لم يعاد النظر في واقع الحوار ونظامه الداخلي السلطوي،وفلترة قوائمه ذات الصبغة العائلية ،فالصلف السياسي في التعاطي مع متغيرات الواقع الجديد برؤى وتصورات الماضي البليد،سيكون لها اثرها السلبي في المستقبل،كون بدايات الحوار تبشرنا بخيبة مخرجاته وآنيتها مهما تفانى قلة من المشاركين في  وضع حلول لجراجات البلد ،والخروج بمشروع وطني طموح يمثل تطلعات اليمنيين يجسد العمق الاستراتيجي لوطن في مهب المشاريع الوافدة من خارج الحدود .
ما من يمني حريص وطنه ويسعى لحل ازماته السياسية والمعيشية والإستراتيجية يرفض حوار وطني يفضى الى الدولة اليمنية المنشودة  لمجرد الرفض،ومهما كانت مآخذنا على فشل ادارة هادي على التمهيد الملموس لحوار وطني وليس لحوار عائلي ،سيظل اعداء المستقبل ممسكين بتلابيب الازمات ولن يتوقف نزيف الوطن ،ما بقي المعرقلين والمشدودين لماضي اللادولة ،بإمكان المتحاورين الوصول الى اتفاق جذري باعتماد مشروع الثورة السلمية كمرجعية حقيقة لمؤتمرهم ،بوصفه مشروع يحضى بإجماع وطني شامل  .
شخصيا ،في حال سارت مجريات الحوار على هذا المنوال المختل والنخب العقيم ،سيظل الفشل حليف الحوار ،ومع الايام ورتابة الاداء في جلسات الحوار غير المطمئنة،سينتهي أمل الناس العاديين بحلول التحول التاريخي في البلد كواقع وليس نصوص على الورق .
ولمن يعيبون عجز ثورة سلمية عمت ارجاء البلد من انتشال وطن من وحل ازماته،لن تأتي مخرجات حواركم العائلي بنتيجة مشجعة على تجاوز الماضي بكل جراحاته ومخاطره ،فكل المؤشرات تشير الى أن حواركم حوار نخبوي متعالي يحاكي اجندات القوى والأحزاب القوية وأهواء قادتها ،ولم يرق الى مستوى المشروع الوطني ،وهموم وتضحيات المهمومين لهذا المشروع المنشود . 

الثلاثاء، 19 مارس 2013

شباب الثورة اليمنية يحيون الذكرى الثانية لمجزرة 18 مارس

العربية نت : صنعاء - عبدالعزيز الهياجم 
في الوقت الذي كان السياسيون اليمنيون يدشنون مؤتمر الحوار الوطني في القاعة الكبرى بدار الرئاسة، كان شباب الثورة السلمية بساحة التغيير بصنعاء يحشدون جموعاً غفيرة للمشاركة في مسيرة حملة (أنا نازل لإحياء ذكرى مجزرة جمعة الكرامة)، في مبادرة شبابية لإحياء الذكرى الثانية لمجزرة جمعة الكرامة التي سقط فيها 52 من شباب الثورة برصاص قوات نظام الرئيس السابق علي صالح في 18 مارس 2011.

وانطلقت مسيرة "أنا نازل" من جولة الشهداء بساحة التغيير إلى مقبرة شهداء الثورة السلمية في سواد حنش، شمال شرق ساحة التغيير، وبعد ذلك طافت المسيرة الجماهيرية الحاشدة بعدد من شوارع العاصمة صنعاء وصولاً إلى مقر مبنى مكتب الأمم المتحدة بصنعاء للمطالبة بالقصاص لضحايا 18 مارس 2011.
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لمشاركة بعض المتهمين بقتل شباب الثورة في مؤتمر الحوار، مؤكدين أن لا حوار مع قتلة شهداء الكرامة.
وحمل المتظاهرون صور ضحايا جمعة الكرامة، وتوعّد شباب الثورة بالتصعيد الثوري حتى تتحقق كامل أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي راح ضحيتها المئات من القتلى والآلاف من الجرحى.
وفي بيان صادر عن حملة "أنا نازل"، أكد شباب الثورة ست نقاط، أهمها الإسراع في تشكيل لجنة دولية ومحلية لكشف الجناة المتورّطين في مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس 2011 تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن، ومحاسبة كل المتورطين في تلك الجريمة ونشر الحقائق للرأي العام بوصفها واحدة من المجازر التي حصنت التسوية السياسية مقترفيها ولم تحول جرائمهم دون دخول مؤتمر الحوار، كما دعا البيان إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق في جرائم النظام السابق بحق شباب الثورة السلمية في عام 2011.
كما شدّد البيان على ضرورة تشكيل هيئة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان والدفاع عن حريات الرأي والتعبير، وأيضاً تخليد ضحايا مجزرة جمعة الكرامة 18 مارس بإقامة متحف الكرامة لشهداء الثورة السلمية وإنشاء معهد الصحافي جمال الشرعبي للإعلام الحديث الذي كان أول ضحايا الربيع العربي في اليمن من الصحافيين باعتبار ذلك هو تخليد لضحايا نقل الحقيقة من الصحافيين.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" قال القيادي في حركة 15 يناير الشبابية، محمد سعيد الشرعبي، إن التصفية السياسية لشباب الثورة المستقلين من خلال استبعادهم من مؤتمر الحوار الوطني لا تقل خطورة عن التصفية الجسدية لشهداء جمعة 18 مارس 2011.
وشدد على أن مقتل 52 محتجاً يوم 18 مارس 2011 مثّل زلزالاً لأركان النظام السابق، وأدى إلى انشقاقات عميقة في قياداته العليا العسكرية والسياسية ومهّد لعملية التغيير التي أوصلت إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي كان ينبغي أن يكون الحضور الشبابي فيه مناسباً لحجم تضحيات الشباب، وليس أن يتم احتواء ذلك من قبل الأحزاب.
وشهدت محافظات يمنية أخرى مسيرات وتظاهرات لإحياء الذكرى الثانية لضحايا 18 مارس وبعضها عبّرت عن التأييد لمؤتمر الحوار الوطني.