الأحد، 23 ديسمبر 2012

مسيرة الحياة .. ثورة مستمرة


محمد سعيد الشرعبي
تحل ذكرى خروج مئات من شباب الثورة 11 فبراير بمسيرة سلمية راجلة من ساحة الحرية في تعز في تصعيد ثوري غير مسبوق دفع بالالآف من شباب الثورة على امتداد خط السير من تعز الى صنعاء للمشاركة في رحلة الحياة مشيا على الاقدام نحو رافعين شعرات الحياة وهتافات النصر لحلم الثورة المغدور في " خزيمة " يقال لها عاصمة  .

ما ان وصلت الحياة الى مشارف العاصمة،هب ملايين اليمنيين لإستقبال رسل الحياة القادمين على صهوات اقدامهم  الطاهرة من اولى ساحات الثورة "ساحة الحرية "ومن معهم من المنظمين الى  طوفان المسيرة التأريخية الذين استجابوا لنداء الحياة منذ انطلاق مسيرتها الراجلة من قلب الثورة في الـ 20 ديسمبر 2011،ولن تتوقف مسيرة  الحياة في اذهاننا والثورة مستمرة الى أن يُعلن يعلن شباب الثورة : انتصار الثورة  .

حتما ،تنتصر ايستجيب القدر حين يريد الشعب الحياة،وبفشل قوات القتل وبلاطجة الاجرام من قتل احلام مسيرة الحياة في البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء،انتصرت ارادة الشعب في مسيرة حياة راجلة غير مسبوقة بعدد المشاركين فيها ومعانيها الحضارية،مبطلة آخر محاولات اختبار القوه في مواجهة الشعب وسلمية شباب الثورة الذين اصابتهم مسيرة الحياة بمقتل برصاصة الصدى الحضاري والإنساني للمسيرة ثورية ،ستتوج بإلقاء زعيم عصابة  الحكم وكافة اركان حكمة الى مزبلة التاريخ طال الزمان او قصر .. 

يعد شباب الثورة لإحياء الذكرى الأولى لمسيرة الحياة التاريخية التي قدم من خلالها شباب الثورة في هذه الايام الف رسالة اصرار و تحدٍ سلمي لأعداء الحياة،خلافا لتوقعات الكثيرين يومها،استطاع الثوار من ادهاش الداخل والخارج بمسيرة  راجلة كسرت  حواجز الخوف واليأس والكسل في نفوس الناس،والأعظم من ذلك،اثبات المشاركين بمسيرة الحياة ارادة الشعب خارج كواليس السياسية ،وتأكيد سلمي غير مسبوق على وجود شباب الثورة كقوة رئيسة  لا يمكن تجاوزها في واقع اليمن الحديث .

نعم ،لم يخرج رسل مسيرة الحياة ومن لحق بهم من ابناء اليمن الى النزهة او لتخفيف الوزن بالمشي على الاقدام ،لكنها كانت مسيرة غير مسبوقة في العالم العربي ،خرج بها شباب ثورة 11 فبراير لإستعادة الثورة السلمية من تابوت التسوية لسياسية،وقبل ذلك انقاذ الثورة من اعداء الدولة المدنية وتحرير البلد من مغتصبي الحكم والحلم،ومُعسكري الحياة  في إرجائها ومدمري الأمن والاستقرار في ريفها والحضر .

ولأن مسيرة الحياة كانت ولازالت الرسالة الثورية الكبرى لإرادة شعب بالحياة ،والتأكيد السلمي الارقى والأنقى على صلابة وعظمة ارادة شباب الثورة السلمية،يجدد شباب الثورة في ذكراها الاولى  للشهداء ولدعاة الحياة في اليمن والعالم على مواصلة امتحانات الثورة عبر تكثيف جهودنا السلمية من اجل تحقيق اهداف ثورتنا السلمية التي بدأنها بإزاحة رأس الأفعى من الكراسي،كبداية يتبعها مراحل من العمل الثوري حتى تحقيق كامل اهداف الثورة السلمية .

من خلال احياء الذكرى الاولى لمسيرة الحياة عبر مشاركتنا الفاعلة بمختلف الفعاليات والمسيرات السلمية التي يتم الاعداد لها من قبل قوى الثورة السلمية احتفاء بمناسبة ذكرى ميلاد الحياة في البلد،ليفهم وتدرك قوى الداخل والخارج على جور تسويتهم بحقنا واحلام شعبنا الذي ستتحق بفعل استمرار الفعل الثوري السلمي لشبابه حتى تحقيق اهداف ثورتنا السلمية رغم كثرة التحديات التي تواجه استمرار الفعل الثوري ،ونثق بأنها ذكرى هامة لتجسيد وحدة الجسد الثوري لدحض اباطيل وحملات الثورة المضادة التي تبث سموم التفكك بيننا .

ومن المصادفات الجميلة،تأتي تتزامن ذكرى مسيرة الحياة على بعد ايام من تدشين مؤتمر الحوار الوطني في مرحلة انتقالية ثانية بالغة الحساسية والتعقيدات نتاجا للتسوية المشوهة،لهذا باستطاعة شباب الثورة ايصال رسالة الحياة الى "ماتم  الحوار " بطريقة حضارية ،وبذلك يجدد شباب الثورة العهد للشهداء والوفاء لأحلامهم من خلال العمل على استعادة البلد و ثروات ومؤسسات الدولة من يد اللصوص والقتلة بشكل نهائي،وفي مقدمتها مؤسستي الامن والجيش المغتصبة من عصابة الحكم " السنحاني" الذي ثار الشعب ضد بربريتهم وجور تسلطهم بالشعب و هول فضائح نهب مقدرات وثروات البلد وفضاعات جرائمهم قتلهم لأحلام الناس بالحياة والحرية والكرامة طيلة ثلاثة عقود من الزمن الجمهوري .

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

شيوخ المشترك في عمق التحدي


 محمد سعيد الشرعبي
رغم تحفظاتهم ومراوغاتهم ، ظهر شيوخ ابرز احزاب اللقاء المشترك في حلقة حوارية في عمق واقعنا السياسي المعقد والمضطرب ،وبعيدا عن الشطط،لقد كانوا اقرب من الصدق في تشخيص المرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها بلدنا،وما تشهده من تحديات مختلفة في مرحلة انتقالية حساسة ولدت نتيجة للتسوية السياسية التي اختارها المشترك كمخرج سياسي لإبعاد البلد من مخططات الرئيس المخلوع كما يقولون ويبررون ذهابهم الى المبادرة كطرف رئيس بأسم الثورة .

وبلا شك،تظل الثورة السلمية كخيار استراتيجي لقوى الثورة ومنها المشترك رغم التزاماته السياسية في واقع الأمر،وهذا ما يؤكد استمرار الثورة كونها المشروع الحضاري الوحيد ،ورغم ما يعترض طريقا ،لقد ساعدت الثورة السلمية على انفتاح الافاق السياسية على مختلف القوى ،و هيأت البلد والسلطة الراهنة للدخول في حوار جاد حول المطالبات المشروعة وغيرها لوضع حد للمخاطر التي تهدد حاضر ومستقبل البلد ،وبفعل استمرار شباب الثورة بفعلهم الثوري حتى النصر المنشود للثورة السلمية .

والاهم في حوارهم في برنامج " في العمق " وحدة مواقفهم من عديد من القضايا العاصفة بحاضر البلد وسط محيط مضطرب يمنع اطراف الوفاق من الوصول بالحلم اليمني الى واقع افضل قبل الدخول في مؤتمر الحوار نتيجة لإستمرار تأثير المخلوع وأبنائهم ورموز نظامه في عرقلة كل توجه سياسي او ثوري لإنقاذ البلد مستندين على الحصانة الممنوحة لهم مقابل خروجهم من المشهد السياسي وفقا لما نصت مبادرة انتقال السلطة.

الملفت والمثير للاستفهام،حديث قادة المشترك بثقة عن شباب الثورة دون استثناء _ للشباب غير المنتمين حزبيا للمشترك او لأي طرف _ في مواقفهم الضبابية من حق شباب الثورة في العمل السياسي والشراكة مع بقية قوى ومكونات العمل السياسي ،كون غياب الشباب عن الواقع السياسي في ظل استمرار تأثيرهم بالتفاعل الثوري الراهن نتيجة شعورهم بأهمية وضرورة تحقيق اهداف الثورة التي لم تنتصر بعد !

قد يكون لدى قادة المشترك حق في استعلاء نظرتهم للشباب كقوة جديدة ستنتزع وجودهم غصبا عن الجميع بفعله ثوري سلمي رغم غياب مكون واحد يجمع شباب الثورة ،وهذا ما يتعلل به الساسة ورعاة المبادرة الخليجية عندما يستعصي عليهم منح الشباب حقهم المشروع بالمشاركة السياسية والسلطة ،وكطرف رئيس في صناعة المستقبل .

وبقراءة عاجلة لمضامين حديث شيوخ المشترك ،يمكن لأحدنا الخروج بعناوين واضحة وعريضة عن مستقبل المشترك ،وعلاقته بشباب الثورة كقوة انتزعت مشروعية وجودها بقوة الفعل الثوري السلمي،كما يستشف من حديثهم عمق التحديات وكثرة التي تعترض قطار التغيير الانتقالي في ظل تمسكهم بالفعل السياسي كمخرج وحيد لإنجاح الثورة في ظل تأكيدهم أهمية استمرار الفعل الثوري الذي يريدون ان يعزز من دورهم كأطراف سياسية معنية بالانتقال السلمي للسلطة وفقا للمبادرة الخليجية .