الخميس، 27 سبتمبر 2012

من ثورات الرصاص الى ثورة الصدور العارية .. نصف قرن على ثورة الشعب

محمد سعيد الشرعبي :
من 26 سبتمبر 1962م ،و 14 اكتوبر 1963 م ، إلى 26 سبتمبر 2012 م نصف قرن من تضحيات الشعب اليمني جنوبه وشماله من أجل الحياة والحرية والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية ، خمسة عقود خاضها وتصدر مواكبها خيرة ابناء اليمن المؤمنين بقضية شعبهم ،ومسؤولياتهم المقدسة التي يتوارثها الناس جيلاً بعد جيل ،وصولاً الى الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي أشعل شراراتها الأولى شباب اليمن في صنعاء وتعز وعدن ضد نظام علي صالح مطلع العام الفائت والمتواصلة حد اللحظة بذات الوتيرة حتى النصر.
خمسون عاماً على الثورة التي بدأت بتضحيات الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالملكية الإمامية في مثل هذا اليوم ، وما تلاها من تضحيات جسام في ثورة تغيير الوعي العام مما أصابه من تشوهات بفعل الارث الكهنوتي البغيض الذي كرسه الإماميون في شمال الوطن والتي نعاني منها حد اليوم ،رغم كل الانتصارات التي احدثتها الثورة في الوعي العام رغم محاولات الاستبداد في العهد الجمهوري.
وفي المقابل كان لحركات التحرر الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية والشمالية دورها الخالد في دحر المحتل البريطاني من جنوب الوطن ،بالإضافة الى رصيدها الوطني في تكريس إرادة الشعب وتجسيد الحلم الوطني الأول في التعبير عن واحدية ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر في الوصول الى يمن واحد ،وهذا ما تكلل في 22 مايو بفضل الشعب اليمني وتضحياته لأجل حلمهم بوطن لائق وحياة كريمة ،وما الثورة السلمية التي انطلقت بداياتها في جنوب البلاد بحراك مطلبي في 2007 إلا تأكيد على إرادة اليمنيين في انتزاع حقوقهم من نظام القهر والاستلاب وهو في عز قوته.
ومما لا شك فيه تأتي ذكرى احتفالات الشعب بعيد ثورة 26 سبتمبر ،مشعلة فعل الثورة السلمي في قلوب اليمنيين الذي يسطرون ملاحم الفداء وبطولات الكرامة في ميدان وساحات الدفاع السلمي عن الحلم الوطني من ثقافة الاستبداد ،وأوهام ما قبل الثورة في وعي اصحاب المشاريع الصغيرة التي تعمّد المخلوع وعصابته زرعها كمفخخات مرعبة في جسد الوطن شماله قبل جنوبه منذ زمن ،لذا يدرك ابناء اليمن قاطبةً بأن الثورة السلمية امتداد طبيعي لثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر .. هذا ما سيجسده شباب الثورة اليوم في احتفالاتهم بالذكرى بمختلف ساحات ومدن الثورة في انحاء الجمهورية.
ولعل التجسيد الوطني الأكبر لليمنيين تحول الفعل الثوري من الحرب والانقلابات وثقافة البارود لنخب الحكم وأطيافه الى الفعل الثوري السلمي الشعبي الذي يشارك فيه المجتمع اليمني بمختلف فئاته العمرية وتوجهاتهم السياسية ،وهذا ما يُعد تحولا تاريخيًا في حالة الرفض الوطني ،ونعرف بأن هذا التحول الجذري من ثورات الرصاص إلى ثورة الصدور العارية لم يأتِ من العدم ،بل تعدد التجارب التحررية والتراكم النضالي، والتي كان آخرها اللقاء المشترك كحالة سياسية وطنية معارضة لسلطة صالح ،ما جعل من المشترك خلاصة تجربة نضالية جمعت عديداً من اطراف العمل السياسي الفاعلة في المجتمع ،وتعدى الامر إلى أن يصنف اللقاء المشترك كتجربة متقدمة ورائدة في العمل السياسي في المنطقة العربية.
ومن حسن طالعنا الوطني هذه العام ، يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962م في ظل الثورة الشبابية الشعبية المستمرة في انحاء الجمهورية ،وكذا تأتي هذه الذكرى الوطنية وبلدنا تعيش مخاض التحول التاريخي العظيم التي ولد بفعل الثورة السلمية التي اطاحت بعلي صالح ،وقطعت دابر كثير من اركان نظامه ،وفي قادم الايام، سيأتي الدور على من تبقى.
وكالعادة ،يؤكد شباب الثورة السلمية ومعهم شعب اليمن برمته أن الثورة السلمية ولدت كفعل ثوري طبيعي لتحقيق حلم اليمنيين الذي عجزت ثورتي 14 أكتوبر وأختها 26 سبتمبر عن تحقيقها في العقود الماضية التي شهدت ممارسات استبدادية حالت دون انجاز حلم الشعب ،لذا كان انفجار البركان الشعبي تحت عرش علي صالح بداية العام الفائت نهاية للطغيان وبداية للحرية والكرامة لشعب دفع أكبر فاتورة حرية في التاريخ العربي الحديث.
ولأن ثورتنا شبابية وشعبية شارك فيها الكل ،ويواصل فعلها الثوري السلمي الشعب وفي مقدمته شباب الثورة ، يسطر الثوار ملاحم الانتصار السلمي لثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر من خلال استمرارهم بالفعل الثوري السلمي الذي يعم ارجاء الوطن بدون استثناء ،وبتقنيات تعبيرية عصرية وأدوات رفض تحدٍ سلمي ،لن يتوقف قبل شعور اليمنيين بتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر وحلمهم الذي تجسد في الاهداف الاستراتيجية والمرحلية للثورة الشبابية الشعبية المستمرة حد اللحظة.
وعلى الرغم من ادراكنا لوجود عديد من التحديات التي تعيق تحقيق الاحلام المنشودة لنا جيل بعد جيل ،يؤكد اليمنيين اصرارهم على النصر وبفعل صلابة هذه الارادة الوطنية ،يشعر الجميع بضرورة الانتصار السلمي والذي سيتجسد بدولة يمنية حديثة ديمقراطية في ظل نظام جمهوري يحكمه "رئيس من أجل اليمن" وليس "يمن من أجل الرئيس" ،وهذا شعار الحملة الانتخابية للرئيس المرحوم فيصل بن شملان ،الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في 2006م على المخلوع علي صالح ، قبل تزوير إرادة الشعب بإعلان "اللعنة" العليا لللانتخابات عكس النتائج يومها.

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

من ذكرى مجزرة كنتاكي : ثورة سلمية حتى النصر


بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
شهداؤنا خلاصة جيلنا بلا منافس ، وعصارة ثورتنا دون منازع .. وفرسان ملاحم ثورة الكرامة والخلاص من جمعة اول شرارة ثورية ضد الرئيس السابق وآله حتى النصر بتحقيق كافة اهداف الثورة دون نقصان ،والوصول الى وطن الحرية والكرامة التي نشدها شباب وأحرار اليمن وفي مقدمتهم شهداء  الثورة السلمية ...
ويستمر شباب الثورة في صنعاء وبقية محافظات الجمهورية في صنع التحول التأريخي من خلال مسيرات مليونية اسبوعية ونصف أسبوعية وليس آخرها مليونية امس التي شهدتها جولة النصر _كنتاكي سابقا _ بشارع الشهيد الزبيري وسط العاصمة صنعاء في بادرة وفاء ثورية لشهداء الثورة السلمية عامة وشهداء المجزرة المعروفة بـ” مجزرة جولة كنتاكي “ على وجه الخصوص ،وفاءً ،وتأكيدا على تحقيق أحلام الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للحلم الوطني بالحرية والكرامة والدولة المدنية ... الخ ..
بعيداً عن المشهد السياسي ،وما تشهده البلد من حوادث إجرامية تستهدف حصد القيادات الوطنية على يد بقايا النظام السابق وأشباح عصره،يُسير شباب الثورة مليونياتهم الثورية بخطى واثقة بقرب الخلاص النهائي من الرئيس السابق وكبار معاونيه في جرائمه بحق الشعب وثورته السلمية ،وكبقية رسائل المليونية الحاشدة التي تشهدها معظم محافظات الجمهورية ،يؤكد شباب الثورة في مهرجان الوفاء لشهداء “كنتاكي “ التي سقط فيها قرابة 100 شهيد ،بأن : الثورة مستمرة حتى النصر ..
ما أجمل أن يُخلد الشعب شهداء وجرحى الثورة السلمية في مهرجانات الوفاء،وأيضا ،إحياء ذكرى مجازر النظام السابق وقواته بحق الثوار السلميين والمدنيين طيلة العام الفائت الذي سطر فيه الشعب بمختلف فئاته العمرية وأطيافه السياسية أروع الملاحم في مواجهة الرئيس السابق وآلته الحربية والتدميرية التي صب حمم بطشها على الناس حتى آخر لحظة عاشها في العرش حاكما بقوة السلاح ،وسيظل الفعل الثوري مستمراً ما بقيت جرائم بقايا النظام السابق التي لم تتوقف حتى اللحظة ..
وبلا شك ،يُشكل استمرار الفعل الثوري بهذه الوتيرة الشعبية المتزايدة ضمانة نجاح المرحلة الانتقالية المنبثقة من روح الثورة ،وكذا تظل الإرادة الشعبية صمام أمان وقوة فاعلة ودافعة لإنجاز المشروع الوطني الكبير  مشروع الدولة اليمنية الحديثة كانت ولا تزال غاية اولى وهم دائم لدى ثوار اليمن وفي مقدمتهم شباب الثورة الذين يواصلون ريادتهم في صناعة المشهد الوطني الراهن ،والمتشكل بدون السفاح صالح ونظامه الفاشي الذي أهلك الحرث والنسل في البلد ...
وعلى العكس مما يعتقد المراقبون والمهتمون بمسارات المشهدين الثوري والسياسي في يمن ما بعد صالح ،يخرج الثوار من ساحات الحرية والتغيير في مواكب مليونية حاشدة تجوب شوارع المدن الرئيسية رافعة شعارات الخلاص ومرددين هتافات إقالة من تبقى من أركان وأدوات النظام السابق التي حكم بها البلد طيلة ثلاثة عقود ،كما يؤكد شباب الثورة مطلب الوفاء للشهداء بداية من محاكمة كافة من تورطوا مع المخلوع وأبنائه في قتل الشباب الأعزل ذوي الصدور العارية وقتل المدنيين في مساكنهم ومدنهم الآمنة ...
وكالعادة ،يتمسك شباب الثورة بحقهم الأبرز وحلمهم الأنصع بالحرية والكرامة والتغيير الجذري ،ومع مرور الزمن في ظل بقاء الفعل الثورة كفعل شعبي مستمر ،سيأتي الحق ويتحقق الحلم المنشود ،وهذا ما تبينه إرادة ثورية لن تهدأ دون الوصول الى وطن حر ودولة مدنية حديثة يعيش فيها الناس سواسية ،ويعمل لأجلها الحاكم والمحكوم في تحدٍ وطني ينهض به الجميع ،بعيدا عن انفراد او استبداد الأول «الحاكم » بحق الثاني «المحكوم» على طريقة العهد البائد التي رفضها الشعب ،وبمقدوره تبديد أي استبداد سيأتي في المستقبل القريب أو البعيد ...

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

حر ... لوجه الوطن !!


محمد سعيد الشرعبي
من السهل تصنيف الآخر،لكن من الصعب انصافه ،لذا اوضح موقفي ،لكي يدرك الحمقاء جرم ما يقترفون بحق الآخرين بقصد او بغباء ....
لست منتمي لأي حزب سياسي رغم واقعي المعجون بالشأن السياسي في البلد منذ وعيت وجودي في هذه الدنياء ،هكذا بدأت حياتي حر وسأظل ،وبعيدا عن غايات غير شريفة ،سأبقى مهتم وناشط سياسي بذات وإرادة مستقلة متخففة من التزامات اي انتماء حزبي او مصلحي ،يتنافى مع قناعاتِي ..
وإيمانا مني بحرية الاعتقاد وتعدد اطياف العمل السياسي وحرية الانتماء ،احاول قدر المستطاع الابتعاد عما يمنعني عن الجور والجحود بأي اشراقة او فعل سياسي لأي فرد او طرف مخلص لفكرة الوطن ،كما ابعد مزاجي عن مواقفي من الاخر بقدر تمسكه بحق الجميع بوطن يسوده العدل والحرية ودولة قانون نعيش في ظله سواسية دون اي تمايزات ...
واقعنا فائض بمن غسلت ادمغتهم بمعتقد سياسي او ايدلوجيا معينه او ممن تعميهم العداوات قد عن فهم مواقف او احترام قناعة الآخر المختلف ولو ايقن صوابية ،و نزاهة مواقفك المبدئية ،كون رؤيتهم للآخر مسكونة بعقد مركبة ،لهذا تظهرون علينا برؤية غبية تنم عن وعي شمولي متأخر جدا ،تطفوا تبعات هذه الغباء المستوطن على واقعنا السياسي الضحل ...
لا يهمني الآن الغوص أكثر في قضية علاجها شأن يخص من يعيشون ويعركون الواقع السياسي بوعيهم ، لن اتراجع عن كل فعل او اعلان موقف منسجم مع قناعتي الراسخة بضرورة العمل على تقدم البلد وحرية الناس،بقدر امنيتي بتقدم وتطور الوعي السياسي في البلد ...
في لأخير ،أتمنى ،ألا اجدني محشورا في اكثر من تصنيف سياسي في نظر هذا و ذاك بناء على موقف أو رأي اقوله بصريح العبارة بما يتعارض مع تطلعات الناس وهمومهم اليومية ... ونسأل من الله التوفيق في القول والعمل المخلص لوجه الوطن ..

الأحد، 16 سبتمبر 2012

مليونية المحاكمة تخرس "المخلوع" ...


محمد سعيد الشرعبي :
في ظل  المحاولات المستميتة للمكائن الإعلامية للثورة المضادة الحالمة بنزع شرعية الثورة واستمرارية فعلها السلمي من خلال تقزيم وشخصنة اداء  كل فعل ثوري بغية تظليل الداخل والخارج بكذبة انتهاء الثورة ، يؤكد  ثوار اليمن  في مسيرتهم اليوم بصنعاء التي شارك فيها اليمنيين مختلف الفئات العمرية بأن الثورة السلمية في صنعاء في مختلف محفظات الجمهورية حتى النصر بتحقيق كافة اهداف الثورة  دون التفات للخطاب المفضوح للثورة المضادة  للسفاح المخلوع  واهم بالبقاء ،متناسيا بأنه " تربّى على الوحل من بدئ ..... و شاخ على الوحل حيث ابتدأ " حد بيت شعري لشاعر الثورة السلمية المرحوم عبدالله البردوني  ...
اليوم هتف الشعب  في شارع الشهيد الزبيري بروح بردونية  " ودوّى الهتاف : اسقطوا يا ذئاب .... و يا راية الغاب ضيعي سدى"  ... مؤكدين  للمخلوع الفرد بأنها ثورة شعب ...،ولأبواقه بأنها :  ثورة سلمية لن تموت او تنتهي قبل تحقيق اهدافها  ...  ثورة شعب فعلها السلمي مستمر حتى النصر  وإسقاط الحصانة عن المخلوع جراء ما اقترف من  حروب ضد الشعب ،وقائمة جرائم ومجازر بحق شباب الثورة  منذ انطلاق الثورة وحتى اليوم  ..
مسيرات مليونية لن تنتهي مهما حاول المخلوع اثارة عواطف الناس بكذبة استهداف المسيرات لمنزله ،لهذا اذكر  ابواق الثورة المضادة ،ومن يراهنون على اخماد ثورة شعب يأبى تقزيم ثورته ، عودوا الى وعيكم ،فالشعب باقٍ ولن ينفذ وثورتنا لن تنتهي ،وأخذوا من حقيقة تأريخية قالها شاعرنا البردوني ذات زمن  " و هل ينفد الشعب إن مزّقته ..... قوى الشر ؟ هيهات أن ينفدا !"
وبشكل دائم ،يثبت الشعب  قدرته على إخراس ابواق الثورة المضادة  من خلال المسيرات المليونية  ،في تأكيد ثوري خالص على فعالية الإرادة الثورية الشعبية على فعالية ثوار اليمن على إسكات ابواق الخطاب العفاشي المضاد لثورة الشعب الواهم بتقزيم  الفعل السلمي لثورة الشعب بشتى الوسائل ومنها تصوير المسيرات المليونية الحالية كـ  " مسيرات اصلاحية "  ،في محاولة يائسة للمخلوع لنزع الصفة الثورية والإرادة الشعبية على المسيرات المليونية  الحالية التي تخرج في معظم انحاء البلد،ومنها المسيرة المليونية  التي شهدتها شوارع صنعاء هذا المساء  ...
في المقابل،يؤكد حزب الاصلاح  انتمائه لثورة الشعب ،وعدم تأخر ه على شرف مشاركة شبابه وقواعده في اي فعل سلمي ثوري او سياسي مع بقية قوى الثورة وشركاء العمل السياسي في تكتل احزاب المشترك  بما يخدم ثورة الشعب المستمرة  دون اكتراث بخطاب الثورة المضادة العاجز عن تفكيك قوى الثورة السلمية  بترهات والشائعات الثورة المضادة  ...
ومن باب الإنصاف بعيدا عن الكيد والنكران ،لحزب دوره الفاعل في ثورة الحرية والكرامة التي صنعها الشعب اليمني ،ولا يزال  فعلها السلمي مستمر حتى اللحظة دون توقف ،وبلا شك للإصلاح فعله الأقوى وقدرته الأكبر في استمرار الثورة كأكبر مكون سياسي في الثورة ،وهذه شهادة  حق اقولها بقناعة بعيدا اتفاقِ او اختلافِ مع الاصلاح ..
ولو عدنا الى أكتر من بيان وتصريحي رسمي عن حزب  وقيادة الإصلاح،يؤكد هذا الحزب على شعبية وثورية المسيرات المليونية الحالية والتي يشارك فيه اليمنيين دون استثناء ،ومن بينهم قواعد و شباب قواعد الإصلاح  الذين ممارسة لحقهم السلمي في مشاركة اليمنيين  مطالبهم المشروعة بالحرية والتغيير وإسقاط الحصانة عن المخلوع ،وتحقيق اهداف الثورة حتى النصر ...
في المقابل ،ونتيجة لدوره الفاعل رغم الاستهداف الممنهج لحزب الإصلاح ،لا اخشى او اتأثر من خطاب الثورة المضادة ،في حين أجدني مقتنعا بقدرة حزب الإصلاح  على دحض خطاب المخلوع وأدواته الإعلامية الماكرة  بمشروع ثورة الشعب وتماسك مكوناتها  حتى تحقيق كامل اهداف ثورة الشعب  ...
وبعيدا عن مواقف الاصلاح الراسخة من المخلوع وثورته المضادة ،ندرك تماما الإدراك اسباب وغايات ما يطلقه المخلوع  من تهم بحق الثورة والمسيرات السلمية الحالية  مجرد مزاعم  سخيفة تتوهم اخماد فعل ثورة الشعب بفك عرى قوى الثورة بشخصنة الثورة تارة او بتهمة تبعية الثورة وشبابها للإصلاح  ..
وكما اسلفنا التأكيد على قدرة شعبنا على لجم الثورة المضادة ومن يتأثر بخطابه الاجرامي ،تأتي مسيرات الثورة السلمية في لحظة فاصلة تمر بها البلد التي تشهد اعمال اجرامية وتخريبه للمخلوع وأدواته الاجرامية والإعلامية ضمن ضمن مخطط المخلوع الواهم بالبقاء والاستمرار في خلط الأوراق الامنية ومحاولته اليائسة في افشال العملية السياسية ..
ومهما طال الزمن او قصر ،سيحقق فيه الشعب النصر  المبين بتجريد المخلوع ومعاونيه ممن تلطخت اياديهم بدماء شباب الثورة من الحصانة التي يستغلونها لمواصلة مخططات النيل من امن واستقرار البلاد وليس أخرها محاولتي اغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان  قبل اسابيع ،ومحاولة اغتيال وزير الدفاع محمد ناصر احمد  ظهر اليوم في قلب العاصمة صنعاء ...

وطن .. ولو طال السفر


 محمد سعيد الشرعبي
 قلما يجد احدنا في عقل البلد المطمور حد اللحظة تحت ركام عقود من القهر عن توصيف دقيق لمأساتنا الوطنية المعيقة لإستقرار و نهوض ،بإستثناء توصيفات عابرة في زمن عاثر بقصورنا الذاتي العائد الى تساهل بعض القادرين على المشاركة في حسم تحديات حاضر كئيب لإرتباطه بماض لعين ..
 ولعل الشاعر سيف رسام ،واحد ممن يختزلوا تراجيديا وطن  في عبارة موجزة ،تقول"وطني لعنة الله في الأرض ،هذا أدق عبارة تحضر في ذهني كلما شعرت بالأسى من يوميات القلق ومفارقات الزمن الحائر بين مفترق عصرين  ..
 وقريبا من معنى الشاعر وفهمه في تشخيص واقعنا المؤلم،اشاطر شاعرنا الشعور بعار الف لعنة ولعنة،اصابت روح الوطن المشنوق بلعنات لن يغفرها التأريخ لمن شارك في صنعها وبقائها ،بداية من لعنة اليمن بحكم المخلوع للبلد ،وليس آخرها تشبثه بالبقاء في المشهد رغم شرط حصوله على حصانة مقابل خروجه من المشهد ..
 والجزئية المخزية في مأساتنا،عدم احساس المخلوع وأوباش حكمه وأساطين عصره بفداحة وثقل تركتهم البشعة في حكمهم البلد جنوبه وشماله ..
 تركة استبدادية كبيرة جدا وعميقة الأثر في وعي البلد  تحتاج لرفعها عن كاهل الوطن ،بوصفه لعنة تأريخية تسد افاق تقدمنا نحو المستقبل بفعل ما خلقته من ارث سياسي يستدعي التغيير ، وتحديات شتى لن تنتهي دون تضحيات جسيمة لكافة القوى الوطنية ..
 ومع شعور بفداحة ومخاطر المرحلة ،هناك ايمان شعبي بحتمية وصولنا الى حيث نريد ،يقابلها قناعة كاملة بعدم عودة عجلة التأريخ الى الوراء ،كون ارادة الشعب وحدها فقط، كفيلة في انجاز تطلعات الناس بمستقبل مختلف عن الماضي المشين وكوابيسه ..
 لست اكثر تفاؤلا من غيري في حتمية عبور البلد الثائر ظلمات المرحلة حتى النصر ، و بقدرة الشعب على الخلاص وتحقيق حلمه،وحتما ،سيصبح الحلم واقعا ،وهذا مرتبط بتقدم قطار ثورة الكرامة في رحلته المباركة،ويوما ما،وغدا سيلمس الناس اثر ما ستحدثه الثورة من تغيرات جذرية وعميقة على مختلف مسارات ومناحي الحياة ..
 قد نحس الآن بمشقة تجاوز ماضي يثقل كاهل الوطن،ورحيل نظام همجي تعددت تهديداته للشعب بقنابله الموقوتة ،كما كان توعدنا المخلوع في اكثر من خطاب شمشموني قبل وأثناء الثورة السلمية ...
 وبالفعل ،ينفذ المخلوع تهديدات رغم رحيله من كرسي الحكم ،كلما توهم البعض توبته من مرضه وعقده بحق شعب صبر عقود لبطشه وسكت عن جرائمه منذ اغتصب كرسي الحكم في سبعينيات القرن الفائت ..
 هذه ليس اتهامات للهرب من تحديات المرحلة،بدليل تزامن جرائمه مع بداية كل انتقال وتحرك وطني نحو الوطن الحلم،ولا يستطيع احد نفي توالى افعالهم الانتقامية في صدر حلمنا العاري من ضغائن ماضيهم الملطخ ..
 لكن قدر المخلوع الغرق بدماء شعب رافض لإستمرار تسلطه و تفننه بالعبث بحياة الابرياء حتى اللحظة الذي حصد كثيرا منهم في حروبه ومجازره التي نعيش ويلاتها حد اليوم ،ما يستدعي منا تجاوزها ومعالجة تبعاتها بروح حريصة وبمهمة لا يعتريها تسويف  ..
 جرائم لا تدفن بحصانة او تموت بتقادم الزمن ،وبقدر وهمه بالنجاة من اثم دماء الشعب ،اعتقد جازما بيقين الشعب بتحرره ،وعدم تراجعه قبل الوصول الى غايته المتمثلة بوطن حر و دولة مدنية ، عادلة ، ديمقراطية .. وإرادة الشعب اقوى من قاتلها !
 علمتنا الثورة كثير من المعاني والقيم ،اولها حقنا بالحلم في حرية وحياة كريمة و دولة عادلة حتى آخر رمق مهما حاولت قوى الشر قنص عصافير احلامنا التي سافرت نحو مرافئ الوطن المنشود بداية العام والى غير رجعة ...
 في كل يوم جديد نفقد شيئا مما نشدنا ذات يوم ،لكنا سنظل نحلم دون كلل او ملل ،ولو ثقب محمود درويش مكامن وعينا القلق من جور دهاليز السياسة،بقوله المؤلم :يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات !
 لن نموت هنا بدون ثمن ،بل على العكس من ذلك،سيكون لموتنا معنى وقيمة لمن سيجنوا من مهزلة الموت المعمم او لمن سيأتي بعدنا بوصفة الثورة والتغيير متوالية لا تنتهي ،وإرادة لا تموت ،ومن هنا يجب أن ننتصر للحياة مهما كان الثمن في مواجهة الموت ..
 وفاء بوعدهم للشعب وشهداء ثورته السلمية،يجب على كافة القوى السياسية والمجتمعية دون استثناء تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم ،و تحمل مسؤولياتهم التأريخية بهدف استيعاب كافة المطالب بغية الوصول لحلول جذرية لقضايا مصيرية تهدد لوطن بالتشظي،ووجودنا بالفناء بفعل غياب مشروع وطني ..
 حتما سننجو دون شك في حال استشعرت تلك القوى لواجباتها  الوطنية،وعملت بروح  فريق واحد لإخراج البلد من النفق الظلم ،تمهيدا لنقلها من حاضر بائس الى مستقبل مشرق بالحرية والعدالة و دولة ديمقراطية وتعددية سياسية اكثر طهارة من اوساخ الماضي الملوث بثقافة الدم ومسخ القيم طيلة ثلاثة عقود من همجية الحكم الدموي البغيض ..

السبت، 8 سبتمبر 2012

الموت لأمريكا وإسرائيل في تعز


محمد سعيد الشرعبي :
يستميت بعض المغفلين في تصدير الشعار الغبي لجماعة الحوثي المنادي كذباُ بموت امريكا وربيبتها اسرائيل من شمال الشمال الى محافظة تعز بدافع الانتقام او الانتفاع،وهذا بحد ذاته جريمة بحق محافظة نتفاخر بسلميتها وتمدن اهلها ،وطيلة عقود من الزمن لم نسمع بظهور اي وباء من هذا النوع المنبوذ ....
 كما تعرفون،كلما صمت الناس عن قول الحق ازاء ذلك ،يتعاظم الخطر مع مرور الوقت وتتعدد اسباب انفجار الصراع بفعل ممارسات هوجاء لأناس اثبتت التجارب سخافة ممارساتهم وتناقضها مع اقوالهم بدليل تعمدهم جلب مشاريع الموت و شعارات الزيف والدجل بدافع انتقامي او بذريعة مواجهة ما يصفوه بالخطر الاصلاحي في محافظة آمنة وينتمى اغلب سكانها لحزب الاصلاح ..
 بلا شك ،مبررات غريبة للغاية ،كون تواجدهم الطارئ على المحافظة وممارستهم العابثة كجماعة مسلحة مثقلة بالأوهام و يرفضون فكرة التحول الى حزب سياسي بما يمكنهم النزول الى الناس في تعز او غيرها ببرنامج سياسي حد اليوم خلافا لحزب الاصلاح وغيره من الاحزاب الحاضرة في تعز بصيغتها السياسية مهما كانت المآخذ ..
 اجبار الناس على الاقتناع  بهذا العبث لهذه الجماعة التي تسخر كل امكانياتها لمناكفة او التصادم مع حزب سياسي وتبرير تواجدها المنفر و اللامشروع بتواجد مشروع لحزب نوعا من الجنون والاستهبال بوعي محافظة عصية على واهمي آخر زمن ...
 في تعز يشعر اي مهتم بوجود فارق في وعي الناس وتصوراتهم تجاه حضور طبيعي لكيانات سياسية ينتمون اليها بقناعات راسخة، على عكس ما يجلبون ويريدون فرضه على الناس من فكر هدام دون اكتراث بمدى الضرر على السلم الاهلي من سلبية النتائج المترتبة فرض جماعة مسلحة تنشط وتجيش بهدف تصفية حساباتها الضيقة مع الاصلاح في تعز ،وكأنهم عازمون على تعويض فشل في التمدد بقوة السلاح في محافظات شمال الشمال ..
 بمنطق انسان حريص على استمرار الانسجام المجتمعي وسلامة حالة التعدد السياسي والفكري من وباء داهم ،أخشى على تعز وعلى سلميتنا من افكار العنف ومنطق القوة والقوة المضادة الذي يستدعي منا التصدي لهم بقوة منطقنا السلمي القادر على احباط كل محاولات
 اشعر بالألم ،ويحز في نفسي صمت الكثير على جريمة الدفع بتعز في مستنقع دام في هذه المرحلة يدفع ثمنها الناس العاديين خدمة لمشروع موت فشل في التحول الى عنوان سياسي مفترض بقدر فشلهم العسكري في مناطق نفوذهم التقليدي ..
 وعلى الجميع معرفة مخاطر المتصارعين الهاربين من وحل هزائمهم في شمال الشمال الى تعز وبقية محافظات وسط البلاد لفتح ميادين جديدة لصراع عدمي،يسعى من اسلفنا ذكرهم حشرنا في اتونه بمنطق مقيت و خانق للحياة ،مؤكدين بذلك كذبة شعارهم المصوب نحو الداخل فقط ،بعيدا عن امريكا وإسرائيل  ...
 تعز الخارجة لتوها من جحيم مدافع المركز المقدس على يد قوات المخلوع،لا ينقصها صراعات الوهم المدنس ،وعلى ابناء تعز مواجهة هذا الخطر بكل ممكنات النضال السلمي لمنع تكرار اي صراع قاتل لحلمهم المدني ..
 ومادام المستفيدين من مشاريع العنف مستمرون في لعبتهم القذرة،
 من الطبيعي ان يتم نشر قائمة سوداء بكل من يعمل على الدفع بالمحافظة الى هذا المستنقع ،واغلبهم المتاجرين بهذا الوباء على حساب المحافظة وأهلها ...
 وفي المقابل على كل متعاطف او مؤيد لجماعة الحوثي من عامة الناس في تعز ، استشعار نتائج الصراع ،ومخاطر أي اصطفاف طائفي يسعى البعض لإحداثه بالتعبئة والتجييش بين الناس ،كون ذلك يؤدي في نهاية سكوتنا الى احداث شرخ في بنية النسيج الاجتماعي في محافظة رائدة بتعافيها من وباء الفرز المذهبي بمختلف اقنعته ومبرارتهم الواهية في التجييش في تعز  ..

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

وحدة بوعي ثورة ..


محمد سعيد الشرعبي
بقدر استطاعتنا تصويب اهدافنا والعمل على انجازها رغم وعورة المراحل بين الواقع البائس والحلم المنشود ،يمكننا تفادي الدخول في معارك هامشية يهدف مشعليها اشغالنا بها،وتشتيت تفكيرنا عن قضايا وطنية كبرى يفترض تركيز جهودنا عليها دون غيرها من القضايا الجانبية التي يرتبط حلها بوضع حلول جذرية لقضايا وطنية كبرى عاصفة بأمن و استقرار الوطن ومستقبل مشرق لأبنائها الحالمين بدولة يمنية ديمقراطية حديثة تجب ما قبلها من عقود القهر والقمع والحرمان ...
الآن ليس من مصلحة اي قوى وطنية وأد اي حلم وطني يفضي الى اعادة استقرار البلد واستعادة الوحدة الوطنية على اسس عميقة مداميك صلبه تمنع اي خلل في بنيتها لتفي بحلم ومطالب ابناء اليمن وحاجتهم لوطن امن ومستقر وبناء دولة القانون والموطنة المتساوية بين جميع ابناءه دون تمايزات جغرافية او جهوية مقيته وما سواها من المشاريع اللاوطنية لجماعات الوهم التي تسعى لفرض مشاريعها على البلد كأمر واقع بقوة السلاح رغم يقينهم بفشلهم امام معطيات التحول التأريخي الماثل في البلد رغم كل المنغصات ..
لا اعيب على كل وطني رفضه للواقع مهما تطرف،كما لا اخشى على وحدة الارض والشعب من مطالب العدالة والمواطنة المتساوية،وصولا الى اعادة النظر في مشروع الوحدة التي ولدت في مرحلة مغايرة لواقعنا ،وانقلب عليها المخلوع علي صالح ونظامه العائلي البغيض وتحويلها الى ساطور لقهر وقمع ونهب الارض والشعب والثروة بكل بربرية نعيش ويلات حكمه وجوره جنوبا وشمالا حد اللحظة ....
ما تمر به البلد مرحلة تستدعي حرصنا على انجاز عقد اجتماعي جديد دون تسويف بما يحفظ للشعب حقوقه وحرياته و لليمن عمقه الاستراتيجي بالمنطقة العربية دون خدش لوعي شعب بهويته اليمنية الضاربة في اعماق تأريخنا ونقوشه الخالدة ...
الآن بات علينا تجميع الجهود السياسية واستيعاب تشعبات المرحلة بناء على فهم عميق للتباينات الحادة للواقع السياسي وتضاريس وطن اوغل المخلوع وأجهزته على تفتيته ويعملون منذ عقود على ضرب كل روافع النهوض فيه بما حتى اللحظة في محاولة هوجاء للبقاء وديمومة استمرار وعي نظامه الساقط في التسلط البلد على حساب قيم الوحدة وتطلعات الناس بوطن يمني موحد وحر في ظل دولة ديمقراطية عادلة ،يجب ان نسعى لتحقيقها بعد ازاحته من السلطة بفعل ثورة شبابية شعبية سلمية اشتعلت بداياتها الملهمة بخروج ابناء الجنوب بحراك سلمي عظيم لم يتوقف حد الآن ولو ركبت قوى جنوبية موجاته رافعة مطلب تحرير الجنوب بقوة السلاح في اساءة مقيتة وبالغة الاثر المخزي على تأريخ الكفاح الوطني الوحدوي لأبناء الجنوب منذ اكثر من نصف قرن وصولا الى الحراك السلمي المطلبي الذي تجلى في ابهى وازهى نضالاته ضد المخلوع ونظامه العائلي البغيض وما كوى به ابناء الجنوب والشمال بنار بطشه وبربرية حكمه بذات التوحش المصادر للحقوق والقامع للحريات بمنطق استبدادي متعجرف لم يشهد تأريخ اليمن مثله استبداد ..