محمد سعيد الشرعبي
عام على اخدود النظام الساقط بحق شباب الثورة السلمية في ساحة الحرية التي
اهتزت من فضاعة وبربرية منفذيها الذين اقدموا على جريمتهم بدم بارد ارضاء لمشيئة
كبيريهم السفاح المخلوع علي صالح وأبنائه الحالمين بوراثة السلطة من بعده الذين
تخيلوا بأنه احراقهم لقلب الثورة السمية في ساحة الحرية بمدينة تعز على ذلك النحو البشع ستمكن من وأد الثورة وتنقذهم من طوفانها السلمي
لم يتوقع رئيس ورموز النظام الساقط بأنهم من سيكتوون
بنار محرقتهم الرهيبة التي تأبى ذكراة اليمنيين وضمير الانسانية عن نسيان فضاعتها
التي اسفرت عن ازهاق عشرات من الأرواح الطاهرة قتلا وحرقا ،وخلفت مئات من المصابين
بالرصاص والغازات في جريمة استمرت لأكثر من 24 ساعة يومي الـ 29 و 30 مايو 2011
م ...
اعتقد
بأن مهندسي المحرقة في صنعاء وتحديدا علي
صالح وأبنائه وكبار معاونيه ومنفذيها
المحليين من مدير الأمن عبدالله قيران وقائد الحرس مراد العوبلي ، ومعهم السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ المخلوع حمود
الصوفي وأمين المجلس المحلي أحمد الحاج لم يدركان بأن احراق واقتحام ساحة
اعتصام في تلك الليلة ستحيل محافظة بكاملها
الى ساحة للحرية ويهتز ضمير شعب بأكمله لن يعود قبل تحقيق اهداف ثورته ولو طال
الزمن ...
ليس من قبيل القفز على فضاعة الجريمة
والكبرياء الزائفة فوق الجراح أن نؤكد وبكل فخر بأن محرقة الأخدود
كانت نهاية المسخ علي صالح ونظامه في تعز وكل اليمن ومرحلة كسر العظم للنظام من
خلال ثورة سلمية نبضها في تعز التي عجزت فيها ادوات القتل والبلطجة عن ترويع
شبابها وفشلت آلت الحرب عن هد ارادتها
الثورية قبل وبعد محرقة الأخدود ...
وها هي تعز وبكبرياء محافظة تسمو عن
الجغرافيا ولا تعاني من عُقدة المناطقية ، تستنهض روحها المارده لإحياء الذكرى
الأولى للمحرقة التي نفذتها وحدات من قوات وبلاطجة النظام السابق في أولى ساحات
الثورة السليمة في مدينة تعز التي تُمثل
قلبا للثورة ومنبعا متدفقا بالقيم النبيلة جسدها شباب الثورة وتخلق بفضائلها خيرة الشعب بأطيافه وتوجهاته المختلفة ...
تجاوز تعز وأبنائها هول المحرقة وضمدت جراحها بصمت دون ضجيج كأم تضحى بروحها
لأجل وطن بشماله وجنوبه بشرقه وغربه دون
استثناء،وها هم شبابها ورجالها يخلدوها ذكرى لملحمة الفداء السلمي في مواجهة
الاستبداد وأدواته القاتلة والغادرة الملطخة اياديهم بدماء الأبرياء منذ زمن ..
تعز وكل اليمن سيطرون تأريخ تعز وقيم الثورة
السلمية التي انطلقت منها في تخليد ذكرى محرقة الأخدود ،مؤكدين زوال عصر سقوط قدرية الحاكم الفرد ،وبزوغ سلطة الشعب في ثورة مستمرة
لن تنتهي قبل تحقيق اهداف الثورة التي خرج الناس من اجلها وتشييد بنيان دولة
ديمقراطية عادلة يسودها العدل والسلام والاستقرار والمواطنة لمتساوية ..
في الذكرى الأولى لمحرقة اخدود ساحة الحرية
،يجدد ثوار تعز وكل اليمن خياراتهم الوطنية ومواقفهم الثورية الراسخة من كافة
القضايا الوطنية التي يفترض أن يهب ابناء اليمن بمختلف توجهاتهم لوضع حلولاً جذرية
لها بدلاً من الركون على القوى الخارجية لحسمها وكأننا شعب بلا هوية او تأريخ عريق
ضارب في عمق الحضارة الإنسانية ...
في ذكرى الأخدود يذكر الثوار من قلب الثورة
وفي ساحات الحرية والتغيير تمسكهم بأهداف الثورة السلمية ،وبالحق العادل بمحاكمة
القتلة والمجرمين واللصوص الذي تلطخت
اياديهم بدماء الأبرياء من الثوار والمدنيين في تعز وبقية محافظات
الجمهورية ..
وتعز هي تعز كما عهدها اليمنيين رائدة للنضال السلمي في كل اللحظات التأريخية
التي تمر بها اليمن ،وبإعتراف الجميع ستظل قلب الثورة المباركة ورئة لتطلعات الوطن
المهدد بالتفكك ،كما سيبقى ابنائها وكل يمني عاش او يعيش فيها رسلا للحياة وروادا
للنضال السلمي في عموم البلاد ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق