الأحد، 27 مايو 2012

هل نتعض من مأزق ثوار مصر ؟؟؟


محمد سعيد الشرعبي :
الآن وفي ظل متابعتنا  لمجريات ونتائج الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية المصرية  التي اعادت الثورة الى المربع مواجهة العسكر وفلول نظام مبارك بعد صعود احمد شفيق  لمنافسة مرشح جماعة الأخوان محمد مرسي  في جولة الإعادة على منصب الرئيس ،في على ظل التحركات السياسية والطعون القضائية لمرشحي الرئاسة التي قد تطيح  بحلم الفلول بالعودة لحكم مصر من خلال إخراج شفيق من التنافس  بطرق قانونية ...
بلا شك كان الصعود  اللامتوقع لمرشح الفلول احمد شفيق على حساب مرشحي الثورة حمدين صباحي وعبد المنعم ابو الفتوح اللذان رجحت كافة الاستطلاعات منافسة احدهما لمرشح الأخوان محمد مرسي على المنصب ، حد اللحظة لم تحسم لجنة الإنتخابات  امرها بالإعلان عن طرفي المنافسه بشكل رسمي حد اللحظه،وما قد تترتب عنه الطعون المقدمه من قبل حملات صباحي وموسى  ...
ولأن صعود شفيق بطريقة مفاجئة لمعطيات وطبيعة التنافس  في الواقع المصري ، يُرجع محليين صعود شفيق الى انقسام الناخبين من جمهور الثورة بين صباحي وابوالفتوح من جهه وبينهم وبين مرسي من جهة أخرى ،ما اتاح لمرشح الفلول في تجاوز صباحي وأبو الفتوح وصولا الى جولة الإعادة  ..
بلا شك يستدعي شراسة ومفارقات التنافس الانتخابي المصري تنبه تكتلات شباب وقوى الثورة في بلدان الربيع العربي وتحديدا بلادنا التي تتابع كافة القوى السياسية وتكتلاتها  مجريات الانتخابات المصرية بإهتمام ليس لكونها ثاني تجربه ديمقراطية بعد تجربة تونس  في دول الربيع العربي ، بل لأن مصر وانتخاباتها بوصلة ستحدد ملامح المستقبل في المنطقة وأي انتكاسة في الجولة النهائية من هذه الإنتخابات ستلقي بظلالها على الثورة العربية المستمرة ضد انظمة القهر والإستبداد ،كما أن واقعنا السياسي يتأثر بالواقع المصري سلبا وإيجابا  ...  
لهذا وغيره ،على شباب ومكونات ثورتنا السلمية الإستفاده القصوى من درس الإنتخابات المصرية التي افرزت نتائج المرحلة الأولى منها مخاوف عديدة  تتهدد نضالات وتضحيات شعوب دول العربي ومنها اليمن التي  يتوقع ان تمر بنفس المأزق الثوري والسياسي المصري ،حينها فقط لا ينفع لملمة القوى الثورية لمواجهة المشاريع الاستبدادية المدعومة اقليميا ودوليا  ...
وقبل وصولنا الى هذه النهاية على الرغم من اختلاف واقعنا عن الواقع المصري الذي لم تصبه لعنة تسوية سياسية بقدر ما اصابته لعنة العسكر ، علينا  الاعتراف بمخاطر وانعكاسات صعود مرشح الفلول احمد شفيق للمنافسة في الجولة الثانية للانتخابات المصرية  على ارداة وخيارات  ثوار مصر ،بل على الحلم الثوري العربي الذي تحيق مخاطر اجندات القوى الإقليمية والدولية التي تسعى جاهدة لوأد خيارات الشعوب العربية ومنها اليمنيين بالحرية والكرامة والديمقراطية ..
من ارض الكنانة دق جرس الإنذار في مسامع القوى الثورية بعودة الماضي الاستبدادي  بلدان الربيع العربي ومنها اليمن التي اصم هذا الجرس مسامع  قوى وتكتلات ثورتنا السلمية ،وهذا ما يجعلها أن تبادر للنجاة بالثورة والوطن قبلما يغرقها طوفان  فلول نظام صالح الذين يرتبون اوراقهم لإستعادة السلطة بأي شكل ،وواقع البلد مفتوح على كل السيناريوهات  ..
اذا استشعرت القوى السياسيه والثورية مالآت  راهن وقادم  المخاطر على مستقبل الثورة ،يفترض بهذه القوى والتكتلات المسارعة  لترميم جروحها وتسوية خلافتها وترسيخ الثقة بين جميع الإطراف تمهيدا لتوحيد الصف الثوري والاتفاق على قائمة اولويات ثورية سياسية  تضم مطالب القوى وتطلعات الثورية لشباب الثورة السلمية  ..
  المخاوف والانعكاسات كثيرة المالآت مخيفة في حال تصلب المواقف المتباعدة بين شباب وقوى ثورتنا السلمية ،لذا تستدعي الضرورة الوطنية إعادة النظر في قضايا خلافية كثيرة تزيد من الشرخ الراهن وتبعات التخندق حول شعارات جوفاء تشكل بئية خصبة لمزيد من التشتت ،ومع هذا ، ما زال في الإمكان لشباب وقوى ثورتنا السلمية اعلان مصالحة وطنية حقيقة تعيد توحيد صفوف الثوار مجدداً وترتيب اولويات المرحلة مع بقية الاطراف خارج الثورة  بهد التأسيس لمستقبل افضل يقوم على اسس الشراكة الوطنية  بين القوى السياسية والثورية في الداخل والخارج ،وبدون ذلك لن تتجاوز البلاد وضعها المخيف والغامض ..
 اتمنى أن تُغلب جميع القوى السياسية والتكتلات الثورية مصلحة الوطن على اي مصالح آنية بهدف انجاح ثورتنا السلمية  المباركة،واعتقد بأن رسالة الانتخابات المصرية ستصل الى وعى الجميع ،ومن المنتظر مبادرة الكل لتجاوز مرحلة الانقسامات اللاوطنية  والتوقف عن تكرار تجارب  الصراعات     المريرة التي نتكبد ويلاتها حد اليوم ،وعلى عكس مبررات الصراع العدمي المحتدم في هذه الايام في البلاد ،بمقدرنا انقاذ الوطن والنهوض به في شتى الميادين للعبور الى مستقبل آمن ومستقر  ينشده الجميع بعيدا مشاريع الارتهان والوصاية .

عام على أخدود ساحة الحرية ...

محمد سعيد الشرعبي
عام على اخدود النظام الساقط  بحق شباب الثورة السلمية في ساحة الحرية التي اهتزت من فضاعة وبربرية منفذيها الذين اقدموا على جريمتهم بدم بارد ارضاء لمشيئة كبيريهم السفاح المخلوع علي صالح وأبنائه الحالمين بوراثة السلطة من بعده الذين تخيلوا بأنه احراقهم لقلب الثورة السمية في ساحة الحرية بمدينة تعز  على ذلك النحو البشع ستمكن من وأد الثورة  وتنقذهم من طوفانها السلمي
لم يتوقع رئيس ورموز النظام الساقط بأنهم من سيكتوون بنار محرقتهم الرهيبة التي تأبى ذكراة اليمنيين وضمير الانسانية عن نسيان فضاعتها التي اسفرت عن ازهاق عشرات من الأرواح الطاهرة قتلا وحرقا ،وخلفت مئات من المصابين بالرصاص والغازات في جريمة استمرت لأكثر من 24 ساعة يومي الـ 29 و 30 مايو 2011 م  ...
 اعتقد بأن  مهندسي المحرقة في صنعاء وتحديدا علي صالح وأبنائه وكبار معاونيه  ومنفذيها المحليين من مدير الأمن عبدالله قيران وقائد الحرس مراد العوبلي ، ومعهم  السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ المخلوع حمود الصوفي وأمين المجلس المحلي أحمد الحاج لم يدركان بأن احراق واقتحام ساحة اعتصام  في تلك الليلة ستحيل محافظة بكاملها الى ساحة للحرية ويهتز ضمير شعب بأكمله لن يعود قبل تحقيق اهداف ثورته ولو طال الزمن ...
ليس من قبيل القفز على فضاعة الجريمة والكبرياء  الزائفة  فوق الجراح أن نؤكد وبكل فخر بأن محرقة الأخدود كانت نهاية المسخ علي صالح ونظامه في تعز وكل اليمن ومرحلة كسر العظم للنظام من خلال ثورة سلمية نبضها في تعز التي عجزت فيها ادوات القتل والبلطجة عن ترويع شبابها  وفشلت آلت الحرب عن هد ارادتها الثورية قبل وبعد محرقة الأخدود ...
وها هي تعز وبكبرياء محافظة تسمو عن الجغرافيا ولا تعاني من عُقدة المناطقية ، تستنهض روحها المارده لإحياء الذكرى الأولى للمحرقة التي نفذتها وحدات من قوات وبلاطجة النظام السابق في أولى ساحات الثورة السليمة  في مدينة تعز التي تُمثل قلبا للثورة ومنبعا متدفقا بالقيم النبيلة جسدها شباب الثورة وتخلق بفضائلها  خيرة الشعب بأطيافه وتوجهاته المختلفة ... 
تجاوز تعز وأبنائها هول المحرقة  وضمدت جراحها بصمت دون ضجيج كأم تضحى بروحها لأجل وطن بشماله وجنوبه بشرقه وغربه  دون استثناء،وها هم شبابها ورجالها يخلدوها ذكرى لملحمة الفداء السلمي في مواجهة الاستبداد وأدواته القاتلة والغادرة الملطخة اياديهم بدماء الأبرياء منذ زمن ..
تعز وكل اليمن سيطرون تأريخ تعز وقيم الثورة السلمية التي انطلقت منها في تخليد ذكرى محرقة الأخدود ،مؤكدين  زوال عصر سقوط قدرية  الحاكم الفرد ،وبزوغ سلطة الشعب في ثورة مستمرة لن تنتهي قبل تحقيق اهداف الثورة التي خرج الناس من اجلها وتشييد بنيان دولة ديمقراطية عادلة يسودها العدل والسلام والاستقرار والمواطنة لمتساوية  ..
في الذكرى الأولى لمحرقة اخدود ساحة الحرية ،يجدد ثوار تعز وكل اليمن خياراتهم الوطنية ومواقفهم الثورية الراسخة من كافة القضايا الوطنية التي يفترض أن يهب ابناء اليمن بمختلف توجهاتهم لوضع حلولاً جذرية لها بدلاً من الركون على القوى الخارجية لحسمها وكأننا شعب بلا هوية او تأريخ عريق ضارب في عمق الحضارة الإنسانية ...
في ذكرى الأخدود يذكر الثوار من قلب الثورة وفي ساحات الحرية والتغيير تمسكهم بأهداف الثورة السلمية ،وبالحق العادل بمحاكمة القتلة والمجرمين واللصوص الذي تلطخت  اياديهم بدماء الأبرياء من الثوار والمدنيين في تعز وبقية محافظات الجمهورية ..
وتعز هي تعز كما عهدها اليمنيين  رائدة للنضال السلمي في كل اللحظات التأريخية التي تمر بها اليمن ،وبإعتراف الجميع ستظل قلب الثورة المباركة ورئة لتطلعات الوطن المهدد بالتفكك ،كما سيبقى ابنائها وكل يمني عاش او يعيش فيها رسلا للحياة وروادا للنضال السلمي في عموم البلاد ...  

الجمعة، 25 مايو 2012

الذكرى الأولى لمحرقة 29 مايو في ساحة الحرية

محمد سعيد الشرعبي
ايام معدودة وتحل ذكرى المحرقة الأليمة ،مشعلة في ارواحنا ليالي للمواجع والآلام المتفاقمة يشتد جحيمها في الذكرى الأولى لاقتحام وإحراق  أولى ساحات الثورة السليمة  بمدينة تعز من قبل قوات وبلاطجة  نظام السفاح المخلوع علي صالح الجاثم  مع ابنائه على روح البلد مُتحينا الفرص للإجهاز على الجميع  ..
كلما حاولنا نسيان  الماضي ، تعيدنا محرقة ساحة الحرية كجريمة لم  يسبق لها مثيل  في البلاد ،نتذكر بشاعة المسخ وجرائمه ضدنا التي اكد فيها  للقريب والبعيد  مدى حقده على  تعز وأبنائها ،وهذا ما تجسد بوضوح في محرقة الحقد الأسود من همجية اقتحام ساحة الحرية وإحراقها بمن فيها  مساء 29 مايو 2011 م   ..
جريمة مروعة هُندست بعانية في مطابخ القتلة بصنعاء وتعز قبل تنفيذيها في تلك الليلة الموحشة في عدوان همجي شاركت فيها قوات امنية وعسكرية وبلاطجة  بكامل عتادهم ، اسفرت عن استشهاد اكثر من 50 من الشباب المعتصمين و وقرابة 150 مصابا بالرصاص الحي ، وأكثر من 1200 مصابا بالغازات ..
بلا شك تجاوزت تعز وأبنائها وفي مقدمتهم شباب  الثورة اهوال المحرقة التي عاشوا فضاعتها لحظة بلحظة   ،وابزر من شهدوا المحرقة اعتبروها جريمة فضيعة بحق تعز وشبابها من قبل نظام استبدادي ساقط ادمن جرائمه ضد محافظة  خصها  صالح دون سواها بسياسات الانتقام المتعدد من الأيام الأولى لإغتصابه السلطة قبل 33 عاما ،وليس آخر جرائمه محرقة ساحة الحرية ...
طيلة ثلاثة عقود كانت تعز وأبنائها هدفا استراتجيا لحروب وجرائم وتصفيات للسفاح المخلوع علي  صالح ونظامه الدموي ،مضافا عليه  ما تعرضت له الشباب من اعتداءات ومدينتها وساحتها من حرب وتدمير خلال  الثورة السلمية المستمرة ،وهذه السياسيات تزيد من ايمان ابناء بضرورة اسقاط نظام الحروب والمحارق  ومحاكمة القتلة والمجرمين في تعز وقيادتهم في صنعاء  ..
وعلى عكس ما اراد مُهندسي المحرقة  وما سبقها من جرائم وما تلاها من حرب وتدمير بالمحافظة ،اشتد اضطرام نار الثورة في قلوب ابناء المحافظة بدون استثناء ،ولا زالت نارها لم تنطفي حد اللحظة ، وكلما حلت ذكرى لجريمة او مذبحة وآخرها محرقة ساحة الحرية ،تواصل تعز ومعها كل اليمن _ بلا شك _ الفعل الثوري  لتخليص الشعب من صالح ورموز نظامه من القتلة والمجرمين والمفسدين بشتى اشكالهم  ومحاكمتهم مهما كانت ترتيباتهم للخلاص من الرحيل الإجباري مع صالح وعائلته  ...
وحتما ستنتصر الثورة  السلمية  مهما طال الزمن وتشعبت الدروب على جيلنا الأخصب حلما بالحرية والحياة  والأعتى ارادة في مواجهة صالح وعائلته ونظامهم _ نظام المحارق _   وما زرعوا في طريق الثورة من عبوات ناسفة  في ارجاء البلاد ،متوهمين  بأن ما هددونا به من " قنابل موقوتة " ستحيلنا وأحلامنا الثورية بالدولة المدنية والعدالة والمواطنة المتساوية رمادا ،تبدده مكائدهم ومؤامراتهم ادراج الريح  ...
كأي يمني يعيش ثورته  ويتفهم ضبابية واقع بلاده  ،اصدقكم بأني مخاوفي كثيرة بفعل محاولات صالح ونظامه العسكري البغيض من  البقاء والاستمرار في ظل نظام هادي  على الرغم من قدرة هادي  بوصفه رئيسا شرعيا للبلاد على ممارسة سلطاته على اكمل وجه ولن يحدث ذلك دون تنفيذ خيارات الشعب بتخليص البلاد من نظام  سقطت شرعيته  في الأيام الأولى للثورة  بداية العام الفائت  ..
 على الرغم من تزامن  ذكرى مجازر مذابح نظام المخلوع صالح بحروب وجرائم تشعرنا  بفداحة المآل السياسي في البلاد القائم على المبادرة الخليجية  التي يتمترس صالح وأبنائه خلفها للإنتقام من الواقع الجديد دون التزام بما عليهم من بنودها ،ولو أنهم ذاهبون الى غير رجعة وفقا للمبادرة او غصبا عنهم بفعل الضغط الشعبي الهائل والمستمر ..
وبقدر ما تبدوا المخرج السياسي لصالح رموزه ورديا لهم ومخيبا لشباب الثورة بالإضافة الى مرحلتها لمسلسل سقوط النظام  ومنحها حصانة للمخلوع ومعاونيه من المحاكمات ،اجزم بأن العدالة ستطالهم ولو منحوا الحصانه ،وبإرادة الشعب العازم على بناء الدولة المدنية التي ينشدها الجميع  مهما كان التضحيات ، سينتهي الأمر  بالسفاح وأبنائه و كافة المجرمين والقتلة الى المحاكمات عما ارتكبوا  بحق الشعب من حروب من جرائم  ومحارق  كون الحقوق لا تسقط بالتقادم  .. 
وبعد وصول عبدربه هادي الى رئاسة البلاد وتشكيل حكومة وفاق انتقالي ،وإقالة عدد من القيادات الأمنية والعسكرية  عملا بآلية التغيير وانتقال السلطة في البلاد ، تزيد الحوادث وآخرها العمل الإرهابي الذي استهدف مئات الجنود في ميدان السبعين بصنعاء من ضرورة  استمرار الفعل الثوري لإنجاز اهداف الثورة كاملة  دون نقصان ،وما عدا ذلك  انتحار سياسي وثوري بلا ثمن ..