
محمد يعبد الشرعبي
كلما تبددت متاحات الخلاص الذاتي من مستبد قامر بالوطن كثيراً واهدر ثرواته وصولا الى هتك كرامة رعيته ،وسنحت له فرص للإستمرار لصب جام حقده واحال الوطن بمن فيه الى كومة رماد دون شعور منه بالخزي او ينتابه احساس بالألم ..
وكلما عاند وتغاضى عن مطالب الشعب بالرحيل ،يتورط أكثر بجرمه، في ظل تشبثه بحصانة دائمة له ولنظامه مستقويا بالخارج على الداخل ،و بخسة مستبد ورعونة منتحر يدخل في معمعة الاستلاب السياسي ،فاتحا باب الوصاية والتدخلات الخارجية على مصرعيه للعبث بما تبقى من حلمنا الثوري، وهدر سيادتنا الوطنية في كواليس دول النفط ومعامل القرار السياسي في الغرب ...
وبقدر ما يعدها كثيراً من الساسة مبادرة الخليج وآليتها التنفيذية الخيار الوحيد للخلاص السلمي من صالح ونظامه القمعي ،يعدها آخرون لعنة سياسية اصابت ثورة شعب كادح ،وسهلت للقريب والبعيد فرص ذهبية لفرض وضع سياسي تبعي واعادة صياغة ملامح مستقبلنا على نار هادئة بما يتوافق مطامعها ويتماشى مع اجندتها من خلال شرنقة طموحاتنا بحياة كريمة وحره في ظل دولة العدل والمواطنة المتساوية..
وعلى الرغم من جور حاضر ناقم يسعى لتفخيخ مستقبلنا بشتى الحيل والوسائل ،لإبقاء الوطن بفوهة مدفع وشعب في مرمى قذائف المتغيرات الإقليمية ،يبدو أن شعب اليمن لن يركع وصموده الاسطوري لأكثر من عام تحت هذا الأمتحان، وحفاظ الشعب على حلمه المتجسد بالثورة حتى آخر رمق..
هكذا اراد الشعب اليمني حياة حرة وصبر على تحديات الوصول اليها، وتحقيق كامل الاهداف تتجاسر الإرادات الوطنية الحرة في انجاز مشروع الثورة ،وبكل تأكيد، تتكاثف سحب الخير في سماوات ربيعنا الوعر، الذي بذره الشعب أطهر ابنائه وسقاها بدمائهم الطاهرة ...
ومهما خيمت سحب الاحباط واصابتنا موجات اليأس ،يقول لسان واقعنا _ على بؤسه وتلفه _ بشطر شعرٍ درويشي يختزل معنى وجودي عميق لفعلنا الثوري من اول لحظة لميلادنا : على هذه الارض ما يستحق الحياة !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق