الخميس، 10 نوفمبر 2011

عيد آخر في ضيافة ثورة ..!


بقلم/ محمد سعيد الشرعبي

على عكس استقبال عبدالله البردوني للعيد في رائعته الشعرية "في حضرة العيد" بوصفها مناسبة كانت تلقي بأظلاف المآسي على حياة شعب يعيش غالبيته تحت خط الفقر وتعيق طموحاته مخالب الفساد السلطوي المحروس بمخالب بوليسية ،يحل عيد الاضحى في ضيافة ثورة شعبية جارفة كلما طال زمن انجاز اهدافها بإسقاط صالح وعائلته المتحكمة بمصير شعب خرج الى الشارع بثورة سلمية ،ينشد التحرر والخروج من نفق "الشاويش" الذي تسلق خلسة الى كرسي الحكم ذات ليل ويأبى الرحيل "مرفوع الرأس" في نهار ثورة ،تثبت الايام بأنه يبحث بطريقة مسعورة عن نهاية مريعة على غرار ملك ملوك افريقيا وامام المسلمين معمر القذافي ...

و على عكس ما يشعر بعض من اليمنيين في الداخل والمهتمين باليمن في الخارج ،آمنت بأن لعامل الزمن لثورتنا المظفرة فوائد وانجازات جمة على أكثر من صعيد تحققت وبشكل سلمي _سأسرد ما تيسر منها لا حقا_ وكلما أمتد الزمن ودب قلق عام بين حين وآخر نتيجة تأثرهم بشغل ممنهج (اعلامي،سياسي،عسكري) لخصوم الثورة بالداخل والخارج ،تثبت متواليات العمل الثوري تقدم الثورة السلمية ،ونجاحات لا حصر لها تشير في شتي الميادين بأقل الخسائر ،و كل هذا عائد لصمود اليمنيين جنوبا وشمالا في مواجهة صالح وبقايا نظامه ...

قد تختلف ثورتنا السلمية عن ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا ،كون واقعنا اليمني مختلف ،واعتبارات اخرى تختلف من ثورة الى اخرى قياسا بنا ،منها ما هو سياسي ومجتمعي ،وما يتصل به من تعقيدات حاول صالح وعائلته الحاكمة استغلالها وتسخير كل طاقاتهم متوهمين بقدرتهم على وأد الثورة أو على الأقل تجنب السقوط الدراماتيكي ،وهروبهم من طوفان الثورة الى مربع الحل السياسي بطلب تدخل دول مجلس التعاون ومن ثم الدول الغربية لفرض واقع غير ثوري ،طمعا بالبقاء من خلال مسلسل جهنمي فشل في تحقيق رغبتهم في حرف مسار الثورة عن سياقها السلمي ومهما تمادى صالح وعائلته في جنوحهم لتفجير الوضع العسكري من حروبهم المستعرة في صنعاء وتعز ،او لعبتهم المفضوحة على ورقة القاعدة في ابين وعدن ...الخ ..

وللتدليل على ما اسلفت سرده، يبدو ان قدرنا شاء ان يصل قطار الثورة الى آخر محطات الخلاص من صالح ومخلفاته كحاكم عسكري لا يحتمل ،فبعد تخلق شعب في الساحات وحدته على الثورة ضد عصابة " النهدين " على اكمل تحرر ،ومن محاسن هذه الثورة تطهير ذاكرة اليمن من عار ثلاثة عقود من القهر والحرمان احس فيها كل يمني بعمق تراجيديتها ،تبلغ ذروتها المؤلمة في حلول كل ذكرى وطنية ، او مناسبة دينية ..

فبعد توحد الشعب بعد في مايو الفائت اتمام لوحدة الأرض في مايو 1990م ،صامت الثورة عن إراقة أي قطرة دم يمني ،وصلى غالبية الثوار صلاة التراويح في شهر رمضان ،واستعاد الشعب يمنه الجمهوري كما هو _لا كما حرفته دائرة التوجيه المعنوي _ في سبتمبر ،لتكتمل لوحة اليمن الجديد في أكتوبر التحرير في صيرورة نضالية بنهج سلمي ،جسدته ارادة شعبية استعصت على ارادة الديكتاتور وشركائه من عسس وعسكر و"بلطجية" ، سيحل عيد الاضحى على غير عادته ضيفاً في ساحة ثورة سيهب ملايين من اليمنيين لإحيائه افراحه بمواصلة خيار الحياة بالثورة في تخليص البلد من "جرجوف" الشر المميت ..

انها ثورة للكرامة ،وبداية لحياة كلها اعياد لا يلوثها خطاب "صاحب الفخامة الأمي" المعروف بحرصه على تقيأ ....عشية كل عيد، و كما قوبلت اطلالته لهذا العام ،سيبصق الشعب الحر بوجه "جرجوف" النهدين بصقته الأخيرة ، بإعتباره كائن مقرف ومصاص دم ...

و ما ضر شعب عظيم اثبت للعالم عظمته ونبل اخلاقه بإستثناء صالح وعصابته ليس بصلة بأي خلق او قيم رفيعة ،وما شهده العالم من تصرفات الرجل خلال هذا العام في حربه على الشعب ومراوغاته المتواصلة في التخلي عن السلطة من خلال مبادرة فصلت وفقا لرغبته ،ومع هذا من حق كل من شارك في انجاح الثورة السلمية ولو بالدعاء للمعتصمين في الساحات والساهرين على امتحان التغيير السلمي في ثورة اسقاط عتل مرعب وعائلة اجرامية حكمت البلد بالسوط والساطور ،وما انفكت محاولاتهم المتأخرة لوأد حلمنا الجميل بحياة حرة اوغلت الضواري في نهش حقوقه وكرامته بلا رحمه على مدار ثلاثة عقود في مغارة "علي بابا " ..

فيا عيدنا، نحن في انتظارك في الساحات والميادين معتصمين بحبل ثورة لا تنفصم عراها بالقذائف والصواريخ، بل تزيد من رغبتنا في التغيير الشامل لهذا الواقع ولن نقبل بنصف عيد ونزر فرح ،وانما سنعود بوطن او لا وطن كما فقهنا الأب الروحي لهذه الثورة الشهيد / جار الله عمر ..

ليست هناك تعليقات: