الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

إزاحة صالح بداية غايتنا!

محمد سعيد الشرعبي

.................


يخطئ كثير من المهتمين بمجريات ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية عندما يعتقدون أن توقيع صالح على مبادرة الخليج قبل أيام في الرياض حل لمشاكل وطن تم تدميره على يد صالح وعائلته الحاكمة للبلد منذ 33 عاماً، وغاية شباب ومكونات الثورة الذين صمدوا في وجه أجهزة القمع والرعب وآلة الحرب لعائلة صالح لما يقارب عاماً كاملاً، ويغفلون رفض شباب الثورة للمبادرة من تاريخ إعلانها لأكثر من سبب وسبب، منها منح صالح وأبنائه والمتورطين بقتل المعتصمين السلمين والمدنيين على ذمة الثورة، كحصانة سياسية مخالفة لدستور اليمن وكافة القوانين والصكوك الدولية، وعدم توضحيها في رحيل ابناء صالح من قيادة الأجهزة العسكرية والأمنية في اليمن، ناهيك عن توفير هذا المبادرة فرصاً لإفلات ناهبي المال العام من المحاسبة، بالإضافة الى ذلك عدم تطرقها لمشكلة محافظي المحافظات الذين يعتبرهم اليمنيون شركاء لصالح وعائلته في جرائم القتل والفساد والتدمير، وأسباب رفض شباب الثورة للمبادرة لا يتسع المقال لذكرها.

ومع سريان المبادرة بدءاً من توقيع صالح عليها الأربعاء الفائت في «العاصمة السياسية» الرياض، وتسمية المناضل محمد سالم باسندوة رئيسا لحكومة الوفاق الوطني ليل الجمعة وصدور قرار رئاسي بتكليفه تشكيل حكومة وفاق وطني مساء الاحد، قبلها بيوم اصدر القائم بأعمال الرئيس عبد ربه هادي مرسوماً رئاسياً يدعو فيه اليمينين لانتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير من العام المقبل عملا بالآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، يتصاعد الحماس الشبابي ويتضاعف زخم الفعل الثوري رفضا للمبادرة التي لم تحقق ادنى مطالب الشعب الثائر الذي يؤكد أنه خرج لإسقاط نظام ومحاكمة عدد من رموزه الضالعين في جرائم قتل وتدمير بلد، ولم يقدم كل هذه التضحيات بحثا عن أنصاف حلول وقبور مفتوحة لشعب برمته.


ومع هذا لا تزال كل احتمالات فشل المبادرة واردة وبقوة، كون صالح بأكثر من ظهور متلفز له منذ توقيع المبادرة واستمرار قواته في شن حروب الإبادة في تعز ومديريات شمال صنعاء، يريد أن يفهم الداخل قبل الخارج أنه باقٍ في رئاسة البلد ولو شرفياً ربما لمداوة رضوضه النفسية وكبريائه الزائفة غير مكترث بسخط شعبي متزايد تجاه تصرفاته تلك، ويرجح كثير من المهتمين بالشأن اليمني أنه تنصل تدريجي من مبادرة الخليج ستنتهي به في قبضة شعب ثائر قد ينقض على دار الرئاسة بأي لحظة.


وان كان قد تعهد بإنجاح المبادرة التي وقعها تحت ضغط غير مسبوق، فتكرار ظهوره المتلفز يمثل استفزازا واحراجا لدول الخليج والأمم المتحدة بقدر ما هو احراج لأحزاب المعارضة التي عبرت عن رفضها لتصرفات صالح اثر عودته من السعودية، وتهليل وسائل الإعلام الحكومية التي لاتزال تحت سيطرة نظام صالح لتحركاته دليل على ان عميلة استئصال صالح عن الكرسي ومؤسسات الدولة تحتاج لوقت، وهذا ما أكد عليه محمد سالم باسندوة في رسالته لشباب الثورة عبر قناة الجزيرة مساء الاثنين.


وبلا شك، فرفض المبادرة من قبل شباب الثورة في ساحات الحرية وميادين التغيير وانتقادهم لقيادات المشترك وحلفائهم بلجنة الحوار الوطني على دخولها كطرف في المبادرة والتي بموجبها سيكون شريك حكم بالتساوي مع المؤتمر الحاكم في حكومة وفاق وطني بدون صالح الذي رحل بتوقيعه للمبادرة.


ومع مرور الوقت يزداد خلاف الشباب مع احزاب المعارضة واعضاء المجلس الوطني، لهذا لن ينفع حرص قيادات المعارضة على طمأنة شباب الثورة من مواصلة التصعيد الثوري حتى تحقيق كافة أهداف الثورة ورحيل صالح بشكل نهائي، ولعل مزايدة أطراف طارئة على المشهد السياسي سبب في إذكاء سخط غير مبرر ومدروس او على الأقل واعٍ بما يعصف بالوطن من مخاطر سببها الأول صالح وعبواته الناسفة للبلد برمته، نتيجة حكمه للبلد بالعصابات والجماعات الخارجة عن القانون التي تسعى لفرض نفسها بقوة السلاح بدعم من صالح وهذه الجماعات موجوده في المحافظات الجنوبية والشمالية ..


لهذا يجب علينا مواصلة تصعيدنا الثوري بعيدا عن أي خصومات مع المشترك واعضائه في الساحات، حفاظا على وحدة الصف الوطني. بدورهم يجب على أعضاء المشترك استيعاب المرحلة، وعليهم نتمنى أن يسألوا انفسهم ماذا بعد؟ بمعنى من ثار من اجل المشترك، فالمشترك صار حاكما من لحظة توقيع المبادرة، وتمرغ صالح وتنطع أبناؤه بتصريحات ما هي إلا سكرات سقوط سريع لنظامهم، ومن ثار لأجل الوطن باقٍ، والمستبد لم يسقط بعد، وبالتالي من سيوفق بين انتمائه الحزبي وخياره الثوري سينجو من فخ التحول الى مستبد جديد.


وعليهم أن يتوقفوا عن المبالغة في التحسس من انتقادات شباب الثورة لقيادات المشترك ولو وصلت حد التجريح، كون توالي الصدمات السياسية على المشهد الثوري لم يعد بوسع شباب لم يختبر أو يمارس اللعب على حبال السياسة، وهذا ليس عيبا بل ميزة ثورية معروفة في تأريخ الثورات.


ومن هنا نؤكد للمرة الألف أننا مدركون أن اللقاء المشترك كتلة وطنية عظيمة، وحرصها على إنقاذ الوطن ليس في معرض المزايدة والتراشق بالتهم في لحظة وطنية حرجة كهذه، ومع هذا ليس من حق أي عضو او قيادي في المشترك ألا يسمح لأحد تصفية حساباته مع شباب الثورة بناء على عداوات شخصية او غيره.


لهذا، على كائنات اللحظة المفخخة بعبوات ناسفة لأخلاق السياسية احترام أبجديات الاختلاف تحت سقف الوطن ومصالحه العليا، وألا ينهجوا نهج أسلافهم البائدين، فأي انتقام مبكر من أي نوع بعد هذا اليوم لن يقابل بالتسامح، فالجهاز العصبي للبلد والشعور العام لكافة فئات الشعب لم تعد تحتمل مزيداً من هذا الحروب القذرة المسكوت عنها منذ عام.


أقول هذا للجميع وأولهم كاتب هذه السطور، وأنا مؤمن أن كثيرا ممن خاطبتهم يشاطروني هذا الشعور في لحظات موحشة تسكن روح كل وطني غيور على بلده من كارثة قد زرعها رأس هذا النظام الساقط بقيادة علي صالح وعائلته الإجرامية وبقية مجرمي لعينة الوالدين «الشرعية الدستورية» التي خلفت كل هذا الخراب والدمار والمآسي في البلاد.


وكما يؤكد شباب الثورة في مختلف ميادين الحرية والتغيير،يجب أن يبقى التصعيد الثوري السلمي خيارا لجميع فئات المجتمع واطيافه حتى تحقيق اخر اهداف الثورة اليمنية بعيدا عن الانزلاق الى مربع التناحر التي يريد لنا صالح وبقايا نظامه السقوط في مستنقعها ..


لهذا ومن باب حرصي على استمرار الزخم الثوري،يجب على جميع الموتورين وذوي العقول الصغيرة التوقف عن تفكيك هذه الكتلة التاريخية والتحالف المصيري بين احزاب اللقاء المشترك وشباب الثورة بمختلف توجهاتهم، لأن السماح بتكرار اي عمل تفكيكي غير مسؤول يعد عملا مشين وعاراً على أصحابه فقط، ...


اشعر بما يحز في قلوب الأحرار،وأدرك بأن دماء الشهداء كابوس يلاحقنا من حيث ندري ولا ندري، لهذا لن نقبل بنصف ثورة،لن نترك صالح وعائلته الاجرامية وبقية قتلة شباب الثورة السلمية والمدنيين يسرحون ويمرحون كما تريد لهم مبادرة الخليج،وعهدا لكم لن ننام وفي الحياة متسع للخروج ضد القتلة والمجرمين، فليستمر التصعيد الثوري حتى نهاية مشوار نضالي لا زلنا في بداياته،فالثورة فعل مستمر يا "مستعجلين" ..

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

استقالات ما قبل المجازر لمحافظ المدينة المنكوبة ..


محمد سعيد الشرعبي

ما اشبه جريمة كتائب صالح بساحة الحرية في جمعة " لا حصانة للقتلة" يومنا هذا ، بمذبحة جمعة الكرامة في 18 مارس الفائت بساحة التغيير بصنعاء، وما اشبه تصريحات وبيانات محافظ تعز قبل ارتكاب أي مجزرة بحق شباب الثورة السلمية بمحافظة تعز، وليس آخرها ما قيل عن نيته بالإستقالته من منصبه قبل 48 ساعة جريمة اليوم ،التي راح ضحيتها ما يزيد عن 16 شهيدا بينهم 5 نساء وطفلين وعشرات الجرحى ... وفي كل مره يختلق محافظ تعز عذرا لأخباره ،ومع هذا تثير انباء استقالته مخاوف ابناء تعز ،ومبعث تشاؤم لارتباط مثل هكذا اخبار بجرائم تقدم عليها قوات صالح في المدينة وريف تعز الشمالي ،وتعد في رأي شباب الثورة السلمية تكتك مفضوح لم يعد ينطلي على احد بل تحول لدليل ادانة للمحافظ ... قبل يومين تناقلت عدة مواقع الكترونية نبأ استقالة وخلافة مع قيران وسط تشكيك واسع في الاوساط اليمينة ،واستدركها بتسريبات عن خلافه مع مدير الأمن في محاولة يائسة منه لمحاكة نزعة مناطقيه ماتت بولادة ثورة شعبية متسامية ،ولم يكتفي بذلك ،ليأتي خبر مقتل احد اقاربه وجرح اخرين ضمن عصابة مسلحة تسطوا على عقارات المواطنين في شمال وغرب مدينة تعز ،وجهد مكتبه الاعلامي لإستثمارها في اتجاهين اولهما بأن مرافقي مدير امن تعز، والثاني بأن هذه الحادثة من تدبير حماة الثورة .. وبعد ان خابت ظنونه بإبعاد اصابع الاتهام التي تشير الى ضلوعه في ما تتعرض له تعز من جرائم حرب ،وبالغ في اعتقاد بأن خلط المشهد بسيل من التناقضات كضربة استباقية قد تجعله بمنأى من تحمل مسؤولياته كمحافظ و رئيس للمجلس المحلي ورئيسا للجنة الأمنية بالمحافظة التي هدد قبل اسبوع بإحالة ما اسماه الملف الأمني اليها بهدف فرض الأمن ... و الأنكى من هذا ،ادانته امس لقصف منازل المواطنين حد بيان صادر عنه حاول فيه دس السم في العسل من خلال ارجاعه لقصف قواتهم للمدينة الى مقتل جندي من الحرس العائلي على يد مسلحين مجهولين لم يسميهم ،وهذا ما يذكر ابناء تعز بتبريره المتلفز لمحرقة ساحة الحرية نهاية مايو الفائت ،وكلما امعن في مغالطاته يؤكد شباب الثورة في معظم فعالياتهم الثورية .. واجمالا ،فمجزرة "جمعة لا حصانة للقتلة " لكتائب صالح على ساحة الحرية واحياء بتعز التي راح ضحيتها ما يزيد عن 16 شهيداً بينهم 4 نساء و4 أطفال سقوطا اخلاقي وقيمي لنظام صالح الذي يحظى بتدليل اقليمي ودولي غير مسبوق ،ما دفع بالثوار لإعلان تعز مدينة منكوبه التي ترزح منذ عشرة تحت طائلة القصف بمختلف الأسلحة الثقيلة على يد كتائب صالح ،كما تطوق هذا الكتائب مدينة تعز فارضة بنقاطها وثكناتها العسكرية حياة مأساوية يعيش ويلاتها ابناء تعز في الريف والمدينة ... يذكر بأن محافظ تعز سبق وان اعلن ااستقالته من منصب المحافظ قبل محرقة الساحة اواخر مايو الفائت ،واستقالته رفضا لإعتداء الحرس على رئيس جامعة نهاية ابريل المنصرم ..

الخميس، 10 نوفمبر 2011

قاتل مازن يهدد بالإستقالة ..!


بقلم/ محمد سعيد الشرعبي

محافظ تعز البلطجي حمود الصوفي يواصل كذبه بالتهديد بالإستقالة .. كعادته وعلى غرار رب نعمته عفاش ،يحاول هذا المجرم تشويش جرائمهم ضد المدنيين العزل ،وكأن خبر كهذا سينقذه من دم مازن البذيجي ،و وكافة مجازرهم التي راح فيها مئات الشهداء والآف من الجرحى من شباب الثورة وتدمير المحافظة ... ؟

بحسب تسريباته ،يقول مخطط قذف اول قنبلة في ساحة الحرية منتصف فبراير الفائت بأن القيادات الأمنية والعسكرية ترفض تنفيذ الهدنه ،ويعتقد بأن مخرج و" خط رجعة" للتنصل من مسؤولياته ازاء ما تتعرض له تعز من عدوان بربري مستمر منذ عشرة اشهر ...

عفوا يا صاحب "قصيدة عثرات ثائر" لقد فهمناك جيدا ،بلطجي وقاتل محترف يخطط وينفذ المحارق ،ثم يخرج علينا مهددا بالإستقالة بعد رحيل قطار "الضمانات" ،فهناك عدالة الثورة ستوفر لك محاكمة عادلة ،واجزم بأن حبل المشنقة قليل قياسا بما اقترفت من جرائم قبل وبعد الثورة في تعز ...

يا نزيل سوفتيل قبل اسبوعين هددتنا بإحالة ملف تعز الى اللجنة الأمنية التي ترأسها لفرض وجودكم بالقوة في المحافظة ،واليوم تنسى بأنك رئيسها وتدعوها لتنفيذ هدنة ... فعن أي هدنة تتحدث ؟ ليس هناك هدنة وليس هناك طرف غيركم يقوم بحرب ابادة بمدينتنا ... اعتقد انك تبحث عن هدنة مع قيران والعوبلي ورابعكم ضبعان هدفها اعادة تقاسم مخصصات الحرب الإجرامية بتعز بالتساوي ..؟

على غيرنا يا هذا البلطجي الأنيق ..!؟ نعرفك جيدا وملفاتك "مطرفة" وتصريحاتك ضد الثورة وتحريضك على قتل المعتصمين وشن الحرب على مدينة تعاملت معك بعاطفة ام ،فعاملتها بدونية "جحش" ... ثق بأن ايامك معدودة ،وبأن المال والشراب التي تغدق به على شبيحة الثورة المضادة لن ترمم صورتك البشعة كما تتوقع ..

وهنا احب اذكرك بـ(لحن المازن) للشاعر الثائر/صلاح الدين الدكاك التي قالها الدكاك عقب مجزرتك في18 فبراير بمدينة تعز ..

...............

لن نهادن

بيننا دم “مازن”

ودماء مئات الأرامل والأمهات..

اللواتي يلقـِّحن فجر المدائنْ

بالشهيدات والشهداء

ودُمى طفلةٍ دهستها الجنازيرُ في “دار سعدٍ”..

كانت تصفـِّف عشب الجنائنْ

وتضفر إكليل حلمٍ بما التقطت يدها من نجوم السماءْ

بيننا ما روته الكمنجة للريح من شجنٍ..

قبل أن تتحول أوتارها سُبحة ً في أصابع كاهنْ

وتصير القياثر في ثكنات “شيوخ ثقيفٍ”..

سيوخ شواءْ

للعصافير حين تثير حفيظة قنـَّاصة القصر..

صادحة ً بالغناءْ

بيننا ما تسرُّ الضفيرة للقُرط من رغبة في عناق النيازك

والوثب فوق“زمان القوارير” .. يا مطر النار لا ضلع أعوج، فوق تروس المكائنْ

كل الضلوع سواء

“القوارير” تحت عروش الشوارب والشهريارات صارت “مولوتوف”..

و“الكعب” يحترف السير فوق الكمائنْ

القباب تضاهي المآذنْ

والبنان الذي يتوحد تحت جنون الهراوات، ليس بنان الرجال

وليس بنان النساء

بل أنامل جيلٍ جديد

أنامل تغزل مشنقة للزعيم الوحيد

وتمحو زمان “حريم الرشيد”

“وفقه ابن لادنْ”

أنامل ليست تهادنْ

أنامل تعزف لحناً “لمازنْ”

وتجلو ذباب الدم

المتناسل

فوق جراح الشهيدْ

عيد آخر في ضيافة ثورة ..!


بقلم/ محمد سعيد الشرعبي

على عكس استقبال عبدالله البردوني للعيد في رائعته الشعرية "في حضرة العيد" بوصفها مناسبة كانت تلقي بأظلاف المآسي على حياة شعب يعيش غالبيته تحت خط الفقر وتعيق طموحاته مخالب الفساد السلطوي المحروس بمخالب بوليسية ،يحل عيد الاضحى في ضيافة ثورة شعبية جارفة كلما طال زمن انجاز اهدافها بإسقاط صالح وعائلته المتحكمة بمصير شعب خرج الى الشارع بثورة سلمية ،ينشد التحرر والخروج من نفق "الشاويش" الذي تسلق خلسة الى كرسي الحكم ذات ليل ويأبى الرحيل "مرفوع الرأس" في نهار ثورة ،تثبت الايام بأنه يبحث بطريقة مسعورة عن نهاية مريعة على غرار ملك ملوك افريقيا وامام المسلمين معمر القذافي ...

و على عكس ما يشعر بعض من اليمنيين في الداخل والمهتمين باليمن في الخارج ،آمنت بأن لعامل الزمن لثورتنا المظفرة فوائد وانجازات جمة على أكثر من صعيد تحققت وبشكل سلمي _سأسرد ما تيسر منها لا حقا_ وكلما أمتد الزمن ودب قلق عام بين حين وآخر نتيجة تأثرهم بشغل ممنهج (اعلامي،سياسي،عسكري) لخصوم الثورة بالداخل والخارج ،تثبت متواليات العمل الثوري تقدم الثورة السلمية ،ونجاحات لا حصر لها تشير في شتي الميادين بأقل الخسائر ،و كل هذا عائد لصمود اليمنيين جنوبا وشمالا في مواجهة صالح وبقايا نظامه ...

قد تختلف ثورتنا السلمية عن ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا ،كون واقعنا اليمني مختلف ،واعتبارات اخرى تختلف من ثورة الى اخرى قياسا بنا ،منها ما هو سياسي ومجتمعي ،وما يتصل به من تعقيدات حاول صالح وعائلته الحاكمة استغلالها وتسخير كل طاقاتهم متوهمين بقدرتهم على وأد الثورة أو على الأقل تجنب السقوط الدراماتيكي ،وهروبهم من طوفان الثورة الى مربع الحل السياسي بطلب تدخل دول مجلس التعاون ومن ثم الدول الغربية لفرض واقع غير ثوري ،طمعا بالبقاء من خلال مسلسل جهنمي فشل في تحقيق رغبتهم في حرف مسار الثورة عن سياقها السلمي ومهما تمادى صالح وعائلته في جنوحهم لتفجير الوضع العسكري من حروبهم المستعرة في صنعاء وتعز ،او لعبتهم المفضوحة على ورقة القاعدة في ابين وعدن ...الخ ..

وللتدليل على ما اسلفت سرده، يبدو ان قدرنا شاء ان يصل قطار الثورة الى آخر محطات الخلاص من صالح ومخلفاته كحاكم عسكري لا يحتمل ،فبعد تخلق شعب في الساحات وحدته على الثورة ضد عصابة " النهدين " على اكمل تحرر ،ومن محاسن هذه الثورة تطهير ذاكرة اليمن من عار ثلاثة عقود من القهر والحرمان احس فيها كل يمني بعمق تراجيديتها ،تبلغ ذروتها المؤلمة في حلول كل ذكرى وطنية ، او مناسبة دينية ..

فبعد توحد الشعب بعد في مايو الفائت اتمام لوحدة الأرض في مايو 1990م ،صامت الثورة عن إراقة أي قطرة دم يمني ،وصلى غالبية الثوار صلاة التراويح في شهر رمضان ،واستعاد الشعب يمنه الجمهوري كما هو _لا كما حرفته دائرة التوجيه المعنوي _ في سبتمبر ،لتكتمل لوحة اليمن الجديد في أكتوبر التحرير في صيرورة نضالية بنهج سلمي ،جسدته ارادة شعبية استعصت على ارادة الديكتاتور وشركائه من عسس وعسكر و"بلطجية" ، سيحل عيد الاضحى على غير عادته ضيفاً في ساحة ثورة سيهب ملايين من اليمنيين لإحيائه افراحه بمواصلة خيار الحياة بالثورة في تخليص البلد من "جرجوف" الشر المميت ..

انها ثورة للكرامة ،وبداية لحياة كلها اعياد لا يلوثها خطاب "صاحب الفخامة الأمي" المعروف بحرصه على تقيأ ....عشية كل عيد، و كما قوبلت اطلالته لهذا العام ،سيبصق الشعب الحر بوجه "جرجوف" النهدين بصقته الأخيرة ، بإعتباره كائن مقرف ومصاص دم ...

و ما ضر شعب عظيم اثبت للعالم عظمته ونبل اخلاقه بإستثناء صالح وعصابته ليس بصلة بأي خلق او قيم رفيعة ،وما شهده العالم من تصرفات الرجل خلال هذا العام في حربه على الشعب ومراوغاته المتواصلة في التخلي عن السلطة من خلال مبادرة فصلت وفقا لرغبته ،ومع هذا من حق كل من شارك في انجاح الثورة السلمية ولو بالدعاء للمعتصمين في الساحات والساهرين على امتحان التغيير السلمي في ثورة اسقاط عتل مرعب وعائلة اجرامية حكمت البلد بالسوط والساطور ،وما انفكت محاولاتهم المتأخرة لوأد حلمنا الجميل بحياة حرة اوغلت الضواري في نهش حقوقه وكرامته بلا رحمه على مدار ثلاثة عقود في مغارة "علي بابا " ..

فيا عيدنا، نحن في انتظارك في الساحات والميادين معتصمين بحبل ثورة لا تنفصم عراها بالقذائف والصواريخ، بل تزيد من رغبتنا في التغيير الشامل لهذا الواقع ولن نقبل بنصف عيد ونزر فرح ،وانما سنعود بوطن او لا وطن كما فقهنا الأب الروحي لهذه الثورة الشهيد / جار الله عمر ..