الخميس، 11 أغسطس 2011

هواجس خارج الإطار



 هواجس خارج الاطار

محمد سعيد الشرعبي

كنت في زمن الطاغية على حافة الهاوية وقبل ايام من 15 يناير 2011 كانت حالتي النفسية في اتعس انهياراتها ،وعدوي اللدود نفسي المثقلة بهموم تتضاعف تبعاتها ،ولطالما وجدتني كمن يخرج من غرفة التخدير هارب خارج تشظياتي  وانكساراتي غير القابلة للترميم ،فكانت الثورة دوائي كما هي طوق نجاة للوطن برمته ..
وبإعتصامي  المستمر في ساحة الثورة شعرت بتماثل روحي للشفاء ،وكلما مر الوقت ودب اليأس الى قلوب وعقول بعض من شباب الثورة ،يغمرني الأمل بغزيرٌ من تجلياته ،و كأني بمنأى عما يحاك  لثورة من مؤامرات طافحة بالمخاوف القاتلة ،وهذا ما يزيد من مخاوفي أحيانا ..
ثمة حفنة قتلة يتربصون بحمامات قلوبنا المحلق في سماء الثورة اتضح للملاء بأنهم قناصة من قوات الحرس الجمهوري،لكنهم بقدر حقدهم علينا سيتبخرون  بسرعة انتشارهم على منافذ الثورة في كل الساحات والميادين في ارجاء الوطن الثائر ضد الطغيان ..
في الوقت بدل الضائع من معركة الثورة المضادة ،قد يسوقفنا المتهالكون في دروب التغيير ونقاط العبور الى المستقبل بثقالة التفحيص عن الهوية والتشييك على الهندام ولكنة الصوت كما هو حال قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية الجاثمة على مسامات المدن والاحياء منذ خرج الشعب عليهم بالمفردة المقدسة "أرحلوا قبل أن ترحلوا "  المعروفة اختصارا بـ"ارحل" ..
بين حين وآخر تهاجمني كوابيس تنغص بالي الثوري المتوقد لإسقاط نظام صالح بكل حمولاته وعبواته وقنابله "الموقوتة" كما كان  يرطن بها "طائر الخراب" قبل رحيلهم بما صنعت يداه وهدد بها الشعب اليمني ،ولكثر ما هاجمتني تلك الكوابيس بمنقارها المرعب فقليلا ما تأثرت بها وادخلتني لحظات من اللاوعي الثوري والنفسي فأنزوي بخيمتنا العامرة بالأمل وليأس بنسب متفاوتة ،كلحظة شاردة عن واقع ثوري متوهج يتقدم بوعي قواه ومحركاته الفاعلة والمخلصة ..
رغم كل ما واجهنا بشكل فردي وجمعي في ساحات الثورة في عموم مدن الجمهورية الممطورة بالقذائف والصواريخ من قبل فلول  قوات صالح ،يثبت اليمنيون بأنهم لن يعودوا بنصف ثورة، وبقدر حروبهم النفسية القائمة على تسيس الثورة وشخصنة السلطة البائدة لحقيقة الثورة على يد كتائبهم الذي زلت لسان كبيرهم بمفردة "شخصصة" في اسطوانته المقرفة كتصوير سخيف لحال الثورة وإخلاص مؤيديها من قبائل وقادة سياسيين وعسكريين ،يزداد تماسك قوى ومكونات الثورة ،تسير مواكب الثوار بخطى واثقة ،وعما قريب تسرسوا سفائنهم في مواني اليمن الجديد ..
حينها سأتخلص وغيري مما أثقلنا وحال حياتنا الى مهزلة ..لحظتها فقط سنكتشف المجهول فينا ..

ليست هناك تعليقات: