الجمعة، 12 أغسطس 2011

الجنرال المُكسر




الجنرال المُكسر


محمد سعيد الشرعبي

كغرائبه ، يخرج يحي صالح مهددا  بتكسير "رقاب أي فصيل يسعى مجددا الى اسقاط النظام" ،واعقب تهديده بدعوة معارضي بقائهم في الحكم الى الحوار ،فعن أي حوار يتحدث اركان بلادته؟ وماذا يقصد بـ"الفصيل" ؟ ربما كان "الاستاذ الخشن" _كما كان يدلل ويمقت في الوسط الصحفي_ في حالة لاوعي لحظة حديثه لوكالة رويترز ،رغم قناعتي بفاشيتهم المرعبة ، ليخير الشعب "الفصيل"  بين "تكسير الرقاب" والحوار ..
 فبعد وصفه للثورة بـ"المهزلة" قبل اسابيع ،وتصريحه السالف الذكر، يدفع "الفصيل الركن" شعب اليمن لرفض أي ضمانات من ملاحقة ومحاكمة صالح وابنائه من جنرالات القمع والحرب ،وفي مقدمتهم  هو بصفته قائدا لجهاز أمني تورط كثيرا في قتل المعتصمين في ساحات وميادين الثورة  وقبل ذلك في قمع الاحتجاجات والمسيرات السلمية في مختلف انحاء اليمن ،ومهما كانت الضغوط الإقليمية والدولية سيمثل كائنات القتل امام محاكم الثورة يوما ما على غرار مبارك ونجليه في مصر ..
ربما تفاجأ يحي ولد صالح بتغير مواقف حلفائهم ،وشعر بتبدد احلامهم الفردية والجماعية في الحكم ،ووصول طوفان "إرحل" الى قيادة الأمن المركزي ،يدين نفسه بنفسه ، ويزيد من اعتقاد جماهير الثورة بضلوعه بتصفيات وجرائم تعذيب في صفوف مئات شباب الثورة  المعتقلين  في زنازين الأمن المركزي وبقية  زنازينهم المرعبة ..
وكقراءة موضوعية لتصريح الجنرال "المكسر" ،يحاول بقايا عائلة الحكم رفع معنويات ما تبقى من قواتهم وانصارهم "شرعيتهم" العائلية في اغتصاب الحكم خلافا لمعطيات الواقع الرافض لبقائهم والمطالب بمحاكمتهم  وانزال أقسى العقوبات بنظامهم الإجرامي ،واطلاقه لهكذا تصريحات مجنونة  بصبيانية مستفزه ،يؤكد بأن قطار النجاة قد فاتهم ،وصار بزوغ صباح سقوطهم النهائي قريب جدا ..
وخلافا لتصريحاته  وتقليعاته الثورية المزعجة للرموز والضمائر الحيه في البلد  قبل الثورة ،و بعيداُ عن سخفه في استيعاب مصيره وبلاهته قياسا بمن سواه من جنرالات النهدين ،اطل يحي بن صالح المركزي على خيمته المهجورة، ليلقي  بقنبلته الغازية الأخيرة في مقيله الذي غمرته الأتربة ونسجت العنكبوت في زواياه عبارات الوادع " ارحلوا يا ذئاب" ...

الخميس، 11 أغسطس 2011

هواجس خارج الإطار



 هواجس خارج الاطار

محمد سعيد الشرعبي

كنت في زمن الطاغية على حافة الهاوية وقبل ايام من 15 يناير 2011 كانت حالتي النفسية في اتعس انهياراتها ،وعدوي اللدود نفسي المثقلة بهموم تتضاعف تبعاتها ،ولطالما وجدتني كمن يخرج من غرفة التخدير هارب خارج تشظياتي  وانكساراتي غير القابلة للترميم ،فكانت الثورة دوائي كما هي طوق نجاة للوطن برمته ..
وبإعتصامي  المستمر في ساحة الثورة شعرت بتماثل روحي للشفاء ،وكلما مر الوقت ودب اليأس الى قلوب وعقول بعض من شباب الثورة ،يغمرني الأمل بغزيرٌ من تجلياته ،و كأني بمنأى عما يحاك  لثورة من مؤامرات طافحة بالمخاوف القاتلة ،وهذا ما يزيد من مخاوفي أحيانا ..
ثمة حفنة قتلة يتربصون بحمامات قلوبنا المحلق في سماء الثورة اتضح للملاء بأنهم قناصة من قوات الحرس الجمهوري،لكنهم بقدر حقدهم علينا سيتبخرون  بسرعة انتشارهم على منافذ الثورة في كل الساحات والميادين في ارجاء الوطن الثائر ضد الطغيان ..
في الوقت بدل الضائع من معركة الثورة المضادة ،قد يسوقفنا المتهالكون في دروب التغيير ونقاط العبور الى المستقبل بثقالة التفحيص عن الهوية والتشييك على الهندام ولكنة الصوت كما هو حال قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية الجاثمة على مسامات المدن والاحياء منذ خرج الشعب عليهم بالمفردة المقدسة "أرحلوا قبل أن ترحلوا "  المعروفة اختصارا بـ"ارحل" ..
بين حين وآخر تهاجمني كوابيس تنغص بالي الثوري المتوقد لإسقاط نظام صالح بكل حمولاته وعبواته وقنابله "الموقوتة" كما كان  يرطن بها "طائر الخراب" قبل رحيلهم بما صنعت يداه وهدد بها الشعب اليمني ،ولكثر ما هاجمتني تلك الكوابيس بمنقارها المرعب فقليلا ما تأثرت بها وادخلتني لحظات من اللاوعي الثوري والنفسي فأنزوي بخيمتنا العامرة بالأمل وليأس بنسب متفاوتة ،كلحظة شاردة عن واقع ثوري متوهج يتقدم بوعي قواه ومحركاته الفاعلة والمخلصة ..
رغم كل ما واجهنا بشكل فردي وجمعي في ساحات الثورة في عموم مدن الجمهورية الممطورة بالقذائف والصواريخ من قبل فلول  قوات صالح ،يثبت اليمنيون بأنهم لن يعودوا بنصف ثورة، وبقدر حروبهم النفسية القائمة على تسيس الثورة وشخصنة السلطة البائدة لحقيقة الثورة على يد كتائبهم الذي زلت لسان كبيرهم بمفردة "شخصصة" في اسطوانته المقرفة كتصوير سخيف لحال الثورة وإخلاص مؤيديها من قبائل وقادة سياسيين وعسكريين ،يزداد تماسك قوى ومكونات الثورة ،تسير مواكب الثوار بخطى واثقة ،وعما قريب تسرسوا سفائنهم في مواني اليمن الجديد ..
حينها سأتخلص وغيري مما أثقلنا وحال حياتنا الى مهزلة ..لحظتها فقط سنكتشف المجهول فينا ..

الأحد، 7 أغسطس 2011

حظر جوي على مقاتلات صالح !


 


محمد سعيد الشرعبي
لدواعي دستورية وانسانية وعملا بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة  بات من الضرورة المحلة إنقاذ اليمنيين من جرائم الابادة التي ترتكبها القوات الجوية لنظام الحكم العائلي في  مديرية أرحب بمحافظة صنعاء و بمحافظة أبين الجنوبية ومؤخرا في ريف شمال تعز على مرأى إذا لم يكن دراية المجتمع الدولي المزايد بدفاعه  عن حقوق الإنسان وانحيازه لإرادة الشعوب في تقرير مصيرها ..
ومع أستمرار بقايا نظام صالح في استخدامهم المفرط لسلاح الجو ضد المدنيين في ابين وتعز وضد القبائل التي تدافع عن نفسها من القصف المدفعي والصاروخي لقوات الحرس الجمهوري من شهور خلت ،يستوجب على  منظمات المجتمع المدني والقوى السياسيه ، وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك مضاعفة جهودهم الدبلوماسية في الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحريك ملف جرائم الابادة المتواصلة ،بهدف فرض منطقة حظر طيران على  الطيران الحربي اليمني المسيطر عليه وجزء كبير من القوات المسلحة من قبل النظام العائلي المسخر لقتل المدنيين بمبررات واهية  تحرمه  المادة 40  من دستور اليمن ..
قد يختلف وضع اليمن عن عراق صدام حسين  الذي فرض عليه حظر جوى شل حركة الطيران فيه لما يزيد عن عقد من الزمن ،وربما تختلف دواعي فرض حصار على يوغوسلافيا اثناء حرب البوسنة والهرسك مطلع تسعينيات القرن الفائت  عن وضع اليمن الآن ،لكن موافقة مجلس الأمن منتصف مارس من العام الجاري على مشروع حظر جوي في ليبيا على خلفية استخدام نظام القذافي للطيران الحربي لقمع تظاهرات مطالبة بإسقاط نظام معمر القذافي ،تثبت خلل  مزمن في السياسية الدولية التي تسري بمعايير مختلفة ،ومعظمها تقر بناء على رغبات للقوى الكبرى التي تنظر لليمن بعين المنحاز لنظام صالح  على عكس نظرتهم للوضع الليبي ..
ومع إدراكنا للعوائق التي تعيق تحركات قوى التغيير وعدم استجابة المجتمع الدولي لصرخاتنا  اليمنيين مما يتعرضون له من قتل وحروب ابادة مروعة على يد قوات صالح  تزامنت أبشعها مع زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر،وقبلها تعرفت لجنة تقصي الحقائق على ما سبقها من جرائم وحرائق ضد المعتصمين السلميين في أكثر من محافظة يمنية ،وعلى الرغم من اطلاع المجتمع الدولي على جرائم صالح وقواته التي يقودها أبنائه لم تتخذ امم بان كيمون موقفا مشرفا تجاه مأساة الشعب اليمني ...
ومهما اجحف الأمم المتحدة بهيئاتها ومنظماتها المختلفة ،ولم يرقَ موقف مجلس الأمن بحجم مأساة اليمنيين،يتمخض عنه موقف ضد نظام صالح سواء بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران الحربي على غرار ليبيا ،يجب على المندفعين من قوى ومكونات الثورة  اشتراطهم على مؤيديهم ومشجعيهم ا لتطبيق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي  اتخاذ موقف من صالح ونظامه الإجرامي  ،مع يقيني الرافض هذه المبادرة التي فتحت شهية على صالح ونظامه الفاشي في ارتكاب مجازر عديدة ضد المعتصمين سلميا في ساحات الثورة وجرائم قتل المدنيين العزل ،وآخرها ما تتعرض له مديرية أرحب التي بلغت ضحاياهم 44 شهيدا و 124 جريحا  وتشريد 1500  أسره و تدمير 256 منزلا على مدار أربعة أشهر ،وفقا لأحدث احصائية ...
وللتدليل على صمت المجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية المصابة _بسعار الإرهاب_تجاه جرائم سلاح الجو التابع لعلي صالح ونظامه _غير الشرعي_  في محافظة ابين التي تصب نار قذائفها وصواريخها على رؤوس المدنيين والقبائل التي تحارب عناصر "انصار الشريعة" الذي يعتقد بصلتها بتنظيم القاعدة التابعة لعلي صالح وأجهزته الأمنية ...
بإمكان المجتمع الدولي فك ارتباطه بنظام علي صالح وفك قيودهم عن العدالة الدولية لكبح جنون صالح وابنائه المغتصبين للسلطة في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود عاشها اليمنيين كمأساة مستدامه ...بصبر اليمنيين واعتصامهم بحبل الثورة سيكتب لها نهاية والى غير رجعة .