الاثنين، 30 مايو 2011

الشعب اليمني يستعيد وحدته في ذكراها الـ21 !



في 22 مايو 1990 توحدت الأرض وفي 22 مايو 2011 توحد الشعب

الشعب اليمني يستعيد وحدته في ذكراها الـ21   !


محمد سعيد الشرعبي
في خضم ثورة التغيير السلمية التي اندلعت شرارتها الأولى منتصف يناير الفائت، ،شارك ملايين من إبناء اليمن_لأول مرة_  في الاحتفالات الكرنفالية التي شهدتها مختلف محافظات الجمهورية تلبية لدعوة شباب الثورة ابتهاجا بمناسبة حلول الـ 21  للوحدة اليمنية المباركة تلبية لدعوة شباب الثورة، كتعبير فرائحي مساند لثورة سلمية،تحضى بإجماع شعبي منقطع النظير في البلاد،وهذا ما جسده لوحات رمزية لشباب الثورة في ساحات العروض نهار العيد،وسطعت نورهم والعاب النارية  ليلا في سماوات المدن ،بعد عقود من الألم تحت نير حاكم عدم ،صورت له نفسه بأن وحدة الشطرين إنجازا شخصيا يحتكره لفخامته،وساطور ترسيخها _كما يقول_  سلاحا سحريا لإقصاء شركائه الجنوبيين،وللفتك بخصومه السياسيين،بدعوى الحفاظ على الوحدة من شعب وحدوي بالفطرة،لولاه  ما ألتم شطري الوطن صباح 22  مايو 1990 م..
في عدن غمرت نفوس العدنيين فرحة مختلفة،وفاح رائحة البخور شوارعها العامرة بثورة الكرامة،وطغى عبق الماضي وسط بارود كتائب علي صالح،كما كانت شواطئها وجهة لسكان المدنية الذين كتبوا على ورق البحر ملامح يمن جديد يشبه إلى حد بعيد تطلعات الناس لوطن يليق بهم ويتسع لطموحاتهم ،وبالذات محافظة عدن التي لا يحد من تمدنها شؤم المجرمين،ولا يشوش أزيز الرصاص على زغاريدها ،مهما أمنعت أعداء الحياة في البطش بإنسانها السلمي .. مساء الأحد الماضي،شهدت مديريات عدن مسيرة حاشدة،عُدت الأكبر في تأريخها، ساحة قريبة من عدن موال ،توجهت المسيرة في شارع المتحف وجابت الشوارع ،رافعين العلم الوطني، مرددين بصوت واحد : لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب ،وانتهت مسيرتهم بساحة الحرية بكريتر.
وفي ساحة التغيير كان صباح عيد الوحدة منتشية بالعرس الوحدوي،فالمعتصمون لم يغمض لهم جفن،فالكل ساهم في الإعداد للإحتفال الكرنفالي بساحة العروض بالستين،تضمن عروضا رمزية مذهلة لمختلف فئات الشعب فالطلاب والأطفال ،رجالا ونساء،مدنيين وعسكريين سارو في مواكب لأكثر من ساعتين بمشاركة جماهيرية واسعة من مؤيدي الثورة السلمية المطالبة بإسقاط نظام علي صالح،والبارز أن الإعلام الوطنية بهئيات مختلفة شعار وحيدٌ للحفل الاستثنائي في أهم شارع بالعاصمة صنعاء..
أما تعز التي حلمت كثيرا جداً وجداً بالتغيير قبل الثورة ،وصارت بين أخواتها أضحوكة ،وصار تمدنها أثماً،ولكنتها التغييرية_آنذاك_  غير مرحب فيه مطلقا،فكانت للثورة قِبلة وقُبلة،وبسمة تورد ذكريات جبلها والمدينة،فبعد اسابيع مفتوحة لقتل شباب الثورة في شوارعها المسالمة برصاص قوات علي صالح ،احتفلت مدينة تعز مساء الأحد الماضي  بالذكرى الـ21   لإعادة تحقيق الوحدة في مهرجانات كرنفالية شعبية غير مسبوقة ،بعد عام من احتفال باهت لعلي صالح وأعوانه وفي مقدمته الفار من عدالة الثورة حمود الصوفي الذي قدم نفسه _يومها_ خطيبا لم يجاري زندقته آخر ،فعصر الأحد أقيم حفل كرنفالي في ساحة الحرية شارك فيها الآف من شباب الثورة بتعز،الذين أبهر بالألعابهم النارية ليل  مدينهم الخارجة _لتوها_ من سلبية المواقف الى ايجابية العمل الثوري..
وفي كورنيش مدينة المكلا حيث تطرب قلوب سكانها وزوارها لسماع الدان الحضرمي بعذوبته المتدفقة من خناجر مطربيها كأموج المحيط الهندي ،شهدت ساحة التغيير مظاهر فرائحية بنكهة توابل الشرق،وعطر الغرب، احتفاء بذكرى ميلاد يمن الحب والسلام ،هناك وبعد تحية النشيد الوطني ،وإطلاق شباب الثورة بالونات هوائية ومفرقعات نارية،خرج الآلاف بمدينة المكلا عصر الأحد المنصرم ،وبهتاف مدوي "نحن شباب البلد لا يمثلنا أحد ، لا شمال لا جنوب وحدتنا وحدة قلوب، يا صنعاء ثوري ثوري نحو القصر الجمهوري، ، يا خليجي لا تبادر علي صالح بايغادر" وهتافات أخرى  تطالب برحيل صالح ومحاكمته ونظامه جراء ما اقترفوه من جرائم قتل المعتصمين سلميا، واعتداءات على ساحة الاعتصام في أكثر من زمان ومكان،وآخرها الاعتداء البلطجي على ساحة التغيير بالمكلا ليل أمس الإثنين ....كما لم يفوت أبناء فرصة كهذه،فقاموا  بتطهير مدينته الغناء مما تبقى فيها من صور لعلي صالح على  واجهات المباني الحكومية،وعلى الرغم مما طالهم من أذى بلاطجة صالح شباب التغيير بحضرموت هدايا لأفراد الأمن والجيش بمناسبة احتفالات اليمنيين بعيد أعيادهم الوطنية،_وكالعادة_ كان للوصلات الإنشادية مكانها ليلة فرحة حضرمية بإستعادة وحدته ممن سلب..
ومن حيث صدح الحجر قبل البشر بالحق في وجه الطاغية بـ" ارحل "،ومن معقل الحراك الجنوبي السلمي  الذي خرجت طلائعها على نظام يستبيح حرمة الدم والأرض بقوة السلاح،ومرغت بأنفه المتغطرس بالتراب،ليخرج _بعدها_ ذليلا مهانا...من حيث تجد للحق ألف صاحب،شارك الآلاف من أبناء محافظة الضالع في مهرجان جماهيري حاشد للإحتفاء بالعيد الـ 21  للوحدة،بعد سنوات من مطالبتهم بفك الارتباط في حال أستمر علي صالح في اغتصاب السلطة مدى الحياة،ولأن رحيله بات مطلبا لثورة شعبية تعم الجهات الأربع لليمن،تراجع خفت مطلب كثيرا من الجنوبيين بفك الارتباط،ودوت ساحات الثورة بمطلب إسقاط النظام،بصفته بيت الداء ومستنقع الوباء ...ففي مدينة قعطبة،هتف مواطني الضالع بصوت رجل واحد " وحدتنا وحدة قلوب ...لا شمال ولا جنوب ،وكلنا نفدي اليمن .. من صنعاء إلى عدن، والضالع تحمي الوحدة .. في الرخاء وفي الشدة".
محافظة صعدة احتفلت _هي الأخرى_ بعيد وحدة الشعب،حيث نظم السلطة المحلية بالمحافظة مهرجان فني وخطابي كبير وسط حضرهالآلاف من ابناء صعدة والمحافظات المجاورة،و مشاركين من عدن والضالع وتعز وحضرموت والحديدة وصنعاء،والقيت كلمات قوية للقائم بأعمال المحافظ الشيخ فارس مناع ،والناطق باسم الحوثي الذي قال في كلمته بأن "الوحدة اليمنية ليست منجزاً شخصياً يستغله بعض الأفراد لتمزيق الشعب ونهب ثرواته"،مضيفا "بفضل ثورة الشعب أصبح الجندي الذي كنت أخافه ويخيفني.. يده بيدي نتلاحم سوياً لبناء هذا الوطن".
كما شهدت  محافظة إب، حفل مماثل شارك فيه عشرات الآلاف ساحة العروض في شارع الدائري حضره نشطاء من محافظة الضالع الجنوبية،كما أقيم حفل خطابي وفني بمدينة ذمار في ملعب قريب من ساحة التغيير بذمار شارك فيه الآلاف المواطنين يتقدمهم مشايخ وأكاديميين توافدوا منذ الصباح الباكر من مختلف مديريات المحافظة للإحتفال بهذه المناسبة العظيمة،وعلى هامش الاحتفال افتتح شباب الثورة معرض الصور الفوتوغرافية والكاريكاتير، عن مراحل الثورة السلمية اليمنية.
الى ذلك أحتفلت محافظات ومديرية أخرى بهذه المناسبة العظيمة،سيسجل التاريخ بأن الشعب أستعاد وحدته في ذكراها الـ21 ،في ضروف ثورية إستثنائية وغير مسبوقة في تاريخ البلاد ،والأهم في هذه اللحظة التاريخية التفاف اليمنيين"شماليين،جنوبيين" بمختلف إنتمائتهم حول وحدتهم التي حاول علي صالح الأنفراد بخيراتها لشخصه ولعائلته الحاكمة..
ومحاولة من النظام لصد الناس عن الوصول الى ساحات العروض لمشاركة شباب الثورة ،قطع مجاميع بلطجية وقوات من الحرس الجهوري والأمن المركزي في معظم شوارع العاصمة وتعز  والطرق الرئيسية بين المحافظات،وسجلت اعتداءات بالرصاص على المواطنين ، استشهد فيها شخصان وأصيب ما يزيد عن  15 لبلاطجة صالح وقوات الحرس الجمهوري على مواكب الشعبية التي توافدت صباح الأحد الفائت للاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية.

الأحد، 22 مايو 2011

ما قبل سقوط "جمهورية السبعين"


سقوط محافظات ومديريات وتصدّ شعبي لتحركات قوات صالح في صنعاء ومأرب والمحويت ولحج
                      
                                        ما قبل سقوط "جمهورية السبعين"

سقط النظام سقوطا كليا في كل من صعدة والجوف، وشبه كلي في مأرب وشبوة وإب، ويليها –في مستوى السقوط- تعز وعدن ثم صنعاء، بالإضافة إلى خروج معظم المحافظات الجنوبية عن سيطرة النظام، كما تمكن شباب الثورة من تقطيع أوصال القبضات البوليسية في عدد من مديريات الجمهورية، ولم يتبق له سوى مجمعه الرئاسي في مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء ومعسكرات هنا وهناك تابعة للأمن المركزي والحرس الجمهوري في عدد من المحافظات والتي بدأ طوفان الشعب في شل تحركات أفرادها ومعداتها خارج أسوار مواقعها لتنفيذ مهمات قمع الشباب، كجزء من مخطط يُدبره علي صالح وأعوانه بهدف فرض واقع جديد يمكنهم من الالتفاف على الثورة..
تتضاعف عوامل الضغط الشعبي على نظام صالح، وتضيق عليهم أكثر في مناطق نفوذه التقليدية المعروف بالطوق العسكري والقبلي حول العاصمة من كل الاتجاهات، فالتأييد القبلي العارم لثورة التغيير مثل صفعة قوية خلخلت بنية النظام، وتبعها تحركات قبلية واستبسال لشباب القبائل في تصديهم لتحركات قوات الحرس الجمهوري ومنعها من مغادرة مواقعها المنتشرة في معظم مديريات محافظة صنعاء والتي كان يعتبرها علي صالح قوته الضاربة في وأد أي حراك شعبي ضد نظامه الديكتاتوري الجاثم على أنفاس اليمنيين منذ 33 عاما..
ومن ثمار العصيان المدني، والتصعيد الثوري في البلاد، تمكن الشباب في عديد من المحافظات من إغلاق مكاتب حكومية في المدن والمديريات بالسلاسل الحديدية، وكتب عليها "مغلق من قبل الشعب".
مكتب التربية والتعليم بتعز كان أول مكتب يغلق من قبل الشعب حتى إسقاط النظام مطلع الأسبوع قبل الماضي، تبعها إغلاق مكاتب الخدمة المدنية وشركة النفط والمعادن والتأمينات والمعاشات وقسم الجديري.
وامتدادا لهذا التوجه الشعبي المشروع لإجبار رئيس النظام على التنحي دون إراقة مزيد من الدم، خرجت مسيرة حاشدة الأحد الفائت في مديرية سامع جنوب مدينة تعز وانتهت بإغلاق المتظاهرين لمبنى المجمع الحكومي بالمديرية بالسلاسل، وكتب عليها ذات العبارة، كما سقطت الأسبوع الماضي مديرية المواسط.
مديرية ماوية كانت ثالث مديرية تسقط في تعز بعد مسيرة حاشدة إلى أمام المجمع الحكومي لإغلاقه، وأجبر المتظاهرون مدير عام المديرية على إغلاق المجمع الحكومي بعد إخلائه من الموظفين. وواصل المتظاهرون مسيرتهم إلى إدارة الأمن التي قام مديرها بإغلاقها بنفسه وغادر المديرية بمعية أفراد الأمن متوجهاً إلى مدينة تعز. واختتم شباب الثورة يف ماوية مسيرتهم بإغلاق مقر المؤتمر الشعبي العام، وهو مقر سابق للحزب الاشتراكي اليمني، وقاموا بإزالة صور الرئيس وشعار المؤتمر من جدران المقر وواجهاته. وكان التوجه إلى إغلاق مقر حزب المؤتمر على خلفية استخدام النظام لمقرات الحزب في مهاجمة الثورة وشبابها في عدد من المحافظات والمديريات، وإلا فهم يعلنون –باستمرار- أن هدفهم النظام وليس المؤتمر الشعبي كحزب سياسي.
من جهة أخرى، أغلق شباب الثورة في محافظة عدن مساء الأحد مبنى الخدمة المدنية ومبنى التأمينات والمعاشات، وكتبوا على مداخلهما "مغلق من قبل الشعب"، كما قاموا بإغلاق مبنى المجلس المحلي لمديرية صيرة تأكيداً من أبناء عدن على سيرهم وفقاً للبرنامج التصعيدي للثورة في عموم المحافظات، وتعهدوا بحماية تلك المكاتب والمؤسسات العامة ومنع محاولات أتباع النظام من تخريبها..
يشار إلى أن مديريات عدن تشهد عصياناً مدنياً شعبياً ضمن برنامج العصيان المدني الذي يدعو إليه شباب الثورة يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع بهدف التعجيل برحيل النظام.
وفي محافظة إب أثبت شباب الثورة قدرتهم على الحسم والسيطرة وتمكنوا من إغلاق مبنى المحافظة لساعات دون مقاومة أمنية، وهذا ما أكد شكوكا سلطوية بشأن تأييد غير معلن للمحافظ الحجري لثورة التغيير، وأيد ذلك سماح الشباب بإعادة فتح ديوان عام المحافظة في ذات اليوم، يقابلها قيام مسلحين تابعين لنظام صالح بالتمركز قبل أسبوع على مقر فرع اتحاد الأدباء والكتاب بالمحافظة والكائن بمدينة إب القديمة، ويستخدمه المسلحون مقرا لإقامتهم.
ومثلما كان لأحزاب المعارضة ومكونات المجتمع المدني دور في الثورة، يثبت رجال وشباب القبائل انتماءهم وتأييدهم للثورة، فبعد زيارات رئيس النظام لمناطقهم بداية الثورة للإيحاء بمساندتهم له وتخويف معارضي بقائه في الحكم بخطابات تحريضية كان يعتقد نجاح مغازيها كما كان في الماضي، ذهبت كلماته تلك أدراج الريح وأتت رياح الثورة فأزهرت بالأمل قلوب اليمنيين وفي مقدمتهم القبائل، فبالإضافة إلى تخلي جزء كبير من شبابها ورجالاتها عن السلاح وتوافدهم إلى ساحات التغيير للاعتصام سلميا حتى إسقاط النظام، فرض من تبقى من أفرادها حصارا على معسكرات الحرس الجمهوري، ومنعوا خروج الأفراد والسلاح من تلك المواقع. وبفعل تصديهم لمخططات علي صالح، تمكنت قبائل نهم من منع مرور قوات من الحرس الجمهوري إلى حضرموت عبر أراضيها، ولا تزال قبائل الحيمة الخارجية هدفا مستمرا لقاذفات المدافع والطيران الحربي على خلفية إفشال أبناء الحيمة تحرك قوات الحرس من أراضيها تجاه صنعاء، كما وقف أبناء المحويت في محاولتين للأمن المركزي والحرس الجمهوري للنزول إلى الحديدة، وقبلهما منعت قبائل البيضاء قوات الحرس من المرور عبر أراضيها للهجوم على قبائل يافع بمحافظة لحج الذين تمكنوا –بدورهم- من إجبار قوات الحرس على مغادرة مواقعهم بيافع..
يذكر بأن شباب الثورة في مأرب منعوا رتلا عسكريا ضخما من العودة إلى صنعاء وأجبروهم على العودة إلى معسكراتهم في الأسابيع الماضية وفرضوا عليهم حصارا حتى إسقاط النظام.. وآخر الخسائر العسكرية لعلي صالح إعلان سرية عسكرية تضم نحو 100 جندي من قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس انضمامهم إلى الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الأحد الفائت بساحة التغيير.

لم يعد لعلي صالح قدرة على جر الشعب إلى حرب مع من تبقى من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وهذا سقوط جديد للنظام ساعد في حشره في السبعين إلى أجل قريب ينتهي برحيله من الحكم وبلا عودة، وما صراخه وتهديده لأحزاب المشترك المعارضة وبقية قوى التغيير سوى صرخات ما قبل الرحيل، لأنه -وبحسب جميع المعطيات الميدانية في مختلف أنحاء اليمن- أثبت اليمنيون قدرتهم على دحر صالح وإسقاط نظامه "عمليا ومعنويا"، ولم يتبق من عمره سوى أوقات عصيبة.
وللتأكيد على انحسار النظام في بقعة قصية من مديرية السبعين بالعاصمة صنعاء، وتعبيرا هزيلا عن وضعه السياسي الحرج وانحسار نفوذه وسيطرته الجغرافية، تؤكد مصادر صحفية عن توجيهات لعلي صالح قضت بنقل ثلاث عربات للنقل التلفزيوني المباشر من المقر الرئيسي للفضائية شمال العاصمة صنعاء إلى مقر قصر الرئاسة الكائن في مديرية السبعين جنوب العاصمة، كما تم نقل ما يزيد من 370 شريط فيدو من الأشرطة المتعلقة بخطابات علي صالح "الخام" لم تخضع للمونتاج أو الحذف والتعديل، في خطوة تبدي خشية صالح أن لا تتمكن العربات التلفزيونية من الانتقال في الأيام القادمة إلى دار الرئاسة.
وبحسب مختصين في الشأن الإعلامي التلفزيوني، فإن أخذ الأشرطة الخام المتعلقة بخطابات الرئيس يفسر بأحد أمرين: إما خوف الرئيس من وقوع هذه الأشرطة في يد شباب الثورة وإخراج ما فيها من خطابات تتضمن حديثا وعبارات لم تنشرها الفضائية نظرا لما فيها من إساءات وتحريض، خاصة تلك الخطابات التي كان يلقيها في المعسكرات وفي اجتماعاته مع القيادات والعسكرية.
وإما أن الرئاسة محتاجة لهذه الأصول لاستخدامها في حال لم يعد الرئيس يتمكن من الخروج إلى السبعين وإلى الجماهير لإلقاء الكلمات، وذلك بدبلجة خطابات للرئيس والتي ستصور حينها على أنها خطابات مباشرة.
وتشير معلومات مؤكدة إلى استكمال دائرة التوجيه المعنوي بناء استديوهات تلفزيونية خاصة في مقرها الرئيسي المجاور لميدان التحرير بقلب صنعاء ليتم استخدامها كبدائل عن استديوهات قناة اليمن الفضائية اليمنية، استعدادا لتداعيات الثورة على المؤسسة الإعلامية وخصوصا التلفزيونية.

المصدر أونلاين