الخميس، 29 ديسمبر 2011

صحافة بدون " شاطر "

محمد سعيد الشرعبي

بهجة وفرحة عارمة عمت الوسط الصحفي برحيل مُعسكر الصحافة اليمنية من ثلاثة عقود، فبعد الغياب الإجباري لنائبه في أسبوعية «26 سبتمبر» («13 يونيو» سابقاً) والسكرتير الإعلامي لصالح عبده بورجي عن المشهد السياسي العام في البلاد بداية يوليو 2011، لم يصمد علي الشاطر في دائرة التوجيه المعنوي التي كان يعتبرها مؤخرة لدار الرئاسة لأكثر من سبعة أشهر في منصبه أمام طوفان الثورة الذي اقتلعه أمس الاثنين اقتلاعاً بفعل احتجاج سلمي لموظفي التوجيه الذين هتفوا من عميق قلوبهم «لا شاطر بعد اليوم» و«لا للظلم.. لا للاستبداد، نعم للحرية» في مكان لا يسمع فيه غير أنين ضحايا الشاطر علي من صحفيي وموظفي التوجيه منذ زمن.

هب وزير الدفاع لاحتواء احتجاج منتسبي «26 سبتمبر» الذين أعلنوا تعليقهم صدور أسبوعيتهم وإغلاق مطابع الدائرة حتى إقالة الكابوس علي الشاطر، اقر لهم الوزير بألا صلاحيات لديه بعزله أو إقالته، وأصدر قراراً قضى بتكليف اللواء علي محمد صلاح نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة «لتسيير أمور دائرة التوجيه» وبإشراف لجنة شكلها موظفو الدائرة. مثّل الشاطر لغز ثلاث جمهوريات (الحمدي، الغشمي، صالح) مرت عليه وهو في رئاسة هذه الدائرة التي تتبع دار الرئاسة وليس وزارة الدفاع، وهنا تكمن عُقدة الرجل، وسوء تعامله مع منتسبي هذه الدائرة العسكرية التي يعتمد عليها صالح ونظامه ويخصص لها ميزانيات خيالية تخدم توجهات صالح ونزواته الاستبدادية على أكثر من صعيد وبالذات الإعلامي والسياسي.

كان الشاطر علي في عصر ولي نعمته علي صالح كابوساً يؤرّق منتسبي هذه المؤسسة العسكرية، حكمها الرجل لعقود ثلاثة بعقلية شمولية غير مسبوقة في شموليات الحكم في الكون، ولإثبات ولائه لعلي صالح ترصد موظفيه وفرض حظراً على تحركاتهم ومنع معظمهم من مزاولة أي عمل آخر خارج إطار الدوام الرسمي، وله مع كل حر أو إنسان ناجح في دائرته قصص تعذيب وتنكيل وتتبع حد وصول إصابة عدد منهم بأمراض نفسية وقرارات فصل تعسفي من الوظيفة العامة طالت مئات من منتسبي هذه المؤسسة التي يحكمها مزاج العميد الشاطر وتقارير مخبريه الذي يطلقهم كالجراد في كل اتجاه لرصد أنفاس البشر...

بالفعل، ما حصل أمس الاثنين من احتجاج سلمي في مؤسسة عسكرية فشل بقايا نظام صالح وبلاطجتهم من فضه بالقوة التي قوبلت ببسالة وصمود، يعد خطوة غير مسبوقة في التوجيه المعنوي ومفاجئة غير متوقعة في هذه الأيام الاستثنائية. وضع أحرار التوجيه المعنوي نهاية للكابوس الشاطر علي، وخطوا بموقفهم هذا نهاية تليق بمستبد صغير تفرعن بسادية مقرفة على شريحة نوعية من منتسبي الجيش اليمني الذي يكابد أفراده مصاعب الحياة بعيداً عن الشاطر ونظامه. العمل لديه محصور بين التنفيذ والزنزانة ولا بديل ثالثاً في مهنة أصابها الشاطر بلعنة «الميري».

ولأن لكل طغيان وطول بقاء الشاطر ألف مبرر موضوعي، نعود إلى بدايات الرجل في تسلق المناصب وتسلله إلى قائمة رجال القصر، يعُرف عن هذا المخلوق العجيب ارتباطه بصالح قبل طموحه الذي تحقق في 17 يوليو 1978 في حكم اليمن خلفا للرئيس الغشمي، عرف من يومها علي حسن كشخص مخلص لصالح فقط، وشاطر في محاكاة تقلب مزاجه، ولأنه كذلك وأزيد، تعمر الرجل في منصبة في التوجيه المعنوي حتى نهار يوم أمس الأول.

حاول الرجل باكراً وبشكل مقلق البروز كقطب مؤثر في نقابة الصحفيين اليمنيين بعقلية عسكري أبله، قبل وبعد الوحدة اليمنية، ونجاحه في تنسيب عشرات ومن ثم مئات من أفراد دائرة التوجيه في نقابة الصحفيين فتحت شهيته ونائبه عبده بورجي لدور أكبر خدمة لأجندة صالح ونظامه الاستبدادي، ومع ذلك كان أعضاء النقابة ومجالسها منذ تأسيسها يقابلون كل توجه من هذا القبيل بيقظة وتحدٍ، يحسب لكوكبة عظيمة من الصحافيين اليمنيين، لا يتسع المجال لذكرهم...

يقال إنه صاحب فكرة تغيير اسم صحيفة «13 يونيو» إلى «26 سبتمبر» في 26 سبتمبر 1982، وهذا قرار من مئات القرارات التي أصدرها علي صالح لطمس مرحلة عهد الرئيس الحمدي الذي أصدر صحيفة بيوم إطلاق حركته التصحيحية في 13 يونيو، وهذا ما كان يستفز صالح عقب توليه الحكم ولأكثر من ثلاث سنوات، ليبدأ بعدها مشروعه الخاص الذي كان يتمثل يومها بالانفراد بالحكم والانقضاض على كل إنجاز لأسلافه وبالذات الرئيس إبراهيم الحمدي.

وبطرقه وأساليبه ذاتها في القتل والقمع تحول صالح إلى مستبد وطغياني أعمه، ومن حوله نبت مستبدون صغار، صاروا - بدورهم - كوابيس أبدية، تئد كل حلم وتهد كل طموح فردي أو جماعي دون مبرر. الشاطر المتهم برئاسة المطبخ الإعلامي لصالح وبقايا نظامه واحد من هذه الكوابيس التي ثار الناس ضدها في ثورة شعبية سلمية طموحة تبدأ من إسقاط صالح ونظامه العائلي وكبار معاونيه -على غرار الشاطر- ومحاكمتهم على خلفية تورطهم في قتل شباب الثورة والمدنيين في أكثر من مدينة يمنية.

الآن وبعد رحيل علي الشاطر من دائرة التوجيه بقرار تكليف وزير الدفاع لنائب رئيس هيئة الأركان لإدارة شؤون التوجيه المعنوي لنظام علي صالح، ومغادرة عبده بورجي خارج اليمن والى غير رجعة، يبدو أن المشهد الصحفي نظيف للغاية على غير عادته، وفرصة مواتية لتدشين مرحلة جديدة من العمل النقابي، يفترض بنقابة الصحفيين تبنيه، بهدف الإسراع بعملية الارتقاء بمهنة الصحافة دونما تبرير للعوائق التي كان نظام صالح عبر الثنائي المقيت (بورجي والشاطر) يفتعلها لإعاقة كل خطوة هادفة للقيام بإحداث يخدم المهنة ومنتسبيها...

وتستمر مسيرة الحياة ... !!


وتستمر مسيرة الحياة ... !!

محمد سعيد الشرعبي
تأكيدا للنهج السلمي لثورتنا المباركة، وامتداد للتصعيد الثوري المطالب بإسقاط صالح وعائلته الحاكمة ومحاكمة كافة قادة حروب صالح ضد شعبنا الثائر و كل ضالعُ في مجازرهم ضد شباب الثورة السلمية في مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير ،تخرج تعز بكل شموخ مدني من تحت ركام حرب الابادة التي تعرضت لها لأكثر من نصف عام معلنة مرحلة جديدة وغير مسبوقة من مراحل التصعيد الثوري السلمي من خلال مسيرة الحياة الراجلة التي انطلقت من ساحة الحرية فجر الثلاثاء الفائت صوب ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء في رحلة شاقة للخلاص في سبيل البحث عن حياة جديدة في ظل دولة مدنية ديمقراطية يسودها السلام والعدال والمواطنة المتساوية ..
ولدت مسيرة الحياة فكرة من رحم الأمل في عز معاناة تعز تحت نار آلة الحرب لقوات صالح التي مُنيَ بهزيمة نفسية بعد فشله بحرف مسار السلمي للثورة وجرها نحو العنف والعنف المضاد انطلاقاً من محافظة يتفق كافة ثوار اليمن بأنها " قلب الثورة"، لهذا سير آلاف من شبابها مسيرة راجلة وسط مخاوف كثيرين من مخاطر أمنية قد تطال مسيرتهم وتبعات قطع مسافة تزيد عن 270 كيلو متر ،لم يأبهون بكل هذا ،واجبروا كل قادر على السير في مسيرتهم التي يتزايد اعداد المشاركين من المدن والقرى التي يمرون بها على امتداد خط السير ،وما يزيد من عظمة هذه المسيرة سباق احرار اليمن للاحتفاء بهذه المسيرة التي نتمنى ان تصل الى غايتها دون تعرضها لأي مكروه بأذن الله ..
هذه تعز خالصة بدون شوائب ،قلبنا الهادر بالفعل الثوري الخلاق ،وقبلة اللاعنف التي نصلي نحوها بيقين تعبدي آناء الليل واطراف النهار، وكلما غفت الثورة واصاب المشهد شئياً من الجمود وضخ بقايا النظام سيل من الشائعات لإحباط الثوار في ساحات الاعتصام على امتداد اليمن ،تقفز تعز الى صدارة المشهد بتصعيد نوعي يعجز المتربصين بالثورة من التصدي له ،ولذا كان لابد من تصعيد نوعي يدفع بموج الثورة نحو عاصمة يخشى كثيرين من تجمد العمل الثوري لأكثر من سبب وسبب في لحظة فاصلة من عمر ثورة عظيمة في مواجهة حكم الفرد وطغيان عقليات الحروب والخراب الذي يمثله صالح ونظامه الطغياني الأهوج ..
تبرهن تعز ومعها كل اليمن سلامة روحها المتمدنة التي لم تموت بفعل حرب الإبادة التي تتعرض لها مدينة تعز ومديريات شمال صنعاء واحياء شمال العاصمة ،وفي ذروة موسم الصقيع الذي يعم مناطق مختلفة من الجمهورية ،صعد ت مواكب مسيرة الحياة نقيل سمارة بسلام ومرت بمنطقة كتاب وحلت في مدينة يريم ليلتحم معها ابناء دمت ،ولازال رُسل السلام يواصلون مسيرة صعودهم الى ذروة الحلم اليمني وصولاً الى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء ..
وبمسيرة الحياة، يعيد شباب الثورة من مختلف قوى الثورة واطياف العمل السياسي اليمني الى آذهان العالم غير المكترث بحقنا في الحياة، مسيرة الملح _إحدى حملات اللاعنف _ التي قادها الهندي العظيم مهاتما غاندي من "سبارماتى أشرام" إلى "داندي" في 12 مارس عام 1930 م ،احتجاجا على ضريبة الملح البريطانية في "الهند البريطانية" وعلى طول الطريق انضم إلى مسيرة الملح العديد من الهنود، ما أثار حالة من العصيان المدني ضد قوانين الملح البريطانية من قبل الملايين من الهنود حتى إعلان استقلال الهند عن بريطانيا التي غابت شمسها بُعيد استقلال الهند ..
ومن هنا تُمثل مسيرة الحياة القادمة من قلب الثورة اليمنية تدشين لمرحلة ثورية جديدة عنوانها الحب والسلام وغايتها حشد كل جهد سلمي فعال لبعث روح الثورة في كل شبر في الوطن دون احباط من نتائج مبادرة الخليج بغية تحقيق اهداف الثورة السلمية كاملة دون انتقاص وبناء اليمن الجديد يسوده دولة القانون و العدل والمساواة في عموم انحاء اليمن على انقاض نظام ديكتاتوري مستبد ودموي ساقط لا محالة .

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

إزاحة صالح بداية غايتنا!

محمد سعيد الشرعبي

.................


يخطئ كثير من المهتمين بمجريات ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية عندما يعتقدون أن توقيع صالح على مبادرة الخليج قبل أيام في الرياض حل لمشاكل وطن تم تدميره على يد صالح وعائلته الحاكمة للبلد منذ 33 عاماً، وغاية شباب ومكونات الثورة الذين صمدوا في وجه أجهزة القمع والرعب وآلة الحرب لعائلة صالح لما يقارب عاماً كاملاً، ويغفلون رفض شباب الثورة للمبادرة من تاريخ إعلانها لأكثر من سبب وسبب، منها منح صالح وأبنائه والمتورطين بقتل المعتصمين السلمين والمدنيين على ذمة الثورة، كحصانة سياسية مخالفة لدستور اليمن وكافة القوانين والصكوك الدولية، وعدم توضحيها في رحيل ابناء صالح من قيادة الأجهزة العسكرية والأمنية في اليمن، ناهيك عن توفير هذا المبادرة فرصاً لإفلات ناهبي المال العام من المحاسبة، بالإضافة الى ذلك عدم تطرقها لمشكلة محافظي المحافظات الذين يعتبرهم اليمنيون شركاء لصالح وعائلته في جرائم القتل والفساد والتدمير، وأسباب رفض شباب الثورة للمبادرة لا يتسع المقال لذكرها.

ومع سريان المبادرة بدءاً من توقيع صالح عليها الأربعاء الفائت في «العاصمة السياسية» الرياض، وتسمية المناضل محمد سالم باسندوة رئيسا لحكومة الوفاق الوطني ليل الجمعة وصدور قرار رئاسي بتكليفه تشكيل حكومة وفاق وطني مساء الاحد، قبلها بيوم اصدر القائم بأعمال الرئيس عبد ربه هادي مرسوماً رئاسياً يدعو فيه اليمينين لانتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير من العام المقبل عملا بالآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، يتصاعد الحماس الشبابي ويتضاعف زخم الفعل الثوري رفضا للمبادرة التي لم تحقق ادنى مطالب الشعب الثائر الذي يؤكد أنه خرج لإسقاط نظام ومحاكمة عدد من رموزه الضالعين في جرائم قتل وتدمير بلد، ولم يقدم كل هذه التضحيات بحثا عن أنصاف حلول وقبور مفتوحة لشعب برمته.


ومع هذا لا تزال كل احتمالات فشل المبادرة واردة وبقوة، كون صالح بأكثر من ظهور متلفز له منذ توقيع المبادرة واستمرار قواته في شن حروب الإبادة في تعز ومديريات شمال صنعاء، يريد أن يفهم الداخل قبل الخارج أنه باقٍ في رئاسة البلد ولو شرفياً ربما لمداوة رضوضه النفسية وكبريائه الزائفة غير مكترث بسخط شعبي متزايد تجاه تصرفاته تلك، ويرجح كثير من المهتمين بالشأن اليمني أنه تنصل تدريجي من مبادرة الخليج ستنتهي به في قبضة شعب ثائر قد ينقض على دار الرئاسة بأي لحظة.


وان كان قد تعهد بإنجاح المبادرة التي وقعها تحت ضغط غير مسبوق، فتكرار ظهوره المتلفز يمثل استفزازا واحراجا لدول الخليج والأمم المتحدة بقدر ما هو احراج لأحزاب المعارضة التي عبرت عن رفضها لتصرفات صالح اثر عودته من السعودية، وتهليل وسائل الإعلام الحكومية التي لاتزال تحت سيطرة نظام صالح لتحركاته دليل على ان عميلة استئصال صالح عن الكرسي ومؤسسات الدولة تحتاج لوقت، وهذا ما أكد عليه محمد سالم باسندوة في رسالته لشباب الثورة عبر قناة الجزيرة مساء الاثنين.


وبلا شك، فرفض المبادرة من قبل شباب الثورة في ساحات الحرية وميادين التغيير وانتقادهم لقيادات المشترك وحلفائهم بلجنة الحوار الوطني على دخولها كطرف في المبادرة والتي بموجبها سيكون شريك حكم بالتساوي مع المؤتمر الحاكم في حكومة وفاق وطني بدون صالح الذي رحل بتوقيعه للمبادرة.


ومع مرور الوقت يزداد خلاف الشباب مع احزاب المعارضة واعضاء المجلس الوطني، لهذا لن ينفع حرص قيادات المعارضة على طمأنة شباب الثورة من مواصلة التصعيد الثوري حتى تحقيق كافة أهداف الثورة ورحيل صالح بشكل نهائي، ولعل مزايدة أطراف طارئة على المشهد السياسي سبب في إذكاء سخط غير مبرر ومدروس او على الأقل واعٍ بما يعصف بالوطن من مخاطر سببها الأول صالح وعبواته الناسفة للبلد برمته، نتيجة حكمه للبلد بالعصابات والجماعات الخارجة عن القانون التي تسعى لفرض نفسها بقوة السلاح بدعم من صالح وهذه الجماعات موجوده في المحافظات الجنوبية والشمالية ..


لهذا يجب علينا مواصلة تصعيدنا الثوري بعيدا عن أي خصومات مع المشترك واعضائه في الساحات، حفاظا على وحدة الصف الوطني. بدورهم يجب على أعضاء المشترك استيعاب المرحلة، وعليهم نتمنى أن يسألوا انفسهم ماذا بعد؟ بمعنى من ثار من اجل المشترك، فالمشترك صار حاكما من لحظة توقيع المبادرة، وتمرغ صالح وتنطع أبناؤه بتصريحات ما هي إلا سكرات سقوط سريع لنظامهم، ومن ثار لأجل الوطن باقٍ، والمستبد لم يسقط بعد، وبالتالي من سيوفق بين انتمائه الحزبي وخياره الثوري سينجو من فخ التحول الى مستبد جديد.


وعليهم أن يتوقفوا عن المبالغة في التحسس من انتقادات شباب الثورة لقيادات المشترك ولو وصلت حد التجريح، كون توالي الصدمات السياسية على المشهد الثوري لم يعد بوسع شباب لم يختبر أو يمارس اللعب على حبال السياسة، وهذا ليس عيبا بل ميزة ثورية معروفة في تأريخ الثورات.


ومن هنا نؤكد للمرة الألف أننا مدركون أن اللقاء المشترك كتلة وطنية عظيمة، وحرصها على إنقاذ الوطن ليس في معرض المزايدة والتراشق بالتهم في لحظة وطنية حرجة كهذه، ومع هذا ليس من حق أي عضو او قيادي في المشترك ألا يسمح لأحد تصفية حساباته مع شباب الثورة بناء على عداوات شخصية او غيره.


لهذا، على كائنات اللحظة المفخخة بعبوات ناسفة لأخلاق السياسية احترام أبجديات الاختلاف تحت سقف الوطن ومصالحه العليا، وألا ينهجوا نهج أسلافهم البائدين، فأي انتقام مبكر من أي نوع بعد هذا اليوم لن يقابل بالتسامح، فالجهاز العصبي للبلد والشعور العام لكافة فئات الشعب لم تعد تحتمل مزيداً من هذا الحروب القذرة المسكوت عنها منذ عام.


أقول هذا للجميع وأولهم كاتب هذه السطور، وأنا مؤمن أن كثيرا ممن خاطبتهم يشاطروني هذا الشعور في لحظات موحشة تسكن روح كل وطني غيور على بلده من كارثة قد زرعها رأس هذا النظام الساقط بقيادة علي صالح وعائلته الإجرامية وبقية مجرمي لعينة الوالدين «الشرعية الدستورية» التي خلفت كل هذا الخراب والدمار والمآسي في البلاد.


وكما يؤكد شباب الثورة في مختلف ميادين الحرية والتغيير،يجب أن يبقى التصعيد الثوري السلمي خيارا لجميع فئات المجتمع واطيافه حتى تحقيق اخر اهداف الثورة اليمنية بعيدا عن الانزلاق الى مربع التناحر التي يريد لنا صالح وبقايا نظامه السقوط في مستنقعها ..


لهذا ومن باب حرصي على استمرار الزخم الثوري،يجب على جميع الموتورين وذوي العقول الصغيرة التوقف عن تفكيك هذه الكتلة التاريخية والتحالف المصيري بين احزاب اللقاء المشترك وشباب الثورة بمختلف توجهاتهم، لأن السماح بتكرار اي عمل تفكيكي غير مسؤول يعد عملا مشين وعاراً على أصحابه فقط، ...


اشعر بما يحز في قلوب الأحرار،وأدرك بأن دماء الشهداء كابوس يلاحقنا من حيث ندري ولا ندري، لهذا لن نقبل بنصف ثورة،لن نترك صالح وعائلته الاجرامية وبقية قتلة شباب الثورة السلمية والمدنيين يسرحون ويمرحون كما تريد لهم مبادرة الخليج،وعهدا لكم لن ننام وفي الحياة متسع للخروج ضد القتلة والمجرمين، فليستمر التصعيد الثوري حتى نهاية مشوار نضالي لا زلنا في بداياته،فالثورة فعل مستمر يا "مستعجلين" ..

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

استقالات ما قبل المجازر لمحافظ المدينة المنكوبة ..


محمد سعيد الشرعبي

ما اشبه جريمة كتائب صالح بساحة الحرية في جمعة " لا حصانة للقتلة" يومنا هذا ، بمذبحة جمعة الكرامة في 18 مارس الفائت بساحة التغيير بصنعاء، وما اشبه تصريحات وبيانات محافظ تعز قبل ارتكاب أي مجزرة بحق شباب الثورة السلمية بمحافظة تعز، وليس آخرها ما قيل عن نيته بالإستقالته من منصبه قبل 48 ساعة جريمة اليوم ،التي راح ضحيتها ما يزيد عن 16 شهيدا بينهم 5 نساء وطفلين وعشرات الجرحى ... وفي كل مره يختلق محافظ تعز عذرا لأخباره ،ومع هذا تثير انباء استقالته مخاوف ابناء تعز ،ومبعث تشاؤم لارتباط مثل هكذا اخبار بجرائم تقدم عليها قوات صالح في المدينة وريف تعز الشمالي ،وتعد في رأي شباب الثورة السلمية تكتك مفضوح لم يعد ينطلي على احد بل تحول لدليل ادانة للمحافظ ... قبل يومين تناقلت عدة مواقع الكترونية نبأ استقالة وخلافة مع قيران وسط تشكيك واسع في الاوساط اليمينة ،واستدركها بتسريبات عن خلافه مع مدير الأمن في محاولة يائسة منه لمحاكة نزعة مناطقيه ماتت بولادة ثورة شعبية متسامية ،ولم يكتفي بذلك ،ليأتي خبر مقتل احد اقاربه وجرح اخرين ضمن عصابة مسلحة تسطوا على عقارات المواطنين في شمال وغرب مدينة تعز ،وجهد مكتبه الاعلامي لإستثمارها في اتجاهين اولهما بأن مرافقي مدير امن تعز، والثاني بأن هذه الحادثة من تدبير حماة الثورة .. وبعد ان خابت ظنونه بإبعاد اصابع الاتهام التي تشير الى ضلوعه في ما تتعرض له تعز من جرائم حرب ،وبالغ في اعتقاد بأن خلط المشهد بسيل من التناقضات كضربة استباقية قد تجعله بمنأى من تحمل مسؤولياته كمحافظ و رئيس للمجلس المحلي ورئيسا للجنة الأمنية بالمحافظة التي هدد قبل اسبوع بإحالة ما اسماه الملف الأمني اليها بهدف فرض الأمن ... و الأنكى من هذا ،ادانته امس لقصف منازل المواطنين حد بيان صادر عنه حاول فيه دس السم في العسل من خلال ارجاعه لقصف قواتهم للمدينة الى مقتل جندي من الحرس العائلي على يد مسلحين مجهولين لم يسميهم ،وهذا ما يذكر ابناء تعز بتبريره المتلفز لمحرقة ساحة الحرية نهاية مايو الفائت ،وكلما امعن في مغالطاته يؤكد شباب الثورة في معظم فعالياتهم الثورية .. واجمالا ،فمجزرة "جمعة لا حصانة للقتلة " لكتائب صالح على ساحة الحرية واحياء بتعز التي راح ضحيتها ما يزيد عن 16 شهيداً بينهم 4 نساء و4 أطفال سقوطا اخلاقي وقيمي لنظام صالح الذي يحظى بتدليل اقليمي ودولي غير مسبوق ،ما دفع بالثوار لإعلان تعز مدينة منكوبه التي ترزح منذ عشرة تحت طائلة القصف بمختلف الأسلحة الثقيلة على يد كتائب صالح ،كما تطوق هذا الكتائب مدينة تعز فارضة بنقاطها وثكناتها العسكرية حياة مأساوية يعيش ويلاتها ابناء تعز في الريف والمدينة ... يذكر بأن محافظ تعز سبق وان اعلن ااستقالته من منصب المحافظ قبل محرقة الساحة اواخر مايو الفائت ،واستقالته رفضا لإعتداء الحرس على رئيس جامعة نهاية ابريل المنصرم ..

الخميس، 10 نوفمبر 2011

قاتل مازن يهدد بالإستقالة ..!


بقلم/ محمد سعيد الشرعبي

محافظ تعز البلطجي حمود الصوفي يواصل كذبه بالتهديد بالإستقالة .. كعادته وعلى غرار رب نعمته عفاش ،يحاول هذا المجرم تشويش جرائمهم ضد المدنيين العزل ،وكأن خبر كهذا سينقذه من دم مازن البذيجي ،و وكافة مجازرهم التي راح فيها مئات الشهداء والآف من الجرحى من شباب الثورة وتدمير المحافظة ... ؟

بحسب تسريباته ،يقول مخطط قذف اول قنبلة في ساحة الحرية منتصف فبراير الفائت بأن القيادات الأمنية والعسكرية ترفض تنفيذ الهدنه ،ويعتقد بأن مخرج و" خط رجعة" للتنصل من مسؤولياته ازاء ما تتعرض له تعز من عدوان بربري مستمر منذ عشرة اشهر ...

عفوا يا صاحب "قصيدة عثرات ثائر" لقد فهمناك جيدا ،بلطجي وقاتل محترف يخطط وينفذ المحارق ،ثم يخرج علينا مهددا بالإستقالة بعد رحيل قطار "الضمانات" ،فهناك عدالة الثورة ستوفر لك محاكمة عادلة ،واجزم بأن حبل المشنقة قليل قياسا بما اقترفت من جرائم قبل وبعد الثورة في تعز ...

يا نزيل سوفتيل قبل اسبوعين هددتنا بإحالة ملف تعز الى اللجنة الأمنية التي ترأسها لفرض وجودكم بالقوة في المحافظة ،واليوم تنسى بأنك رئيسها وتدعوها لتنفيذ هدنة ... فعن أي هدنة تتحدث ؟ ليس هناك هدنة وليس هناك طرف غيركم يقوم بحرب ابادة بمدينتنا ... اعتقد انك تبحث عن هدنة مع قيران والعوبلي ورابعكم ضبعان هدفها اعادة تقاسم مخصصات الحرب الإجرامية بتعز بالتساوي ..؟

على غيرنا يا هذا البلطجي الأنيق ..!؟ نعرفك جيدا وملفاتك "مطرفة" وتصريحاتك ضد الثورة وتحريضك على قتل المعتصمين وشن الحرب على مدينة تعاملت معك بعاطفة ام ،فعاملتها بدونية "جحش" ... ثق بأن ايامك معدودة ،وبأن المال والشراب التي تغدق به على شبيحة الثورة المضادة لن ترمم صورتك البشعة كما تتوقع ..

وهنا احب اذكرك بـ(لحن المازن) للشاعر الثائر/صلاح الدين الدكاك التي قالها الدكاك عقب مجزرتك في18 فبراير بمدينة تعز ..

...............

لن نهادن

بيننا دم “مازن”

ودماء مئات الأرامل والأمهات..

اللواتي يلقـِّحن فجر المدائنْ

بالشهيدات والشهداء

ودُمى طفلةٍ دهستها الجنازيرُ في “دار سعدٍ”..

كانت تصفـِّف عشب الجنائنْ

وتضفر إكليل حلمٍ بما التقطت يدها من نجوم السماءْ

بيننا ما روته الكمنجة للريح من شجنٍ..

قبل أن تتحول أوتارها سُبحة ً في أصابع كاهنْ

وتصير القياثر في ثكنات “شيوخ ثقيفٍ”..

سيوخ شواءْ

للعصافير حين تثير حفيظة قنـَّاصة القصر..

صادحة ً بالغناءْ

بيننا ما تسرُّ الضفيرة للقُرط من رغبة في عناق النيازك

والوثب فوق“زمان القوارير” .. يا مطر النار لا ضلع أعوج، فوق تروس المكائنْ

كل الضلوع سواء

“القوارير” تحت عروش الشوارب والشهريارات صارت “مولوتوف”..

و“الكعب” يحترف السير فوق الكمائنْ

القباب تضاهي المآذنْ

والبنان الذي يتوحد تحت جنون الهراوات، ليس بنان الرجال

وليس بنان النساء

بل أنامل جيلٍ جديد

أنامل تغزل مشنقة للزعيم الوحيد

وتمحو زمان “حريم الرشيد”

“وفقه ابن لادنْ”

أنامل ليست تهادنْ

أنامل تعزف لحناً “لمازنْ”

وتجلو ذباب الدم

المتناسل

فوق جراح الشهيدْ

عيد آخر في ضيافة ثورة ..!


بقلم/ محمد سعيد الشرعبي

على عكس استقبال عبدالله البردوني للعيد في رائعته الشعرية "في حضرة العيد" بوصفها مناسبة كانت تلقي بأظلاف المآسي على حياة شعب يعيش غالبيته تحت خط الفقر وتعيق طموحاته مخالب الفساد السلطوي المحروس بمخالب بوليسية ،يحل عيد الاضحى في ضيافة ثورة شعبية جارفة كلما طال زمن انجاز اهدافها بإسقاط صالح وعائلته المتحكمة بمصير شعب خرج الى الشارع بثورة سلمية ،ينشد التحرر والخروج من نفق "الشاويش" الذي تسلق خلسة الى كرسي الحكم ذات ليل ويأبى الرحيل "مرفوع الرأس" في نهار ثورة ،تثبت الايام بأنه يبحث بطريقة مسعورة عن نهاية مريعة على غرار ملك ملوك افريقيا وامام المسلمين معمر القذافي ...

و على عكس ما يشعر بعض من اليمنيين في الداخل والمهتمين باليمن في الخارج ،آمنت بأن لعامل الزمن لثورتنا المظفرة فوائد وانجازات جمة على أكثر من صعيد تحققت وبشكل سلمي _سأسرد ما تيسر منها لا حقا_ وكلما أمتد الزمن ودب قلق عام بين حين وآخر نتيجة تأثرهم بشغل ممنهج (اعلامي،سياسي،عسكري) لخصوم الثورة بالداخل والخارج ،تثبت متواليات العمل الثوري تقدم الثورة السلمية ،ونجاحات لا حصر لها تشير في شتي الميادين بأقل الخسائر ،و كل هذا عائد لصمود اليمنيين جنوبا وشمالا في مواجهة صالح وبقايا نظامه ...

قد تختلف ثورتنا السلمية عن ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا ،كون واقعنا اليمني مختلف ،واعتبارات اخرى تختلف من ثورة الى اخرى قياسا بنا ،منها ما هو سياسي ومجتمعي ،وما يتصل به من تعقيدات حاول صالح وعائلته الحاكمة استغلالها وتسخير كل طاقاتهم متوهمين بقدرتهم على وأد الثورة أو على الأقل تجنب السقوط الدراماتيكي ،وهروبهم من طوفان الثورة الى مربع الحل السياسي بطلب تدخل دول مجلس التعاون ومن ثم الدول الغربية لفرض واقع غير ثوري ،طمعا بالبقاء من خلال مسلسل جهنمي فشل في تحقيق رغبتهم في حرف مسار الثورة عن سياقها السلمي ومهما تمادى صالح وعائلته في جنوحهم لتفجير الوضع العسكري من حروبهم المستعرة في صنعاء وتعز ،او لعبتهم المفضوحة على ورقة القاعدة في ابين وعدن ...الخ ..

وللتدليل على ما اسلفت سرده، يبدو ان قدرنا شاء ان يصل قطار الثورة الى آخر محطات الخلاص من صالح ومخلفاته كحاكم عسكري لا يحتمل ،فبعد تخلق شعب في الساحات وحدته على الثورة ضد عصابة " النهدين " على اكمل تحرر ،ومن محاسن هذه الثورة تطهير ذاكرة اليمن من عار ثلاثة عقود من القهر والحرمان احس فيها كل يمني بعمق تراجيديتها ،تبلغ ذروتها المؤلمة في حلول كل ذكرى وطنية ، او مناسبة دينية ..

فبعد توحد الشعب بعد في مايو الفائت اتمام لوحدة الأرض في مايو 1990م ،صامت الثورة عن إراقة أي قطرة دم يمني ،وصلى غالبية الثوار صلاة التراويح في شهر رمضان ،واستعاد الشعب يمنه الجمهوري كما هو _لا كما حرفته دائرة التوجيه المعنوي _ في سبتمبر ،لتكتمل لوحة اليمن الجديد في أكتوبر التحرير في صيرورة نضالية بنهج سلمي ،جسدته ارادة شعبية استعصت على ارادة الديكتاتور وشركائه من عسس وعسكر و"بلطجية" ، سيحل عيد الاضحى على غير عادته ضيفاً في ساحة ثورة سيهب ملايين من اليمنيين لإحيائه افراحه بمواصلة خيار الحياة بالثورة في تخليص البلد من "جرجوف" الشر المميت ..

انها ثورة للكرامة ،وبداية لحياة كلها اعياد لا يلوثها خطاب "صاحب الفخامة الأمي" المعروف بحرصه على تقيأ ....عشية كل عيد، و كما قوبلت اطلالته لهذا العام ،سيبصق الشعب الحر بوجه "جرجوف" النهدين بصقته الأخيرة ، بإعتباره كائن مقرف ومصاص دم ...

و ما ضر شعب عظيم اثبت للعالم عظمته ونبل اخلاقه بإستثناء صالح وعصابته ليس بصلة بأي خلق او قيم رفيعة ،وما شهده العالم من تصرفات الرجل خلال هذا العام في حربه على الشعب ومراوغاته المتواصلة في التخلي عن السلطة من خلال مبادرة فصلت وفقا لرغبته ،ومع هذا من حق كل من شارك في انجاح الثورة السلمية ولو بالدعاء للمعتصمين في الساحات والساهرين على امتحان التغيير السلمي في ثورة اسقاط عتل مرعب وعائلة اجرامية حكمت البلد بالسوط والساطور ،وما انفكت محاولاتهم المتأخرة لوأد حلمنا الجميل بحياة حرة اوغلت الضواري في نهش حقوقه وكرامته بلا رحمه على مدار ثلاثة عقود في مغارة "علي بابا " ..

فيا عيدنا، نحن في انتظارك في الساحات والميادين معتصمين بحبل ثورة لا تنفصم عراها بالقذائف والصواريخ، بل تزيد من رغبتنا في التغيير الشامل لهذا الواقع ولن نقبل بنصف عيد ونزر فرح ،وانما سنعود بوطن او لا وطن كما فقهنا الأب الروحي لهذه الثورة الشهيد / جار الله عمر ..

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

طه الجنيد ... خالد سعيد اليمن


-->
 بحضور قيران تم تعذيبه حتى الموت ،والتمثيل بجثته  .. قصة الشهيد طه الجنيد
كتب/محمد سعيد الشرعبي
في تعز حيث الحرب على مدينتها الحاسمة وريفها الثائر مستمر ة من قبل قوات صالح واجهزته الأمنية ،وبقدر ما اماطت الثورة لثام الحقد السلطوي تجاه هذه المحافظة ،تتوالى توارد قصص لجرائم القتل العمد والقنص الممنهج والتعذيب حتى الموت لكثير من ابناء المحافظة دونما سبب اقترفوه سوى تأييده للثورة السلمية ...
آخر جريمة اهتزت لها تعز وبقية محافظات اليمن ،مقتل الثائر الشاب طه محمد احمد الجنيد ،بعد تعذيبه حتى الموت على مجرمي صالح بعد يوم من اعتقاله الى موقع للحرس الجمهوري الكريفة السفلى بصبر الموادم جنوب مدينة تعز، وهو موقع عسكري جديد من ابرز قيادته عبدالله محمد البرح والعقيد محمود عبدالرحمن الشعبة ومختار على عبده مصطفى عبد القادر سعيد..
وفي تصريح لـ(المصدر) كشف عم الشهيد بأن الجريمة بدأت بإعتقال طه من قبل الموقع العسكري منتصف ليلة الأحد ،وتم احتجازه في زنزانة بموقع الحرس بمنطقة الكريفة السلفى ،وقاموا بتعذيبه ،بحضور مدير أمن تعز العمدي/ عبدالله قيران المتواجد في الموقع ،بعد رفضه الافصاح عن أي معلومة للمحققين العسكريين بعد الرجوع الى قيران وقائد المعسكر ...
ويضيف عبدالباسط احمد الجنيد _ عم الشهيد طه _ ،قاموا بالتمثيل بتعذيبه حتى الموت كما قاموا بالتمثيل بجثة طه ،حيث قاموا ببتر احد اذنيه وكسر يده ورجله ،وطعنه بالخناجر في الرأس والظهر والأرجل ،وجثته التي ادخلت الى المستشفى الميداني بساحة الحرية تؤكد بشاعة التمثيل بجثة طه الجنيد ذلك الشاب المعروف بين زملائه في جامعة تعز وساحة الحرية بنقاء روحه الثورية ..
وبحسب عمه ،كان الشهيد طه محمد الجنيد ،يقول لأسرته كلما طلبوا منه اخذ الحيطة والحذر في المسيرات واثناء قصف ساحة الحرية قبل وبعد المحرقة التي تعرضت لها الساحة اواخر مايو الفائت " لا تقلقوا عليا فأن شهيد على اية حال" ،وبمرارة المفجوع بأبن اخيه الذي حمل عبدالباسط الجنيد مدير امن تعز وقائد الحرس والسلطة المحلية وقائد موقع الكريفة السفلى كامل المسؤولية ازء تعذيب طه حتى الموت والتمثيل بجثه بطريقة بشعة ..
يذكر بأن الشهيد طه محمد احمد الجنيد طالب في مستوى رابع بكلية التجارة بجامعة تعز ،عرف بحضوره العلمي والسياسي بين زملائه في الجامعة، و كان من ابرز الوجوه الشبابية الذين دشنوا اول اعتصام مفتوح في اليمن يطالب بإسقاط نظام صالح ليلة الـ 11 فبراير الماضي شمال مدينة تعز ..
وما كشف عن الجريمة وملابساتها المرعبة تعيد الى الأذهان جريمة قصة المصري الشهيد /خالد سعيد الذي قتل في احد سجون الأمن الوطني بمصر الذي تشبه طبيعة سجونها قبل الثورة واقع سجون علي صالح واجهزته الأمنية والعسكرية ،وفي تصريح لـ(المصدر) قال الناشط في الثورة اليمنية هاني الجنيد بأن ما تعرض له قريبه طه من جريمة تعذيب وتمثيل بجثته على يد اجهزه الأمن والجيش بتعز تشبه الى حد بعيد قصة المصري خالد سعيد ،مضيفا " طه الجنيد هو خالد سعيد اليمن " ... وهذا ما يتفق عليه كثيرا من شباب الثورة اليمنية في تعز وبقية محافظات الجمهورية ...