الأحد، 25 مارس 2018

جنة الشرعية وجهنم الإنقلاب


جنة الشرعية وجهنم الإنقلاب

محمد سعيد الشرعبي

لا أحبذ المقارنة بين قوات الشرعية والإنقلاب في تعز بحكم انحيازي الكامل للجمهورية ضد الإمامة، ولكن هناك ضرورة لتذكير من امتهنوا القتل وادمنوا النهب بأحد تبعات كوارثهم.

 

تُسمي النخب التعزية الحوثيين "مليشيات إنقلابية"، ومكونات المقاومة "قوات شرعية"، وللتاجر والمواطن العادي رأي مختلف، ويسميها بحس الباحث عن الأمن، ولو عند الشيطان.

 

الحوثيون "الانقلابيون" يحاصرون تعز ويقصفون الأحياء، والمنفلتون "الشرعيون" يستبيحون دماء الأبرياء وأملاكهم، ولهذا لدى المواطن ظلم ذوي القربى أشد من "القذائف الحوثية"!

 

خلال ثلاثة أيام قتل وأصيب أكثر من عشرة مدنيين، من بين القتلى، امرأتين وطفل، بنيران عصابات تابعة لقيادات "الشرعية"، ولم تسجل جريمة في الحوبان الخاضعة لـ" المليشيات الإنقلابية".

 

بعد ثلاث أعوام من الحرب تغيرت القناعات وتزايدت الهجرات الجماعية من "جنة الشرعية" نحو "جهنم الإنقلاب" في الحوبان، هكذا يتحدث من يرى النزوح العكسي خلاصه الوحيد ممن يزعم حمايته.

 

بداية الحرب كان الناس ينزحون من مناطق سيطرة الإنقلاب إلى مناطق نفوذ الشرعية، وفي تعز -حاليا-تتزايد موجات الهجرات العكسية، وهذا نتاج طبيعي لكوارث الإنفلات الأمني.

 

يقول الناس العاديين والتجار، في " جنة الشرعية" يغتالك هذا وينهبك ذاك، وليس هناك دولة تحميك أو تصون حقك، وفي "جهنم الإنقلاب" لا أحد يجرؤ على اعتراضك إذا لم تكن معارضا لهم.

 

سيستقر الناس حيث وجد الأمن، وتخلى بعضهم عن مواقفهم ضد الإنقلاب نتيجة ظلم المحسوبين على الشرعية، ولهذا يتسرب الآلآف للعيش في الضفة الأخرى بلا خوف من الكهنوت.

 

لقد تسبب الإنفلات في انتقال آلاف السكان وعشرات التجار مكرهين من كذبة فردوس المناطق "المحررة" باتجاه المدن"المحتلة"، ولم يستشعر أحد سبب هذا المآلات الكارثية، ويعمل على إنقاذ الموقف.

 

يضحي أبناء تعز منذ ثلاثة أعوام بهدف إنهاء وجود المليشيات الإنقلابية المحيطة بالمدينة، ومع ذلك، تستبيح دمائهم واملاكهم عصابات قيادات الشرعية، وهذه جرائم كبرى وخيانة عظمى.

 

المطلوب من المحافظ الجديد أمين محمود تفعيل دور مؤسسات الدولة، أولها، الشرطة، بهدف ضبط الأمن، وإنقاذ السكان من إجرام عصابات الإنفلات الوجه الآخر لمليشيات الإنقلاب.

 

أدرك تحديات ومتطلبات تعزيز حضور الدولة وضبط الأمن في مدينة منكوبة تحكم من قبل عصابات منذ ثلاثة أعوام، ولكن إذا وجدت إرادة سيكون تشخيص العلل المستعصية ومعالجتها سهلا على المحافظ.

 

اقولها بصريح العبارة، لن يهزم الإنقلاب إذا لم يوضع نهاية للإنفلات، ولا معنى لتحرير المحافظة في ظل تغييب حضور الدولة هدفا الجماعات المؤدلجة، فالنصر ليس ضربة حظ، وضبط الأمن ضرورة هامة لإعادة ثقة الناس بالجمهورية.

 

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

غزوة الوكلاء الخمسة


غزوة الوكلاء الخمسة

محمد سعيد الشرعبي

بعد يومين من إعلان الحكومة تخصيص ثلاثة مليار ريال للإعمار والجرحى في تعز هب الوكلاء الخمسة إلى عدن لمقابلة أحمد عبيد بن دغر.

خصصت الحكومة "ملياري ريال لإعمار المنشآت والمنازل، ومليون دولار للجرحى، ومليون دولار للجنة الطبية"، وهذه غنيمة تسيل لعاب الوكلاء ودفعتهم للتوجه سرا إلى عدن.

يقولون استدعاهم رئيس الوزراء، والواقع يثبت انهم أعلنوا النفير لاستلام مخصصات إعادة إعمار المؤسسات والمنازل والجرحى بسبب غياب المحافظ المعني بذلك.

يتسابق الوكلاء على الظفر في استلام المليارات دون امتلاك أحدهم رؤية عملية لإدارة ملف الإعمار المؤسسات والمنازل المدمرة أو المتضررة من الحرب.

تحرك الوكلاء فرادى بمعية طواقمهم الحزبية بهدف حسم غزوة تبة معاشيق والفوز بالغنيمة الكبيرة، والتي ستكون فاتحة كعكة الإعمار في المحافظة، كما يتوقعون.

ونسى الوكلاء الخمسة أن 80 مؤسسة ومنشأة حكومية يفترض إعادة ترميمها أو إعمارها ماتزال تحت سيطرة الفصائل والعصابات، ولم يعلموا على استعادتها منذ عام.

اعادة الإعمار في تعز بحاجة ميزانية ضخمة تحددها رؤية عملية شاملة وتنفذها جهة حكومية مختصة يتم تشكيلها بقرار جمهوري، وتكون تحت إشراف الحكومة والمحافظ.

تعز بلا محافظ، وسباق الوكلاء الخمسة على الغنيمة يظهر واقع الفراغ في رأس السلطة المحلية، وهذا الواقع المخجل يتطلب من الرئيس سرعة تعيين محافظا للمحافظة.

تذكرنا غزوة الوكلاء الخمسة إلى معاشيق بغزوة قادة فصائل المقاومة وألوية الجيش لمقابلة قيادة قوات التحالف قبل أكثر من عام، وهدف أبطال الغزوتين احتكار تمثيل تعز، والسطو على المخصصات.

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

تعز بين الفصائل و "الطواير"


تعز بين الفصائل و "الطواير"

محمد سعيد الشرعبي

تعيش تعز وسط حرب قذرة وحصار همجي بكل ما حملت نكبة الإنقلاب من وجع الفقد وآهات الجوع والمرض ومآسي التشرد والحصار.

يدفع المدنيون في تعز فاتورة الانحياز للجمهورية في مواجهة الإنقلاب وفوقها ثمن تضارب أولويات قيادات الشرعية والتحالف وشبح "الحرب على الإرهاب"!!

لم يتوقف نزيف دماء المدنيين في تعز بنيران أوباش الإنقلاب وعصابات الإنفلات، وبعض ضربات مقاتلات التحالف، وآخرها، مقتل إمرأتين وطفلة في العروس.

يبدو لي قصف هوائيات اذاعة محلية في العروس أعلى جبل صبر رسالة واضحة لمالك الإذاعة ومقدمة لضربات تستهدف قيادات متطرفة، وهناك ترقب لإعلان مرحلة الحرب على الإرهاب في تعز.

نكذب على أنفسنا لو صدقنا مزاعم "ضربات خاطئة"، فالصراع على النفوذ في المدينة حقيقة، ومخططات الحرب على الإرهاب نارا تحت رماد النكبة، وستظهر تدريجيا على الواقع.

الموت يخيم على تعز من كل اتجاه والحصار يخنق أنفاس المدينة، وملايين السكان يصارعون المجاعة والكوليرا وإنفلات الأمن وغياب الخدمات الصحية وتعطل العملية التعليمية وعدم صرف الرواتب.

تعاني تعز منذ ثلاثة أعوام أكثر من أي مدينة أخرى، والجميع متورط في الانتقام من انسانها، ولكل طرف أدواته في القتل الممنهج والحصار المشين والإنفلات الأمني والتجويع المتعمد .

وتثبت الأحداث الكارثية والمآسي المستفحلة اتفاق أطراف النزاع على إبقاء تعز وسط نار ثالوث الحرب والجوع والمرض، وعرقلة اي خطوة لبعث الحياة في مدينة شبعت من الموت.

رغم ويلات الحرب وتحديات المرحلة لم يتخلق قيادة تعزية قوية تعبر عن إرادة الناس في محافظة محكوم عليها الاستسلام لجماعات التطرف لتبرير تحويلها إلى ساحة لتصفية الحسابات المحلية والدولية.

حصاد ثلاثة من نكبة تعز أفرزت تجار حروب ومآسي لا رجالات دولة، وتم تطويع الواقع لسلطة عصابات المافيا لا مؤسسات الدولة، وحلت الجماعات بدلاً عن الأحزاب، واشتد الصراع بين القيادات على فتات الفساد.

ستظل تعز تنزف دما ويموت أبنائها جوعا ومرضا، ولن يبكيها أحد كون أطراف النزاع أرادوا للمحافطة البقاء ساحة لتجارة الحرب والمآسي، وحائط مبكى، وتهيئة واقعها لحروب الفصائل وضربات "الطواير"!!

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

في وداع عرفات


في وداع عرفات

محمد سعيد الشرعبي

منذ بدأت نكبة اليمن فقدت كثيرا من أعز الأصدقاء والزملاء ولن يكون آخرهم الصحفي القدير اليمني الأصيل والتهامي النبيل عرفات مدابش.

عرفته في بداية حياتي الصحفية صحفيا قويا مقاوما لإصابته بحادث مروري وله إبداعه الخاص في تغطية الأحداث في راديو سوا وصحيفة السرق الأوسط إلى جانب موقعه " التغيير نت".

عملت مع عرفات في موقع التغيير نت في عز الأحداث السياسية الأمنية والعسكرية المصاحبة لانطلاقة ثورة الحراك الجنوبي ونهايات حرب صعدة وقبيل ثورة 11 فبراير.

وجعل من التغيير نت نافذة إلكترونية إخبارية لنقل الفعاليات والأنشطة السلمية للحراك الجنوبي ومنصة للقيادات الجنوبية في الداخل والخارج دون اكتراث بالأجهزة الأمنية.

ويعد أبرز الصحفيين المساندين لحقوق أبناء الجنوب حين كانت وسائل الإعلام اليمنية تخشى قمع الأجهزة الأمنية التابعة لنظام علي صالح.

كان عرفات مدابش صحفيا مهنيا، وخبرته إنسانا صادقا شجاعا، يعتز بمهنته ويتمسك بمهنيته في مرحلة عاصفة بالأحداث والمتغيرات والانحيازات والانكسارات الكبرى.

قاوم عرفات إصابته بإرادة نادرة وتجاوزها بعد سنوات من المعاناة، وانحاز للشرعية في مواجهة الإنقلاب، وتم تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام.

بالأمس تحدثنا عن الجنوب ومشروع الدولة الاتحادية وقضية التهامة وتحرير الحديدة، وكان متفائلا بانتصار إرادة الشعب على الإنقلاب، واقتراب هزيمة التنظيمات الإرهابية.

ظهر اليوم قرأت الخبر الفاجع عن وفاة الصديق عرفات مدابش أثر إصابته بذبحة صدرية في عدن المدينة التي يحبها وعمل لأجل انتصار أهلها على الظلم والاستبداد.

وداعاً صديقنا عرفات مدابش، ورحمة الله تغشى روحك، وعظيم تعازينا لأنفسنا والوسط الصحفي واسرتك ومحبيك داخل وخارج اليمن.

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

تعز.. قلب ثورة 14 أكتوبر


تعز.. قلب ثورة 14 أكتوبر

محمد سعيد الشرعبي:

مثلث تعز منتصف القرن العشرين قلب ثورة 14 أكتوبر، وميدانا متقدما لتدريب وإعداد أبطال التحرير، وشريان إمدادهم بالسلاح والمال، ونقطة عبورهم إلى العالم.

 

وعقب قيام النظام الجمهوري شمال اليمن أصبحت تعز السند الأكبر لأبطال ثورة 14 أكتوبر وقبلة رواد الحركة الوطنية التحررية من جور الاستبداد شمالا والاستعمار جنوبا.

 

وشكل نشاط ونقاشات الأحرار بمدينة تعز نقطة تحول كبرى في مسار العمل الوطني اليمني المتزامن مع المد القومي العربي الذي اجتاح المنطقة بزعامة عبدالناصر.

 

حيث ظهر البعث العربي الاشتراكي في تعز عام 1957، و بدأت حركة القوميين العرب نشاطها في المدينة عام 1959، وفيها نضجت الرؤية الوطنية للثورة الأكتوبرية.

 

وافتتح رسمياً أول معكسر تدريب وإعداد أبطال أكتوبر في تعز مطلع عام 1964، وكان هناك معسكرات للأحرار من قبل ذلك، وكانت تدار من قبل قيادة الجبهة القومية.

 

كما افتتحت الجبهة القومية مكتبها الرئيسي بمدينة تعز في 3 يونيو 1964 بحضور الرئيسان قحطان الشعبي وسالم ربيع علي ورمز الفداء الأكتوبري الشهيد عبود الشرعبي وقيادات أخرى.

 

وساعد وجود قيادات الجبهة القومية وقيادة القوات المصرية في مدينة تعز وتعاون أبطال 26 سبتمبر من  إمدادات السلاح إلى ابطال ثورة 14 أكتوبر لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني.

 

ونقلت اول شحنة أسلحة من تعز إلى ذئاب ردفان في 9 يونيو عام 1964، وارسلت شحنة ثانية في نوفمبر من ذات العام، وساعدت هذا الإمداد في إشعال أقوى بداية لثورة 14 أكتوبر.

 

وشكلت تعز حلقة وصل قيادة ثورة 14 أكتوبر مع العالم، وكان أفراد وقيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير ينتقلون عبر المدينة من عدن إلى مصر.

 

وعملت نخبة تعز مع أبطال التحرير على رفع الروح التحررية لدى المجتمع عبر وسائل الإعلام والتواصل المتاحة للأحرار في تلك المرحلة الوطنية المشرقة.

 

ومثلت إذاعة تعز ناطقا رسميا بأسم ثورة 14 أكتوبر من بداية معركة التحرير حتى جلاء آخر جندي بريطاني من الجنوب، كما صدرت صحيفة الطليعة عام 1960 برئاسة عبدالله باذيب.

 

وتصدرت قيادات تعزية مشهد ثورة 14 أكتوبر الخالدة بحكم تضحياتهم في معارك تحرير الجنوب، من بينهم، الرئيس الشهيد عبدالفتاح اسماعيل والمناضل محمد سعيد عبدالله «محسن»، وغيرهم من الأبطال.

 

ويعد مهيوب علي غالب الشرعبي، المعروف بـ«عبود» من أبرز القيادات العسكرية لثورة 14 أكتوبر، واختارت قيادة التحرير يوم استشهاده11 فبراير 1967 يوما للشهيد الجنوبي.

 

وتقديراً لمكانتها وتضحياتها، زار الرئيس المصري جمال عبدالناصر مدينه تعز في 24 أبريل 1964، وألقى كلمة، صدح فيها بعبارته الخالدة : « على بريطانيا العجوز أن تأخذ عصاها وترحل من عدن».

 

ما يحز في النفس تنكر ساسة وإعلام الجنوب دور تعز وأبنائها في ثورة 14 أكتوبر الخالدة رغم عجزهم عن تجاهل حقائق الثورة الأكتوبرية بعد أربعة عقود من قيامها.

ماذا بعد افتتاح البنك المركزي في تعز؟؟


ماذا بعد افتتاح البنك المركزي في تعز؟؟

محمد سعيد الشرعبي :

إعادة افتتاح فرع البنك المركزي في تعز ليس انجازا تاريخيا بل خطوة أولى على طريق تفعيل مؤسسات الدولة المغيبة من قبل أطراف اللادولة في الشرعية.

تعز مهد الجمهورية وبإرادة أبنائها شيدت مؤسسات الدولة من صباح ثورة 26 سبتمبر 1962، ولا يمكن لأحد المزايدة عليهم بافتتاح فرع البنك المركزي.

ويظل السؤال الأبرز في تعز : ماذا بعد افتتاح فرع البنك المركزي بالمحافظة في ظل استمرار الحرب والحصار والمجاعة؟؟

تفعيل المؤسسات في تعز ليست معجزة إذا اختير محافظا شجاعا وقادرا على العمل داخل المحافظة، ووفر له الدعم اللازم للقيام بمهامه بدلاً من الخذلان.

هناك طاقم إداري محترف في تعز، وبعد توفر القرار بدأت الشرعية خطوات تعزيز حضور سلطات الدولة بهدف احتواء السخط الشعبي المتزايد جراء إهمال المحافظة.

وبلا شك، افتتاح البنك المركزي خطوة ضرورية - ولو كانت متأخرة-، وتوقف عبث مافيا الفساد بالايرادات، وتعزز استقرار عملية صرف مرتبات موظفو الدولة.

والاحتفاء الجماهيري بإعادة افتتاح فرع البنك دليلا على ايمان أبناء المحافظة بالدولة ورفضهم استمرار بقاء قرار تعز بيد المافيا التابعة لهضبة الشرعية.

والأهم بعد افتتاح فرع البنك المركزي في تعز تنظيم تحصيل إيرادات الدولة واستعادة الايردات المصادرة من قبل هوامير الفساد وتوريدها إلى البنك.

ويحسب لرئاسة مصلحة الهجرة والجوازات تدوين اسمهم كأول مؤسسة حكومية تورد رسوم تحصيل الجوازات إلى البنك المركزي بعد ساعة من افتتاحه.

وتعزيزاً لحضور الدولة ينبغي تفعيل أجهزة الشرطة من أجل تثبيت الأمن وإنهاء الإنفلات وتطهير المدينة من العصابات المسلحة والتنظيمات المتطرفة.

كما تتحمل قيادة الأمن والجيش مسؤولية استكمال إجلاء كافة المؤسسات المحتلة من مسلحو الكتائب والجماعات المتطرفة والأحزاب بدون استثناء.

ولن ننسى مازالت المقرات الرئيسية للبنك المركزي وقيادة المحور وإدارة الأمن وأكثر من عشرين مؤسسة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وهنا التحدي الأكبر !!

ستعمل مافيا الفساد والعصابات والتنظمات على عرقلة تعزيز حضور الدولة في المحافظة، وهذا يتطلب وجود إرادة محلية وأمنية وعسكرية لمواجهة الاحتمالات السيئة.

الخميس، 28 سبتمبر 2017

أوهام الحزام ومافيا الإخوان


أوهام الحزام ومافيا الإخوان

محمد سعيد الشرعبي

دمرت الحرب كل شيء في اليمن، و زادت البطولات الوهمية، ولن يكون آخرها مزاعم رفض محافظ تعز المخلوع تأسيس حزام أمني بدعم خارجي!!

يزعم محافظ تعز المخلوع رفضه طلب تأسيس حزام أمني بطلب من أحد دول التحالف مقابل دعمه الدائم في قضايا كثيرة، بحسب ما نشره برلماني إصلاحي.

لم اتفاجأ شخصيا بزيف مزاعم المحافظ المخلوع لأن دوافعه معروفة بحثا عن منصب، وهدف متداوليها قطرنة وعي أبناء المحافظة، وصرف الأنظار عن قضايا خطيرة وكبيرة.

هدف الإخوان صرف أنظار أبناء تعز عن فضيحة تعيين أربعة وكلاء للمحافظة ومدير أمن منهم بعد سيطرتهم على قيادة المحور وكافة المؤسسات المدنية.

يبحث المحافظ المخلوع عن منصب جديد وبطولة أخيرة تنقذ صورته التي تهشمت جراء فشله في قيادة المحافظة، وشرعنة سلطة المافيا، وتورطه في جرائم نهب الإيرادات.

مزاعم المحافظ المخلوع تدحض تأكيدات قيادات إخوانية بوجود حزام أمني في تعز مدعوم من التحالف، و لا يدين بالولاء للشرعية، و الأصح قوات لا تخضع لهم.

ألتقى الحاكم العسكري الإخواني لمحافظة تعز "سالم" بالوفد الحكومي مساء 26 سبتمبر، وعبر لهم بصراحة عن أنزعاجه الشديد من دعم التحالف لكتائب وألوية دون غيرها في تعز.

وصف الحاكم الإخواني سالم قوات اللواء 35 مدرع واللواء 170 د /ج مليشيات يقودها سفهاء مدعومين من الامارات، ويشكلون حزام أمني على مدينة تعز.

يقصد سالم كتائب اللواء 35 مدرع المتواجدة شرق وجنوب وغرب مدينة تعز، وقوات اللواء 170 د /ج المرابطة شمال شرق المدينة.

اللواء 35 مدرع أول لواء تشكل باسم الجيش الوطني في اليمن، وافراد اللواء 170 د/ج كانوا نواة المقاومة في تعز، واعتبارهم مليشيات مثيرة للضحك والغرابة.

يعتبر الإخوان اي لواء عسكري في تعز لا يخضع بالولاء لحاكمهم العسكري مليشيات خارجة عن سلطة التنظيم، ويرشقوا قيادات تلك الألوية بالتهم الجاهزة بلا خجل.

كما يقفز بعض الحمقى لتخوين بعض القيادات العسكرية المقاومة للمليشيات الإمامية وقيادات الأحزاب المطالبة بإنهاء سيطرة أدوات مراكز نفوذ الهضبة على قرار تعز.

بين كذبة رفض تشكيل حزام أمني ومزاعم وجوده، ينتظر أبناء تعز تعيين محافظ جديد وشجاعا للمحافظة وليس محافظا للجماعة على غرار المحافظ المخلوع.

مطلب أبناء تعز إنهاء سلطة عصابة المافيا واستمرار عملية بناء الجيش الوطني، و إخضاع قرار جميع الألوية للقيادة العسكرية بدلاً من إبقاء بعضها بيد الأحزاب.

ولا يمكن لأي طرف التشدق بالحرص على تعز اليوم لأن أبناء المحافظة قدموا تضحيات يومية عظيمة انتصاراً لمؤسسات الدولة وليس تكرسياً لسلطات حزبية أو مليشياوية.

الأحد، 24 سبتمبر 2017

نريد دولة.. لا سالم ولا عباس


نريد دولة.. لا سالم ولا عباس

محمد سعيد الشرعبي

من الغباء إبقاء حاضر ومستقبل تعز في مهب حسابات إخوان قطر وسلفيو الإمارات، وتمييع مطالب أبناء المحافظة بوصفها صراعات بين الناصري والإصلاح.

هناك ضرورة لإسقاط المافيا، وإيقاف الإنفلات الأمني، وتفعيل مؤسسات الدولة، وتطبيع الحياة والتخفيف من وطأة الحرب والحصار والمجاعة.

ولن يكون ممكنا إنهاء سلطة عصابات المافيا، وإعادة تطبيع الحياة في تعز قبل تعيين محافظ جديد قادر على تفعيل مؤسسات الدولة وإنقاذ المحافظة

و ينبغي تعيين قائد محور يقوم بإصلاح أخطاء دمج فصائل المقاومة في الجيش والشرطة بدلاً من القبول بالبناء الحزبي أو وجود فصيل مسلح مرتبط بقائد أو جماعة.

وبهذا الشأن اطالب القيادي السلفي عادل فارع بسرعة الاستجابة لقرارات دمج كتائبه بقوات اللواء 35 مدرع والخضوع لقيادة اللواء، وكذلك كتائب حسم وغيرهما.

كما أطالب الإخوان بقيادة عبده فرحان "سالم" التوقف عن مصادرة قرار الدولة، وعدم السيطرة على المؤسسات، وترك السلطة المحلية تعمل وفقا للنظام والقانون.

لا أنكر دور اي فرد أو كيان مقاوم للإمامة، وهذا لا يعني ترك حياة وحقوق أبناء المحافظة عبثا لبنادق الإنفلات، أو القبول ببقاء قرار الدولة بيد حزب سياسي.

لا يتسع المجال هنا لسرد حقائق تورط سلطة الأمر الواقع الإخوانية والكتائب السلفية والجماعات المتطرفة في معارك وتصفيات تعصف بتعز منذ عام ونصف.

وبعيداً عن حمى الصراع العسكري والسياسي الملتهب في تعز، هناك عدو يستهدف الجميع، ولن يتتحق النصر عليه قبل إنهاء سلطة المافيا، وتفعيل مؤسسات الدولة.

تذكير الأغبياء :

كنت اول المطالبين بدمج المقاومة، وتشكيل الألوية العسكرية لإنقاذ تعز من الصراعات المحتملة بين الفصائل في عز تسبيح الأغبياء بحمد قادتهم وأحزابهم.

أما اليوم وبعد عامين من الحرب والحصار، أنا وكل أبناء تعز نشدد على ضرورة تفعيل المؤسسات وتعزيز حضور الدولة، ولن نقبل بسلطة سالم الإخوان أو سلف العباس.

واجدد التأكيد على موقفي الرافض لجميع محاولات تحويل تعز إلى ساحة لتصفيات الحسابات بين قطر والإمارات عبر أدواتهم المحلية المعروفة للجميع.