الاثنين، 20 نوفمبر 2017

غزوة الوكلاء الخمسة


غزوة الوكلاء الخمسة

محمد سعيد الشرعبي

بعد يومين من إعلان الحكومة تخصيص ثلاثة مليار ريال للإعمار والجرحى في تعز هب الوكلاء الخمسة إلى عدن لمقابلة أحمد عبيد بن دغر.

خصصت الحكومة "ملياري ريال لإعمار المنشآت والمنازل، ومليون دولار للجرحى، ومليون دولار للجنة الطبية"، وهذه غنيمة تسيل لعاب الوكلاء ودفعتهم للتوجه سرا إلى عدن.

يقولون استدعاهم رئيس الوزراء، والواقع يثبت انهم أعلنوا النفير لاستلام مخصصات إعادة إعمار المؤسسات والمنازل والجرحى بسبب غياب المحافظ المعني بذلك.

يتسابق الوكلاء على الظفر في استلام المليارات دون امتلاك أحدهم رؤية عملية لإدارة ملف الإعمار المؤسسات والمنازل المدمرة أو المتضررة من الحرب.

تحرك الوكلاء فرادى بمعية طواقمهم الحزبية بهدف حسم غزوة تبة معاشيق والفوز بالغنيمة الكبيرة، والتي ستكون فاتحة كعكة الإعمار في المحافظة، كما يتوقعون.

ونسى الوكلاء الخمسة أن 80 مؤسسة ومنشأة حكومية يفترض إعادة ترميمها أو إعمارها ماتزال تحت سيطرة الفصائل والعصابات، ولم يعلموا على استعادتها منذ عام.

اعادة الإعمار في تعز بحاجة ميزانية ضخمة تحددها رؤية عملية شاملة وتنفذها جهة حكومية مختصة يتم تشكيلها بقرار جمهوري، وتكون تحت إشراف الحكومة والمحافظ.

تعز بلا محافظ، وسباق الوكلاء الخمسة على الغنيمة يظهر واقع الفراغ في رأس السلطة المحلية، وهذا الواقع المخجل يتطلب من الرئيس سرعة تعيين محافظا للمحافظة.

تذكرنا غزوة الوكلاء الخمسة إلى معاشيق بغزوة قادة فصائل المقاومة وألوية الجيش لمقابلة قيادة قوات التحالف قبل أكثر من عام، وهدف أبطال الغزوتين احتكار تمثيل تعز، والسطو على المخصصات.

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

تعز بين الفصائل و "الطواير"


تعز بين الفصائل و "الطواير"

محمد سعيد الشرعبي

تعيش تعز وسط حرب قذرة وحصار همجي بكل ما حملت نكبة الإنقلاب من وجع الفقد وآهات الجوع والمرض ومآسي التشرد والحصار.

يدفع المدنيون في تعز فاتورة الانحياز للجمهورية في مواجهة الإنقلاب وفوقها ثمن تضارب أولويات قيادات الشرعية والتحالف وشبح "الحرب على الإرهاب"!!

لم يتوقف نزيف دماء المدنيين في تعز بنيران أوباش الإنقلاب وعصابات الإنفلات، وبعض ضربات مقاتلات التحالف، وآخرها، مقتل إمرأتين وطفلة في العروس.

يبدو لي قصف هوائيات اذاعة محلية في العروس أعلى جبل صبر رسالة واضحة لمالك الإذاعة ومقدمة لضربات تستهدف قيادات متطرفة، وهناك ترقب لإعلان مرحلة الحرب على الإرهاب في تعز.

نكذب على أنفسنا لو صدقنا مزاعم "ضربات خاطئة"، فالصراع على النفوذ في المدينة حقيقة، ومخططات الحرب على الإرهاب نارا تحت رماد النكبة، وستظهر تدريجيا على الواقع.

الموت يخيم على تعز من كل اتجاه والحصار يخنق أنفاس المدينة، وملايين السكان يصارعون المجاعة والكوليرا وإنفلات الأمن وغياب الخدمات الصحية وتعطل العملية التعليمية وعدم صرف الرواتب.

تعاني تعز منذ ثلاثة أعوام أكثر من أي مدينة أخرى، والجميع متورط في الانتقام من انسانها، ولكل طرف أدواته في القتل الممنهج والحصار المشين والإنفلات الأمني والتجويع المتعمد .

وتثبت الأحداث الكارثية والمآسي المستفحلة اتفاق أطراف النزاع على إبقاء تعز وسط نار ثالوث الحرب والجوع والمرض، وعرقلة اي خطوة لبعث الحياة في مدينة شبعت من الموت.

رغم ويلات الحرب وتحديات المرحلة لم يتخلق قيادة تعزية قوية تعبر عن إرادة الناس في محافظة محكوم عليها الاستسلام لجماعات التطرف لتبرير تحويلها إلى ساحة لتصفية الحسابات المحلية والدولية.

حصاد ثلاثة من نكبة تعز أفرزت تجار حروب ومآسي لا رجالات دولة، وتم تطويع الواقع لسلطة عصابات المافيا لا مؤسسات الدولة، وحلت الجماعات بدلاً عن الأحزاب، واشتد الصراع بين القيادات على فتات الفساد.

ستظل تعز تنزف دما ويموت أبنائها جوعا ومرضا، ولن يبكيها أحد كون أطراف النزاع أرادوا للمحافطة البقاء ساحة لتجارة الحرب والمآسي، وحائط مبكى، وتهيئة واقعها لحروب الفصائل وضربات "الطواير"!!

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

في وداع عرفات


في وداع عرفات

محمد سعيد الشرعبي

منذ بدأت نكبة اليمن فقدت كثيرا من أعز الأصدقاء والزملاء ولن يكون آخرهم الصحفي القدير اليمني الأصيل والتهامي النبيل عرفات مدابش.

عرفته في بداية حياتي الصحفية صحفيا قويا مقاوما لإصابته بحادث مروري وله إبداعه الخاص في تغطية الأحداث في راديو سوا وصحيفة السرق الأوسط إلى جانب موقعه " التغيير نت".

عملت مع عرفات في موقع التغيير نت في عز الأحداث السياسية الأمنية والعسكرية المصاحبة لانطلاقة ثورة الحراك الجنوبي ونهايات حرب صعدة وقبيل ثورة 11 فبراير.

وجعل من التغيير نت نافذة إلكترونية إخبارية لنقل الفعاليات والأنشطة السلمية للحراك الجنوبي ومنصة للقيادات الجنوبية في الداخل والخارج دون اكتراث بالأجهزة الأمنية.

ويعد أبرز الصحفيين المساندين لحقوق أبناء الجنوب حين كانت وسائل الإعلام اليمنية تخشى قمع الأجهزة الأمنية التابعة لنظام علي صالح.

كان عرفات مدابش صحفيا مهنيا، وخبرته إنسانا صادقا شجاعا، يعتز بمهنته ويتمسك بمهنيته في مرحلة عاصفة بالأحداث والمتغيرات والانحيازات والانكسارات الكبرى.

قاوم عرفات إصابته بإرادة نادرة وتجاوزها بعد سنوات من المعاناة، وانحاز للشرعية في مواجهة الإنقلاب، وتم تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام.

بالأمس تحدثنا عن الجنوب ومشروع الدولة الاتحادية وقضية التهامة وتحرير الحديدة، وكان متفائلا بانتصار إرادة الشعب على الإنقلاب، واقتراب هزيمة التنظيمات الإرهابية.

ظهر اليوم قرأت الخبر الفاجع عن وفاة الصديق عرفات مدابش أثر إصابته بذبحة صدرية في عدن المدينة التي يحبها وعمل لأجل انتصار أهلها على الظلم والاستبداد.

وداعاً صديقنا عرفات مدابش، ورحمة الله تغشى روحك، وعظيم تعازينا لأنفسنا والوسط الصحفي واسرتك ومحبيك داخل وخارج اليمن.