الاثنين، 9 أكتوبر 2017

تعز.. قلب ثورة 14 أكتوبر


تعز.. قلب ثورة 14 أكتوبر

محمد سعيد الشرعبي:

مثلث تعز منتصف القرن العشرين قلب ثورة 14 أكتوبر، وميدانا متقدما لتدريب وإعداد أبطال التحرير، وشريان إمدادهم بالسلاح والمال، ونقطة عبورهم إلى العالم.

 

وعقب قيام النظام الجمهوري شمال اليمن أصبحت تعز السند الأكبر لأبطال ثورة 14 أكتوبر وقبلة رواد الحركة الوطنية التحررية من جور الاستبداد شمالا والاستعمار جنوبا.

 

وشكل نشاط ونقاشات الأحرار بمدينة تعز نقطة تحول كبرى في مسار العمل الوطني اليمني المتزامن مع المد القومي العربي الذي اجتاح المنطقة بزعامة عبدالناصر.

 

حيث ظهر البعث العربي الاشتراكي في تعز عام 1957، و بدأت حركة القوميين العرب نشاطها في المدينة عام 1959، وفيها نضجت الرؤية الوطنية للثورة الأكتوبرية.

 

وافتتح رسمياً أول معكسر تدريب وإعداد أبطال أكتوبر في تعز مطلع عام 1964، وكان هناك معسكرات للأحرار من قبل ذلك، وكانت تدار من قبل قيادة الجبهة القومية.

 

كما افتتحت الجبهة القومية مكتبها الرئيسي بمدينة تعز في 3 يونيو 1964 بحضور الرئيسان قحطان الشعبي وسالم ربيع علي ورمز الفداء الأكتوبري الشهيد عبود الشرعبي وقيادات أخرى.

 

وساعد وجود قيادات الجبهة القومية وقيادة القوات المصرية في مدينة تعز وتعاون أبطال 26 سبتمبر من  إمدادات السلاح إلى ابطال ثورة 14 أكتوبر لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني.

 

ونقلت اول شحنة أسلحة من تعز إلى ذئاب ردفان في 9 يونيو عام 1964، وارسلت شحنة ثانية في نوفمبر من ذات العام، وساعدت هذا الإمداد في إشعال أقوى بداية لثورة 14 أكتوبر.

 

وشكلت تعز حلقة وصل قيادة ثورة 14 أكتوبر مع العالم، وكان أفراد وقيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير ينتقلون عبر المدينة من عدن إلى مصر.

 

وعملت نخبة تعز مع أبطال التحرير على رفع الروح التحررية لدى المجتمع عبر وسائل الإعلام والتواصل المتاحة للأحرار في تلك المرحلة الوطنية المشرقة.

 

ومثلت إذاعة تعز ناطقا رسميا بأسم ثورة 14 أكتوبر من بداية معركة التحرير حتى جلاء آخر جندي بريطاني من الجنوب، كما صدرت صحيفة الطليعة عام 1960 برئاسة عبدالله باذيب.

 

وتصدرت قيادات تعزية مشهد ثورة 14 أكتوبر الخالدة بحكم تضحياتهم في معارك تحرير الجنوب، من بينهم، الرئيس الشهيد عبدالفتاح اسماعيل والمناضل محمد سعيد عبدالله «محسن»، وغيرهم من الأبطال.

 

ويعد مهيوب علي غالب الشرعبي، المعروف بـ«عبود» من أبرز القيادات العسكرية لثورة 14 أكتوبر، واختارت قيادة التحرير يوم استشهاده11 فبراير 1967 يوما للشهيد الجنوبي.

 

وتقديراً لمكانتها وتضحياتها، زار الرئيس المصري جمال عبدالناصر مدينه تعز في 24 أبريل 1964، وألقى كلمة، صدح فيها بعبارته الخالدة : « على بريطانيا العجوز أن تأخذ عصاها وترحل من عدن».

 

ما يحز في النفس تنكر ساسة وإعلام الجنوب دور تعز وأبنائها في ثورة 14 أكتوبر الخالدة رغم عجزهم عن تجاهل حقائق الثورة الأكتوبرية بعد أربعة عقود من قيامها.

ماذا بعد افتتاح البنك المركزي في تعز؟؟


ماذا بعد افتتاح البنك المركزي في تعز؟؟

محمد سعيد الشرعبي :

إعادة افتتاح فرع البنك المركزي في تعز ليس انجازا تاريخيا بل خطوة أولى على طريق تفعيل مؤسسات الدولة المغيبة من قبل أطراف اللادولة في الشرعية.

تعز مهد الجمهورية وبإرادة أبنائها شيدت مؤسسات الدولة من صباح ثورة 26 سبتمبر 1962، ولا يمكن لأحد المزايدة عليهم بافتتاح فرع البنك المركزي.

ويظل السؤال الأبرز في تعز : ماذا بعد افتتاح فرع البنك المركزي بالمحافظة في ظل استمرار الحرب والحصار والمجاعة؟؟

تفعيل المؤسسات في تعز ليست معجزة إذا اختير محافظا شجاعا وقادرا على العمل داخل المحافظة، ووفر له الدعم اللازم للقيام بمهامه بدلاً من الخذلان.

هناك طاقم إداري محترف في تعز، وبعد توفر القرار بدأت الشرعية خطوات تعزيز حضور سلطات الدولة بهدف احتواء السخط الشعبي المتزايد جراء إهمال المحافظة.

وبلا شك، افتتاح البنك المركزي خطوة ضرورية - ولو كانت متأخرة-، وتوقف عبث مافيا الفساد بالايرادات، وتعزز استقرار عملية صرف مرتبات موظفو الدولة.

والاحتفاء الجماهيري بإعادة افتتاح فرع البنك دليلا على ايمان أبناء المحافظة بالدولة ورفضهم استمرار بقاء قرار تعز بيد المافيا التابعة لهضبة الشرعية.

والأهم بعد افتتاح فرع البنك المركزي في تعز تنظيم تحصيل إيرادات الدولة واستعادة الايردات المصادرة من قبل هوامير الفساد وتوريدها إلى البنك.

ويحسب لرئاسة مصلحة الهجرة والجوازات تدوين اسمهم كأول مؤسسة حكومية تورد رسوم تحصيل الجوازات إلى البنك المركزي بعد ساعة من افتتاحه.

وتعزيزاً لحضور الدولة ينبغي تفعيل أجهزة الشرطة من أجل تثبيت الأمن وإنهاء الإنفلات وتطهير المدينة من العصابات المسلحة والتنظيمات المتطرفة.

كما تتحمل قيادة الأمن والجيش مسؤولية استكمال إجلاء كافة المؤسسات المحتلة من مسلحو الكتائب والجماعات المتطرفة والأحزاب بدون استثناء.

ولن ننسى مازالت المقرات الرئيسية للبنك المركزي وقيادة المحور وإدارة الأمن وأكثر من عشرين مؤسسة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وهنا التحدي الأكبر !!

ستعمل مافيا الفساد والعصابات والتنظمات على عرقلة تعزيز حضور الدولة في المحافظة، وهذا يتطلب وجود إرادة محلية وأمنية وعسكرية لمواجهة الاحتمالات السيئة.