الخميس، 28 سبتمبر 2017

أوهام الحزام ومافيا الإخوان


أوهام الحزام ومافيا الإخوان

محمد سعيد الشرعبي

دمرت الحرب كل شيء في اليمن، و زادت البطولات الوهمية، ولن يكون آخرها مزاعم رفض محافظ تعز المخلوع تأسيس حزام أمني بدعم خارجي!!

يزعم محافظ تعز المخلوع رفضه طلب تأسيس حزام أمني بطلب من أحد دول التحالف مقابل دعمه الدائم في قضايا كثيرة، بحسب ما نشره برلماني إصلاحي.

لم اتفاجأ شخصيا بزيف مزاعم المحافظ المخلوع لأن دوافعه معروفة بحثا عن منصب، وهدف متداوليها قطرنة وعي أبناء المحافظة، وصرف الأنظار عن قضايا خطيرة وكبيرة.

هدف الإخوان صرف أنظار أبناء تعز عن فضيحة تعيين أربعة وكلاء للمحافظة ومدير أمن منهم بعد سيطرتهم على قيادة المحور وكافة المؤسسات المدنية.

يبحث المحافظ المخلوع عن منصب جديد وبطولة أخيرة تنقذ صورته التي تهشمت جراء فشله في قيادة المحافظة، وشرعنة سلطة المافيا، وتورطه في جرائم نهب الإيرادات.

مزاعم المحافظ المخلوع تدحض تأكيدات قيادات إخوانية بوجود حزام أمني في تعز مدعوم من التحالف، و لا يدين بالولاء للشرعية، و الأصح قوات لا تخضع لهم.

ألتقى الحاكم العسكري الإخواني لمحافظة تعز "سالم" بالوفد الحكومي مساء 26 سبتمبر، وعبر لهم بصراحة عن أنزعاجه الشديد من دعم التحالف لكتائب وألوية دون غيرها في تعز.

وصف الحاكم الإخواني سالم قوات اللواء 35 مدرع واللواء 170 د /ج مليشيات يقودها سفهاء مدعومين من الامارات، ويشكلون حزام أمني على مدينة تعز.

يقصد سالم كتائب اللواء 35 مدرع المتواجدة شرق وجنوب وغرب مدينة تعز، وقوات اللواء 170 د /ج المرابطة شمال شرق المدينة.

اللواء 35 مدرع أول لواء تشكل باسم الجيش الوطني في اليمن، وافراد اللواء 170 د/ج كانوا نواة المقاومة في تعز، واعتبارهم مليشيات مثيرة للضحك والغرابة.

يعتبر الإخوان اي لواء عسكري في تعز لا يخضع بالولاء لحاكمهم العسكري مليشيات خارجة عن سلطة التنظيم، ويرشقوا قيادات تلك الألوية بالتهم الجاهزة بلا خجل.

كما يقفز بعض الحمقى لتخوين بعض القيادات العسكرية المقاومة للمليشيات الإمامية وقيادات الأحزاب المطالبة بإنهاء سيطرة أدوات مراكز نفوذ الهضبة على قرار تعز.

بين كذبة رفض تشكيل حزام أمني ومزاعم وجوده، ينتظر أبناء تعز تعيين محافظ جديد وشجاعا للمحافظة وليس محافظا للجماعة على غرار المحافظ المخلوع.

مطلب أبناء تعز إنهاء سلطة عصابة المافيا واستمرار عملية بناء الجيش الوطني، و إخضاع قرار جميع الألوية للقيادة العسكرية بدلاً من إبقاء بعضها بيد الأحزاب.

ولا يمكن لأي طرف التشدق بالحرص على تعز اليوم لأن أبناء المحافظة قدموا تضحيات يومية عظيمة انتصاراً لمؤسسات الدولة وليس تكرسياً لسلطات حزبية أو مليشياوية.

الأحد، 24 سبتمبر 2017

نريد دولة.. لا سالم ولا عباس


نريد دولة.. لا سالم ولا عباس

محمد سعيد الشرعبي

من الغباء إبقاء حاضر ومستقبل تعز في مهب حسابات إخوان قطر وسلفيو الإمارات، وتمييع مطالب أبناء المحافظة بوصفها صراعات بين الناصري والإصلاح.

هناك ضرورة لإسقاط المافيا، وإيقاف الإنفلات الأمني، وتفعيل مؤسسات الدولة، وتطبيع الحياة والتخفيف من وطأة الحرب والحصار والمجاعة.

ولن يكون ممكنا إنهاء سلطة عصابات المافيا، وإعادة تطبيع الحياة في تعز قبل تعيين محافظ جديد قادر على تفعيل مؤسسات الدولة وإنقاذ المحافظة

و ينبغي تعيين قائد محور يقوم بإصلاح أخطاء دمج فصائل المقاومة في الجيش والشرطة بدلاً من القبول بالبناء الحزبي أو وجود فصيل مسلح مرتبط بقائد أو جماعة.

وبهذا الشأن اطالب القيادي السلفي عادل فارع بسرعة الاستجابة لقرارات دمج كتائبه بقوات اللواء 35 مدرع والخضوع لقيادة اللواء، وكذلك كتائب حسم وغيرهما.

كما أطالب الإخوان بقيادة عبده فرحان "سالم" التوقف عن مصادرة قرار الدولة، وعدم السيطرة على المؤسسات، وترك السلطة المحلية تعمل وفقا للنظام والقانون.

لا أنكر دور اي فرد أو كيان مقاوم للإمامة، وهذا لا يعني ترك حياة وحقوق أبناء المحافظة عبثا لبنادق الإنفلات، أو القبول ببقاء قرار الدولة بيد حزب سياسي.

لا يتسع المجال هنا لسرد حقائق تورط سلطة الأمر الواقع الإخوانية والكتائب السلفية والجماعات المتطرفة في معارك وتصفيات تعصف بتعز منذ عام ونصف.

وبعيداً عن حمى الصراع العسكري والسياسي الملتهب في تعز، هناك عدو يستهدف الجميع، ولن يتتحق النصر عليه قبل إنهاء سلطة المافيا، وتفعيل مؤسسات الدولة.

تذكير الأغبياء :

كنت اول المطالبين بدمج المقاومة، وتشكيل الألوية العسكرية لإنقاذ تعز من الصراعات المحتملة بين الفصائل في عز تسبيح الأغبياء بحمد قادتهم وأحزابهم.

أما اليوم وبعد عامين من الحرب والحصار، أنا وكل أبناء تعز نشدد على ضرورة تفعيل المؤسسات وتعزيز حضور الدولة، ولن نقبل بسلطة سالم الإخوان أو سلف العباس.

واجدد التأكيد على موقفي الرافض لجميع محاولات تحويل تعز إلى ساحة لتصفيات الحسابات بين قطر والإمارات عبر أدواتهم المحلية المعروفة للجميع.

الاثنين، 18 سبتمبر 2017

تُحفة حُبل.. ثائرة جمهرت قبل الجمهورية


تُحفة حُبل.. ثائرة جمهرت قبل الجمهورية

محمد سعيد الشرعبي

تحفة حُبل إمرأة يمنية خالدة الذكر في ريف شمال تعز، ثارت ضد ظلم الإمامة قبل ميلاد فجر ثورة 26 سبتمبر المجيدة بعشرين عاما.

إنها تحفة سعيد سلطان الشرعبي، المعروفة بـ" تحفة حُبل" ثائرة يمنية رائدة رفضت الظلم وقاومت عكف الإمامة، و أوقدت شعلة الحرية في عز سطوة الرعب والجهل والكهنوت.

تمكنت تحفة حُبل من تأليب المقهورين في شرعب، واستعادوا أراضيهم المنهوبة من قبل عمال الإمامة، ووسعت ثورة الرفض للظلم والاستبداد حتى وصل صيتها إلى الإمام أحمد.

كانت تحفة حُبل تدرك نقمة الإمام عليها، ولهذا فرضت حضورها الشعبي بالانحياز للناس، وقادت أول مسيرة سلمية راجلة منتصف خمسينيات القرن العشرين من شرعب إلى قصر العرضي في مدينة تعز (مسافة 40 كيلو).

كان هدف المسيرة غير المسبوقة إيصال رسالة إلى الإمام أحمد عن ظلم عماله لأبناء منطقة شرعب ، ووعدها بوقف التعسف والظلم، وتبين بعد ذلك عدم تنفذ وعوده.

وبعد أشهر معدودة وتأكيداً على رفضها للظلم، طردت عامل الإمامة من شرعب، ووصل الخبر إلى الإمام، وهددها برسالته الشهيرة التي جاء فيها: "من الإمام أحمد إلى تحفة حُبل.. يا شرعبية خلي الأذية .. صوت المدافع في الجحملية".

فهمت الثائرة تحفة حُبل فحوى الرسالة، وهذا ما زاد سخط الناس من تهديد الإمام أحمد، ولكنها لم تذعن، وعملت مع أبناء المنطقة على تأمين أنفسهم وتوحيد صفوفهم وزراعة أرضهم.

وكان للثائرة تحفة حُبل دورا اجتماعا كبيرا في منطقتها، وكانت تحل الخلافات بين الرعية بدون مقابل، وحكمها لا ينقض بحكم ثقتهم بعدالتها بعدما ذاقوا مرارة الظلم على يد عكف الإمامة.

وتقدير المجتمع الفلاحي شمال تعز للمرأة مكن الثائرة تحفة حبل من تعزيز حضورها أكثر من الرجال في عز مرحلة عرفت بالجهل والجوع والخوف من الإجرام الإمامي.

وبفضل شجاعة تحفة حُبل وحرص أبناء المنطقة على رفض الظلم خرجت شرعب عن سيطرة عكف ما كان يعرف بالمملكة المتوكلية قبل خمس سنوات من 26 سبتمبر 1962، وإعلان قيام الجمهورية.

تلك هي الثائرة الملهمة تحفة حُبل التي دونت تاريخها بأحرف من ذهب، وجمهرت في شرعب شمال تعز قبل ميلاد فجر الجمهورية بعقد من الزمن.

عاشت تحفة سعيد الشرعبي جمهورية المبدأ، فولاذية الإرادة وشخصية مهابه تعتز بموقفها المناهض للظلم حتى آخر يوم في حياتها، ورحيلها عن الدنياء يوم 29 ديسمبر 1994 م.