الخميس، 14 يوليو 2016

قبل إسقاط تعز من الداخل

قبل إسقاط تعز من الداخل

محمد سعيد الشرعبي

حين يتخلى المسؤول عن واجبه، وينصرف نار سخط  الناس عن قضيتهم، وجب علينا لفت اهتمامات قيادة الشرعية بتعز إلى علاج الأسباب عوضا عن الغرق في الرد على ردود الأفعال.

 

قد تحط المناطقية من موقف مناهضي التشدد، في المقابل، ظروف الحرب ليست مهربا لقوات الشرعية والسلطة المحلية من تحمل مسؤولياتهم في حماية المواطن من الإنفلات بتعز.

 

واقتصار دور البعض بذم إنزلاق خطاب بعض شباب تعز إلى هاوية المناطقية تعتبر محاكمة انتقائية لردود أفعال كون التحذيرات لم تأتي بعد تحركات ميدانية تستبق الكوارث الآتية.

 

بإمكان هذا الطرف أو ذاك الناشط تبرير الإنفلات من زواية مصالحه، والأخطر تعاظم السخط الشعبي مع مرور الوقت، وعدم الإسراع بوقف الكوارث يحط من نبل موقف المقاومة.

 

تكمن قوة تعز في تنوع أفكار وتوجهات سكانها، ولن يستطيع طرف سياسي أوديني مصادرة حريات أبناء مدينة تعد قلب ثورة 11 فبراير، وقبل نصف قرن كانت منطلق لثورثي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر.

 

إذا غابت السلطة المحلية، وصمتت قيادات المقاومة والجيش الوطني سيتغلغل الإرهاب ويتزايد الإنفلات، وبعدها، سيصبح مناهضة انفلات الأمن معركة للفرز المناطقي والسياسي والديني، ولهذا تتطلب البدايات الكارثية معالجات جذرية.

 

يجب إنهاء أسباب تشدد/انفلات أولئك المسلحين، ومنعهم عن حشر أنفسهم في شؤون الناس، والأنفع لتعز الآن إطلاق حملة إنقاذية (أمنية، وسياسية، ودينية)، وإلزام كل مكون مقاوم بتوعية أفرادهم بمخاطر استهداف الحاضنة الشعبية لهم.

 

والواجب على السلطة المحلية التنسيق مع قوات الشرعية والإسراع في حملة ميدانية غايتها أمن المدنيين قبل أن يصبح الإنفلات خطراً يعجل من مخطط الإنقلاب لإسقاط تعز من الداخل.

 

ثمة فرص سانحة الآن لتأمين ظهر الأحرار بوقف تداعيات إنفلات الأمن، أولها، وقف جرائم السلب والنهب، وإنهاء التطرف الدخيل على روح المدينة الصامدة وسط جحيم مليشيات الحوثي وصالح منذ عام و نصف.

 

ستظل تعز قبلة للتمدن، وعاصمة للثقافة، وساحة للإبداع، و حاضرة التعدد السياسي رغم المحاولات المستمرة للكائنات الذميمة والمليشيات الإنقلابية الساعية إلى تحويلها إلى مدينة للأشباح.

 

ننتظر قيام المحافظ، ومدير الأمن، وقوات الشرعية بواجباتهم في تعز، ولكن :

 

أين السلطة المحلية؟

أين إدارة الأمن؟ ومن يعرقل عملها؟

أين قيادة مجلس تنسيق المقاومة؟

أين قيادة وضباط الجيش الوطني؟

ولماذا يصمت الجميع ازاء ما حدث؟

ومن يمنع إعادة تفعيل مؤسسات الدولة؟
 

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

أين المقاومة مما يحدث في تعز؟

محمد سعيد الشرعبي

أين مجلس تنسيق المقاومة مما يتعرض له سكان تعز من قمع لحرياتهم، وتعريض حياتهم للموت برصاص مسلحين ومتشددين في الأحياء المحررة؟

الصمت عار وإلتزام الحياد حيال جرائم تمس حريات وحقوق الناس يدين قيادة المقاومة، والأشد مضاضة تبريرات بعضهم كل جريمة وانتهاك رغم علمهم بأن الإنفلات يخدم الإنقلاب.

نعرف جيداً دوافع من يحرضوا على الحريات العامة بكذبة "حماية الفضيلة ومحاربة المنكر"، و إرهاب منتقديهم، لكن لم نجد تفسير لصمت المقاومة إزاء هذه الجرائم.

يعيش المدنيين بتعز منذ عام ونصف وسط نار حرب الحوثي وصالح، وتتفاقم معاناة الحياة بسبب استمرار حصارهم على المدينة، وفوق هذا يتورط من يزعموا انتمائهم للمقاومة باستهداف حريات الناس.

للأسف، يتدثر العاهات برداء المقاومة، ويستهدفوا سكان مدينة تعز بمبررات غبية وذرائع واهية على غرار حماية المجتمع من الإختلاط.

فأين المنكر الذي يدفع بالكائنات العجيبة لمحاربة أنشطة ومبادرات مجتمعية، وتجريم لقاءات شبابية في أماكن عامة، وترهيب منتقديهم ؟

اللافت في الآونة الأخيرة اهتمامهم بسفاسف الأمور، ولكأن غايتهم تشديد الخناق على الحاضنة الشعبية للمقاومة، وما يثير مخاوف الناس صمت أغلب قيادات المقاومة، ومحاولة بعضهم التهوين من ذلك.

تخوض تعز معركة فاصلة ضد المليشيات، في حين يتفرغ الأوغاد لاستهداف العزل في مدينة متمدنة، ولم يجدوا من يردعهم، والأغرب تهوين بعضهم من تبعات الكارثة.

والتحريض على الرأي ومنع تنظيم الأنشطة في ظل غياب السلطة المحلية، وتراخي المقاومة عن القيام بواجبهم في وقف الإنتهاكات يؤسس لكوارث خطيرة لن يكون أحداً بمنأى منها.

خرجت المقاومة التعزية لحماية حقوق وحريات وكرامة أبناء المحافظة من المليشيات الإنقلابية، وليس لمصادرتها بكذبة حماية الدين بالتزامن مع اسكات منتقديهم بتوزيع الصكوك والتهم.

جنون المتشددين يوسع الهوة بين الناس والمقاومة، وهذا ما يجعلهم بصف المليشيات التي تواصل حرب إبادة تعز بالقصف والحصار، ولهذا وجبت مواجهة الطرفين بوقت واحد.

بلا شك، ترسخ جرائم التشدد والعمليات الإرهابية اعتقاد الحكومات الغربية حول تنامي الإرهاب في المناطق المحررة، بينها، مدينة تعز، والتي يصفها الإعلام الغربي بأحد بؤر نشاط التطرف.

ويوفر جنون المتشددين بتعز والإرهاب في الجنوب مبررات انحياز الدول الغربية للمليشيات، وتتجلى موقفهم في إجبار الشرعية على الرضوخ لتسوية مهينة مع الإنقلاب.

بالعودة إلى تعز، يجب على قيادة المقاومة والجيش الوطني والسلطة المحلية إدراك مخاطر تأخرهم في وقف تبعات التطرف وقمع الحريات على مسار معركة التحرير، والأمن والإستقرار مستقبلاً .

ليس مقبولاً الاكتفاء بالصمت أو التهوين عن موجة التطرف وقمع الحريات في توقيت حساس من عمر معركة تعز ضد الإمامة التي تكرس أدواتها لإلصاق تهم الإرهاب بالمقاومة التعزية.