الخميس، 11 فبراير 2016

11 فبراير.. ذكرى ثورة وجمهورية

11 فبراير.. ذكرى ثورة وجمهورية

محمد سعيد الشرعبي :

بعد عام من إنقلاب المخلوع وحلفائه الحوثيين على شرعية الدولة، وشن حرب بربرية ضد إرادة الشعب، تحل الذكرى الخامسة للثورة 11 فبراير المجيدة.

ويزيد من أهمية ثورة 11 فبراير في ذكراها الخامسة جلجة المفاصلة التاريخية بين الجمهورية و الإمامة أولويات القوى المجتمعية والسياسية في البلد.


ونتيجة إستمرار مليشيا الإنقلاب في إبادة تعز، وكذا جرائم حربهم بالمدن الجنوبية والشرقية، حدثت تغيرات جذرية للتحالفات السياسية، ولهذا ترسخت قناعة مجتمعية بأهمية إستكمال ثورة 11 فبراير.


وبفضل الإرادة الثورية المعبرة عن تطلعات الشعب، أحرزت قوات الشرعية إنتصارات كبيرة على مليشيا الحوافيش، وتمكن أبطال التحرير من تغيير معادلة الواقع بعدما توهمت عصابة الإنقلاب حكم اليمن بالقوة.


وتستمر معارك تحرير البلاد من مغول الإمامة بإرادة مخلصه هدفها وضع نهاية للسفاح وحوافيشه، وبناء الجمهورية الثانية على أسس تجسد أهداف ثوراتنا الخالدة (26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 11 فبراير).


ومن يبحث في دواع تأييد اليمنيين لقوات الشرعية يستشف شعوراً شعبياً حول مخاطر إنقلاب المخلوع والحوثي على الدولة، وانتقامهم القذر من ثورة 11 فبراير التي أطاحت بمشروع التوريث.

لم يعد خافياً على أحد المخطط الجهنمي لعصابة الألف عام الواهمة بالفتك بتطلعات الشعب بدولة يمنية يسودها قيم العدالة، والحرية، والمواطنة المتساوية.

ويمثل إجتياح مليشيات الحوثي صنعاء بدعم حرس صالح ليل 21 سبتمبر 2014 إنقلاباً على الجمهورية، ومحاولة همجية لصلب مشروع الدولة الإتحادية.


بعيداً عن سرد الأخطاء وتبعاتها، كان مؤتمر الحوار الوطني بداية سياسية تقوم على معادلة وطنية فرضتها ثورة 11 فبراير، وانكشف مخطط صالح والحوثي في وأد مشروع الدولة الإتحادية.


رغم ويلات الإنقلاب، وإنهيار الوضع الإنساني، تماسك أحرار اليمن، وتمكنوا من تبدبد احلام صالح بالعودة إلى العرش، وأوهام الحوثي بالإمامة


وفي أقل من عام، أنقلب السحر على سحره الإنقلاب "المخلوع والحوثي"، وفي المقابل، عاد أمل الشعب بإستمرار ثورة التغيير، وبالذات بعد وصول مواكب التحرير إلى تخوم العاصمة المحتلة.

ولمعرفة عظمة 11 فبراير، ففي صمود تعز أمام قصف وحصار مليشيا الإنقلاب تأكيداً ثورياً على تمسك الشعب بحقوقهم مهما طال طغيان أعداء الحياة .


وحرص الأبطال على الاحتفاء بثورة فبراير بمواصلة حرب التحرير يثبت وجود ربيعا جمهوريا لن يتوقف قبل استعادة البلد، وبناء الجمهورية الثانية.

الأربعاء، 10 فبراير 2016

رحيل لحن الأرض وحارس الهوية

رحيل لحن الأرض وحارس الهوية

محمد سعيد الشرعبي :

في عز النزال التاريخي بين أحرار الجمهورية ومليشيا الإمامة فارق الحياة الأديب الموسوعي، ومؤرخ الهوية اليمنية، الشاعر مطهر بن علي الإرياني.

رحيل مؤلم للأديب الأريب والغنائي الفذ، والتاريخي المخضرم مطهر الإرياني بعد عمر مديد الإبداع في محراب الضاد والمسند.

والأكثر إيلاماً رحيل هذا الثائر السبتمبري الجليل قبل تحرير البلد من جحافل الإمامة، وشروق فجر الجمهورية الثانية.

يعد مطهر الإرياني آخر قيل حميري، وحارس الهوية الوطنية، ومؤرخ أمجاد اليمانيين، غادر بكبرياء أحرار سبتمبر وأكتوبر وفبراير في مواجهة جحافل الإمامة.

ويعد الفقيد مطهر هامة شامخة شموخ جبال اليمن، ومحارب فولاذي للأوهام الإمامية منذ فجر ثورة 26  سبتمبر، ولم يكترث بمخاطر الإنتصار للحق اليمني.

وخلافا للأدباء والمؤرخين، يعتبر السبتمبري مطهر الإرياني ملهماً لأحرار اليمن في حربهم الوجودية ضد أعداء الحياة والحرية، في مقدمتهم عصابة الألف عام.

وبقدر رفعة إبداعه الأدبي والتاريخي، سيظل الأرث الشعري الغنائي للإرياني نقوشاً ملحمية في ذاكرة إنسان اليمن في الريف والحضر.

غادرنا الإرياني جسدا، وستبقى روحه الطاهرة معنا،  تموسق تغاريد الحب والحياة للعاشقين، وتخفف من مواجع ومكابدات الفلاحين في أرض سبأ وحمير.

أنه فاتحة الصباح في المدن و الأرياف، ولحن الحب والحياة في حقول البن، وأنشودة الكفاح الوطني في جبال الإباء.

إنه شاعر ملحمة الإغتراب "الباله"، و ناحت الألياذة الوطنية "دامغة الدوامغ"، وكاتب رائعة "يا قافلة بين أمسهول وأمجبال" باللهجة التهامية، ورائد في محراب الشعر الحميني، وله ديون" فوق الجبل".

وكتب عشرات الأغاني العاطفية الممزوجة بنكهة الأرض، وآهات الإنسان، من بينها (خطر غصن القنا، الحب والبن، وقف وودع، ما أجمل الصبح في ريف اليمن).

وفي ختام المقال اقتبس لكم بعض أبيات "دامغة الدوامغ"  لفقيد اليمن مطهر بن علي الإرياني :

أيا وطني جعلت هواك دينا

وعشت على شعائره أمينا

ومن يفخر بمثلك يا بلادي

فما يعنيه لوم اللائمينا

بلادي قمة للمجد تزهو

بهاتيهاً رؤوس الفاخرينا

فنحن لهامة التاريخ تاج

وإكليل يعيش به ضنينا

لقد نزل الرسول بهم فهبوا

لنصرته جنوداً ثائرينا

فنال الدين أقصى ما يرجّى

ونال محمد نصراً مبينا

فان يفخر بدين الله قوم

فنحن الفاخرون الغالبونا

وما نرجو على هذا جزاء

سوى نصر الحقيقة جاهدينا

ولا نبغي على احد شموخاً

ولا ان نقتدى متآلهينا

ونصبح سادة والناس طراً

عبيداً دوننا مستصغرينا

ولم نزعم بأن الحكم

حق لنا نطغى به متحكمينا

ولم نذكر مفاخرنا امتناناً

ولكنا نصد المفترينا

يفاخر بالإمامة مستجيراً

على التاريخ زور الكاذبينا

ويجعل ليلها صبحاً ويبدي

ضلالتها هدى والقبح زينا

ويزعم شرها الاشقى نعيماً

كأنا للبلية قد نسينا

اننسى والغراب على الروابي

ينقل من شهيد الأمس عينا

ألا ان الائمة لم يكونوا

سوى فئة من المتثعلبينا

ولم يعد للأئمة غير ذكر 

قبيح يزدريه الذاكرونا

فويل للإمامة من ظلام

وويل للأئمة من ظالمينا

ايا وطناً جعلت هواك ديناً

وعشت على شعائره أمينا

الاثنين، 8 فبراير 2016

وطن خال من الأوباش و الرباح

وطن خال من الأوباش و الرباح

محمد سعيد الشرعبي

يتعالى هدير المعارك الجانبية على هواش معركة وطنية كبرى ضد مليشيات الإمامة، ومن الطبيعي حدوث ذلك بفعل تعدد أطراف الخلاص، والأهم، وجود إرادة وطنية تعمل على إنقاذ الموقف.

والأنفع من التراشق بالإتهامات، عمل العقلاء على منع الخلافات المعيقة لتقدم مواكب الخلاص، كون الغرق في صراع الهوامش ينعكس على جهود تحرير البلاد، و إستعادة الدولة.

وأي حريص على وقف مخاطر السباق بين الأحزاب والأفراد سيقف ضد الأخطاء، ويعمل على حلها إذا كان صاحب قرار، وسينتقدها اليوم أو غداً إذا كان ناشط، صحفي، مثقف.

اللحظات الوطنية الفارقة تحتاج مواقف مسؤوله من الجميع، بإعتبار الصمت إزاء أخطاء، وممارسات تجذر للصراعات تعد خيانة لتضحيات الشعب المكافح من أجل العبور إلى الوطن الحلم.

نثق بصدق بعض رموز الأحزاب، ونعول على نزاهة بعض النخب، لكن لا يوجد إنسان عاقل يأتمن شلل عُدت للإفساد على مستقبل وطن.

ومن لم يحيط علما ببواطن الكوارث، سيقتنع ذات يوم بوجود شلل خيانة تطلعات الشعب في كافة الأحزاب، ولديهم فرق فساد، ونخب تدافع عنهم، وجميعهم يبيع البلد في أول تحدي.

قبل وبعد إجتياح مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء بدعم حرس المخلوع صالح هربت شلل هبر ثروة الشعب من مواجهة الإمامة، وقاوم طغيانهم أبناء الفقراء والكادحين.

ففي لحظة متاجرة الأوباش بمأساة الشعب، يبذل  الأحرار أرواحهم في جبهات الخلاص من مليشيات الحوثي والمخلوع، وبون شاسع بين متاجر ومناضل.

وللأسف سيأتي النصر بعد رحيل الرجال الأنقياء،  وسيحصد الأوباش مع الإماميين المُجمهرين جهود الجمهوريين المخلصين لحاضر ومستقبل الشعب.

أواخر ربيع 2011، صفح قادة المشترك على نخبة النظام البائد ممن وقفوا ضد ثورة 11 فبراير، ولم يكتفوا بذلك، بل خصوهم بالمناصب، والإمتيازات، والصفقات، ومن هناك توالت الكوارث.

في المقابل، شنت شلل تلك الأحزاب حملات ممنهجة ضد شباب فبراير خلال مرحلة الوفاق، واغلبنا عاش جحيم التنكيل الحزبي بجيل الحلم الثوري. 

سيعيد التاريخ نفسه بوقاحة بعد تحرير البلاد من مليشيا الإنقلاب، وستصبح نخب الإمامة، جمهورية، وسيتنكر السفلة لمن قاوموا كهنوت خريف الخراب،  والواقع خير شاهد.

وسينفذ أبواق وشلل المصالح الحزبية حملات إقصاء ممنهجة، وحفلات شتائم مسعورة على شباب، ونخبة المقاومة، إذا لم تكن قد بدأت هنا وهناك.

نعرف سوء مآلات حرص شلل الإفساد العابر للأحزاب على بناء المستقبل بذات الأدوات المنحطة التي ثار عليها الشعب ربيع 2011، ويقاومها الآن.

بعيداً عن الأحلام الوردية، لن نحلم بعالم فاضل، بل ننشد وطن خال من أوباش النفوذ ورباح الفساد، وليس بوسع الأحرار وقف صفقات التعريص إذا لم يسترد مستقبل الشعب من يد أشباح الماضي، كما تقول معطيات الحاضر.

رغم تراجيدية أمسٌ ذبيح، وغدٌ كسيح يتم بنائه منذ ذاك الصباح الكئيب، سيظل نخبة الأحرار في صف الشعب إلى آخر لحظات الخلاص.

هدفنا في كافة المراحل بناء دولة وطنية، ومؤسسة جيش وأمن لحماية الشعب من طغيان جماعة العنف والموت.