السبت، 30 يناير 2016

نفير مستمر في تعز

نفير مستمر في تعز

محمد سعيد الشرعبي

 يقلل محسوبون على الشرعية من شأن جهود الأحرار في جبهات تحرير تعز، واللافت انسياق أغلبهم خلف خطاب الإنقلاب المشكك بنوايا رجال بذالوا أرواحهم رخيصة دفاعاً عن كرامة المحافظة.

تقول التجارب، من لم يذق مرارة الموت والحصار في مدينة تعز لن يدرك تضحيات صناديد الحالمة في مواجهة مليشيات الموت طيلة عشرة أشهر.

يستعجلوا عملية رفع الحصار عن تعز، ولا يدركوا بأن مليشيا المخلوع والحوثي زرعوا أغلب طرقات المسراخ بالألغام، وكذا محاولتهم استهداف المقاومة والجيش بصواريخ الكاتيوشا.

وبدوري، أقول لهم، المعارك مستمرة ضد مليشيات الإنقلاب في المسراخ وحيفان، وتتطلب أي عملية عسكرية لرفع الحصار عن مدينة تعز تحرير ريف جنوب غرب المحافظة.

لهذا لم تتوقف المعارك، ويعمل فريق مختص على نزع الألغام من طرقات وقرى المسراخ، فيما دعوة النفير العام قائمة، والناس يتوافدوا على جبهات الريف والمدنية.

وبالتزامن مع ترتيبات المعركة الفاصلة على مختلف المحاور، يعكف خبراء الجيش والمقاومة على تحويل الخطط النظرية إلى خطط عملية على أرض الواقع.

كما يتفقد العقيد حمود سعيد المخلافي، والعميد الركن عدنان الحمادي أوضاع الجبهات، ويرتب العميد الركن صادق سرحان شؤون الجيش الوطني في قاعدة العند قبل الإلتحاق بالميادين.

في ذات الوقت يستعد رجال المقاومة داخل المدينة لمعارك التحرير بدليل صمودهم الأسطوري المستمر في مواجهة مليشيات الإنقلاب رغم فارق التسلح بين الطرفين.

ويسطر الأحرار بطولات يومية في مختلف جبهات الخلاص رغم الحصار الإنقلابي وخذلان الحكومة الشرعية لتعز منذ بدايات تصدي رجالها لمخطط مليشيات المخلوع والحوثي   .

ورغم الصعوبات والمواجع، يبذل قادة كافة المقاومة والجيش الوطني جهود كبيرة بهدف خوض المعركة بتخطيط محكم، وحين تستكمل الإستعدادات سيعلن بداية الحسم.

 

في المقابل، يعزز الحوثي والمخلوع مليشياتهم شرق وشمال وغرب المحافظة من معسكراتهم في ذمار وإب والحديدة، في ظل تشديد حصارهم على المدنية، وقصفهم المستمر على الأحياء السكنية.

ستكون معركة كبيرة على مختلف الأصعدة، وليست بالسهولة التي يظنها المستعجلين، وتدرك الشرعية بتعز أهمية النزال الجمهوري ضد الإنقلاب الإمامي.

نثق بقادة وأبطال تحرير تعز مهما شكك المستعجلين والمرجفين بنواياهم المخلصة لتحرير تعز من دنس مليشيات الإنقلاب.

ومن محاسن دعوة النفير العام، بينت حجم التأييد الشعبي الواسع للجيش الوطني ورجال المقاومة في رفع الحصار عن المدينة و تحرير المحافظة.

الأربعاء، 27 يناير 2016

التحديات الأمنية في تعز

التحديات الأمنية في تعز

محمد سعيد الشرعبي:

حين تتعدد الإنتصارات تتكاثر المخاطر والتحديات، وتتعاظم مسؤوليات المنتصر في ظل حرب مفتوحة مع مليشيات همجية..

بدأت تعز تحلق في فلك الإنتصارات بعدما ظلت لأكثر من تسعة أشهر في مربعات الدفاع عن المدينة، ومنع تغلغل مليشيات الإنقلاب في ريف المحافظة.

وأمام المقاومة والجيش الوطني في تعز الآن تحديات كثيرة، في مقدمتها، ضبط الأمن بمختلف المديريات المحررة، وهذا ما يزيد حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق اللجنة الأمنية بالمحافظة.

وفي ظل إستمرار معارك التحرير في ضواحي المدينة وريف غرب وجنوب المحافظة، يجب أن يتكاتف جهد المؤسسة الأمنية والمقاومة الشعبية من أجل تأمين حياة المواطنين، وحماية المصالح العامة والخاصة.

ولن تنجح شرطة تعز في مواجهة المخاطر الراهنة، ما لم تقوم المكونات المجتمعية والسياسية، بدورها المساند للجهود الأمنية المبذولة في المحافظة.

والمؤسف، عمل أجهزة الأمن داخل المناطق المحررة في المحافظة بدعم محدود، وجهود ذاتية للضباط والأفراد، وإذا كانت الحكومة الشرعية حريصة على حماية المواطنين لما تأخرت في دعم شرطة تعز.

وبهذا الشأن، وافق وزير الداخلية اللواء حسين محمد عرب على رؤية أمنية متكاملة لمحافظة تعز قدمها مدير الأمن العقيد الركن عبدالواحد سرحان، وفقاً لتأكيد مصدر أمني.

موافقة الوزير على رؤية مدير أمن تعز في غاية الأهمية كونها بداية في الطريق الصحيح لبناء مؤسسة أمنية في المحافظة قادرة على حماية المواطنين، ومنع الإنقلاب الأمني المحتمل خلال وبعد التحرير.

وبلا شك، تحتاج شرطة تعز إلى ميزانية استثنائية، ودعم بالأسلحة، والأجهزة، والمعدات، وتجنيد مئات من شباب المقاومة للعمل مع جنود وضباط الأمن في تثبت الأمن والإستقرار.

وإجمالاً، مشكلة أمن المحافظات المحررة مرتبط بغياب المؤسسة المفترض بنائها على إنقاض أمن المخلوع، وعدم ارتقاء رؤية الحكومة إلى مستوى التحديات والمخاطر الراهنة في البلد.

الأربعاء، 20 يناير 2016

عن الحراك التعزي

عن الحراك التعزي

محمد سعيد الشرعبي

كلما طالب أبناء تعز بحقوقهم المشروعة يجن جنون سلطة الموت، وتضاعف مليشياتهم من قصف وحصار المدنية، وتقلل نخب الذل من إرادة الناس.

لن يتراجع الحراك التعزي عن الإنتصار لمطالب أبناء المحافظة مهما زادت تهديدات وضغوط سلطة الموت ضد ناشطي القضية التعزية.

وعلى نخب الذل التوقف عن ترديد مغالطاتهم، فلن يغفر أهالي الضحايا لمن يتورط بقصد أو بغير قصد في الحرب القذرة ضد إرادة التعزييين.

ومن يعتبروا القضية التعزية تقزيما للدور التعزي لا يعرفوا شيئاً عن تضحيات تعز في كفاح اليمنيين من أجل بناء دولة المواطنة المتساوية.

القضية التعزية ليست تعبيراً مناطقياً أو طائفياً عن غضب شعبي آني، ولن تكون إرتداداً وطنياً لمن بذلوا أرواحهم بغية عزة اليمن واليمنيين.

يقال "فاقد الشيء لا يعطيه"، ومن يرفضوا الإنتصار  لقضية تعز لن ينتصروا للقضية اليمنية بإعتبارهم أدوات سلطة تحارب القضايا الوطنية منذ زمن.

لهذا يعد الحراك التعزي تعبيراً شعبياً لإرادة القضية التعزية التي تعد أساس القضية الوطنية التي تزعج مطالبها اطراف سلطة الموت.

من الطبيعي جداً أن يشكل إثارة القضية الآن صدمة لأحزاب ومراكز نفوذ غايتهم إبقاء تعز رهينة سلطة طائفية ملطخة بدماء التعزيين.

بقراءة ردود أفعال قوى الماضي المذعورة من القضية التعزية يتبين حرصهم الشديد على تمييع المطالب، والإلتفاف على الحراك التعزي.

ومن المتوقع تدشينهم حملة مضادة لتمييع القضية التعزية بأدواتهم الإعلامية والسياسية، بالتزامن مع  الحرب الإنتقامية من تعز على ذمة رفضها للإنقلاب.

يدرك إعداء الحياة الدور المنشود للحراك التعزي في الخلاص من سلطة الموت نظراً للأبعاد الجيوسياسية والديمغرافية لمحافظة تعز، والمحافظات المحيطة بها.

وليس غريباً على عصابة النظام السابق عداء قضية أبناء "إقليم الجند"، لهذا يجب تكثيف جهودنا بهدف انتزاع حقوقنا المدنية والسياسية بعيداً عن الخوف من تبعات التحرر.

وعلينا الإستعداد لمواجهة خطر أدوات عصابة تسلب حقوقنا منذ ثلاثة عقود، وتقتلنا كلما ثرنا من أجل دولة يسودها العدل والمساواة بين الناس.

الاثنين، 18 يناير 2016

من الثورة إلى المقاومة

من الثورة إلى المقاومة

محمد سعيد الشرعبي :

يتوهم المزايدين القدامى والجدد قدرتهم الخارقة في التدليس على النيل من مواقفنا الخالصة لوجه الوطن على ذمة إنتقاد عار أدائهم.

لطالما أبتعدت عن الحديث حول مشاركتي في كل بداية ثورية من جور سلطة المخلوع، وكنت أعد نفسي واحداً من الناس، ولست ممن يدور على الأنا.

وللأسف، يكتب تاريخ ثورتنا المشرقة أقلام تافهة، وبعد محاولة شقاة الخراب النيل من شخصي، وفي  ظل احتمالات الموت خلال الحرب الراهنة، قررت تدوين بعض من هوامش مشاركتي في ثورة شعبية غير مسبوقة في تاريخ اليمن.

قبل ذلك، وأثناء غرق أبواق التدليس وقياداتهم في وحل فساد السلطة، كنا نثور بكبرياء ضد عصابة صالح وآله، وكما كان موقفنا بالأمس، سيكون الآن، وغداً.

ومن بين قلة ثائرة،  تعرضت شخصيا لبطش وتنكيل في السنوات العجاف على يد أوباش، وأجهزة المخلوع، وبعد ثورة ذهبت وعادت سلطتهم الانتقامية، وها أنا واقفاً مع الأحرار على سراط الحرية.

قبل ربيع فبراير كنت صادقاً ومخلصاً في التعبير عن قضايا الشعب في مواجهة جور النظام السابق بتعز، وقاومت أدواتهم الإجرامية، وتحربتي تلك رسخت في قناعات، أولها، ثورة الشعب حتى النهاية مهما كانت التضحيات.

في العاصمة صنعاء، ذقت مرارة النضال السلمي المرتفع عن المصالح الأنانية قبل ربيع 2011، وبعض زملاء الحرف ورفاق الدرب يعرفوا ذلك، منهم من أصبحوا الآن أبواق منظومة الموت و الخراب.

مع عشرات المناضلين الإنقياء في أحزاب  المشترك، والمجتمع المدني والصحفيين شاركنا في الوقفات والمسيرات ضد أجهزة عصابة الحكم في عز انبطاح غالبية المتشدقين اليوم بمعارضة عصابة الهضبة.

عشنا السنوات الأخيرة من عهد الطاغية، وتفاقمت الظروف الموضوعية للثورة، وأشرق الربيع في سواد ليل البلد، فثرنا، وكنا  بداية لا تنته، رغم محاولة السلطة الباغية إعادة الشعب إلى سرداب الإمامة.

في مطلع ربيع الثورة،  كنت ممن شاركوا في المسيرة الأولى التي انطلقت من كلية الإعلام بجامعة صنعاء إلى السفارة التونسية صباح 15 يناير 2011، وكبرت جمرة الثورة بشكل متسارع.

وتزامنا مع انطلاقة ربيع العرب، شاركت في  مسيرات مستهل الربيع اليمني، ومن بدايتها الخالدة، خروجنا مسيرة ليلية بصنعاء أثر نبأ تنحي حسني مبارك عن رئاسة مصر.

يومها تعرضت مع بقية الشباب والناشطين المشاركين بالمسيرة للقمع بميدان التحرير وسط صنعاء من قبل قوات الأمن المركزي، ومع ذلك لم أهاب غدر القتلة.

توالت المسيرات وتعددت الملاحقات، واعتقلت أكثر من مره مع شباب البداية خلال يناير وفبراير 2011، وكنا نغادر السجن، ونعود صباح اليوم التالي إلى قلب الشارع الثائر من الطاغية.

مساء نزول الشعب إلى ساحة التغيير بصنعاء كنت مع زملاء صحفيين من مختلف الأحزاب في مقر صحيفة الشاهد الأسبوعية التي يرأس تحريرها الثائر الأنقى عبدالعزيز المجيدي، وكان مقرها وسط الساحة.

يومها كتبنا البيان الأول بأسم المعتصمين في ساحة التغيير، وكلفت بنشر وتوزيع البيان على كافة وسائل الإعلام، وتواصلت مشاركتي في المسيرات إلى جانب عملي الإعلامي.

بإرادة شعبية، تحركت مسيرات الطلاب والشباب في صنعاء وتعز وبقية محافظات البلاد، والتهمت نيران الغضب عرش الطاغية، وبذات القدر المهيب للثورة واجهت مع شباب الحلم الخيبات والخسائر السياسية التي عصفت بثورتنا السلمية.

والأجمل في ثورة 11 فبراير مشاركة كافة أطياف المجتمع، وذابت الأفكار الثورية، وتقصلت مسافة التباين بين الأحرار، وشكلت الظروف القاهرة رؤية تقدمية حول مختلف القضايا الوطنية .

يحسب للثورة اليمنية 11 فبراير فرز المواقف الحزبية، وغربلة الجماهير الثائرة، وفي نهايات الغضب تبين الثائرين الحقيقيين من الثورجيين الزائفيين.

عصفت الأحداث الكارثية بالتطلعات الثورية خلال مرحلة الوفاق، وتمكنت النظام المخلوع من إستثمار أخطاء تخلي الثائرين عن حلمهم، وخيانة الأحزاب لأهداف ثورة فبراير قبل عودتهم مع جحافل الموت إلى حاضر البلد الذبيح.

بعد عام الثورة الشامخة على العصابة الظالمة حلت سنوات الضياع المرير للحلم الثوري، وأنتهت مسرحية الوفاق بكارثة الإنقلاب الدموي لتحالف طرفا هضبة المذهب بزعامة مخلوع اليمن علي صالح وعبدالملك الحوثي.

وبين مرارة الضياع والخذلان تشكلت البداية الثورة على مليشيات الإنقلاب، وكان ميلاد لحظات تحررية جمهورية، أنطلقت بمشاركتنا في أحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر  في ميدان التحرير بصنعاء.

لكن البداية الحقيقة للثورة ضد المليشيات الحوثية انطلقت صباح 28 سبتمبر 2014، بعد أقل من أسبوع على إجتياحهم صنعاء بمشاركة سافرة قوات الحرس الجمهوري الموالية للسفاح المخلوع.

يتذكر شباب الثورة ضد المليشيات مخاطر الخروج ضد جماعة مسلحة لا تؤمن بالعمل السلمي، ورفض الأدعياء الآن الخروج في المسيرات خوفا من إنتقام المليشيات.

وكتبت البيان الأول للثورة الشبابية والطلابية ضد مليشيا الحوثي مع الرفيق محمد النعيمي، وتكفلت بكتابة بيانات بقية المسيرات، إلى جانب تغطية المسيرات لمعظم وسائل الإعلام.

وكانت حملة " من أجل وطن آمن"المكون الثوري الأول للثورة ضد المليشيات، واستمرت ثورتنا على مليشيات الحوثي والمخلوع نصف عام، وبعد إنقلابهم توسعت الغضب الشعبي في البلد.

وبلا شك، شاركت في المسيرات الشبابية والطلابية التي خرجت ضد المليشيات في العاصمة صنعاء إلى آخر لحظات العمل السلمي، وانطلاق عاصفة الحزم.

ومنذ نهاية مارس 2015 والي اليوم أعمل في تغطية أخبار المقاومة والجيش الوطني في تعز، وبقية مدن الجمهورية، ويتحمل تحالف الإنقلاب مسؤولية تغير خيارات التغيير السلمي إلى أدوات الكفاح المسلح.

ومكمن الأسى أن تصبح البندقية خيار للدفاع عن حق الحياة والعدالة والمواطنة في مواجهة تحالف طائفي بعد ثلاث سنوات على ثورة شبابية شعبية سلمية عدت نموذجا لثورات الربيع العربي.

بعيداً عن ذلك، جللت الثورة والحرب العاصفة بوطننا نخبة سافلة تمتهن المتاجرة بأشلاء الضحايا، وآهات شعب يكتوي بنار حقد عصابة فاشية إلى يومنا هذا.

وخلافا لصحفيين وناشطين أنحازوا للثورة السلمية، وتورطوا في قضايا فساد، رفضت المتاجرة بقضية شعب، ولم أبحث عن فتات المصالح الأنانية خلال الثورة السلمية وأعوام الوفاق، ورفضت الذهاب إلى مهالك الإنتهازية أثناء الثورة على المليشيات.

ولأن إيماني بحق اليمنيين في الخلاص، والحرية من العصابة الفاشية، سأظل مع الشعب إلى آخر لحظات التحرير، ولن أخون ضميري بسبب حملات التافهين ضد مواقفي المنددة بسفالتهم.

ونهاية سرد هوامش رحلتي مع  الشعب من الثورة على الطاغية إلى مقاومة مليشيا المخلوع والحوثي، أقول لن تتوقف ثورة اليمنيين حتى تحرير البلاد، وعودة الحياة إلى كل دار.

الأحد، 17 يناير 2016

القضية التعزية


القضية التعزية

محمد سعيد الشرعبي

يتفق أبواق الهضبة، ونخبتهم المستأجرة على تقزيم القضية التعزية، ويعتبروا حديثنا عن عدالتها عبثاً لا طائل منه، ويثبتوا غباء تقديرهم تبعات حربهم على  تعز.

 

ولأنها قضية عادلة لا تقبل المساومة، يندفع شقاة الإنقلاب إلى مهاجمة ناشطي القضية التعزية في مواقع التواصل الاجتماعي، ويسردوا زواملهم الوطنية للتغطية عن جريمة حرب تطال تعز حد اللحظة .

 

نقول للجميع الآن، بدأت #القضية_التعزية منذ قيام الإماميين المُجمهرين بتصفية ضباط تعز، وسحلهم في شوارع العاصمة صنعاء على خلفية مشاركتهم في ثورة 26 سبتمبر، وكسر حصار السبعين.

 

وتزايد البطش المناطقي، والإستلاب الطائفي لأبناء تعز في شتى مناحي الحياة منذ وصل المخلوع عفاش إلى السلطة عقب تصفيته الرئيس إبراهيم الحمدي.

 

مع مرور السنوات، وكثرة جرائم البطش، والإقصاء، والإنتقاص من مواطنة التعزيين من قبل السلطة،  كانت القضية التعزية أكبر قضية مسكوت عنها،  ويراد لها أن تبقى كذلك.

 

وحصارهم وقصفهم الراهن لتعز، وقبل ذلك مجازرهم ضد شباب الثورة في ساحة الحرية، وشوارع المدينة خلال 2011 تأكيداً لحقد عصابة الهضبة على أبناء الحالمة.

 

وبفعل جرائم حربهم المستمرة، أصبحت قضية تعز القضية الوطنية الأولى، ولهذا وغيره، لن يقبل أحد بحلول قهرية أو صفقات سياسية تسلب حق أبناء تعز في الحكم الذاتي، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع.

 

ومهما كانت مآلات المرحلة، وتكالبت مآسي الحياة، سنواصل الكفاح إلى تحقيق الإستقلال عن سلطة الهضبة الواهمة بإبقاء تعز تحت جحيم مليشياتها إلى يوم القيامة.

 

وبإرادة الأحرار، ستنهزم مليشيا الإنقلاب، ويخرس من يصنفوا مقاومتنا بالطائفية، ومطلبنا بالإستقلال عن هضبة شمال الشمال بالمناطقية.

 

وحتماً، ستغادر تعز زريبة التبعية للهضبة، وينطلق أبناء الحالمة نحو الغد اللائق بتطلعاتهم الحضارية.

 

تنويه لا بد منه:

تسميتنا لهذه العصابة بـ #الكيان_الزيدي، لا يعني التعميم على أبناء الطائفة الزيدية ولو صنفوا تعز بالداعشية..

 

ومقاومة أبناء تعز مليشيا الحوثي والمخلوع في إطار حق الإنسان في الدفاع عن وجوده، وليست بدوافع طائفية أو مناطقية، كما يرجف بعض الأغبياء.

 

الأربعاء، 13 يناير 2016

خطر الكيان الزيدي

خطر الكيان الزيدي

محمد سعيد الشرعبي :

يعبر بعض المنحدرين من محافظات شمال الشمال عن انزعاجهم من حديثي حول مخططات منظومة الكيان الزيدي، ولهذا حرصت على التوضيح..

في حديثي عن هذا الخطر القديم الجديد، أفصل بين سلطة الكيان الزيدي، وأبناء الطائفة الزيدية غير المتورطين مع المليشيا في الحرب ضد الشعب، وكذا غير المنخرطين مع مراكز النفوذ في ألاعيب الإلتفاف على تضحيات الشعب.

وبلا شك، هناك أفراد ونافذين كانوا ضمن المنظومة القديمة لم يشاركوا حد اليوم في مخطط الإنقلاب على الدولة الشرعية من الداخل،  ولهذا لا أتحامل على غير الآثمين.

وبعيداً عن توضيح موقفي المقاوم لإنقلاب مليشيات صالح والحوثي، سأتحدث عن مخطط الكيان الزيدي الساعي إلى الحفاظ على نفوذهم، وإعادة سيطرتهم على الدولة بقرارات جمهورية.

فشل الرهان السياسي من أجل تجاوز ماضي الهضبة، وبناء دولة المواطنة، وتعزيز حالة التعايش السلمي في المجتمع، ويقف لوبيات الكيان ضد جهود التحرر من سطوتهم، وكما ينكشف إنقلاب صالح و الحوثي، ستنكشف بقية المشاريع.

أنا لا أتحدث عن واقع مُتخيل بل عن حقيقة مخطط قذر يستهدف تطلعات الشعب، وتظهر مؤشرات يومية تكشف تفاهم لوبيات الهضبة على التغلل في مفاصل الدولة بقرارات جمهورية.

بقدر صمود وبطولة أحرار اليمن في مواجهة انقلاب طرف من الكيان الزيدي، لن يقبل أحد بإعادة البلد إلى زريبة الطرف الآخر من الكيان (مراكز النفوذ)، لهذا من حق كل مواطن يمني مناهضة هذا الكيان.

وتنفيذاً للمخطط القذر، تكرس مراكز نفوذ الهضبة  واقع الإستلاب السياسي عبر ربط الولاء للوطن بقبول اليمنيين بتقاسم قوى الموت والخراب لسلطة وثرواث البلد.

ويعمل هذا الكيان السلطوي البغيض على فرض سلوك اللادولة، وبناء خريطة مستقبل يمن ما بعد التحرير  وفقا لمحدداتهم اللاوطنية شمال وجنوب البلد، وهم بهذا العته يثبتوا سيرهم على خطى تحالف الإنقلاب العفاشي الحوثي.

وتبرع مكائنهم الإعلامية في الإنتقاص من مواطنة أي يمني يرفض إبقاء مصير بلد وشعب تحت جحيم المركز المقدس، وتتجاوز حملاتهم الظالمة حدود تخوين الخصوم إلى التهديد بتصفية من لم يركعوا لسطوتهم.

لهذا يكثف لوبي الكيان شغله القذر داخل منظومة الشرعية دون ردود أفعال ساخطة، ومن يفهم شفرة القرارات الجمهورية الأخيرة سيدرك خطرهم على بلد يكتوي بنار حروبهم المتناسلة منذ نصف قرن.

خطر هذا البناء الفاسد، وتكريس جبروت اللادولة سيرتد على أمن اليمن، واستقرار المنطقة، وسيعود خطر مشروع الإمامة بعد إنهاء إنقلابهم الراهن في حال تركت البلد لعصابة تمثل إمتداد للإمامة ذاتها.

قلة يتحدثوا الآن عن هذا الخطر القديم الجديد، ومع مرور الأيام، سيدرك جميع المنزعجين خطورة تدوير شلل الفساد، وعكف مراكز النفوذ الآفلة في المناصب العليا للدولة.

 

تنويه : هذا المقال لن تنشره وسائل الإعلام الحزبي، أو المواقع الإخبارية الأهلية المحسوبة على المركز المقدس.

الأحد، 10 يناير 2016

تعز تغربل شقاة الإنقلاب

تعز تغربل شقاة الإنقلاب

محمد سعيد الشرعبي:

تثبت تعز بأنها أكبر منجل يغربل مواقف الأحزاب،  وأبنائها السفلة والأوغاد، وكل يوم يظهر المأجورين مواقف ذميمة وتفسيرات مخزية تبرر جرائم حرب تطال مدينتهم.

وفي ظل تعاظم ويلات الحرب والحصار تنكشف أقنعة جديدة، في مقدمتهم غالبية من يتشدقوا بمدنية تعز، ودور أبنائها في بناء دولة يمنية حديثة طيلة نصف قرن من الزمن.

يثير قرفي تأكيد شقاة الهضبة إعتزازهم ببطولات مليشياتهم في الحدود، وفي ذات الوقت يسخروا من رفض أبناء تعز الركوع للإنقلابيين، واللافت في عهر موقفهم تحميل المقاومة مسؤولية الحرب والحصار.

لم تعد تنطلي كذبة انتصاراتهم بالحدود على أحد، ويسقط في الوحل من يحمل المقاومة تبعات جرائم حرب الحوافيش في تعز، وأغرب من يتساقطوا وسط هذا الوحل شقاة كانوا يزعموا إنحيازهم للمدينة.

وينعت المنبطحين للهضبة مقاومة تعز بالمناطقية، ويعتبروا الدفاع عن كرامة أبناء المحافظة من حقد الحوافيش خيانة (!!!)..   خيانة لمن؟؟

لا يمكن لمن خانوا وطنهم، وقتلوا الأبرياء، ودمروا المدن، الحديث بأسم الوطن المذبوح بمؤامراتهم،  وتوزيع صكوك الوطنية على من يقاوم غطرستهم.

يتحاملوا على أحرار تعز على ذمة رفضهم للإنقلاب، ومقاومتهم مليشيا الحوافيش، وكلما زاد صمود رجال المقاومة يدافع الشقاة عن عبوديتهم بالهجوم على من يدافعوا عن كرامة أبناء المحافظة.

يتناسى أصحاب هذا المنطق الساذج بأنهم حملة مباخر عصابة آفلة، وأبواق مليشيا مأجورة تخون الوطن، وأشعلت حرب طائفية ضد الشعب خدمة لأوهام المشروع الفارسي.

فرضت الحرب على تعز، ولم يذهب إليها أحد، وتؤكد جرائم حرب المليشيات منذ البداية مشروعية دفاع التعزيين عن أنفسهم، والدفاع عن النفس حق وليس جرم.

بعد مقتل وجرح عشرات من المتظاهرين في جولة القصر، واقتحام مليشيات الحوثي وصالح مقر قيادة اللواء 35 مدرع، لم يكن أمام أبناء تعز سوى الكفاح المسلح لمواجهة مخطط إستباحة المدينة.

إنتقام التحالف العفاشي الحوثي من تعز يظهر عظيم حقدهم المبيت على قلب  ثورة 11 فبراير، ويوميات عدوانهم الغاشم تدفع أحرار الحالمة إلى إنهاء تبعية المحافظة لسلطة إنقلاب الهضبة .

ويخطئ من يعتقدوا بأن عدوان جحافل الهضبة سيمر دون عقاب الجناة، ويقع في مهالك تقديرات المرحلة  من يتوهموا عدم تحرر تعز من ماض سلطة الإحتلال الحوثي العفاشي .

من وسط سعير حربهم القذرة، ومآسي الحصار الفاشي انبثقت القضية التعزية، وبإرادة الأحرار تسطر تعز ملاحم الصمود، وبالدم الزكي تخط بيان الإستقلال.