السبت، 28 نوفمبر 2015

الجندي مهرجاً لتعز


الجندي مهرجاً لتعز

محمد سعيد الشرعبي :

من مهازل الأيام الأخيرة للإنقلاب، إصدرت لجنتهم الثورية قراراً بتعيين ناطق حزب المؤتمر عبده الجندي محافظاً لمحافظة تعز.

كان متوقعا تعيين تحالف الإنقلاب محافظاً صورياً لتعز بعد رحلة الهروب المتفق عليها لمحافظهم السابق شوقي أحمد هائل بداية حربهم الإنتقامية من المديين.

ونظراً لقناعتهم بقرب موعد تحرير تعز من قبضة مليشياتهم، يرمي عفاش بآخر ورقة بحوزته، وله أهداف مختلفة في قرار كهذا.

فشلت جماعة الحوثي في إبقاء السلطة المحلية_ الموالية لهم_ تحت سيطرتها، وبحثوا عن بدائل كثيرة، وقوبل توجه الحوثيين برفض عفاش. 

مؤخرا أتفق طرفا الإنقلاب على اختيار محافظ من أجل استخدامه واجهة أمام المجتمع الدولي، ولتحميله وزر جرائم حربهم ضد تعز، ولم يجدوا غير عبده الجندي للقيام بهذا الدور القذر.

صدور القرار بهذا التوقيت يثبت مدى تخبط طرفا الإنقلاب في إدارة أيامهم الأخيرة وسط جحيم تعز، وليس بوسعهم سوى نصب مهرج باسم المحافظة لاستخدامه من صنعاء.

في المقابل يُصر الرئيس عبدربه منصور هادي على تأخير تعيين محافظ في تعز تجنبا للخلافات التي قد يحدثها القرار،  وانعكاساتها المتوقعة على معارك تحرير المحافظة من الحوافيش. 

الآن يحتشد أبناء تعز مع الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، وبعد إنجاز مهمة التحرير، سيتم اختيار محافظ جديراً بالمنصب،  ويحضى بثقة الناس.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

مقاومة تعز وموجة التصنيف


مقاومة تعز وموجة التصنيف

محمد سعيد الشرعبي :

في حين يدعوا الرئيس المخلوع علي صالح أنصاره إلى مساندة المليشيا في حربها ضد تعز، تنشغل نخب الهوان بتصنيف المقاومة دون مسؤولية بمعركة المصير الوطني.

التصنيف مدخلاً للتفكيك، وباباً للتسابق الانتهازي على فتات المكاسب على حساب  تحقيق هدف تحرير المحافظة، واستعادة الدولة اليمنية.

تحرص مطابخ الإنقلاب على تفكيك مقاومة تعز والدس بين مكوناتها، ويشارك محسوبين على الشرعية في رفع تقارير آثمة عن قادة المقاومة والجيش الوطني بهدف وأد صمود المحافظة أمام توحش تحالف الحوافيش.

هدف محاولاتهم البائسة الدس الرخيص بين أبطال مقاومة تعز بعد فشل شاصات الموت من اجتياح المدينة، وضرب صمود أبناء المحافظة في وجه المغول الجدد .

في تعز يتمترس كافة الأحرار وسط خندق واحد، وغايتهم العليا تحرير المحافظة من المليشيات الهمجية، ويدرك كل مقاوم بأنه يخوض معركة وطنية، ولهذا يتحرك رجال المقاومة والجيش الوطني بثقة كبيرة نحو هدفهم.

كانت تعز وستظل قلب اليمن، وروح المشروع الجمهوري المضاد لكافة المشاريع الصغيرة، وعلى مقاومتها الباسلة الحذر من  الدسائس الساعية إلى إحداث شرخ في صخرة الطيف المقاوم بهدف تمكين المليشيات من اجتياح المحافظة، وأجبار أحرارها على قبول الأمر الواقع.

لا خوف على رجال المقاومة و قوات الجيش الوطني في ميادين التضحية فهم أبعد عن حملات الثورة المضادة، ولكن الخوف سيأتي في حال انخداع بعض المداليز هنا أو هناك بطعم الفتن الذي يُرمى في طريق الخلاص بقصد خبيث.

الهدف الأبرز لمقاومة تعز استعادة الدولة، وبناء نواة مؤسسة عسكرية وأمنية ولائها للوطن استكمالاً لكافة الخطوات الرسمية الهادفة لإنهاء إنقلاب المخلوع والحوثي، وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.

بعيدا عن هذا الهدف الوطني النبيل تسقط المشاريع الظلامية والرجعية والحزبية على صخرة وعي المجتمع اليمني قبل وبعد هذه الحرب الكارثية التي يشنها تحالف الإنقلاب على اليمنيين بلا استثناء.

وفي هذه القصيدة الغنائية لشاعر الهوية اليمنية مطهر الإرياني أبلغ رسالة لمن تعميه المصالح الآنية عن فعل الصواب لحظات المصير الوطني:

يا قافلة بين امسهول وامجبال         

اللهَ مَعِشْ  حامي وحارس

يا قافلة عاد المراحل طوال            

وعاد وجه الليــــل عابس

ياقافلة رُصِّي صفوف الرجال           

واستنفري كل الفوارس

قولي لهم : عاد الخطر ما يزال       

لا تأمنوا شر الدسايس

هيا شباب اتكاتفوا للنزال                   

وانسوا خلافات المجالس

ما بايكون النصر وقت القتال               

إلا بتوحيد المتارس

ياقافلة في الدرب درب النزال                

لا تأمني شر الدواير

البُوم والغربان خلف التلال                 

والذَّيب وسط الجرف فَاغِر

والاختلاف في الرأي ماله مجال           

في ظل تهديد المصاير

هيا شباب اتوحدوا للنضال                

وانسوا خلافات المسامر

وبعد نيل النصر تصبح حلال           

كل الموارد  والمصادر

كلين وفكرة ..ينصره بالمقال              

ولو يراشق بالمحابر

الخميس، 19 نوفمبر 2015

تحرير اليمن إبتداءً من تعز


تحرير اليمن إبتداءً من تعز

محمد سعيد الشرعبي:

تحرير تعز من مليشيا صالح و الحوثي ليست حرب عابرة، ومن يقرأ الإنقلاب في سياقاته التاريخية يدرك بأنها أكثر من معركة كسر عظم مشروع طائفي قذر

يعتبر الحوافيش تحرير تعز من مليشياتهم ضربة قاصمة يترتب عنها نهاية انقلابهم الدموي.

في المقابل، يعرف هادي جيداً بأنه يخوض مواجهة يمنية ضد أوهام المشروع السلالي بزعامة (عفاش، الحوثي)، والمعلومات تؤكد قرب إندحارهم من تعز.

وحرص هادي على قيادة معركة تعز عبر  المقاومة، والجيش، والمقاومة الجنوبية، وقوات التحالف يطمئن الخارج و الداخل كون النصر بداية نهاية الإنقلاب.

القرار المعجز يتمثل في مشاركة المقاومة الجنوبية في معارك تعز، دافعة بمعركة التحرير إلى بعدها الوطني، وهذا يحسب للرئيس الوحدوي هادي.

جميع القوى السياسية والمجتمعية في تعز تثق بإرادة وحرص الرئيس هادي في الحسم، وترتيب شؤون الحالمة تمهيدا لبناء الدولة الاتحادية.

أبناء المحافظة يترقبوا نهاية مأساة حصار المدينة، ويثقوا بقرب لحظات تحرير تعز، ويعمل المخلصين من أجل تحقيق تطلعات الناس.

منذ بداية حربهم الإنتقامية/الانتحارية في تعز، حشد العدوان الداخلي مليشياتهم لاجتياح المدنية، ولم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم إمكانياتهم الكبيرة.

اشتغلت مطابخ الإنقلاب على ترهيب العالم من تحرير تعز، وخلافا لتوقعاتهم مثلت عودة هادي، وقيادته العمليات العسكرية صفعة مدوية لقوي الشر.

وللأرادة الرئاسية أثرها في تقدم المقاومة والجيش وقوات التحالف غرب وجنوب تعز، وغدا يعلن فك الحصار عن المدينة وتحرير المحافظة من الحوافيش.

الايام القادمة ستجيب عن استفساراتكم حول طبيعة انتصار اليمن ابتداءً من تعز بقيادة الرئيس عبدربه مصنور هادي.

 

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

تعز تخوض معركة وجود


تعز تخوض معركة وجود

محمد سعيد الشرعبي :

تحرير تعز معركة كبيرة، ولن تحسم بوقت محدد.. وأظنها المعركة المؤجلة منذ زمن.

معركة مفتوحة ضد مليشيات فاشية ترمي بثقلها في تعز، ولا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين.

لم تذهب تعز للحرب، لكن عصابة الإنقلاب توهمت تركيع أبناء الحالمة لسلطة البارود، فاختاروا خوض معركة الوجود، و بصمودهم تغيرت موازين المعركة في البلد.

تشير إحصائيات ميدانية الى استشهاد أكثر من ألف مواطن، وجرح قرابة 6000 آخرين، غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال.

وتتحدث منظمات محلية ودولية عن هول الكارثة الإنسانية، و تهديدها حياة مئات الآف من سكان المدينة المحاصرة من قبل مليشيا الجرعة الآلهية.

لقد توقفت الحياة في الحالمة، وتضررت آلاف المنازل، وتعطلت مختلف الأنشطة الاقتصادية، لهذا وغيره،  أصبح التحرير خيار كل أبناء تعز.

أنها معركة إنقاذ الملايين من الحصار والموت اليومي،  في حين يعتبر الحوافيش هزيمتهم الوشيكة بداية النهاية لمشروعهم السلالي.

ثمانية أشهر وشباب تعز يدافعوا ببسالة عن حرية مدينتهم، وبدمائهم الزكية، تمكنت الحالمة من تعطيل أسطورة(شاصات الله) .

وأفشل شباب تعز محاولات اقتحام المدينة طيلة الأشهر الماضية رغم فارق التسلح بينهم وبين المليشيا التي تفر من الميدان إلى استهداف الأحياء بالقذائف والصواريخ.

بإرادة الأحرار، انتقلت المعركة من الدفاع عن المدنية إلى تحرير المحافظة من وسخ المليشيا، واستعادة البلد من قبضة سلطة الانقلاب.

معركة كرامة... معركة وجود..

 
 

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

مخلوع ولو حلم بالعودة

مخلوع ولو حلم بالعودة
محمد سعيد الشرعبي:

مشاركة المخلوع على عفاش في عزاء الدكتور عبدالكريم الإرياني لا تمثل رسالة تحدٍ لعلمه المسبق بعدم رغبة التحالف في استهدافه شخصياً.

فهل سيفهم الحوثي شيطنة عفاش؟

الحوثي ومليشياته عكف يحركهم الطاغية لخوض حروبه وثأراته ضد خصومه بأقنعة الإمامة بهدف توريث السلطة لنجله.

من خلال هذا الحضور المتوقع، أكد المخلوع عفاش بأن جماعة الحوثي مجرد تابعين له، ورغم انقلابه الدموي، يعتبر شخصاً مرفوضاً شعبياً.

رغم إظهاره عداء للسعودية، يبدو  قرار تصفية عفاش مؤجلاً قبل حسم ملفات ومعارك، مضافا على ذلك رغبة أطراف دولية في إبقاءه في الساحة اليمنية.

من يتابع الأحداث، ويقرأ المواقف الدولية من الإنقلاب، و نظرتهم للحرب التي يشنها التحالف لإستعادة الشرعية، يدرك وجود إرادة دولية البلد تحت معادلة التوازن دون اكتراث بالمتغيرات الجديدة.

وتثبت كافة تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ  رغبة دولية بوقف الحرب عملاً بقرار مجلس الأمن 2216.

ويظل السؤال الكارثة : هل سيلتزم صالح والحوثي بالقرار؟

في الجانب الآخر، يواصل التحالف العربي ومعهم المقاومة الشعبية،  والسلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي خيار استعادة الدولة بالقوة.

إجمالا، ستنحاز المواقف الغربية في نهاية المأساة للفاعل على الواقع، ولهذا تشتد الحرب قبل ذهاب  ممثلو الشرعية والإنقلاب إلى مؤتمر جنيف 2.

الأحد، 8 نوفمبر 2015

وداعاً دكتور عبد الكريم

وداعاً دكتور عبد الكريم
محمد سعيد الشرعبي
نبأ وصلنا كالصاعقة، قرأته وهول الفاجعة يخرس لساني، وما أقسى رحيل سياسي يمني بهذا الحجم..
نبأ فاجعاً لي في عام المواجع و الفواجع:" وفاة عبدالكريم الإرياني بعد صراع مرير مع المرض".
 
كان داهية في العمل السياسي وإدارة الدولة، ويعد أحد أبرز الساسة اليمنيين في العقود الماضية.
يحضى الإرياني بثقة وتقدير مختلف القوى السياسية في البلد، ولديه نفوذ واسع داخل حزب المؤتمر، ولطالما ظل نقطة توازن في سنوات الصراع السياسي بين اللقاء المشترك والمؤتمر.
وعندما خرجنا بثورة سلمية ربيع 2011 ضد زعيم حزبه كان لديه موقف مشرف ومنحاز لثورة التغيير رغم مآخذه على وأد مشروع ثورة 11 فبراير من قبل العصابة.
كنا نلتقي بالإرياني خلال الثورة، وبعدها أثناء الحوار في مرحلة الوفاق، تحدث لنا بدهاء سياسي محنك حول كافة القضايا.
بعد سقوط عمران واجتياح العاصمة صنعاء رفض الدكتور عبدالكريم الإرياني أن يدنس تاريخه بمساندة الإنقلاب، وشكل مع قيادات مؤتمرية أخرى جناح سياسي منحاز للدولة ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
وجد المخلوع نفسه في مأزق كبير بسبب وقوف الإرياني مع شرعية الدولة، ولهذا شنت وسائل إعلامه حملة  شتائم سافلة بحق الرجل تؤكد شعور الإنقلاب بخسارة سياسي موثوق لدى عديد من دوائر صناعة القرار في الدول الغربية.
برحيل الدكتور عبد الكريم الإرياني خسرت اليمن قيادياً فذاً وعنوانا للعمل السياسي في بلدنا المنكوبة منذ سنوات طويلة بعصابة من القتلة واللصوص والمفسدين.
وداعاً إيها السياسي الفذ..
وداعاً إيها المعلم الفاضل..
وداعاً إيها اليمني الكبير في زمن الأقزام.
وداعاً دكتور اليمن الملوث بالساسة الجهلة.

السبت، 7 نوفمبر 2015

حرب الإنقلاب على الحريات


حرب الإنقلاب على الحريات

كلما ضاقت الأرض على الحوافيش، ضاعفوا حربهم القذرة ضد الحريات بدلاً من بحثهم عن مخارج تخفف تبعات سقوطهم المرتقب في وحل حربهم المسعورة على اليمنيين.

بالأمس خرج لنا ثلة الأحزاب الكرتونية المؤيدة للإنقلاب بوثيقة ضد(العدوان) نص أحد بنودها على تحريض صريح، وتسويغ لجرائمهم بحق حرية الرأي والإعلام.
 

يقول البند الثالث الوثيقة :

"اعتبار أي استهداف لأية جهة سياسية أو مجتمعية مناهضة للعدوان أفراداً أو جماعات بالتشهير أو التحريض أو التعريض أو النقد الإعلامي عبر أية وسيلة إعلامية بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي تصرفاً وعملاً مسانداً للعدوان."

عملياً، لن يضيف هذا البند الإرهابي شيئاً، فمنذ ثمانية أشهر يشن الإنقلاب حرباً غير مسبوقة على الصحافة والإعلام، ويبرروا جرائمهم بإلصاق تهم العمالة بالضحايا.

تورط الإنقلاب بجرائم وانتهاكات جسيمة، وصلت حد قتل زملاء، و اختطاف عشرات آخرين،_بينهم 13 صحفيا مازالوا قيد الإختطاف حد اليوم _، وسيطروا على مقرات وسائل إعلام (حزبية وأهلية) معارضة للإنقلاب ومصادرة محتوياتها .

وتشير إحصائيات وتقارير حقوقية (محلية ودولية) إلى الكارثة التي حلت بالصحافة والإعلام على يد مليشيا الإنقلاب البربري.

بحسب تقرير اطلقته نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين حول الحريات الصحافية خلال النصف الاول من العام الجاري 2015 :

_ رصدت النقابة 200 حالة انتهاك، تورطت جماعة الحوثي بـ 160 حالة من إجمالي الانتهاكات .

_استشهاد عشرة صحفيين برصاص جماعات مسلحة ومتطرفة، أولها جماعة الحوثي.

_ 55 حالة اعتقال وحجز واختطاف وملاحقة للصحفيين.

_ 48 حالة اقتحام للصحف والقنوات والاذاعات ومنازل صحفيين.

_21 حالة تهديد ومضايقات وحملات تشهير طالت صحفيين وصحفيات على ذمة تغطياتهم الصحفية او التعبير.

_ حجب 33 موقعا الكتروني ومحرك بحث .

_9 حالات إغلاق مكاتب قنوات تلفزيونية وصحف.

--------------------

* محمد سعيد الشرعبي