السبت، 31 أكتوبر 2015

مقاومة الجنوب تعيد توحيد اليمن


مقاومة الجنوب تعيد توحيد اليمن

طلائع مقاومة الجنوب تصل تعز لخوض معركة تحرير المحافظة من دنس مليشيات الإنقلاب الإمامي.
 

بالأمس شارك شباب من تعز وإب معارك تحرير عدن، واليوم تنطلق مقاومة الجنوب الى معارك تحرير الشمال، إبتداء من تعز.

بهذا التلاحم تعيد المقاومة الجنوبية صياغة مشروع الوحدة الوطنية على أسس جديدة، وتجسد حقيقة الهوية اليمنية الواحدة .

وتعيد المشاركة الجنوبية الى الأذهان بطولات ثوار 14 أكتوبر في معارك فك الحصار على صنعاء وملاحقة الملكيين في شمال الشمال عقب ثورة 26 سبتمبر .

مثلما كانت مدينة تعز منتصف القرن الماضي غرفة عمليات ثورة 14 أكتوبر ضد المحتل البريطاني، تعد عدن الآن نقطة انطلاق تحرير تعز والمحافظات الشمالية من مليشيا الإنقلاب.
 

ما أكبر اليمن عندما تتجاوز مشاريع التفتيت، وما أعظم المنيين حين يخوضوا معارك المصير الوطني تحت رأية واحدة.

تسقط المعركة اليمنية الراهنة دعوات تقرير مصير الجنوب بالتزامن مع اساقطها كل متاريس مليشيا الإنقلاب الطائفي الفاشي.

بعد تحرير البلد من العصابة الفاشية سيتفق اليمنيين على حلول ناجعة لمختلف القضايا المصيرية العاصفة بالوجود الوطني .

 

* محمد سعيد الشرعبي

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

كارثة صانع القرار


كارثة صانع القرار

محمد سعيد الشرعبي :

تهمي اسئلة الخلاص المرير، ونسير بلا دراية بتحديات المرحلة، ونعجز عن خلق رؤية مستقبلية قادرة على الانتقال من زمن الى زمن، وصون تضحيات شباب اليمن .

 

يبدو أننا نعيش مخاض بدايات النهايات القاسية بإفرازاتها المؤلمة لأننا فقدنا صواب لحظتنا المفصلية، وقد نتجه نحو متاهات لا آخر لها لمجرد عدم قدرتنا على لجم توحش قلة منا غايتهم  تركيع الشعب واخضاعه لسلطتهم المارقة .

 

لا يزال الوقت سانحا للخروج من دوامة المتاهات التي نغرق فيها دون دراية بعواقب الإستسلام لأوهام قصورنا الذاتية عن تحريك عجلة التحرر بخطى متسارعه تفقد كائنات الظلام استعادة انفاسهم، والعودة للإنتقام من الأرض والإنسان.

 

نصف عام من عمر حربهم الآثمة على الشعب بمختلف مكوناته الفاعلة علمتنا كثيرا الدروس، وجسد فيها الناس العاديين ملاحم الصمود، ويجب ألا تتوقف إرادة الأحرار عند هذا الحد، فالارتطام بآفة الشعور بالعجز، يجعل إمكانية النصر معجزة بعيدة المنال .

 

إرادة اليمنيين في الأرياف والمدن أكبر مما نتوقع ، وبطولات الأحرار في ميادين الحرية وساحات التضحية فاقت توقعات غول الظلام وجحافل الكهنوت، وما ينقصنا إرادة صانع القرار، كونها لم تكن بحجم التضحيات ولم تلبي تطلعات شعب حر يأبى الركوع لعصابة الموت .

 

ويبقى السؤال المرير في لسان كل يمني : هل يدرك صانع القرار عظمة ارادة الواقع الوطني في كل انحاء البلد؟

 

منذ البداية يدرك صانع القرار روح اليمني في رفضه لكل مشاريع الموت الطائفي وجماعات ما قبل الدولة، لكن فعل الرئيس الشرعي وحكومته لم يغادر ردود الفعل الخجولة.

 

ورغم المساندة المحلية والعربية لمطالب استعادة الدولة، يبدو أننا بحاجة ماسة لإنعاش وعي الدولة في مكينة السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه هادي ونائبه ورئيس حكومته الصديق خالد محفوظ بحاح .

 

فالتعامل البائس مع مختلف المعطيات الميدانية يتحول الى كارثة مع مرور الوقت بفعل غياب الدولة، وترك المقاومة الشعبية تصارع مرارة الواقع في ظل تغول جماعات التطرف .

 

الأحد، 18 أكتوبر 2015

تعز تناديكم : شربة ماء يا حبايب

تعز تناديكم : شربة ماء يا حبايب

محمد سعيد الشرعبي

بعد نصف عام على حربهم الانتقامية المستمرة، تفرض مليشيات الإنقلاب حصاراً خانقا على تعز، ووصلت بهم الوقاحة حد منع دخول الماء والغذاء لسكان مدينة يقطنها أكثر من مليون إنسان .

جرائم حرب (الحوافيش) بحق سكان تعز تجاوزت جرائم النازية والفاشية ضد الإنسانية، وما يثير سخطنا الصمت المحلي والدولي ازاء انحطاط  مليشيات الإنقلاب في حربهم الإنتقامية من المواطنين الذين يتشدق العالم بحرصه على حمايتهم .

 

كلما تعالت الأصوات المنادية للإنقلابيين سرعة رفع حصارهم عن المدينة تأخذهم العزة بتوحشهم ضد الإنسانية، بل يعتبرون منع الماء والغذاء والدواء سلاحاً فعالاً لإجتياح المدينة التي استعصت على مليشياتهم الآثمة.

 

توهم الإنقلابيون إمكانية تنفير المواطنين من خلال قصفهم العشوائي على الأحياء السكنية، تصر المليشيات على توسيع عقابهم الجماعي على المدينة بمنع كل ما يمد الناس بالبقاء قيد الحياة .

 

وامام قذارة سلوك المليشيا وإمعانهم في الوقاحة المنافية لأخلاق الحرب، كشفت عديد من الحوادث المخزية في مداخل مدينة تعز بأن التبول في خزانات المياه خياراً استراتيجياً للمسيرة القرآنية التي توعدنا بها زعيم جماعتهم عبدالملك الحوثي.

 

تعاني تعز أزمة مياه منذ عقود، وكل وعود تحلية مياه البحر، وإيصالها الى المدينة كانت مجرد ملفاً لتجميل قبح السلطة المحلية، وفي ظل حربهم المعلنة يؤكد الحصار بأن مماطلاتهم في انقاذ المدينة بمشروع التحلية كان هدفا مركزياً للعصابة بزعامة كبيرهم علي عفاش.

 

وفي عز أزمة المياه التي تعانيها المدينة يُخيل لي بأن تعز تردد أغنية (شربة ماء) التي كتبها محفوظ صالح باحشوان، وغناها الفنان الكبير كرامة مرسال .

كلمات الأغنية :

شربة ماء يا حبايب شربة ماء

كبدي تحترق من كثر الظمأ

شربة ماء أنا عطشان

رفقا بقلبي جريح تعبان

استحلفكم حبايب برب السماء

ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظمأ

 

يا ما أرى أحواض مليانه ... بعيني أطوف ... ولا في اليد حيله

من حافة البير دلّيت عالزانه ... طلع دلوي مكسوف ... آبارهم طويله

حرام يذلحوا الماء ونحن ظمآنين

ما حد لعب مثلهم بالمحبين

استحلفكم حبايب برب السماء

ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظما

 

كم ما نزلنا ... على نبعة العين ... عليها يوردون ... إلاّ أنا ما شرّبونا

وبالعين شفنا جميع البداوين ... من الماء يغرفون ... ولا رثونا ما شرّبونا

ياناس رحمه لذولا الظمانين

الحلق يابس وفي الجوف كيرين

استحلفكم حبايب برب السماء

ما حد يلقّي سقايه وأهل بيته ظمأ

رفسة تيس الإنقلاب في عدن

رفسة تيس الإنقلاب في عدن

محمد سعيد الشرعبي

البلد في حالة حرب، وكل الإحتمالات السيئة واردة، واستهداف فندق القصر هجوما متوقعا، وتوقيته جاء لتغطية هزائم الحوافيش.

هجوم لن يغير شيئا في واقع البلد بقدر اعلانهم رسميا صلتهم بنتظيم داعش.

الهجوم لن يطغى على وقع الهزائم التي تتلقاها مليشياتهم في مارب ولحج وتعز، والأيام القادمة ستثبت تقدم الجيش الوطني واندحار مليشيا الإنقلاب.

الهجوم الإرهابي على مقر الحكومة في عدن بداية نهاية تواجدهم اطراف محافظة لحج، وتخوم مدينة تعز، وفقا للحقائق الميدانية.

إنها الرفسات الأخيرة لتيس الإنقلاب المذبوح، ولن تمنع جرائمه حتمية سقوطه مع جماعة الحوثي .

يبتهج انصار الإنقلاب بالهجوم اعتقادا منهم بانه انتصار آلهي يساعدهم في جلب مزيدا من الهمج الى الجبهات.

على هولاء السذج الإقتناع بالهزيمة، والضحك على العقول لم يعد مجديا بعدما اصبح التمكين الآلهي لشاصات حوافيشهم اضحوكة البلد .

لن يسمعوا صوت يناديهم بضرورة وقف مغامراتهم الدموية، ويعتقدوا خروجهم بإنتصار كإنتصاراتهم المزعومة في حروب صعدة.

يواصل تيس الإنقلاب رفساته الدموية، واستهداف مقر الحكومة بعدن لن تكون آخر جرائمه، وتوحشه لن يغفر له من النهاية الشنيعة لكل جرائمه .

تؤكد رفستهم الأخيرة قرب نهاية انقلابهم، ولا خيار أمامهم سوى التسليم أو الإنتحار.

تعز بعد المندب والأحمر


تعز بعد المندب والأحمر

محمد سعيد الشرعبي

مؤخرا، أدرك هادي والتحالف ضرورة حسم معركة باب المندب وغرب تعز كون بقاءهما تحت سيطرة الإنقلابيين ثغرة عسكرية كبيرة.

عمل الحوافيش على استغلال تواجدهم في باب المندب وسواحل البحر الأحمر كورقة رابحة لإنتزاع مواقف دولية مؤيدة لإنقلابهم وحربهم القذرة ضد الشعب.

 بعد التدخل الروسي في سوريا، كان من الطبيعي استخدم ورقة كهذه من أجل خلط أوراق هادي وحكومته في معادلة الصراع الإقليمي بإيعاز أكثر من طرف دولي.

كان سيتذرع طرف إقليميى بتأمين خطوط الملاحة بعد تأجيج المخاوف الدولية حول عدم قدرة التحالف بوقف التهديدات الإرهابية في منطقة باب المندب.

لهذا استبق التحالف الذرائع بتكثيف عملياته العسكرية في باب المندب وسواحل البحر الأحمر، ويثار السؤال: هل تحرير مدينة تعز ضمن الأولويات الراهنة لتحرك التحالف؟؟

مصادر عسكرية مطلعه تتحدث عن اعتزام التحالف تأمين سواحل البحر الأحمر، وبعد ذلك سيتم تحريك قوات مشتركة بغطاء جوي نحو تعز لتحرير المدينة من الحوافيش.

طبقا للمصادر، سيكون زحف القوات المشتركة ( قوات التحالف، الجيش الوطني) نحو تعز من ثلاثة اتجاهات، وسيقوم الطيران الحربي (مقاتلات، مروحيات) بقطع امدادات الحوافيش من إب وذمار.

يتركز ثقل المليشيات شرق المدينة (الحوبان، الجندية)، وستكون المعارك الأشد ضراوة في خط لحج تعز.

فيما المواجهات جنوب وغرب المدينة ستكون معارك شبه محسومه لأسباب عديدة .

الخميس، 15 أكتوبر 2015

لا أمل غير استعادة اليمن

لا أمل غير استعادة اليمن

محمد سعيد الشرعبي :

كلما عملنا على تجاوز ماض التناحر نتعثر وسط حاضر الإحتراب بين أبناء الوطن، ويصبح الحديث عن المستقبل عبث لا طائل منه.

مستقبل مفخخ بالفناء يحدد ملامحه حاضر مثخن بالدماء سيكون امتدادا للماضي ما لم يكن هناك دورا فاعلا للقوى المقتدرة على انتشال البلد من وسط مأساته.

 

ثرنا ربيع 2011 من أجل استعادة البلد من قبضة العائلة وحلفائها، فانتكست ثورة 11 فبراير بفعل جريمة التعريص الحزبي لتضحيات الثائرين .

 

ادخلت البلد الحزين خريف وفاق الإخوة الأعداء، ومرت ثلاث سنوات عجاف قبل ظهور شرور الأمس اللعين فوق شاص الطائفة.

 

بعدما شرعت المليشيا في هدم كل منجز تبين للداخل المداهن والخارج الآثم خطر سقوط الدولة اليمنية وسلخ البلد عن جسدها العربي.

 

تدافعت الأحداث، واشتعلت نار الحرب القذرة في اليمن المنسي جنوب غرب جزيرة العرب بدعم إيراني وتواطؤ غربي.

 

وبعد عام من الإنقلاب ونصف عام من الحرب تواصل المليشيا استباحة دماء الشعب، وتتكبد اليمن خسائر فادحة بالأرواح والبنى التحتية جراء إستمرار عمليات العاصفة .

 

بعد كل هذا، سيحدثك أنصار الإنقلاب عن مواجهة «العدوان» دون تفكيرهم بدواعي تدخل التحالف العربي لإستعادة دولة تجمع على شرعيتها إرادة كونية (شعبية وعربية ودولية ).

 

لن يعمل تحالف الإنقلاب حسنة واحدة نهاية عدوانهم بوقف الحرب وجنوحهم للسلم استجابة للقرارات الأممية، لهذا تسير الإحداث على نحو مغاير للتوقعات الحالمة، واستمرار الحرب يبدد أي نهاية سياسية لمأساة الانقلاب.

 

رغم  وجاهة الدفاع عن الوجود الوطني من تغول مليشيا الحق الآلهي، يجب ألا نسمح لأي طرف هدر فرص إنقاذ اليمن، وإنقاذ اليمن يتمثل في إستعادة الدولة وفرض سيادة النظام الجمهوري على كل التراب اليمني، وإحتكار القوة بيد الدولة.

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

عن الشعب والعصابة

عن الشعب والعصابة

محمد سعيد الشرعبي :

إذا لم ينتصر الشعب في هذه الحرب فلا معنى لأي واقع سيفرض بمنطق القوة او متفق عليه بين طرفا العصابة.

يكمن الجزء الأكبر من مشكلة اليمن في نخبتها السياسية الحريصة على حماية مصالحها الخاصة وإمتيازاتها غير المشروعة على حساب تطلعات الشعب .

ثمة أطراف عديدة في صف الشرعية يحاربوا من أجل مصالحهم الأنانية، وليس بدافع حرصهم على استعادة الدولة.

وذات الأسباب دفعت باطراف سلطوية للتمترس خلف المليشيا لاستعادة ما سلبوا من «سلطة وإمتيازات» ربيع 2011 .

وطرفا الحرب المعلنة وغير المعلنة كانا يشكلان عصابة سلطوية واحدة حكمت البلاد طيلة ثلاثة عقود بدعم سعودي .

انشطرت السلطة/العصابة وكل طرف استعان بمخالب طائفية وقبلية لحماية مصالحهم ونفوذهم المبدد لوجود الدولة.

تذرع تحالف الإنقلاب بكذبة اسقاط الجرعة قبل تصويب رصاصة الرحمة على رمزية الدولة باستباحة العاصمة صنعاء، وإشعال حرب قذرة ضد اليمنيين .

لقد انتحر تحالف الإنقلاب بشر حماقة تقدير موقف الشعب، ومخاطر ابتلاع اليمن في توقيت حساس تمر فيه المنطقة العربية.

في الضفة الأخرى تعد عمليات التحالف العربي منقذا لاطراف سلطوية منحازون بقصد انتهازي لمطلب استعادة شرعية الدولة .

وبعيدا عن دوافع الطرفان تظل مصلحة الشعب في استعادة الدولة والسلطة والثروة من العصابة المنقسمة على الجبهتين.

ومن مخاطر الحرب الراهنة تمكين ذات العصابة من تشكيل خريطة المستقبل وفقا لمحدداتهم غير الوطنية رغم وجود أطراف سياسية فاعلة غايتها استعادة الدولة وحماية النظام الجمهوري من خطر الإمامة.

ولن تحقق القوى السياسية والمقاومة

الشعبية دون تمسكهم بشرعية الدولة وحماية تضحيات الشعب من مشاريع عصابة اللادولة.