الجمعة، 14 أغسطس 2015

معضلة حسم معركة تعز

معضلة حسم معركة تعز
 محمد سعيد الشرعبيبدأت الحرب في تعز كمعركة استنزاف نظراً لوجود قوات عسكرية ومليشيات حوثية كبيرة في المدينة وضواحيها، ومنع تدفقهم الى مدن الجنوب.


ما عد تكتيكا ذكيا بداية الحرب، اصبح الآن مأزق يعقد الحسم بسبب عودة جحافل الحوافيش من عدن لحج والضالع وإب الى تعز .يدرك الإنقلابيون الدور الأبرز لمقاومة تعز في  اخراجهم من الجنوب عبر تخفيف ضغطهم على مقاومة عدن ولحج والضالع، لهذا عادوا للإنتقام من الحالمة وسكانها كردة فعل قذرة ومتوحشه . 


حالياً، يخلط أوراق المقاومة عمل التحالف على حسم معركة تعز من خلال الأمارات (سياسياً)، ومصر (عسكرياً) عملاً بنصائح غربية تؤكد طبعية مخاوفهم من أي انتصار سيحسب للمقاومة المحلية.


لهذا عمل تحالف صالح والحوثي على ترتيب صفوفهم لكي تصبح المحافظة ساحة حربهم قبل الآخيرة مع التحالف رغم صمود المقاومة خلال الأشهر الماضية.


وبعد صفعة مقاومة إب، بحث الحوافيش عن خيارات لإستمرار تدفق الامدادات لمقاتليهم في تعز، وقرروا الآتي :1- استخدام مخزونهم في ضواحي المدينة.2- الإعتماد على طرق تهريب غرب المحافظة من إتجاه (الحديدة والمخا).


ورغم ذلك، يسكن تفكير جماعة الحوثي شبح خذلان الجيش - الموالي لعفاش - لمليشياتهم في تعز، كما حدث في عدن ولحج  !إذا سبق رجال المقاومة الجميع الى الحسم قبل سحب زمام قرارهم الميداني، سيحققوا نصرين في آن، وهنا تكمن معضلة الحسم معركة تعز

الخميس، 6 أغسطس 2015

الشعب قدر لا يمكن تجاوزه

الشعب قدر لا يمكن تجاوزه

محمد سعيد الشرعبي
تنفث نخب الهوان تعميمات عدمية بدوافع سياسية مريضة، ومنها تنفيذا لرغبة مطابخ الفيد، والتفكيك لحظة توحد اليمنيين حول مجمل القضايا الوطنية. 


لكل إنسان حرية الرأي والتعبير، وتسقط قداسة هذا الحق عندما تصبح الحرية معول هدم، وحقد، وتحريض مشين ضد الآخرين «الأفراد، والمناطق، والمذاهب،الأحزاب ».
    
من يثور ضد الظلم يدرك جرم هدر دماء أبناء وطنه، والأحرار لا ينجرفوا خلف أبواق الحرب، ومن يؤمنوا بحريتهم يحترموا حرية غيرهم أياً كانوا .  

مهما عصفت المطابخ بوعي الناس حول تعقيدات واقع البلد، يجب أن تكون النخبة ضمير الشعب، ومن يتهيب ثمن قول الحق، سيظل عبد مخاوفه في الزمن الحقير.

المؤسف تموضع نخبتنا المحترمة جدا وسط ركام الماضي، وبعضهم يعبر عن توجهات المتحاربين في مرحلة تتزايد فيها المخاطر والتحديات، بدلاً من تخندقهم مع تطلعات ومطالب الشعب المغلوب على أمره.    

والكارثة تجاوب شباب هذا الجيل لما ينفث هولاء العاهات من سموم، ومن الطبيعي تعدد مخاطر الموت في البلاد بفعل تحول الشباب الى صدى لطبول الحرب.

يتوجب علينا مواجهة كافة المخاطر القذرة بنسيان إختلافاتنا، وأحقادنا، والإنحياز للحق ضد طغيان القريب، وغطرسة البعيد، وحلفاءهم من «جلادين، وعبيد».

سيظل الشعب قدر في حاضر ومستقبل البلد، والحرية حقاً لجميع أبناءه، والعبودية ستنهزم مهما توحش الطغاة.


بإختصار: الشعب قدر لا يمكن تجاوزه..

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

خارج نفسك يا حوثي

خارج نفسك يا حوثي

محمد سعيد الشرعبي

خارج نفسك يا حوثي بصورة سياسية.. فالسلم خير من الحرب!
لقد أنتهت معجزات «الشاصات»، فدماء الأبرياء تجتاح جبهاتك، وأنين أهلهم وذويهم لعنات ستلاحقك كمن سبقوك، فنهاية المأساة ستعود الدولة باعتبارها مطلب كل يمني.
إذا كنت تحتقر معارضيك، وتجيد استثمار اخطاء خصومك، فلا تتوهم انتصارك على شعب يريد الحياة، وإن داهنك الجبناء، ونافقك الإنتهازيين، ستظل - في نظرهم قبل خصومك-  زعيم جماعة طائفية مغتصبة للسلطة.
توقف عن استخفافك بإرادة الشعب، وأقبل بوقف حربك الإنتقامية «الداخلية»، فالدماء ليست ماء، وجرائم مليشياتك تعجل بزوالك، وتمكن خصومك من الذهاب الى أبعد من رفع العلم في مران .
يا هذا: تراجعك عن انقلابك لن يكون هزيمة كما تتصور، ولو توهمت قدرتك على ابقاء البلد في جحيم خياراتك الجاهلية، ستذوق في المستقبل مرارة انقلاب الشعب عليك في كل درب.
حقنا للدماء، وحرصا على التعايش المجتمعي، أفعلها الآن، وإنسحب قبل فوات الآوان، فالحرب خدعة، وكما خدعتهم ذات يوم، ستخدع في قادم الأيام، والمصيبة العظمى خداع نفسك بالسيطرة على وطن.
أترك عنادك.. وجنّب الشعب مزيداً من جرائم الحرب، ومآسي الجوع، والنزوح، والتشرد، وكف مليشياتك عن قمع منتقديك ومعارضيك، فالثأر يعول، ويؤرث الخراب، والقمع يزيد اقتناع واصرار الضحايا على دفع فاتورة الخلاص من جلاديهم .
صدقني يا حوثي، أغلب رجالك سيبيعوك غداً في السوق السوداء، وفي عراصات الجحيم لن يكون بوسع معظمهم الغرق معك، وأنت تعرف هذا، ولكنك تأبى الإقرار بذلك.
إذا كنت حريصاً على حاضر ومستقبل "الشعب اليمني العظيم"، ستشعر بويلات حربك ضد الأبرياء، ولن تتأخر عن فعل الصواب، ولكنك تفعل العكس، وبلا أحساس .
بلا شماته، انصحك بالإنسحاب قبل فوات الآوان، ونشوة خصومك بهزميتك، وإذا كان لديك حلماً بالحكم، فجهز جماعتك وانصارك للمشاركة الى أقرب انتخابات، فصناديق الإقتراع ستظل خيار إستراتيجي لك ولغيرك .
أنت لا تكترث بما نقول الآن..

لهذا أقول بوضوح : البندقية ستجلب عليك البنادق ، والحرب والقمع لن يجبر شعب عظيم على القبول بسلطة إنقلابية قدرها الفناء بذات طريقة صعودها الى آخر مراتب الجنون !