الخميس، 31 ديسمبر 2015

تعز.. مأساة حرب وحصار

تعز.. مأساة حرب وحصار
محمد سعيد الشرعبي
بين المأساة الإنسانية والتحديات العسكرية يترقب إنسان تعز يوم الخلاص من طغيان مليشيات المخلوع والحوثي.
كلما اقترب موعد رفع الحصار عن المدنية، وتحرير المحافظة، توقفت التحركات الميدانية، وتعود تعز إلى دوامة الانتظار، ومن يقرأ الأسباب يدرك أهمية تكثيف الأحرار تحركاتهم قبل الذهاب نحو الحسم الناجز .
مؤخراً بدأ المجلس العسكري مع المقاومة الخطوات الصحيحة نحو معركة الخلاص، واتجهوا نحو عدن للاتفاق مع الرئيس عبدربه هادي وقيادة التحالف حول مخطط التحرير.
تكللت الجهود بتوجيهات رئاسية بتشكيل لواء تحرير تعز، وانطلقت عملية بناء اللواء، وتدريب أفراده من قبل ضباط التحالف العربي، ويعد أول لواء من ابناء المحافظة.
تشكيل اللواء خطوة أولى نحو بناء مؤسسة عسكرية يتجاوز مهمة أفراده تحرير الأرياف، ورفع الحصار عن المدنية، بل سيقوم مع شرطة تعز باستعادة الأمن، وحماية الحالمة من أي مخاطر مليشياوية محتملة  بعد التحرير.
قبل إنطلاق الأحرار في الطريق الصحيح من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، تعالت أصوات عديدة ترجع تأخر الحسم إلى قيادة المقاومة والجيش الوطني.
أثبتت الأيام بأن الانخراط في صفوف مقاومة ليست مدخلا للاثراء، وتغيرت قناعات كثير من المشككين فور معرفتهم بحجم الخسائر والإحتياحات اليومية .
في البداية كان هناك دعم للمقاومة وقوات الجيش الوطني من التحالف العربي، ومع مرور الوقت تراجع الدعم رغم تزايد النفقات بفعل طبيعة المعارك في مختلف الجبهات.
تغيرت أولويات التحالف إلى جبهات اخرى، ووجدت قيادة المقاومة والجيش الوطني بالمحافظة أنفسهم أمام تحديات كبيرة دفعتهم إلى تشجيع  حملات شعبية هدفها دعم صمود تعز في مواجهة طغيان مليشيا الإنقلاب.
لكن الحملات الشعبية لا تلبي الإحتياجات الكبيرة، ورغم تراجيدية أحوال تعز، يسطر أبناء المحافظة بطولات الفداء في جبهات الحرب، في حين يواصل سكان المدنية صمودهم في مواجهة جنون مليشيا الانقلاب.
أوضاع تعز من الداخل أكثر من مأساوية، والعجز التام للجهات المختصة عن توفير الأكسجين لمستشفيات مدنية يقتلها الحصار والقصف اليومي، يكشف جانبا من استفحال المأساة.
جرحى تعز يصارعون الموت داخل تعز، ومن تمكنوا من الخروج إلى عدن يعانون الإهمال، ولولاء تحرك رئيس المجلس العسكري، وقائد المقاومة لتفاقمت مأساة جرحى المقاومة .
في ذات السياق المؤلم، تباع مواد الإغاثة الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في السوق السوداء التابعة للمليشيات الانقلابية أطراف مدنية تعز.
إجمالاً تدفع تعز وأبنائها ثمن تأخر الحسم العسكري، ويجب على دول التحالف التحرك نحو إنقاذ المدنية بالإغاثة الإنسانية، أو التعجيل بمعركة رفع الحصار عن المدينة .

الجمعة، 25 ديسمبر 2015

جمهورية من قرح يقرح

جمهورية من قرح يقرح

محمد سعيد الشرعبي :

يطفح من خطاب الإماميين الجدد  كهنوت مشروعهم السلالي، وقرب زوال انتفاشتهم الفاشية، وتجلى هذا في تهديدات الحوثي للسماء والأرض بحرب إلى  يوم القيامة.

وبعد تسعة أشهر من إبادة الأبرياء في المدن الثائرة، نرتطم بتوصيف نخب الإنبطاح معركة تحرير اليمن على أنها حرب بين الحوافيش والدواعش، وكأن دماء الشعب ماء.

لم أجد أوقح من هذه المياعة السياسية، وأسفل من توصيفات نخبة الإنبطاح لم أقرأ، واللافت حرصهم على تزويق عهر نظرتهم الإستحمارية حول معركة تحرير البلاد من المليشيات البربرية.

يدرك هؤلاء الآثمين بأن حرب تحرير اليمن معركة جمهورية، وغايتها تخليص الشعب من طغيان مليشيا إمامية، وتضحيات الأحرار بمختلف توجهاتهم تثبت قناعة الأبطال بقداسة دفاعهم عن وجودهم حتى تحقيق النصر على إعداء الحياة.

 

وتؤكد الحقائق الوطنية على نبل الدوافع الجمهورية لمعركة تخليص الشعب من عصابة الإنقلاب، وتحرير البلاد من مليشيات الأوهام الإلهية، ومهما حاول بعض السفلة التعايش مع سواطير الإمامة، تثبت المؤشرات الميدانية قرب انتصار الشعب على الإنقلاب وآله..

في تاريخ اليمن ليس هناك ما هو أعظم من ثورثا 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وانطلاقاً من رفعة هذا الإعتقاد الراسخ في الذاكرة الوطنية، تندفع مواكب التحرير نحو استعادة الدولة اليمنية، والدفاع عن حاضرهم، ومستقبل أبنائهم من خطر المشروع السلالي.

وبعيدا عن توصفيات النخب الدائخة تسطر قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة ملاحم أسطورية، وانتصارات جمهورية تجسد أهداف ثورتا سبتمبر وأكتوبر.

إنها معركة خالدة تعيد إلى الأذهان جلالات التحرير الإكتوبرية، وعظيم الانتصارات السبتمبرية،  ومهما تفرعنت المليشيات الانقلابية على اليمنيين سيأتي النصر الحاسم ولو بعد حين..

إنها معركة تحررية يمنية في نظر يرفض العبودية، ويؤمن بحق شعب اليمن في الحياة والحرية والعدالة، والمواطنة.

ومن لم يفهم الواقع، فليعيد قراءة قصيدة المناضل السبتمبري الشهيد أحمد عبدربه العواضي (جمهورية من قرح يقرح) :

يا الله يا من لنا تفتح

والرزق مطلوب بسلاله

والشعب معجب بأبطاله

واخرج من الشعب دجاله

من قارب الظلم ما يربح

لازم نغير بها الحالة

ذي ما يبي شعبنا ينجح

قد عجل الله بزلزاله

جمهورية من قرح يقرح

والبدر ما عاد ذي أصبح

خرج بشرشف وبركاله

جمهورية من قرح يقرح

يحرم على البدر لو أفلح

يشوف صنعاء ولا صالة

جمهورية من قرح يقرح

ولو تمسك با بو مشلح

لن نرتضي كلما قاله

جمهورية من قرح يقرح

شعب اليمن للدول صرح

ما يدخل إنسان في أحواله

جمهورية من قرح يقرح

يحل نفسه بما رجح

يهناه يهناه يهناله

جمهورية من قرح يقرح

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

من تعز.. شكراً لدولة الكويت

من تعز.. شكراً لدولة الكويت

محمد سعيد الشرعبي :

في زحمة انشغالنا بالمواجهات العسكرية بين قوات الشرعية ومليشيات الإنقلاب، تتزايد أهوال المأساة الإنسانية، وننقب في الواقع عمن يقوم بدور اغاثي، فنجد دولة الكويت تقوم بدور هام في المحافظات المتضررة من الحرب،  أولها تعز.

بعيداً عن ضجيج بعض الدول، والمنظمات الدولية، ينفذ الهلال الأحمر الكويتي حملات اغاثية جنوب وشرق اليمن، وهذا الدور الجليل يحضى بتقدير كافة المواطنين اليمنيين.

نهاية الشهر الماضي دشنت حملة الإغاثة الكويتية، مشروع سقيا الماء في مدينة تعز ، بتكلفة إجمالية بلغت 500 ألف دولار، وهذه لفتة إنسانية تنقذ الآف السكان من كارثة حصار مليشيات الإنقلاب للمدينة.

وتتكفل حملة سقيا بتأهيل آبار، و توزيع مياه الشرب، وخزانات مياه، وشراء مولدات، أولها، شراء مولد بئر الغفران، وتسفيد من هذا البئر 500 أسرة، في أحياء الباب الكبير، شارع 26 سبتمبر، المدينة القديمة، حي الغفران، وحي التجار.

ويستهدف مشروع سقيا تأهيل خمسة آبار ارتوازية، وتوزيع  4.3 مليون لتر من مياه الشرب، و13.5 مليون لتر من مياه الاستخدام، وتوزيع 300 خزان مياه في مديريات المظفر، القاهرة، و صالة.

هذا أحد المشاريع الإغاثية لدولة الكويت، وتخطط المنظمات الأغاثية الكويتية مع منظمات محلية من أجل العمل على مشاريع اغاثية لمدينة تعز،  بحسب تأكيدات القائمين عليها.

في أبريل الماضي أطلق الهلال الاحمر الكويتي حملة شعبية لجمع التبرعات لدعم الإغاثة  الإنسانية في اليمن.

وفي هذه معرض حديثنا عن اغاثة الكويت لمدينة تعز المحاصرة، نتذكر مشاريع جمعية العون المباشر الكويتية بالمحافظة خلال السنوات الماضية رغم فساد السلطة المحلية.

بداية العام الجاري نفذت الجمعية حاجز الاوطئة للمياه في عزلة الجعرة مقبنه بتكلفة 325 ألف و396 دولار، وسد وادي علي في منطقة  الضباب بتكلفة ثلاثة مليون دولار.

وكانت الجمعية تعتزم تنفيذ سته سدود للمياه في مديريات خدير والشمايتين وجبل حبشي كمرحلة أولى بتكلفة تزيد عن مليون و 500 ألف دولار.

وموَّلت الصندوق الكويتي مشاريع إنقاذ مدينة تعز من سيول الأمطار، وبناء معاهد مهنية، ويُحسب لدولة الكويت دعم اليمن بدون شروط مسبقة،  أو أهداف سياسية في مختلف المراحل.

وإجمالاً، يؤكد الدعم الكويتي لمحافظة تعز قبل وبعد الإنقلاب عمق الرؤية الكويتية في التخفيف من وطأة معاناة الناس بسب انعدام المياة، وكذا في مجالات الصحة والتعليم والطرق.

وبلا شك، لن ننسى دور الكويت في إغاثة مدينة تعز، وسيظل عظيم دورها الإنساني الكبير في هذه الأيام العصيبة محط تقدير كافة أبناء اليمن.

تنويه لا بد منه :

هناك حملات اغاثية أخرى لدول الخليج، ويقدموا خدماتهم الإغاثية بطرق مباشرة وعبر جمعيات محلية ، وكلها محط تقديري، لكني في مقالي هذا خصيت دولة الكويت بالشكر والثناء.

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

بين سلام مرفوض وآخر مطلوب


بين سلام مرفوض وآخر مطلوب

محمد سعيد الشرعبي :

من يقدس الحياة، وينشد الحرية للبشر، سيدافع عن حق أبناء وطنه في الوجود، وسيرفض استعبادهم من قبل مليشيات طائفية، سواء بقوة السلاح، أو بمنطق الغلبة.

منذ بدأ تحالف الحوثي وصالح إنقلابهم على سلطة الوفاق الإنتقالي، وشنوا حروبهم الوحشية في كل إتجاه، سقطت النخب اليمنية في حضيض انحيازاتها،  بإستثناء قلة رفعوا أصواتهم ضد حروب الإمامة على الشعب.

لقد كان سقوط أقنعة النخب بحجم فضاعات الحرب البربرية، وعمق مآلاتها على مستقبل السلم الأهلي، والتعايش المجتمعي في بلد يعصف حاضرها نزوات إنقلابيون واهمون بإستعباد الناس بالرصاص والبارود.

لقد تجاوز وعي المواطن مخاطر القبول بالعودة إلى الماضي، وتجسدت إرادة الشعب في ثورة 11 فبراير،  وقبلها في الحراك السلمي الجنوبي، ورغم التحولات العميقة في المجتمع تبرر نخب الهوان حد اللحظة عار إنحيازها للطغاة ضد مطالب وتطلعات الجماهير الثائرة شمالاً وجنوباً.

واللافت هذه الأيام مغادرة النخب مربع التبرير لحرب تحالف الحوافيش ضد اليمنيين إلى المطالبة بسلام مقرون بإستسلام الشعب لسلطة إنقلاب الأمر الواقع.

تتعالى أصوات كثيرة، يتقدمهم(جعب) الإنقلاب في ظل إستمرار حرب مليشياتهم على أبناء محافظة تعز، وتشديد حصارهم حول مدينة يقطنها قرابة مليون إنسان.

علاوة على مطالبتهم الضحايا بالإستسلام، يطفح من دعواتهم منطق إستخفاف بتضحيات من يقاوم انقلاب مليشياتهم دفاعا عن حق مشروع في الحياة والحرية، والكرامة، والمواطنة المتساوية.

بون شاسع بين سلام مطلوب ينشده كافة أبناء اليمن،  وبين سلام مرفوض يطالب به من تساهلوا مع القتلة، وأستسهلوا تضحيات تعز وبقية محافظات الجمهورية.

فالسلام المرفوض ما يمكن وصفها هدنة بين حربين تمنح الإنقلابيين فرصة عبور إلى المستقبل القريب،  بما يمكنهم من الإنقضاض على اليمنيين وقتما تسنح لهم ظروف المنطقة.

تقول حروب صعدة، لا جدوى  من سلام يؤسس لحرب جديدة، ولا أمل في عودة الإستقرار إلى البلد في ظل بقاء القوة وجزء من السلطة بيد حلف طائفي يتخذ من الديناميت وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.

يتوهم الإنقلابيين إمكانية مغالطة الداخل والخارج من أجل الذهاب إلى استراحة حرب تصون لهم قوة ونفوذ وليس إلى سلام يلزمهم بوقف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين، وتسليم السلاح، وخروج مليشياتهم من المدن..

السلام المطلوب لليمن تنفيذ تحالف الإنقلاب قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وليس  هدنة احتيالية قد تنبثق من مشاورات جنيف، كما يحلم الحوثيين، وحليفهم صالح.

شتان بين سلام مطلوب يبدأ بوقف إطلاق النار، ولا يتوقف عند بسط سيادة الدولة، وسلام مرفوض من قبل كافة الأطراف كونه إنقاذ لعصابة إنقلابية لن تتوقف عن مواصلة حروب إعادة اليمن إلى مرحلة الكهنوت الإمامي..

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

القاعدة في خدمة الإنقلاب

القاعدة في خدمة الإنقلاب

محمد سعيد الشرعبي :

لم نعد بحاجة إلى تذكير الرأى العام الآن بالأدلة الدامغة عن علاقة المخلوع علي صالح وجماعة الحوثي بتنظيم القاعدة، فمنذ بداية انقلابهم لعب الإرهابيين دوراً كبيراً لصالح الإنقلاب.

غالبية اليمنيين يعرفوا مخاطر ما يمكن وصفها بـ"الخدمات الجليلة" التي يقدمها تنظيم القاعدة لمليشيا الإنقلاب لتبرير حربهم الإنتقامية بذريعة محاربة الدواعش.

وأبرز خدمات القاعدة للإنقلاب، إستهداف المساجد، وجرائم الإغتيالات، ومهاجمة الجيش الوطني، والسيطرة على المؤسسات بعدن، ومحاولة اختراق صفوف المقاومة الموالية للرئيس هادي.

وتحريك القاعدة للسيطرة على محافظة أبين، وتهديدهم باجتياح عدن محاولة انقلابية آخيرة لخلط الأوراق على هاي، وعرقلة معركة تحرير اليمن من مليشيا عفاش والحوثي.

والهدف الرئيسي من وراء إسقاط إبين بيد القاعدة جر الجيش الوطني والتحالف إلى حرب ضد الإرهاب بدلاً من تحرير تعز من مليشيا الإنقلاب.

ويعتبر حرف مسار معركة تحرير اليمن إلى مواجهة القاعدة جنوب البلاد إنقاذ لمليشيا الإنقلاب بعدما لاحت مؤشرات هزيمتهم في تعز، وتضييق الخناق عليهم أكثر من أي وقت مضى .

يدرك الداخل والخارج حجم ورطة تحالف الإنقلاب في تعز، وما يمثله تصاعد أنشطة القاعدة في أبين من إرباك للجهود الساعية إلى تحرير مدن اليمن من الإنقلاب الهمجي.

ويقدم تحالف الإنقلاب حربهم القذرة ضد الشعب اليمني على أنها حرب ضد الإرهاب، ويستغلوا عمليات القاعدة لإقناع المجتمع الدولي باكاذبيهم الممنهجة .

وبدوافع سياسية، تقوم وسائل إعلام دولية بدور سلبي من خلال ترسيخهم صورة ذهنية خاطئة عن معركة اليمن الراهنة لدى الرأي العام الغربي .

وإسقاط أبين مجددا بيد تنظيم القاعدة بهذا التوقيت يزيد فرص استثمار تحالف الانقلاب للتوجه الدولي ضد الإرهاب بعد كارثة عمليات تنظيم داعش في باريس.

تواجد القاعدة في اليمن المعروف بـ" أنصار الشرعية في جزيرة العرب" خطر حقيقي، ولا يمكن التقليل منه، وتجمع كافة القوى السياسية على أن الدولة ملزمة بمحاربة الإرهاب، وليس مليشيا طائفية تزيد من انتشاره.

الرئيس هادي ومعه دول التحالف العربي تعهدوا باستمرار مشاركتهم في الحرب ضد الإرهاب بدليل مواصلة طائرات (الدرونز) الأمريكية غاراتها ضد القاعدة في اليمن.

ورغم وضوح أهداف معركة الشعب اليمني ضد الإنقلاب، تظل جهود الدولة عاجزة عن فرض الأمن في المدن المحررة جراء اختراقات تحالف الإنقلاب للمجتمعات المحلية.

حكومة خالد بحاح تتهم صالح وحلفاءه المحليين بتمكين عناصر تنظيم القاعدة من ممارسة نشاطهم الإرهابي في المناطق المحررة لخلق انطباع حول عدم جدية مناهضي الإنقلاب في الحرب ضد الإرهاب.

معرفة واشنطن كبيرة بتواجد ونشاطات تنظيم القاعدة في البلاد، ورغم ذلك، لم يتبلور موقف أمريكي مناهض للإنقلاب الإجرامي حد اليوم.

موقف واشنطن ليمن ما بعد الإنقلاب قائم على حسابات خاصة بالمنطقة، وإنعكاسات مباحثاتها النووية مع أيران تتجسد جلياً في أداء المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ .

وتغاضي أمريكا عما يتعرض له المدنيين في تعز من حرب أبادة مروعة على يد حلفائهم الإنقلابيين يبدد المساعي الأممية لوقف الحرب تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216.

وفي ظل تباطؤ السلطة الشرعية برئاسة هادي عن الحسم العسكري، وانشغالات دول التحالف، يسعى أكثر من طرف إلى تخيير شعب اليمن بين القبول بسلطة الإنقلاب أو توحش تنظيم القاعدة.

لن يقبل اليمنيين بتسويات مذلة يحددها الإنقلاب، وليس أمام قوى الشرعية سوى الحسم قبل فوات الأوان، والإنتصار لتطلعات الشعب، ومشروع بناء الدولة لن يأتي بالتمنيات بل بالتضحيات..

السبت، 28 نوفمبر 2015

الجندي مهرجاً لتعز


الجندي مهرجاً لتعز

محمد سعيد الشرعبي :

من مهازل الأيام الأخيرة للإنقلاب، إصدرت لجنتهم الثورية قراراً بتعيين ناطق حزب المؤتمر عبده الجندي محافظاً لمحافظة تعز.

كان متوقعا تعيين تحالف الإنقلاب محافظاً صورياً لتعز بعد رحلة الهروب المتفق عليها لمحافظهم السابق شوقي أحمد هائل بداية حربهم الإنتقامية من المديين.

ونظراً لقناعتهم بقرب موعد تحرير تعز من قبضة مليشياتهم، يرمي عفاش بآخر ورقة بحوزته، وله أهداف مختلفة في قرار كهذا.

فشلت جماعة الحوثي في إبقاء السلطة المحلية_ الموالية لهم_ تحت سيطرتها، وبحثوا عن بدائل كثيرة، وقوبل توجه الحوثيين برفض عفاش. 

مؤخرا أتفق طرفا الإنقلاب على اختيار محافظ من أجل استخدامه واجهة أمام المجتمع الدولي، ولتحميله وزر جرائم حربهم ضد تعز، ولم يجدوا غير عبده الجندي للقيام بهذا الدور القذر.

صدور القرار بهذا التوقيت يثبت مدى تخبط طرفا الإنقلاب في إدارة أيامهم الأخيرة وسط جحيم تعز، وليس بوسعهم سوى نصب مهرج باسم المحافظة لاستخدامه من صنعاء.

في المقابل يُصر الرئيس عبدربه منصور هادي على تأخير تعيين محافظ في تعز تجنبا للخلافات التي قد يحدثها القرار،  وانعكاساتها المتوقعة على معارك تحرير المحافظة من الحوافيش. 

الآن يحتشد أبناء تعز مع الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، وبعد إنجاز مهمة التحرير، سيتم اختيار محافظ جديراً بالمنصب،  ويحضى بثقة الناس.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

مقاومة تعز وموجة التصنيف


مقاومة تعز وموجة التصنيف

محمد سعيد الشرعبي :

في حين يدعوا الرئيس المخلوع علي صالح أنصاره إلى مساندة المليشيا في حربها ضد تعز، تنشغل نخب الهوان بتصنيف المقاومة دون مسؤولية بمعركة المصير الوطني.

التصنيف مدخلاً للتفكيك، وباباً للتسابق الانتهازي على فتات المكاسب على حساب  تحقيق هدف تحرير المحافظة، واستعادة الدولة اليمنية.

تحرص مطابخ الإنقلاب على تفكيك مقاومة تعز والدس بين مكوناتها، ويشارك محسوبين على الشرعية في رفع تقارير آثمة عن قادة المقاومة والجيش الوطني بهدف وأد صمود المحافظة أمام توحش تحالف الحوافيش.

هدف محاولاتهم البائسة الدس الرخيص بين أبطال مقاومة تعز بعد فشل شاصات الموت من اجتياح المدينة، وضرب صمود أبناء المحافظة في وجه المغول الجدد .

في تعز يتمترس كافة الأحرار وسط خندق واحد، وغايتهم العليا تحرير المحافظة من المليشيات الهمجية، ويدرك كل مقاوم بأنه يخوض معركة وطنية، ولهذا يتحرك رجال المقاومة والجيش الوطني بثقة كبيرة نحو هدفهم.

كانت تعز وستظل قلب اليمن، وروح المشروع الجمهوري المضاد لكافة المشاريع الصغيرة، وعلى مقاومتها الباسلة الحذر من  الدسائس الساعية إلى إحداث شرخ في صخرة الطيف المقاوم بهدف تمكين المليشيات من اجتياح المحافظة، وأجبار أحرارها على قبول الأمر الواقع.

لا خوف على رجال المقاومة و قوات الجيش الوطني في ميادين التضحية فهم أبعد عن حملات الثورة المضادة، ولكن الخوف سيأتي في حال انخداع بعض المداليز هنا أو هناك بطعم الفتن الذي يُرمى في طريق الخلاص بقصد خبيث.

الهدف الأبرز لمقاومة تعز استعادة الدولة، وبناء نواة مؤسسة عسكرية وأمنية ولائها للوطن استكمالاً لكافة الخطوات الرسمية الهادفة لإنهاء إنقلاب المخلوع والحوثي، وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.

بعيدا عن هذا الهدف الوطني النبيل تسقط المشاريع الظلامية والرجعية والحزبية على صخرة وعي المجتمع اليمني قبل وبعد هذه الحرب الكارثية التي يشنها تحالف الإنقلاب على اليمنيين بلا استثناء.

وفي هذه القصيدة الغنائية لشاعر الهوية اليمنية مطهر الإرياني أبلغ رسالة لمن تعميه المصالح الآنية عن فعل الصواب لحظات المصير الوطني:

يا قافلة بين امسهول وامجبال         

اللهَ مَعِشْ  حامي وحارس

يا قافلة عاد المراحل طوال            

وعاد وجه الليــــل عابس

ياقافلة رُصِّي صفوف الرجال           

واستنفري كل الفوارس

قولي لهم : عاد الخطر ما يزال       

لا تأمنوا شر الدسايس

هيا شباب اتكاتفوا للنزال                   

وانسوا خلافات المجالس

ما بايكون النصر وقت القتال               

إلا بتوحيد المتارس

ياقافلة في الدرب درب النزال                

لا تأمني شر الدواير

البُوم والغربان خلف التلال                 

والذَّيب وسط الجرف فَاغِر

والاختلاف في الرأي ماله مجال           

في ظل تهديد المصاير

هيا شباب اتوحدوا للنضال                

وانسوا خلافات المسامر

وبعد نيل النصر تصبح حلال           

كل الموارد  والمصادر

كلين وفكرة ..ينصره بالمقال              

ولو يراشق بالمحابر