الأحد، 15 أبريل 2012

ضعوا حداً للإنفلات الأمني في تعز !!


محمد سعيد الشرعبي
يحز في نفسي تكريس المكائن الإعلامية للأطراف الناقمة من الثورة صورة ذهنية مقيتة عن ابناء شرعب في تعز  واختزالهم بهيئة مسلح دموي قادم من الريف بكل توحشه لينقض على المدينة وأهلها،مستغلين عدد من الحوادث المؤسفة التي شهدتها مدينة الاسابيع الماضية ،يتهم مسلحين من شرعب  بالقيام بها ،وبالتالي ينطلق نافخي الكير القروي  المعجون بالكيد السياسي في حملاتهم استبدلت تهمها لأطراف سياسية وقوى اجتماعية مؤيدة للثورة بوصم هذا العار بجهة جغرافية دون اكتراث بتبعات تكريس  وتعميم هذه الصورة النمطية دون استثناء ..
احس بفداحة التحامل غير المبرر والتعميم المستفز على مديريات شرعب الذ يصور شرعب "بندقية" فاغرة تلتهم الأرواح والمضحك بكاء البعض على اطلال تعز وكأنها كانت "مرسيليا" قبل الثورة ، كانت الأوضاع الأمنية _حينها _منفلتة  لكن ليس بهذا المستوى المخيف الذي تعيشه المدينة في هذه الايام ...
الآن ولكي لا تسير القضية عن اللاعودة للأمن والإستقرار ،ينبغي توحيد الجهود للإخراج المحافظة من مستنقع الإنفلات الأمني ،فالمشهد بات مخيفا ويضع حياة السكان  في خطر ،ولو وجدت نخبة سياسية واجتماعية في المحافظة لما وصلت الأمور الى هذا الحد المفزع ،ولن تجد المكائن  الإعلامية للثورة المضادة وثوار " لا تشلوني و لا تطرحوني " سببا مقنعا لترديد اراجيفهم بالحق والباطل وجلها تصب في  معركة النيل من الثورة ومكوناتها  بهدف  تلطيخ الصورة الذهنية  الجميلة للثورة السلمية في تعز ،وابناء شرعب بالتحديد على ذمة مشاركته في مواجهة قوات النظام البائد  ...  
وبشاعة التعميم في افساد القضايا التي خرجنا لوضع حدا لها  تتجلى في  ،فالمخلوع صالح ونظامه المتحلل خطط لهذا المصير المفزع ،ويخطىء البعض في حملاتهم الهوجاء تحميل شرعب فقط وزر كارثة الإنفلات الأمني بمدينة تعز ،على الرغم معرفتنا بأن "مسلحي انصار الثورة " من كافة مديريات المحافظة وليس من مديرتي شرعب "السلام،الرونه " ،علاوة على ذلك ،تعج المدينة بمئات من مسلحي يتبعون شخصيات نافذة موالية للنظام السابق وهم من يقدمون على ممارسات مخلة بالأمن ويرتكبون جرائم  تهدد حياة المواطنين ،وهذا ما تؤكده عدد من التقارير الأمنية  و الحقوقية  الميدانية ...
لهذا اتمنى أن يتم معالجة الظاهرة بعيداً عن التحامل السياسي او التحايل من مسؤوليتنا جميعا في مواجهة هذه الظاهرة المقرفة في مدينتنا العصية عن البلطجة و العسكره وما يصاحبها من فوضى تخريبية لجمال المدينة التي نحب ونريد أن نعيش فيها  ،ومن المؤسف أن تعيش مدينتنا هذه الأيام  تحت رحمة البنادق  وسطوة العصابات المنفلتة في ظل غياب الدولة وأجهزتها الأمنية ...
وكلنا يعلم ضلوع النظام السابق في جريمة تغذية مئات من المسلحين يتبعون لنافذين وضباط  ويعملون منذ بدايات انطلاق الثورة بداية العام الفائت بهدف الإخلال بالأمن بدرجة اساسية وما تسببت فيه التغذية لظاهرة حمل السلام بالمدينة ،وكنتيجة طبيعة لغياب سلطة الدولة ،انتشرت الظاهرة وتكاثر المسلحين بشكل مخيف وبدأت تتوالى جرائم ترويع السكان واستهداف  ممتلكاتهم الخاصة والعامة ،وفقا لمخطط قذر ساري المفعول حد اللحظة ..
بلا شك ،فالمشكلة الآن صارت امنية بأمتياز كون اسباب اي تواجد مسلح لأي طرف  على حساب هيبة الدولة ،يفترض حزم الدولة وأجهزتها الأمنية غير القامعة للحريات ،وأي غياب لهذا الدور الأمني في خدمة المجتمع ،ستزيد الحوادث وتتسع حالة الإنفلات الأمني بعدها سيكون ثمن اعادة الإستقرار باهظا وعلى اية حال ،يجب أن يتحد ابناء تعز لمواجهة هذا التداعي الأمني المخيف ،ولو وجدت ارادة حازمة تضرب بيد من حديد اي تواجد لأي عصابات مسلحة وارتفاع مخلة بالأمن دون استثناء او مجاملة لأي طرف ...

ولكي لا تنزلق الأوضاع الى مرحلة الإقتتال العبثي بين المسلحين انفسهم او بين المسلحين والمتضررين من الإنفلات الأمني في اي لحظة في ظل توفر اسباب هذا الاقتتال التي تؤججه تبعات التغيير في المحافظة والبلاد بشكل عام ...
وهناك حوادث وممارسات مخلة يتهم فيها "انصار الثورة "  ،وهذا فعلا مرفوض ومشين بحق الثورة السلمية التي يجب انصارها افرادا وجماعات قدوة  طيبة وليس نسخة كربونية من بلاطجة النظام السابق ،كما يصورهم البعض في وسائل الإعلام  ،ومهما كانت اي حوادث صغيرة او كبيرة ،فأي فعل مشين ومخل برسالة الثورة السلمية وصورتها في اذهان الناس،سيمثل استمرار تلك الممارسات  لعنة تلطخ تأريخ اصحابها ... فالتأريخ لن يرحم بلطجي ولا يجامل ثوري !!
 لن ازيد الطين بله ، بالتحامل على "انصار الثورة " اكثر  ،فالوضع يقتضتي منا معالجة المشكلة بعقلانية،لذا اتمنى من "انصار الثورة " أن يفكروا جديا بالتهم التي تطالهم ،وادعوا قادتهم الى مباشرة ازالة اسباب تلك الممارسات من قبل بعض المسلحين المحسوبين على الثورة التي تجلب عليهم تهما في حوادث مختلفة ،واعتقد أنهم حريصين على  أمن المحافظة اكثر من غيرهم ،كما يفترض بهم تحديد موقفا جاداً من الانفلات الأمني بشكل عام ،وهذا ما لمسناه في تصريحات صحفية وتحركات اجتماعية يجب ان تتحول الى واقع عملي ..
 من مصلحة  "انصار الثورة " الاستجابة العملية لدعوات وحملات رفع المظاهر المسلحة من المدينة لو وجدت ،بدلا من مجاراة بقايا النظام في مخططهم  الانتقامي الذي يستهدف المحافظة حد قولهم ،كون البحث عن تبريرات  لأي تواجد لهم بالمدينة  يفتح شهية الطرف الأخر للانتقام واستهداف الناس وتحميل الثورة افعال وممارسات " بلاطجة " النظام السابق ،وعوضا عن النفي المتواصل ،بات من مصلحة الثورة خروج "انصارها " من المدينة ،لكي يدرك ابناء المحافظة من يقف وراء معظم الحوادث المشينة  والدخيلة على مدينة تعز والتي تتنافى مع اخلاق ابناء المحافظة  ... 
الآن صار لزاما على كافة الأطراف  السياسية والقبلية في المحافظة التوحد لمواجهة مسلسل العبث بحياة وممتلكات المواطنين ،ويساعدوا الدولة في اعادة بسط سيطرتها على الوضع ،لكي يتسنى لأجهزة الأمن وضع حداً للإنفلات الأمني المستفحل بالمحافظة والمدينة على وجه التحديد ، وتهرب من قبل اي طرف من مسؤوليته  الأخلاقية من هذا الوضع المخيف،او التسويف في وقف اي ممارسة مخلة بالأمن والإستقرار ،تعد انتكاسة سياسية لمن يتمرد من قبل اي طرف يتمرد عن التزاماته امام ابناء المحافظة ....
وفي نهاية الأمر ،يجب على قيادة المجلس المحلي بقيادة المحافظ شوقي أحمد هائل  وإدارة الأمن التنسيق مع كافة الأطراف لوضع حداً للإنفلات الأمني بالمحافظة ،ومنا الضروري إلزام كل طرف بتقديم مصلحة ابناء المحافظة بالأمن والإستقرار  على خلافاتهم ومصالحهم الآنية ،كي تسنى للعقلاء اخراج محافظتنا المغدورة من هذا المستنقع ، ومن تسول له نفسه بتأجيج الوضع لأهداف شخصية او سياسية ،يجب كشف حقيقته للرأي العام ،كما يفترض بإدارة ترتيب اوضاع لإعادة الإستقرار الى المحافظة لكي لا تحل على تعز لعنة الاقتتال القروي المقيت  ...

الثورة ورُباح اللحظات الأخيرة


 محمد سعيد الشرعبي
كلما تسارع الزمن وبدأت ثمار الثورة بالنضوج ،تقافز الرُباح  لإلتهام ثمار تضحيات البسطاء والمساكين والمضطهدين في البلد وفي مقدمتهم شباب الثورة ومضة فجرنا البهي واشراقة صحبنا المجيد، بإخلاصهم وصدق ثورتهم منذ انطلقت الشرارات الأولى للثورة ومستمرون في نضالهم المقدس الى نهاية المدى الثوري دون تراجع او تهافت على المكاسب الآنية ..
منذ خرجنا الى الشارع مطالبين برحيل نظام صالح الدموي ،لم نخرج لحصد الميداليات وادعاء البطولات في الوقت الضائع ،خرجنا و ندرك بأن ذاهبون الى  وطن يتسع لأحلامنا بالحرية والعدالة وتطلعاتنا بالمواطنة المتساوية بين جميع فئات الشعب ، وكنا نعلم بأنا ذاهبون والله حليفنا في السراء والضراء  ،وقلما تسلل اليأس الينا بالفشل والفناء والعودة على اكتاف الرجال الى مقابر الوطن التعيس الذي خرجنا منه  بحثا عن مستقبل افضل في يمن جديد ،فتكللت تضحيات شباب الثورة بهزيمة صالح ونظامه ولازلنا على العهد والوعد نخوض درب الثورة حتى تحقيق النصر النهائي ...
انا لا ازكي نفسي او اخص فئية بريادة مشهد الثورة  دون ملايين الثوار الذين شاركوا بصنعها في ارجاء البلد،واعتقد بأن كل مواطن يمني شريف ثورة بحد ذاته  بصبره على المستبد وأعوانه طيلة ثلاثة عقود من الحكم ،وكل شخص لبى نداء الثورة السلمية ،وانحاز لها بأي شكل في اشد اللحظات حرجا من عمر الثورة  نعتبره جزء اصيل من هذه الثورة ،ومن حق اي يمنيا كان  الفخر والاعتزاز بهذا  الفعل الشعبي الخالد ،وبلا شك من ذاق طعم البدايات الأولى للثورة ليس كمن هب متأخرا بعدما اشرق نور الثورة في رابعة السماء ..
ومع قناعتنا بأن الثورة فعلاً مستمراً لا ينتهي قبل انتصار الثائرين بتحقيق كافة اهداف الثورة التي فتحت باب المشاركة فيها لكل انسان يريدها ثورة على النظام الفاسد دون قيد او شرط ،وبالعفل ،كانت الثورة اما رؤوم بالباحثين عن الحرية والعدالة والدولة المدنية ،وعلى الرغم من طول مشوارنا ،يظل من قدر له شرف ريادة الفعل الثوري السلمي كانوا ولازالوا شعلة النار الي اضرمت النار تحت عرش المخلوع صالح ،وها نحن ندخل مرحلة جديدة من المراحل الأخيرة لإسقاط النظام ولو كنا ندرك بأن امامنا مراحل طوال ...
ومن عاش بدايات الفعل الثوري ،يعرف قسوة الظروف ومخاوف تلك الايام العصيبة التي قاومناها بصلابة المؤمنين بحقهم بالحرية والتغيير في مواجهة نظام الموت و طالة  القمع على يد اجهزة قمعية  تفننت في قمعنا لكنها فشلت في وأد ادارتنا الثورية ،لذا ومن باب الحرص على استمرار تلك الروح الثورية المتفانية والمتسامية ،ننبه  المهرولون لإدعاء البطولات في هذه الأيام  بمراجعة حساباتهم الخاسرة ،ونذكرهم بأن التأريخ ليس لعبة في الثورة الرقمية  ،كما لدى الثورة قاموسها وأرشيفها الخاص  ،وأكبر من ذلك ،نطمئن المتناكعين الى الواجهة بأن لدى الشعب ذاكرة ،بمعنى آخر ،الثورة تعرف ابنائها ،فلا داعي لـ(المداحشه ) في هذه الساعة ...
وبصراحة المؤمن بالثورة والواثق من دوره فيها وبلا ادعاء ،اقول لمزوري التأريخ والمتطفلين على الثورة ، امنحوا صكوك الثورة لمن تريدون ولن نطالبكم بتوزيعها وفقاً لمعايير ثورية مطلقا ،لأنا نؤمن بأن الثائر الحقيقي مخلوق ثوري بالفطرة  من ولادته الى مماته ،يعيش مؤمنا بقضية شعبه في مواجهة السلطة الظالمة وقواتها الغاشمة ويعمل بصمت لوجه الله والوطن  في السر والعلن و لا يستطيع اي انسان ثوري أن يعيش بين جنة الخذلان ونار التمرد الخلاق ،او يمارس يوما فعلا مشينا  يتنافى مع قناعته وتتعارض مع خيارات شعبه في هذه اللحظات التأريخية  ...
كما أن الثائر الحقيقي مخلوق جميل يتميز بروح ثورية  لا ينتظر صك وإن حس بالنكران  والجحود ،والثائر هو من يتحلى بأخلاق الفرسان  في وقت الشدائد العاصفة بالوطن الثائر،وتجده في صفوف الأحرار الرافضين للقهر و الإستبداد والحرمان ،ينشد الحرية للناس والعدالة في وطنه ،ويدعوا الى المواطنة المتساوية في مجتمعه ..
وعلينا أن نعرف  بأن الثائر الحقيقي والناضج يعمل ويجتهد لأجل شعبه وتحقيق اهداف ثورته بتفانٍ بعيداً عن الضجيج  بنفس لا ينقطع  بفعل فاعل ،وروحا تتسامى فوق الخلافات و الاشكاليات الهامشية على قارعة الوطن المصلوب ،ويتجاسر عن جراحات الجسد الوطني الذي مزقته الحراب والسهام الغادرة والنيران الصديقة في آن ...
ومهما تدافع البعض لإثبات الذات الثورية كردة فعل على خطاب الجحود او تطفلا على الثورة ،وأن حاول البعض تزكية ذاته ومن يروق له على حساب الآخرين بقصد او بدون قصد،علينا أن نتغاضى لهذا التزييف الإقصائي ،من يؤمن بقضية شعبه ويثق بنفسه المعبرة عن ارادة الشعب وبصواب فعله الثوري المجسد للثورة التي خرج من فيها الملايين وضحى  لأجلها الآف  بأرواحهم من الشهداء والجرحى الى المعتقلين والجنود المجهولين ..
واهمس بنتفة شعرية للشاعر "الفضول " في اذن من يشعر بلعنة المأثورة : الثورة تأكل ابنائها !
اهتفوا للشعب إن الشعب جيش لا يُذَلُّ  .... وقفوا للشعب إن الشعب أولى من يُجَلُّ
وثقوا بالشعب إن الشعب شهمٌ لا يُغَلُّ..... وادخلوا في الشعب إن الشعب أفياءٌ وظلُّ

موقفي من المحافظ شوقي هائل !


محمد سعيد الشرعبي
للمتدافعين بالتحذيرات المبطنة والنصائح المغفلة والمغلفة بالويل لي من  موقفي المعلن من لمحافظ تعز الجديد شوقي هائل  الذي يمثل واجهة للنظام العائلي ،اقول لهم وبمنتهى الصراحة لا تتبرعوا بالهمس في اذني بتحذيراتكم  السخيفة  قبل أن يستلم مهامه ،و إذا كان المحافظ شوقي  قد اعطاكم الضوء الأخضر لشن ضرباتكم الإستباقية ضدِ او  ضد اي صحفي او ثائر معارض له ،فأنصحكم بالبحث عن ضحية أخرى  ،فلحمنا مر ،وردودنا ستكون جارحة ،واعتقد أن المحافظ   لن يصمد كثيرا امامنا ،وأنصحكم  جميعاً بآخذ العبرة من النهاية التي  وصل اليها نديمه حمود الصوفي ...
يا  معشر التافهين ،إذا كنت تعتبرون  شوقي هائل مهاتير محمد ،وانطلت كذبتكم على البعض ،عليكم أن تتقرصوا العوافي وفتات المصالح بعدما رحيل  الصوفي الذي طلبتم الله في عهده  بدافعكم المشين عنه من انتقاداتنا المنحازة للمظلومين ،و لن نتوقف عن مقارعة الظلم والفساد في زمن شوقي..
ومن سوء طالع المحافظ الجديد استخدام ذات الأدوات التابعة للمحافظ السابق،وبفعلهم تمرغ الأخير في مستنقعات البلطجة ،فمن مصلحة شوقي ايقافهم عن تفاهتم لكي لا يستعدونا عليه من الآن  لو كانت دوافع الفضول  لدى هذه البطانة الانتهازية وراء هجمتهم المبكرة علينا  ،لذا اتمنى من شوقي أن يلزمها عدم التخاطب مع اي إنسان بإسمه ،لأني  وغيري ممن يرفضون هذا الواقع بمقدورنا الرد بالرأي الناقد وبقسوة عن اي  سفالة سياسية  او اعلامية من قبلهم  ...
انا لا  اخاطب سفلة افتراضيين بل مضادات وقفازات معروفين بسفالتهم ولا داعي لسرد اسمائهم هنا لأن مجرد ذكرهم في مقال عار عليا ،واخشى أن يجاريهم المحافظ وفقا لقاعدة  المرء على دين خليله،وهنا تكمن الكارثة ....
ولكي لا ينخدع  المحافظ "شوشو " بقدراتكم الخارقة وعروضكم المغرية لتصفيتنا بطرق ناعمة أو عنيفة كما تتوهمون ، من الأحرى بكم وبمحافظكم الجديد أن تدركوا بأنا انتصرنا على سلفه الصوفي بصدقنا وإيماننا بعدالة قضيتنا في مواجهة القتلة والفاسدين ،وعليكم آن تعرفوا بأنا لم ولن نستسلم لجبروت المال وساطور السلطة ،لأننا خرجنا بثورة سلمية و قادرون وبشكل اكبر وأوسع على تحطيم اي صنم ولو كان شوقي هائل الذي تلتفون حوله في هذه الأيام،وتبحثون لكم عن ضحية لإبتزازه ...
أنا أرفض هذا الواقع المسخ المخيب لتطلعاتنا والمتزامن مع انفلات الوضع بالمحافظة  ،وأشفق جدا على من يتحدثون عن مدنية شوقي وحنكته الإدارية ،كون ممارسته السلطوية وتعاملاته مع الناس  منذ سنوات في محلي تعز ،تزيد من اعتقادي بفشله في ادارة المحافظة ،بدليل رئاسته للجنة التخطيط بمحلي المحافظة منذ سنوات ولم ينجز شئيا يذكر سوى ملاحقة بائعي البسطات ...
اقول هذا مقتنعا بألا شي سيتغير بالمحافظة مادامت بدايات شوقي على هذا النحو المعيب والمخجل ،وأبشع مما يتصوره العقل،وبإعتقادي بأن الايام الجميلة لم تأتي بعد وأخشى أن يخيب المحافظ الجديد ظن ابناء المحافظة فيه  ،وأؤكد على هذا موقفي وغيري كثيرون يشاطروني هذا الإعتقاد لأنا نشخص الوضع بمعزل عن  البهارج الخادعة ..
مضافا مخاوفنا من  يكون المحافظ "موتور" لا اكثر  ،يعد شوقي  هائل  من القوى المالية النافذة في البلاد  التي تلتقي مع القوي التقليدية وربما الظلامية في اسلوب تفكيرها في مجابهة دعاة الحرية وتستخدم ذات الأدوات القذرة في النيل منا لأننا ومن اول لحظة صرخنا : يسقط البلاطجة !
وبعيدا عن هذا ،على اي حالم بدهس تطلعاتنا الثورية بحياة كريمة وترهيبنا من استمرارنا مجابهة مراكز القوة والنفوذ في تعز ، الاقتناع  بأن الشعب اكبر وجيلنا قهر القهر و حطم المستبد صالح وأحالناه رماداً ،وها نحن الآن نعاهد الله وشهداء  الثورة السلمية بأن سنحطم ما تبقى من اصنام ،وليس لدينا شئيا نخسره ،ومستعدون للتضحية بأرواحنا في مواجهة التحالفات الغرائبية التي تتشكل بطرائق منافية  لإرادة الشعب ..
ولأحبائي ورفاقي في ثورة الكرامة السلمية ،اؤكد لكم بأني سأظل على عهدِ للشهداء ولكم وللوطن  ما عشت حياً ،ولن أرتد قيد أنملة على موقفي من القتلة والمفسدين بمختلف صنوفهم في تعز وغيرها مهما تهافت اصحاب الوجوه المستعارة والأيادي المرتعشة لتزويق منظومة النظام الدموي السابق الذي تم تمويهها برجل الاعمال المؤتمري شوقي هائل في تعز ... 

الأربعاء، 4 أبريل 2012

تعز تترقب ... وهادي جاري البحث عن محافظ للمحافظة !


محمد سعيد الشرعبي
تحركات غير  مسبوقة تشهدها العاصمة صنعاء بشأن تعيين محافظا لمحافظة تعز والمسافة  بين مكتب رئيس الحكومة ومكتب رئيس الجمهورية ملئية بالوسطاء وحاملي قوائم الأحزاب والقوى ومراكز النفوذ في البلاد ،وهذا ما دفع بالرئيسين هادي وباسندوة لرفض تلك الإقتراحات كي لا تصيبهم لعنة تعز بإختيار لا يحضى بقبول ابناء المحافظة ...
نهار امس الإثنين ،التقى رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة  وفداً مكون من أعضاء الكتلة البرلمانية لمحافظة تعز والمجلس الأهلي وممثلين عن شباب الثورة ،وبحث الوفد مع مع باسندوة 18 نقطة على رأسها المطالبة بإقالة محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي، وإقالة القيادات الأمنية الضالعة في قتل المواطنين، وإخراج المعسكرات من مدينة تعز، ومعالجة الانفلات الأمني، وعلاج جرحى الثورة، وتعويض الشهداء، ومشكلة الصرف الصحي في المدينة.بحسب تصريحات صحفية لرئيس المجلس الأهلي في تعز عبدالله الذيفاني ..
وبحسب تصريح  الذيفاني لموقع الصحوة نت،سيلتقي  الوفد القادم من تعز برئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي لإطلاعه على أوضاع تعز وما تعيشه من مشاكل مختلفة، وكذلك الالتقاء بالمكونات الثورية في ساحة التغيير بصنعاء ..
يأتي هذا التحرك الرسمي بعد تسريبات كبيرة استبقت صدور قرار جمهوري بشأن تعيين محافظا لمحافظة تعز خلفا للمحافظ الذي غادر المحافظة بفعل ضغط شعبي رافض لبقائه في المحافظة على الرغم من محاولاته المتكررة لمساومة اطراف وقوى سياسية بهدف البقاء في منصبه وهذا ما تبدد بخروجا شعبيا غير مسبوقا رافضا لبقائه في منصب ،كما يتوعد شباب الثورة بالمحافظة بمحاكمته مع بقية القتلة والمجرمين ولو بعد حين ،حد قولهم ...
في الاسابيع الماضية  ،تداولت وسائل اعلامية محلية  أسماء افتراضية على طاولة الرئيس الجيد لإختيار احدهم لمنصب محافظ تعز  واغلبها اسماء لا تحضى بقبولاً شعبيا  بالمرة ،بإستثناء اسماء بعدد اصابع اليد ،ومازاد من تسابق الكثير لإطلاق الشائعات للرأي العام وتقديم الاقترحات للحكومة والرئيس هادي  اثر تداول وسائل الإعلام لأنباء عن  صدور قرار جمهوري وشيك بتغيير المحافظ  السابق حمود الصوفي الذي بدأ بنقل امواله الى بنوك ومصارف في دول خليجية  هربا من اي محاكمة قد تطاله عما اقترف في تعز وغيرها  ...
والأنكى في هذه المهزلة أن كثيرا من المتهافتين على  لنيل ثقة الرئيس هادي ورئيس الحكومة باسندوة ،لم يسبق لهم تسجيل موقفا مع ابناء المحافظة اثناء الثورة وقبلها ،ومعظمهم ممن صمتوا عن فساد الصوفي،بل وداهنوه كثيرا منذ تولى منصب محافظة  تعز  حفاظا عن مصالهم وعلاقتهم بمراكز القوى والنفوذ ...
ولأن بضاعتهم بائرة ،دشن ثوار اللحظات الأخيرة حملات التسويق مضحكة لأسماء مستهلكة ، بعضهم كان لهم مواقف سلبية من الثورة ،ومن المقربين لرباعي القتل في تعز "الصوفي ، قيران ،ضبعان ، العوبلي"  ،ولازالت تلك الحملات مستعرة ،وكأن محافظة بحجم تعز محافظة بلا ذاكرة ولا يعرف ابنائها حقيقة اكثر الأسماء التي يتم تلميعها وعلى عجل في هذه الأيام ...
يبدو هذه المرة وخلافا لما عهدناه من النظام السابق بأن الرئيس هادي وباسندوة يدركون بأن حساسية الظروف الأمنية والإنسانية القاسية التي تعيشها تعز،ونواياهم جادة لإعادة الأمن والاستقرار الى هذه المحافظة التعيسة في نظر مركز الحكم  التوافقي  المنشغل بذات المشاكل وأكثرها تعقيدا في انحاء مختلفة من البلاد ...
في المقابل يعزو كثير من المصادر السياسية والرسمية  تأخر صدور قرارات جمهورية بتعيين محافظا للمحافظة ولعدد من مدراء المكاتب والمؤسسات الحكومية الى مخاوف هادي وباسندوة من اصدار قرارات متسرعة قد تكون محبطة لأبناء المحافظة وشباب الثورة على وجه التحديد،ما قد يجلب عليهم سخط ابناء المحافظة ،ومهما كانت مبرارات التأخير ،فالوضع بالمحافظة يستدعي التعجيل ...
وبعيدا عن  لعنة التوافق وأولويات التقاسم التي قد تزيد الأوضاع في المحافظة تأجيجا ،يفترض بالرئيس هادي ،اتخاذ مواقفا جادا مما يحدث في تعز بهدف اخراج المحافظة من مستنقع الإنفلات الأمني ،بداية من تعيين محافظا حازما وشجاعا ويحضى برضاء ابناء المحافظة  لكي يتمكن من انقاذ تعز قبل انزلاقها الى المتاهة التي يخطط لها بقايا النظام السابق ....
تعز في هذه اللحظات المخيفة التي تمر عليها  تبحث عن الرجل المناسب وما اكثرهم لو لم يخضع قرار التعيين لجرثومة المحاصصة التي قد تبلي تعز بمحافظا هزيلاً او منفراً او مؤججا للمشاكل ،فالوضع الأمني والخدمي والحياتي في المحافظة  يستدعي مكافأة تعز بمحافظ استثنائي  يستطيع انتشالها من مستنقع الفوضى والخراب ،ولم يسبق تلوثه بقضايا فساد او جرائم قتل او عرف عنه ارتباطه بعصابات التهريب  او مراكز النفوذ التي تقدمت للرئيس هادي  عبر البلطجي سلطان البركاني وآخرون بقائمة أسماء توافقية  اعتبرهم نسخا كربونية من المحافظ البلطجي حمود الصوفي ،وهذا ما اخشى منه على تعز وطموحات شباب الثورة في تعز  ...
الكل يلهث خلف المنصب ،وتعز تبحث عن محافظ يعيد لها ما فقدته من الأمن والإستقرار ويبنى ما دمرته قوات  صالح قبل الثورة وبعد اشتعالها في ارجاء البلاد بداية من تعز ،واتمنى من الرئيس هادي الذي منحه ابناء تعز ثقتهم ،أن يحسن اختياره في تعيين محافظا لمحافظة خرجت عن صمتها ولن تعود بمحافظا لص وقاتل مبهرر من شاكلة محافظها السابق ،ولن ترحب بمحافظا فهلوياً او هزيلاً تفرضه قوى المصالح والنفوذ التي ثار الناس ضدها وضد ممارستها في تعز وغيرها ...
اصرخ في وجه الجميع ( تعز بلا محافظ يا هادي ويا باسندوة، فلا تتأخروا كثيراً) ،فهل سيسمع هادي ؟ بلا شك هو مشغولا بالقاعدة وبينتها أنصار الشريعة وأنصار الله وأنصار الثورة وأنصار صالح وأنصار صمته وهدوا باله الرئاسي ،واعتقد بأن تعز ستخلط اوراق هادي وباسندوة في حال استمر قلة تقديراتهم لوضعها الأمني والإنساني المخيف بفعل عصابات مسلحة وبلاطجة دمويين  يتبعون نافذي المجلس المحلي المواليين للمؤتمر ولا داعي لذكر الأسماء،لهذا وغيره يجب  على المركز التوافقي المقدس الاسراع في انقاذ تعز من شرورهم وبشكل عاجل ،لو كان هناك  حريصا توافقيا على استقرار المحافظة ...

الاثنين، 2 أبريل 2012

الى الرئيس هادي ... تعز تريد محافظ استثنائي


محمد سعيد الشرعبي
في الأيام الأخيرة  خرج علينا البعض بأسماء افتراضية لمنصب محافظ تعز  واغلبها اسماء مفجعة جدا بعدما تناهت الى مسامعهم انباء عن  صدور قرار جمهوري وشيك بتغيير المحافظ سيء الصيت حمود الصوفي الذي بدأ بنقل امواله الى بنوك ومصارف في دول خليجية  تمهيدا للعيش خارج البلاد ...
من المخزي أن يسارع  من صمتوا  فساد على الصوفي،وداهنوه كثيرا منذ تولى منصب محافظة  تعز ،كنت اتمنى من المتحمسين لإطلاق حملات التسويق المضحكة لأسماء مستهلكة ، تنديدا واحدً بجرائم  رباعي القتل "الصوفي ، قيران ،ضبعان ، العوبلي"  بحق شباب الثورة السلمية من الـ 11 فبراير حتى اللحظة ، ولطالما  انتظرت من هولاء الانتهازيين  موقفا صريحا مما طال تعز  من حرب ظالمة  على يد قوات المخلوع علي صالح على تعز خلال العام الماضي  ..
اعرف بأن الوضع معقد جداً ومن الصعب انتقاء محافظ يليق بمحافظة تعز ،وأدرك بأن الرئيس هادي لن يقامر بجلب محافظا جديدا اتعس من الصوفي ولا يحضى بقبول شعبي  مهما كانت معايير التوافق وأولويات التقاسم ،لهذا اتمنى من الرئيس هادي اختيار محافظا حازما وشجاعا ومثقفا يليق محافظة تعز دون الإلتفات للأسماء المرشحة من قبل قوى المصالح والنفوذ او الأطراف السياسية التي قد ترشح اسماء غير مقبولة سياسيا ومرفوضة شعبيا ..
تعز لا تريد محافظ هزيلاً او ضعيفاً او مؤججا للمشاكل ،فالوضع الأمني والخدمي والحياتي في المحافظة  يستدعي مكافأة تعز بمحافظ استثنائي  يستطيع انتشالها من مستنقع الفوضى والخراب ،ولم يسبق تلوثه بقضايا فساد او جرائم قتل او عرف عنه ارتباطه بعصابات التهريب  او مراكز النفوذ التي تقدمت للرئيس هادي  عبر البلطجي سلطان البركاني وآخرون بقائمة أسماء توافقية  اعتبرهم نسخا كربونية من المحافظ البلطجي حمود الصوفي ،وهذا ما اخشى منه على تعز وطموحات شباب الثورة في تعز  ...
اتابع القضية بروح ثورية متسامية حريصة على اقالة الصوفي و استبداله برجل مناسب يعيد لمحافظتنا التي تعيش ظروفاً امنية وإنسانية مخيفة ، لم أتوقع أن تصل بنا المهزلة الى أن  يضعنا اللصوص ومراكز النفوذ الطفيلية بالمحافظة امام خيارات سيئة للالتفات على ارادة ابناء تعز المطالب بتعيين محافظ للمحافظة خلفا للصوفي ،وأتوقع بأن ابناء المحافظة سيرفضون اي قرار يأتي بمحافظ تافه على غرار الصوفي و قادرون على الإطاحة به مهما كانت الظروف ...
وفي هذه اللحظة اصرخ بوجه هادي وطرفي التوافق الإنتقالي ،وأتمنى ألا يستهبلون بإرادة ابناء تعز ،فهذه المحافظة لم تعد كما كان يصورها صالح ونظامه البلطجي ،وبإمكانهم  فرض اي محافظ يتنافى مع تطلعات التعزيين الحالمين بمحافظ استثنائي مقبول  وليس توافقي مرفوض لأن ،تعمد تعيين محافظ غير مقبول سيزيد من تأجيج الوضع أكثر مما تعيشه الآن بفعل الصوفي  ومن يرعى ويدعم من عصابات مسلحة وبلاطجة دمويين ،يجب انقاذ تعز من شرورهم وبشكل عاجل ،لو كان الرئيس الجديد وحكومة الوفاق حريصين على استقرار المحافظة ...
تنويه  متأخر :
أستطيع الجزم بأني أكثر من ناهض القاتل المبهرر المحافظ حمود الصوفي ،وتتبع جرائمه المستمرة حد اللحظة منذ تم انتخابه بشكل صوري محافظا للمحافظة منتصف مايو 2008 م  ،ويعرف الجميع بأني الصحفي الوحيد والأبرز الذي حرص الصوفي على مضايقتي والتنكيل بأسرتي على خلفية مواضيع صحفية تناولت فيها استغلاله الشخصي لوظيفته العامه بالإفساد والبطش بالآخرين  دون رادع  في تعز على مرأى ومسمع نخب سياسية وثقافية وماليه  تعزية داهنته كثيرا على حساب حياة وحقوق الضعفاء والمساكين ...
هذه النخبة المقيتة والطفيلية على واقعنا المرعب ،اتهموني اكثر من مرة بالنيل من الصوفي بناء على عداوة شخصيه  كما كانوا يكذبون،وتلك تهما ظالمة لا اساس لها  من الصحة ،واعتقد بان نقابة الصحفيين وكبار زملاء المهنة يعرفون الحقيقة  بشكل دقيق ،لهذا كان موقف النقابة معي مشرفا ،وفي اكثر من بيان تطرقت النقابة للوجه الآخر لمحافظ تعز ،والذي انكشفت اقنعته للصحفيين ولأبناء المحافظة خلال الثورة السلمية على الرغم من محاولاته المتكررة للتنصل من مسؤولياته الجسمية ،ومحاولته المضحكة للتهرب من جريمة مشاركته في الحرب التي تعرضت لها المحافظة  على يد قوات صالح وأبنائه وبلاطجتهما ...


الأحد، 1 أبريل 2012

قلق آني على محك الوعي الثوري


محمد سعيد الشرعبي
بين الصواب والخطأ خيطا دقيقا بين الشك واليقين ،وشتان بين الوعي واللاوعي في تفكير الكائن اللامبالي بما يلف حياته  من مفارقات ،قياسا بالإنسان الواعي والمدرك لأبعاد معادلة واقعية ضاربة جذورها في عمق المشهد الوطني الغائم الذي نعيش تشظياته في هذه اللحظة الآزفة من ماضٍ يأبى الرحيل ،يقابل حاضر مثقل اذا لم يكن مصفد بقصوره الذاتي ،وكأننا بحاجة وثب جماعي الى المستقبل ،ولن يأتي هذا الفعل المنتظر بفعل ثوري ،قبل قبر الماضي وهذا _في رأي الكثير_ فعلا مكلفا وتغير غير عميق ،بالإمكان تجاوزه الى تحقيق الأفضل  شريطة عدم الإلتفات له مهما كان المبررات  ...
وهذا لا يعني أخفاقاً جماعي لعام ونيف من التضحيات الشعبية يتقدمه جيل ثوري حالم وغير مسبوق في تأريخ اليمن ،لكنها لعنة الظروف الموضوعية الضاغطة والمعيقة لأي فعل تحرري للخلاص من الماضي في بلد تدميه تعقيداته القاهرة للطبيعي والممكن حد الإستحالة  لو لم نهندس ادواتنا ونصقلها كما ينبغي مهما كانت ثقتنا بزوال الشرور ،يقابلها حرص على دقة التصويب الآني والإستراتيجي  لوطن في مهب ريح الاحتمالات السيئة ،وهذا ما يصيب الوعي العاطفي بالقلق المفزع ...
وقبل هذا ،علينا أن نعود الى الذات ،لكي نكتشف قدراتنا بهدف استثمار طاقتنا في اعادة الخلق المجتمعي والوطني ،لأن الثورة _اي ثورة _ تأتي على واقع مرفوض استمراره ،لذا كان لم تكن ثورتنا ترفا نخبوي بقدر ما هي انفجار شعبي هائل قلب المعالات وقلب الطاولة على نظام عائلي حاكم  عابث وبغيض ومعارضة كبيرة اغلبها مؤتلف وهدفها واضح وما تبقى مشتت التكوين وقاتم المسالك ..
كنا شعب مقموع ومقهور ،واخشى إنكسار قد يقصم استقامة واقعنا المعاش لنعود الى مربع الهزيمة النفسية للجموع التي قهرت قاهرها المتوحش ،لذا بات من الضروري أن نجعل من خروجنا الى فضاء الحرية خروجا مباركا  مهما تكالبت علينا الوقائع بفعل تعقيدات الواقع ،وأي تراجع للهمم او شعور ذاتي بالهزيمة ،سيفقدنا قيمة التحول التأريخي الذي انجزناها وضحى اطهر شبابنا لأجله وبالفعل ، بدأت عجلات التغيير بالتحرك ولو بسرعة بطئية ،وفقاً لحساباتنا الثورية ..
من يدرك كنه ثورتنا العظيمة ويستوعب معطياتها وما يحيط بها من مخاطر،يدرك بأنها حصيلة نهائية لنضالات وتعبيرا لا نهائي لطموحات شعب بمختلف توجهاته الفردية والجماعية ،وعلية فأن التضحية كانت اعظم ،ولو اكتملت انتصاراتها بتحقيق كامل اهدافها ،فأن جيل الثورة سيدرك بأن تضحياته لم تذهب هدراً ولم تنتهي امالنا على جدار الأمر الواقع ...
لهذا وغيره ، من الطبيعي أن يعود كثيرين الى الذات في لحظة غير طبيعية تمر علينا في ظل مواصلتنا لرحلة عن الإنسان والهوية التي طمرها الديكتاتور وحاول اختزالها بشخصه وعائلته بوقاحة قامعة ودموية غير مسبوقة ،بدليل تعامله الهستيري مع صحوة الشعب بحثا عن العدل والكرامة والحياة اللائقة ،ولم يكتفي المستبد المخلوع  عند تهديدنا بقلع العداد ،وردة فعله الانتقامية والهستيرية لم تخطر على بال أحد ،ومع هذا خاب ،وهو تجرع مرارة مقامرته الفاشلة بالوطن واستهتاره بدماء شعبنا العظيم ..
وكل تقدمت بنا الأيام  المقلقة التي ينغصها المخلوع بهذيانه المضحك ،يؤكد عمق مأساته النفسية بفعل خروجه القسري من السلطة ،يبدو المشهد العام في طريقة للتعافي وربما ما نعيشها هذه الايام من لحظات قلق من الآخر ،ليس بين القوى الفاعلة في البلاد ،ولكنها تصل الى التفكير والحسابات الفردية التي تذكيها مخاوفنا من طموحات استئثارية لهذا الطرف على حساب البقية ،وهذا ما تدحضه معطيات واقع يمر برضاء الجميع ولا يزال مواتيا لمن اراد اللاحق به من القوى الوطنية والأفراد غير  المتورطين بجرائم القتل والحرب...
وعودة الى الإنسان  المسكون بالقلق ،والذي يعد العامل المحرك والهدف  المحتمل من لثورة التغيير في المجتمع ونظامه السياسي ،فلكل انسان تصوره الخاص للشأن العام  المفترض أن يعيشه ،وإذا لم يستوعب الخاص فسيفساء  المشهد العام او يلامسه ،يظل تصورا خاصا خاضعا للتغيير والتطوير لكي يؤسس مناخا ملائم للتعايش مع الآخر دون تصادم أو اختلاف يتسبب في تعطيل محركات الثورة الذي تدفع بقطار التوافق نحو المستقبل لإحداث التحول التأريخي والتغيير المنشود والمأمول من الجميع ...
وفي نهاية الأمر،يظل تحركاتنا الثورية محكومة ،بعمق وعينا بخروجنا التأريخي بثورة عارمة على الواقع ،وتجربة عام ونيف من مسار الثورة ،تشير الى أن  مدى الوعي كبير جدا فاق توقعاتنا ،ويُبشر بالنصر النهائي لثورتنا العظيمة ولو بعد حين ،وليس لأحد سببا في طول الإنتظار لهذه اللحظة التأريخية التي نعيشها توالي تغيراتها  التدريجية  ،ولو لم نشعر بأثرها المدوي قبل الآن، لكنها ستأتي  ذات صباح قريب ..