معتصم بحبل الثورة و ثابت على أهدافها
محمد سعيد الشرعبي
معتصم بحبل الثورة من أول لحظة خروج لطلاب جامعة صنعاء منتصف يناير من العام الجاري ،وثابت على اهداف ا ثار الناس عليه حتى الى نهاية الشوط ،ولكونه مؤمن بالثورة كفعل مستمر يضل الثائر معتصم ثابت متفائلاً جداً ،ولدخول الثورة شهرها التاسع ولم تحقق مطلبها بإسقاط نظام علي صالح بشكل كلي ،ما تسبب في احباط لبعض رفاق النضال من الشباب في ميادين وساحات الثورة ، لا تزال طلته الباسمة تزين حضوره وغيابه في وجدان الثورة السلمية ...
ومن حظي أن تعرفت عليه مبكراً، و بحكم قربي منه روحاً محلقة في الأفق ،عصامي ينحت طريقه الخاص في درب وطن منهك ،يعد متعصم واحد من رواد الثورة الطلابية الذين أشعلوه شرارة الثورة تحت سرير شعب نام لأكثر من ثلاثة عقود على دكتاتورية صالح وعائلته الحاكمة التي أحالت حياة الناس الى جحيم لا يطاق ،فكانت الثورة نتيجة طبيعية للقهر والحرمان، و ها هي الثورة جمرية الروح كروح معتصم فولاذية الإرادة كحال شباب الثورة في الساحات والميادين ...
كثيرا من شباب الثورة نال قصهم من اهتمام وسائل الإعلام ،بإستثناء معتصم الذي وقف كنصب الحكمة وسط ساحة التغيير يناضل بصمت ولا ينتظر، غير متهافت على عدسات الصحفيين ،وكما عرفناه وحيدا مل الوجود مع انه لا ينتمي لحزب او مسنوداً من قبيلة ،مقارنة تصفهم عدنية اصيله بـ"سلاحف البيجا بيجا " الذين قفزوا الى واجهة الثورة بطريقة مثيرة للغرابه ..
و متعصم المنحدرة اصوله من مديرية قدس بمحافظة تعز سباب مستقل وغير منتمي لإي تيار سياسي،وخلافا لإبناء مديريته ليس منضويا في صفوف حزب التنظيم الناصري الذي يولد فهيا الناس ناصريين بالفطره ،ويناضلون خلف هلالها والنجمة الى آخر رمق، ولأنه متمرداً واعي على واقعه ،ينطلق كالنسر في طلعية كل عملي ثوري مهما كانت نتائجه ،وما يترتب عنها من نهايات ،لهذا وبلا تكلف يثب فوق الخطوط الحمراء في كل زمان ومكان ،وبضحكته الخجولة وبروح رياضية يستقبل تحذيرات وانتقادات زملاء الدراسة ورفاق دربه الثوري...
كأي ثائر قلما بدب الى روح معتصم اليأس من خلاص اليمنيين من نظام صالح ،فهو مؤمنا بسقوط نظام تحول الى عصابة في مواجهة إرادة شعب عظيم اثبت للداخل والخارج بصلابته بنيانه واصالة منبته ،ورغم طول الزمن الثوري قياسيا بثلاث ثورات عربية ،يرى رفيقنا الثائر بأن عامل الزمن غير مؤلم في تم اسقاط النظام بكل حمولاته وتفكيك عبواته ،بقدر مخاوفه من الحلول السياسية التي تقض مضاجع معتصم ومعظم شباب الثورة الذين لا يراهنون على غير ثورتهم في حياة كريمة تليق بهم ودولة مدنية تصون كرامتهم من استمرار انجرافها بأي شكل ومن قبل أي نظام قادم ...
بحرصه على مساندة فريقه المفضل ريال مدريد ،و مواضبته على صلاة الجمعة في شارع الستين ،يرفض معتصم مختلف اشكال الوصاية ومبرارتها ،ويتحسس من كل تدخل في مسار الثورة بقدرة تحسسه من الغازات السامه التي نال حضه الوافر منها في كثيرا من المسيرات التي شارك فيها في العاصمة صنعاء ومدينة تعز ...
وما يتنهد منه هذا الثائر المنفرد بحبه للحياة خرج مع ابناء شعبه لتحقيقها ،اجحاف وسائل الإعلام في تغطياتها للثورة اليمنية ،ومع شعوره بالإحباط من كل ما يعترض طريق الثورة ،كعادته تكسر ضحكته عبوس الواقع ،ويؤكد للجميع بأنه شخص يعيش الثورة وتعيشه ،وانسانيته المفرطة في معترك الحياه ،نستمد منها ما تيسر من الأمل ،و مهما اختلفت او اتفقت معه ،يبعث في ارواحنا ايمان بنصر قريب عنوانه لابد من صنعاء وإن طال السفر ....
.............