الاثنين، 13 يونيو 2011

هنا 15 يناير ...هنا رواد الثورة اليمنية !

هنا  15   يناير ...هنا رواد الثورة !

محمد سعيد الشرعبي
 

لن نقف في هامش الثورة إلى النهاية، ولن نسمح لأحد في تشكيل مستقبلنا على هواه،ولمن لم يعلم بمدى امتعاضنا في ساحات الحرية والتغيير من تزوير التأريخ وتجيير الثورة بما يتوافق مع مصالحه وتربيطاته،نقول بصراحة حريص على وحدة الصف الثوري في مسيرته المباركة لإسقاط النظام الفاشي بكافة حمولاته وأدواته،وبناء دولة مدنية ،نحن إبناء الثورة ومستعدون لتقديم حياتنا حفاظا على أهدافها المقدسة ،وعهدا قطعناه في جمعتنا الأخيرة ...
 
حين أشعلناها ثورة سلمية صباح الـ 15  يناير 2011 م،لم نكُ باحثين عن منصب او سلطة،لأننا أكبر من المناصب والتموضعات ،ولن نتهافت في طوابير الباحثين عن موطى قدم في دولة المستقبل،لأننا ثوار ،ولسنا أثوار نبحث عن مراعي ...  
 
حينما كنا نناضل من اجل انتصار الحياة في شوارع صنعاء لأكثر من ثلاثين يوما،تقبلنا الإهانات ،والمضايقات القذرة لقوات الأمن،وكنا نواجه المخاطر بصلابة لأننا نؤمن بفاتورة الحرية التي تشهدها ساحات اليمن،وواصلنا ذلك النهج الثوري المتسامي عن المصالح الآنية،والتخندقات الضيقة ،ولن يضر الثورة لو قلنا بأننا حتى اللحظة هدفا للأغبياء في الساحات والميادين...
 
أردنا لثورتنا مسارا سلمي،وها هي ثورة سلمية، رغم محاولات أعداء التغيير جرنا مربعات الفوضى وبرك الدم،ولن نتنازل عن هذا الخيار،وبروح غاندية عمدنا خيار السلمي بالدم،ومن أول خروج لنا بالمئات من جامعة صنعاء وعلى وجه التحديد طلاب كلية الإعلام الذين حاكينا ثورة  البوعزيزي بتونس،وأشعلنا نار الثورة في غابات الصمت المقدس والذعر من النزول إلى الشارع بصدور عارية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل رئيسه علي صالح دون قيد او شرط ..
 
عندما خرجنا _يومها_ لم نطلب إذن مسبق من وزارة الداخلية،كما لم يخط لنا أحدُ مسار تظاهراتنا أو يهندس هتافاتنا،فزفير صرخاتنا كانت تلقائية وعفوية ،لأننا كنا نعرف ماذا نريد،ورفاق الأسابيع الأولى من ثورة التغيير نبلاء وطيبون،ونضوجهم فوت على كثيرين محاولات الاختراق وعلى صدر صخرة وعيهم تصدعت  مخططات كائنات الغفلة ،لكن فارق الإمكانيات وخبرة السيطرة على إرادة الآخرين بأساليب قذرة وإقصائية جعلت منهم نجوما مزيفون للمشهد ،في حين يراد لشباب الثورة الحقيقون  وضع  أقل من "كمبارس" في ساحات دفعنا قدما أروحنا رخيصة فداء للإستماته على ساحات للحرية ،ساحات _في نظرنا_  وطن يمني حر للجميع ..
 
 بدمائنا نحن شباب صرخة الثورة الفعل ..ثورة النزول إلى الشارع،كنا مزيجا وطنيا خالصا،هدفه إسقاط النظام بعيدا عن التسويات،والمبادرات المريبة،ولازلنا نؤمن بما خرجنا لأجله،وعهداً قطعناه على أنفسنا،ولن نطأطأ رؤوسنا أمام تحت وطأة الحاجة للبقاء،او بحثا عن موطئ قدم في خريطة مستقبل التوازنات التي تتشكل ملامحها وتبنى مداميكها بمزاج حزبي بليد وما يشعرنا بالحزن وينذرنا بفداحة المصير رعاية أحزاب المشترك لهذا المخلوق الجديد..
 
في الأيام الأولى كان موقف المشترك غير آبه بنا،ومراقب لحركة إحتجاجاتنا ،يومها رفعنا بعضنا شعار رحيل المشترك مع النظام كردة فعل على موقفه السلبي منا،لكنا تراجعنا عن  موقفنا من المشترك بهدف تفويت الفرص على المندسين،وواصلنا فعالياتنا الإحتجاجية ضد علي صالح ونظامه العائلي،ولم نرتد للوراء رغم تعرضنا لأسوء المخاطر،و لأن اندفاعه الثوار تختلف عن مناورات السياسيين،تحاشينا تصدر بعض الحزبيين لمسيراتنا ،ولكنا في نهاية الأمر تلمسنا الأعذار لهذا التكتل المعارض كأمر واقع ...
 
ولتذكير كائنات الغفلة ،نقول ،بإرادتنا الحرة،وبمواقف بطولية لثنائي التحرر البرلماني احمد حاشد والناشطة توكل كرمان ،وبمشاركة غير موجهة لشباب ينتمون لأحزاب معارضه ،أحرجنا جيل المساومات ،وخوفا من فوات الآوان عنهم ،دعت أحزاب المشترك شبابها للإلتحام  بشباب الثورة،وهذا ما كنا نحلم به،فتحقق ذلك ،وبعد طغى القوى الجاهزة وأهونها المشترك على وجودنا ،لأننا واقعنا كشباب مشتت وسط طوفان الساحة المرتاب من كلمة ،فضلنا الصمت لضرورة وطنية ،وها نحن نجدد مجابهة محاولات الإقصاء والتهميش المتعمد ...
 
 وقبل  أن يتحول حلم  التغيير الى كابوس  مرعب لشباب الثورة الحقيقين بفعل تغييب مدروس وإقصاء ناعم ،واستمرار هذه السياسة العفاشية لدى المشترك وبقية القوى،ستندلع ثورة أخرى بسرعة البرق في كومة المحاصصات الرجعية ،ولن تتمكن قوة من إخمادها لأن جيل الثورة لن يسمح لأحد بتجاوزه هذه المرحلة المفصلية من عمر الثورة ...
 
نأمل ألا ترتكب قيادات المشترك خطأ فادحا بعد خطأها تشكيل اللجنة التنظيمية في  تشكليها للمجلس الإنتقالي المزمع الإعلان عنه..وإذا أفترضنا بأنك اللجنة التنظيمية كان بناء على توصيات حزبية محضة لممثلي المشترك فقط وممثلي معارضون بأسم المستقلين !! فهل من الحكمة ارتكاب جريمة وطنية بقصد أو بدون قصد؟؟ أتمنى من كل قلبي ألا تتكرر المأساة..ونراهن على حكمة قيادة وحرص قيادة المشترك في تجنيب البلاد كارثة جديدة ،ونريد لعقل المشترك أن يتعض من انتكاسات اللجان التنظيمية ...


السبت، 11 يونيو 2011

احتفال همجي برحيلهم الدامي


محمد سعيد الشرعبي

وتستمر تقليعات صبيان القصر في التشبث بالكرسي، ففي حين يترقب الشعب اليمني وفي مقدمتهم شباب ثورة التغيير خطوات انتقال السلطة، ودونما اكتراث بحياة السكان وحقهم بالأمان، أحال فلول النظام سماوات اليمن إلى جمرة رصاص حي وغيوم دخان في لحظة فاصلة بين ماض استبدادي، ومستقبل حر لوطن قرر شعبه الحياة، وطوت ثورته السلمية عقود الجحيم المريع .. إنه تعبير سافر في كسر إرادة الشعب تكسرت على صخرة وعيه حيل صالح في البقاء على رؤوس جيل استثنائي هزم الهزيمة بثورة سلمية.
برشاشات "خفيفة، متوسطة " تمركزت في الأحياء السكنية وبمدافع ثقيلة ومضادات للطيران، منصوبة في معسكرات تابعة للحرس الجمهوري، وبتزامن واحد دال على هندسة حفلتهم الأخيرة، دوت بنادق البيادق ورشاشات مدافع آخر الفيالق الموالية منتصف العاشرة من ليلة أمس الأربعاء بتوقيت صنعاء العاصمة، وبرسالة SMS هدأت المدافع ولم تنتهِ وليمة نجاح عملية تجميلية لجسد ميئوس من شفائه، تسبب نبأ شفائه بسقوط 5 وفيات و116 إصابة بينها 86 حالة خطرة، بينهم نساء وأطفال بحسب مصادر طبية في عدد من محافظات الجمهورية، وبالذات ساحات الحرية والتغيير التي كانت سماؤها نقطة التقاء الرصاص، و رؤوس شباب الثورة كانت هدفا لرصاص راجع من السماء وأخرى لا تطيش عن الهواء.
 ما حدث ليلة أمس ليس غريباً على نظام مغتصب للسلطة بقوة النار والبارود، تتجاوز أعداد ضحايا حروبه عدد شعر رؤوس قيادة حزبه الحاكم، وتلفيق فضيحة بهجتهم الدموية بالشعب اليمني، جرم لا يقل وطأته عن جرم مسلسل تزوير الإرادة الشعبية منذ وطأت قدمي علي صالح عتبة القصر حاكما مُرعباً، وغادره مذعوراً.
بدورها، حرصت القنوات الرسمية على مصادفة مشاهديها ببثها مباشرة بعد فصل الكهرباء على مدن وأرياف الجمهورية، ما يؤكد حرص مدبروها على إيصال رسائل وعيدهم بجمرة عيديه بمناسبة شفاء مستبد لفظته الحروق خلف الحدود والى غير رجعة، ولا يعني أنباء مماته من شفائه لأحدٍ على امتداد وطن ثائر تجاوز شعبه ماضيه مع الحاكم بثورة مذهلة ستنجز لليمنيين حياة حرة وعيش بطريقة ومعنى يليق باليمن شعبا وتأريخاً.
مسرحية دامية ومضحكة في آن، ستعد آخر رصاصة يصوبها صبيان القصر نحو صنم الحكم عن قصد ودون قصد، فالحديث عن فرائحية الحرائق والرصاص تحولت إلى فجائع وعويل لأسر برئيه تسببت أبابيل القصر في إلحاق الأذى بهم عن قصد، ونتيجة لسوء فعلتهم، عبرت أبناء اليمن عن رفضهم لهذا المنطق الهمجي لبقايا نظام مسكون بالقوة ويدير البلاد بأبجدية الرصاص والمدفع دون هدنة في حروبه مع شعب غادرها علي صالح للعلاج العاشرة والنصف من مساء السبت، ليفجع الناس بنبأ ما قيل انه نجاح عملية جراحية بعد خمسة أيام وبنفس التوقيت..